روابط فيديوات ونصوص تقارير وقائع اليوم الثاني من زيارة قداسة البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان/Video Links & reports’ texts of the second day events of the visit of His Holiness Pope Leo XIV to Lebanon
روابط فيديوات ونصوص تقارير وقائع اليوم الثاني من زيارة قداسة البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان
Video Links & reports’ texts of the second day events of the visit of His Holiness Pope Leo XIV to Lebanon
روابط فيديوات ونصوص تقارير وقائع اليوم الثاني من زيارة قداسة البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان 01/من صوت لبنان/رابط فيديو اللقاء الروحي المسكوني لقادة مذاهب لبنان في ساحة الشهداء مع قداسة البابا لاوون الرابع عشرن 02/ من دي أر أم نيوز/رابط فيديو زيارة البابا لاوون الرابع عشر إلى مزار القديس شربل_عنايا 03/ رابط فيديو زيارة البابا لاوون الرابع عشر إلى مزار سيدة حريصا 04/من موقع جريدة النهار/رابط فيديو لقاء الشبيبة في صرح بكركي مع قداسة البابا لاوون الثاني 05/نصوص تقارير وقائع اليوم الثاني من زيارة قداسة البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان
Video Links & report texts of the second day of the visit of His Holiness Pope Leo XIV to Lebanon **From Sawt Loubnan (Voice of Lebanon): Video link of the Ecumenical Spiritual Meeting of Lebanon’s Sect Leaders with His Holiness Pope Leo XIV in the Martyrs’ Square. **From DRM News: Video link of Pope Leo XIV’s visit to Saint Charbel monastery-Eynaia **From DRM News: Video link of Pope Leo XIV’s visit to the Shrine of Harissa **From Al-Nahar Newspaper Website: Video link of the Youth Meeting at Bkerké complex with His Holiness Pope Leo XIV. **Texts – Reports covering the events of the second day of the visit of His Holiness Pope Leo XIV to Lebanon
02/ من دي أر أم نيوز/رابط فيديو زيارة البابا لاوون الرابع عشر إلى مزار حريصا
003/من دي أر أم نيوز رابط فيديو زيارة البابا لاوون الرابع عشر إلى مزارمار شربل-عنايا
004/من دي أر أم نيوز رابط فيديو زيارة البابا لاوون الرابع عشر إلى مزار سيدة حريصا
05/من موقع جريدة النهار/ رابط فيديو لقاء الشبيبة في صرح بكركي مع قداسة البابا لاوون الثاني
تقارير وقائع المحطات الأربعة التي شملتها زيارة قداسة البابا لاوون الثاني للبنان في يومها الثاني/زيارة دير مار شربل، زيارة مزار سيدة حريصاً، لقاء في ساحة الشهداء مع رؤساء المذاهب اللبنانية ولقاء الشبيبة في بكركي
البابا لاوون الرابع عشر في عنايا وزيارة روحية حاشدة إلى ضريح القديس شربل : لنطلب السلام ونُوكل إلى شفاعة القديس كل ما تحتاج إليه الكنيسة ولبنان والعالم وطنية – جبيل /01 كانون الأول/2025 توافد آلاف المواطنين والمؤمنين من مختلف الاعمار منذ ساعات الصباح الاولىً الى دير مار مارون عنايا لاستقبال راس الكنيسة الكاثوليكية قداسة البابا لارون الرابع عشر في زيارته لضريح القديس شربل ، متمسكين بايمانهم غير آبهين برداءة الطقس وتساقط المطر. واحتشد الوافدون من بينهم زوار من بلدان عربية واجنبية نالوا نعمة الشفاء من امراضهم بشفاعة القديس شربل وسط تدابير امنية مشددة نفذها الجيش اللبناني . كما تجمع المئات من المواطنين عند مدخل اوتوستراد جبيل عنايا قبالة كنيسة مار جرجس لاستقبال قداسته حاملين الاعلام اللبنانية والفاتيكانية . وقد اقفل اوتوستراد عنايا – جبيل عند الخامسة صباحا امام السيارات افساحا في المجال امام السيارات الآتية من جبيل الى عنايا فيما اقفل اتوستراد جبيل – عنايا عند التاسعة صباحا . اول الواصلين الى دير مار مارون عنايا كان رئيس الجمهورية العماد جوزف عون وعقيلته حيث استقبلا بالتصفيق الحار والزغاريد من قبل المواطنين الذين كانوا في باحة الدير وعلى المنصة التي خصصت لهم وعند مدخل الدير ، وكان في استقبالهما الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الاباتي هادي محفوظ ورئيس الدير الاب ميلاد طربيه ، كما وصل تباعا الوفد المرافق لقداسة البابا ،فالبطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي ، الرئيس ميشال سليمان وعقيلته ، وزير الاتصالات شارل الحاج ، الوزير السابق وليد نصار ، النائب سيمون ابي رميا ، النائب زياد الحواط ، النائب السابق وليد الخوري ، قائمقام جبيل نتالي مرعي الخوري، رئيس اتحاد البلديات قضاء جبيل فادي مرتينوس ورئيس بلدية عنايا – كفربعال مارك عبود وعدد من رؤساء البلديات وفاعليات وتوجه الجميع الى ضريح القديس شربل . ووصل قرابة العاشرة الى مدخل عنايا موكب قداسة البابا حيث ترجل من سيارته واستقل سيارة MOBILI PAPA مباركا المواطنين الذين اصطفوا على مسافة 3 كيلومتر من حاجز الجيش عند مدخل البلدة الى دير مار مارون عنايا . ولدى وصوله الى مدخل الدير كان في استقباله الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الآباتي هادي محفوظ ، ورئيس الدير الاب ميلاد طربيه وتوجها الى الكنيسة حيث ارتدى قداسته اللباس الحبري ،بعدها توجه الى ضريح القديس شربل حيث سجد على مركع خاص مصليا صلاة خاصة وأضاء شمعة على نية لبنان والمسيحيين في العالم حملها معه كهدية من روما الى دير مار مارون – عنايا ، ثم تلا قداسته صلاة جاء فيها : “يا رب، يا مَن منحتَ القديس شربل، حافظ الصمت في حياة الخفية أن يستنير بنور الحق لكي يبحث في أعماقَ حبك امنحنا نحن الذين نقتدي بمثاله،أن نخوض في صحراء العالم جهادَ الإيمان الحسن، وأن نسير فرحين في اثر المسيح ابنك وليرنا عبدك هذا الذي عاش في سرّ الصلاة،وغلب التجارب بسلاح التوبة، عظمة رحمتك، وليعلّمْنا صمتَ الكلام ، وقوّةَ الأعمال التي تقدر ان تمس القلب. ولينل لنا من يسوع المسيح،المنتصر عل الخطيئة والموت شفاء النفس والجسد ، وليشفع معنا دائما لكي ننال نصيبنا مع القديسين في الملكوت الأبدي لك المجد والحمد أيها الآب والابن والروح القدس، آمين”. محفوظ والقى الاب محفوظ كلمة رحب فيها بقداسة البابا طالبا منه “تقبل صلوات الرهبانية المارونية الدائمة وامتنانها الثابت للفاتيكان “. وقال:”نعمةً تلوَ نعمة، لا نزال ننال من ملء ربّنا يسوع المسيح، كما يعلن القدّيس يوحنّا في مقدّمة إنجيله. نعمةً تلوَ نعمة، أوّلها نعمة القدّيس شربل، قدّيس لبنان، الذي ما زالت شفاعته تنير النفوس وتفيض على العالم عجائب السماء. وها هي نعمة جديدة: نعمة حضوركم، يا صاحب القداسة، هنا، في هذا المزار المغمور بالصمت والنور، حيث جئتم لتصلّوا أمام ضريح هذا الناسك المتواضع والمتّقد حبًّا، الناسك الذي عرف كيف «يبحث عن الله، ويصغي إليه، ويمجّده، ويدعوه، ليلاً ونهارًا، في سرّ القلب»، وذلك بحسب كلمة حضرتكم، يا صاحب القداسة، التي وجّهتموها إلى نساك إيطاليا في الحادي عشر من تشرين الأوّل الماضي. وفي يوبيل الحياة المكرّسة الذي احتُفل به في الفاتيكان في 9 تشرين الأوّل الماضي، في اليوم عينه الذي يصادف ذكرى إعلان قداسة القدّيس شربل، دعوتمونا، يا صاحب القداسة، إلى توسيع أفق «الطلب» و«البحث» و«القرع» في الصلاة وفي الحياة، نحو الأفق الأبدي الذي يسمو فوق واقع هذا العالم، ويوجّه خطواتنا نحو «الأحد الذي لا غروب له». وفي هذا اليوم المبارك، تجعل نعمة حضوركم هذا الأفق ملموسًا أمامنا: ترفع أنظارنا نحو السماء، وتجعل من حياتنا اليوميّة حياة أبديّة. وها هي نعمة أخرى، لأنّ التاريخ نفسه يحدّثنا اليوم. ففي سنة 1925، أي قبل مئة عام تمامًا، قدّم الرئيس العام لرهبانيتنا، الأباتي إغناطيوس داغر، إلى خليفة بطرس، البابا بيوس الحادي عشر، في الفاتيكان، ملفّ تطويب وإعلان قداسة القدّيس شربل. وها أنتم، يا قداسة البابا، في سنة 2025، بعد قرن كامل، تأتون لتباركوا بحضوركم هذا الدير عينه، فتقدّسون الذاكرة وتجدّدون النعمة. وستبقى زيارتكم محفورة إلى الأبد في تاريخ هذا الدير ورهبانيتنا. ولأنّ النعمة، كما يقول القدّيس أغسطينوس، «تُمنَح مجّانًا»، وهي «عطيّة لا مكافأة»، أتقدّم إلى قداستكم، باسم الرهبانية اللبنانية المارونية، بأسمى آيات الشكر العميق، والامتنان الذي لا ينفد، وبامتناننا البنويّ الثابت. وفيما أعبّر عن ابتهاجي بوجود فخامة الرئيس العماد جوزاف عون، رئيس الجمهورية، والسيّدة الأولى بيننا، أتوجّه إلى قداستكم بالقول: أهلاً بكم في عنّايا، راجيًا أن تتقبّلوا، باسم الرهبانيّة كلّها، عربون طاعتنا المطلقة، وصلواتنا الدائمة، ومودّتنا البنويّة الصادقة. في المسيح. شكرًا”. البابا لاوون والقى قداسة البابا كلمته متضرعا الى الله من اجل السلام في لبنان وبلدان الشرق الاوسط وقال : “أشكر الرئيس العام على كلماته وعلى استقباله لنا في هذا الدير الجميل في عنايا، الطبيعة التي تحيط بهذا البيت، بيت الصلاة، تشدنا بجمالها الداعي إلى الزهد. أحمد الله الذي مكنني من القدوم حاجا إلى قبر القديس شربل. أسلافي، وأفكر بصورة خاصة في القديس البابا بولس السادس الذي أعلن شريل طوباويا وقديسا، كانوا يتمنون هم أيضًا أن يقوموا بمثل هذا الحج. أيها الأعزاء، ماذا يعلمنا القديس شريل اليوم؟ ما هو إرث هذا الإنسان الذي لم يكتب شيئًا، وعاش مختفيا عن الأنظار وصامتا، لكن سمعته انتشرت في كل العالم؟ ألخص إرثه وأقول ما يلي: الروح القدس صاغه وكونه، لكي يُعلم الصلاة لمن كانت حياته بدون الله، ويُعلم الصمت لمن يعيش في الضوضاء، ويُعلم التواضع لمن يسعى للظهور، ويُعلم الفقر لمن يبحث عن الغنى، كلها مواقف تسير عكس التيار، ولهذا تنجذب إليه، كما ينجذب السائر في الصحراء إلى الماء العذب النقي. القديس شريل يُذكرنا، بصورة خاصة، نحن الأساقفة والخدام المرسومين، بمتطلبات دعوتنا الإنجيلية أما التطابق بين إيمانه وحياته والذي يتصف بالجذرية والتواضع معا، فهو رسالة لكل المسيحيين. ثم هناك جانب آخر حاسم: لم يتوقف القديس شربل قط عن التشفع لنا أمام الآب السماوي، ينبوع كل خير وكل نعمة، ففي حياته على الأرض، كان الكثيرون يأتون إليه لينالوا من الله العزاء والمغفرة والنصيحة. وبعد وفاته، تضاعف ذلك وصار نهرا من الرحمة. ولهذا، يأتي آلاف الحجاج في الثاني والعشرين من كل شهر، من بلدان مختلفة لقضاء يوم صلاة وتجديد للروح والجسد. أيها الإخوة والأخوات، نريد اليوم أن نُوكل إلى شفاعة القديس شريل كل ما تحتاج إليه الكنيسة ولبنان والعالم من أجل الكنيسة نطلب الشركة والوحدة بدءًا بالعائلات الكنائس البيتية الصغيرة، ثم الجماعات المؤمنة في الرعايا والأبرشيات، وصولا إلى الكنيسة الجامعة. شركة ووحدة. أما من أجل العالم فَلنَطلبِ السَّلام . نطلب السلام، بصورة خاصة، من أجل لبنان وكل المشرق. ونعلم جيدًا، والقديسون يُذكِّرُوننا بذلك، أنه لا سلام بدون توبة القلب لذا، فليساعدنا القديس شربل كي نتوجه إلى الله ونسأله نعمة التوبة لنا جميعًا. أيُّها الأعزاء، رمزا للنور الذي أضاءه الله هنا بواسطة القديس شربل، احضرت معي هدية، قنديلا. أُقَدِّمُ هذا القنديل، وأُوكل لبنان وشعبه إلى حماية القديس شربل، حتى يسير دائما في نور المسيح. شكرا لله لأنه أعطانا القديس شربل وشكرا لكم، أنتم الذين تحافظون على ذكراه. سيروا في نور الله”. تبادل الهدايا ومن ثم قدم الاباتي محفوظ باسم الرهبانية اللبنانية المارونية لقداسة البابا اول كتاب المزامير طبع في الشرق في دير مار انطونيوس قزحيا عام 1610 ، وقدم رئيس الدير هديتان لقداسته الشمعة التي صنعت خصيصاً للمناسبة وسراج القديس شربل في داخله زخائر من القديس شربل . بدوره قدم قداسته هدية للاباتي محفوظ . البركة الختامية وبعد البركة الختامية صافح قداسته الرئيس عون وعقيلته وجال والاباتي محفوظ والاب طربيه في متحف الدير ، ثم انتقل الى الباحة الداخلية حيث بارك العاملين في الدير والتقط الصورة التذكارية مع عدد من الرهبان . ثم صافح الرؤساء السابقين للرهبانية اللبنانية المارونية ، رئيس بلدية عنايا كفربعال مارك عبود وصاحب مؤسسة Solid Groupe الياس جعجع الذي قام بتنفيذ الاعمال اللوجستية كاملة للزيارة وعدد من الذين قدموا مساعدات لانجاح الزيارة وغادر قداسته والوفد عنايا على وقع قرع الأجراس والزغاريد ونثر الورود والأرز.
البابا في لقاء الأساقفة والمكرسين من بازيليك سيدة لبنان: إن أردنا أن نبني السَّلام فلِنَتَمَسَّكَ بالسَّماء ونتوجه إليها بثبات وطنية – حريصا /01 كانون الأول/2025 ترأس البابا لاوون الرابع عشر اللقاء الخاص مع الأساقفة والكهنة والمكرّسين والعاملين في الحقل الرعوي، في بازيليك سيدة لبنان – حريصا، المحطة الثانية في يومه الثاني في لبنان بعد زيارته دير مار مارون في عنايا، بحضور اللبنانية الأولى السيدة نعمت عون، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، كاثوليكوس بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك رفائيل بدروس الحادي والعشرون ميناسيان، بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي، بطريرك السريان الكاثوليك اغناطيوس يوسف الثالث يونان، السفير البابوي باولو بورجيا ولفيف من المطارنة والرئيسات العامات والرؤساء العامين. وقدم رئيس جمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة الاب الياس سليمان ورئيس المزار الاب خليل علوان للبابا لاوون، تمثالا من البرونز كناية عن جسر يرمز الى العبور والرابط بين لبنان والكرسي الرسولي اضافة إلى ايقونة سيدة لبنان. بعد كلمة ترحيبية للبطريرك مناسيان، استمع البابا الى اربع شهادات حياة ثم ألقى كلمة قال فيها: “بفرح كبيرٍ ألتقي بكم في هذه الزّيارة التي شعارها : “طوبى لفاعلي السلام راجع) متّى (5 (9) الكنيسة في لبنان، الموحَّدَة في وجوهها المتعدّدة، الله أيقونة لهذه الكلمات، كما قال القديس البابا يوحنا بولس الثاني، الذي أحَبَّ شعبَكُم محبَّةً كبيرة: في لبنان اليوم، أنتم مسؤولونَ عَن الرَّجاء” (رسالة إلى مواطني لبنان، 1 أيار / مايو (1984)”. أضاف: “هنا حيثُ تعيشون وتعملونَ، أوجدوا جوا أخويًا. وبدون سذاجة، اعرفوا كيف تمنحون الثّقة لغيركم، وكونوا مبدعين لكي تنتصر قوَّةُ المغفرة والرَّحمةِ الَّتي تجدّدُ الإنسان” (المرجع نفسه). شكرًا للشهادات التي أصغينا إليها ، شكرًا لكلّ واحدٍ منكم ! شهاداتكم قالت لنا إنَّ هذه الكلمات لم تذهب سُدًى، بل وجدتْ آذانًا مصغيةً واستجابة ، لأنَّ الشَّركة تُبنى هنا باستمرار في المحبَّة. في كلمات غبطة البطريرك، الذي أشكُرُه مِن كل قلبي يمكننا أن نُدرك جذور هذه العزيمة، المتجسدة في المغارة الصَّامتة التي كان يصلّي فيها القدّيس شربل أمام أيقونة والدة الإله، وفي مزار حريصا هذا ، الذي هو علامة الوحدة لكلّ الشعب اللبناني. في وقوفنا مع مريخ عند صليب يسوع راجع) يوحنا 19 (25) تمنحنا الصَّلاة، وهي الجسرُ الخفي الذي يوجَدُ القلوب، القوة للاستمرار في الرّجاءِ والعمل، حتَّى عندما يدوّي ضجيج الأسلحة من حولنا وتصيرُ مُتَطلَّباتُ الحياة اليومية نفسها تحدّيا. المرساة هي من الرموز الموجودة في “شعار” هذه الزيارة أشار إليها البابا فرنسيس كثيرًا في كلماته، على أنَّها علامة على الإيمان، الذي يسمح لنا بأن نذهب دائمًا إلى ما هو أبعد نحو السَّماء ، حتَّى في أحلك اللحظات. وقد قال: إيماننا مرساة في السَّماءِ وحياتنا مرسِيَّةٌ في السَّماء . ماذا يجب أن نعمل ؟ أن نتمسك بالحبل ونسيرَ قُدُمًا واثقين أن لحياتنا مرساة في السَّماء أي على الشَّاطِئ الَّذي سنصل إليه المقابلة العامة، 26 نيسان / أبريل 2017. إن أردنا أن نبني السَّلام، لِنَتَمَسَّكَ بالسَّماء ، ونتوجه إليها بثبات، ولتُحِبَّ ولا نخف من أن نفقد ما هو زائل، ولنُعط بلا حِساب. من هذه الجذور، القوية والعميقة مثل جذور الأرز ، ينمو الحبّ، وبعون الله تتحقَّق أعمال تضامن عمليَّةٍ ومستدامة”. وقال: “كلَّمَنا الأب يوحنا على الدبابية، القريةِ الصَّغيرة التي يخدم فيها. هناك، بالرغم من الحاجَةِ القصوى وتحت تهديد القصف، يعيش المسيحيون والمسلمون اللبنانيون واللاجئون القادمون من وراء ،الحدود، بسلام، ويساعدُ بعضُهم بعضا. لنتوقَّف عند الأمثولة التي أشار إليها هو نفسه العِملةُ السّوريّة التي وُجدت في كيس التبرّعاتِ إلى جانب العملة اللبنانية. إنّها تفصيلةً مهمة : تُذَكَّرُنا بأنَّ لكلّ واحدٍ منًا، في عيش المحبة، شيء يُعطيه وشيء يأخذه، وأنَّ عطاءنا المتبادل يُغنينا جميعًا ويقربنا من الله. البابا بندكتس السادس عشر، خلال زيارته لهذا البلد، وكان قد تكلم على القوة الموحدة للمحبة حتى في أوقات الشدة، قال: الآن بالتحديدِ يجب علينا أن نحتفل بانتصار المحبة على الكراهية والمغفرة على الانتقام والخدمة على السيطرة، والتواضع على الكبرياء، والوحدة على الانقسام […] وأن نعرف كيف نحوّلُ آلامنا إلى صرخة حب إلى الله وإلى رحمة للقريب” (كلمة في الزيارة إلى بازيليكا القديس بولس في حريصا ، 14 أيلول / سبتمبر (2012)”. أضاف: “بهذه الطريقة فقط، لا نبقى مسحوقين تحت وطأة الظلم والاستغلال، حتى عندما يخوننا أشخاص، كما سمعنا، ومؤسساتٌ لا ضمير لها تستغل يأس من لا خيار آخر لهم . وبهذه الطريقة فقط، يمكننا أن نعود ونملأ قلبنا رجاءً بغدٍ أفضل، بالرغم من قسوة الحاضرِ الذي يجب أن نواجهه في هذا الصدد، أفكّرُ في المسؤولية التي تقع علينا جميعًا تجاه الشباب. من الضروري أن نعزّز حضورهم، حتّى في المجالات الكنسية، ونقدر مساهمتهم الجديدة، ونعطيهم مساحة. ومن الضروري حتى وسط أنقاض عالم يعاني من فشل مؤلم، أن نقدّم لهم آفاقا حقيقية وعملية للنهوض والنُّمُو في المستقبل”. وتابع: “كلمتنا لورين على التزامها في مساعدة المهاجرين. هي نفسها مهاجرة، وقد التزمت منذُ فترة طويلة بأن تسند الذين اضطروا لا باختيارهم بل رغمًا عنهم، أن يترُكُوا كلَّ شيءٍ ويبحثوا عن مستقبل ممكن بعيدًا عن بيوتهم. وليلى، التي روتها ،لورين تمَسُّنا في العمق، وتُظهرُ هول ما تُخَلَّفُه الحربُ في حياة أبرياء كثيرين. ذكَّرَنا البابا فرنسيس مرارا، في كلماته وكتاباته، بأنَّه أمام مآس كهذه لا يمكننا أن نبقى غير مبالين، وأنّ ألَمَهُم يعنينا ويوجه إلينا سؤالا (راجععظة في اليوم العالمي للمهاجرين واللاجئين، 29 أيلول / سبتمبر (2019). من جهة، شجاعتهما تكلمنا على نور الله الذي يسطع ، كما قالت لورين، حتّى في أحلك اللحظات، ومن جهةٍ أخرى، ما عاشوه يفرِضُ علينا الالتزام، حتّى لا يضطر أحد بعد اليوم إلى الهروب من بلده بسبب صراعاتٍ عبثيّةٍ وقاسية، وحتّى لا يشعرَ مَن يدق باب جماعاتِنا أنّه مرفوض، بل مرحب به من خلال كلماتٍ شبيهة بالتي قالتها لورين نفسُها: “أهلا وسهلا بِكَ في بَيتِكَ!”. وعن ذلك تكلمنا أيضًا شهادَةُ الرّاهبة ديما التي اختارت أمام اندلاع العنف، ألا تترك المخيم، بل أن تُبقَيَ المدرسة مفتوحة، وتجعل منها مكانا لاستقبال النازحين ومركزا تربويا ذا فاعلية استثنائية. في الواقع، في هذه الغُرَف، بالإضافة إلى تقديم الدعم والمساعدة المادية، يتعلمون ويعلمون كيف يتقاسمون الخبز” والخوف والرجاء”، ويحبّونَ وسط الكراهية، ويخدمونَ رغمَ التّعب، ويؤمنون بمستقبل مختلف يتجاوز كل توقع. اهتمت الكنيسة في لبنان اهتمامًا كبيرًا بالتعليم. أشجَعَكُم جميعًا على مواصلة هذا العمل النّبيل، وأن تتوجهوا خصوصًا إلى المحتاجين، والذين لا مال لهم، والذين هم في أوضاع شديدة، عبر خياراتٍ مهمةٍ تقوم على المحبّة السخية، لكي ترتبط دائمًا تنشئةُ الفكر بتربية القلب”. وقال: “لِتَذكَّر أن مدرستنا الأولى هي الصليب، وأنّ معلمنا الوحيد هو المسيح راجع متى (23 .10 في هذا السياق، كلمنا الأب شريل على خبرته في الرّسالة داخل السجون، وقال إنّه هناك بالتحديد، حيث لا يرى العالم سوى الجدران والجرائم، نحن نرى في عيون السجناء، التائهة تارةَ ، والمتألقة برجاء جديد تارةً أخرى، وداعة الله الآب الذي لا يتعب أبدًا من أن يغفر . وهذا صحيح: نحن نرى وجة يسوع منعكسًا في وجه المتألم وفي وجهِ من يعتَنِي بالجراح التي سببتها الحياة. بعد قليل سنقوم بعمل رمزي وهو تسليمُ الوردة الذهبية لهذا المزار. إنّه عمل قديم، يحمل بين معانيه الدعوة إلى أن تنشر بحياتنا، رائحة المسيح الطيّبة راجع 2 قورنتس ،2 (14 أمام هذه الصورة، أفكَرُ في الرائحةِ التي تتصاعد من الموائد اللبنانية، المميزة بتنوع الأطباق التي تقدمها وبالبعد الجماعي القوي في مشاركتها. إنَّها رائحةً مكونةً من ألف رائحة توثز بتنوعها وأحيانًا بمجموعها معًا”. وختم: “هكذا هي رائحة المسيح الطيبة. ليست منتجا باهظ الثَّمَنِ ومحصورًا في قلةٍ قليلةٍ قادرة على أن تقتنيه، بل هو النكهة التي تنبعث من مائدة سخية تتسع لأطباق كثيرة مختلفة، ويستطيعُ الجميع أن يشارك فيها معا. ليكن هذا روحُ الرتبة التي نريد أن نقوم بها، وقبل كلّ شيءٍ الروحُ التي نجتهدُ أن نعيشها كل يوم متَّحدين في المحبة”. وقدم البابا وردة ذهبية للعذراء مريم، بحسب التقليد المتبع. كما قدمت له هديتان تذكاريتان.
لقاء روحي ووطني جامع في ساحة الشهداء – بيروت: كلماتٌ مسكونية ترحّب بالبابا وتؤكد رسالة لبنان في العيش المشترك والسلام البابا: مدعوون إلى أن تكونوا بناة سلام وتواجهوا عدم التسامح وتنيروا الطريق نحو العدل والوئام /01 كانون الأول/2025وطنية احتصنت ساحة الشهداء في وسط بيروت عند الرابعة من بعد ظهر اليوم اللقاء المسكوني والحواري بين الأديان الذي جمع البابا برؤساء الطوائف في لبنان ونحو 300 مدعو والذي وتضمن تسع كلمات للرؤساء الروحيين المسيحيين والمسلمين، اضافة الى حضور منشدين من جوقات: سيستاما بيروت ترنم، ودار الأيتام الاسلامية ومؤسسة الإمام الصدر. وشارك في اللقاء كل من: البطريرك الماروني يشارة بطرس الراعي، بطريرك إنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر اليازجي، بطريرك إنطاكية وسائر المشرق والإسكندرية والقدس للروم الكاثوليك مار يوسف الاول العبسي، كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا الكاثوليكوس آرام الأول، بطريرك كيلّيكيا للأرمن الكاثوليك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون مينيسيان، بطريرك السريان الارثوذكس مار اغناطيوس افرام الثاني، بطريرك السريان الكاثوليك الانطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، رئيس الطائفة الكلدانية في لبنان المطران ميشال قصارجي، النائب الرسولي للاتين في لبنان المطران سيزار أسايان، رئيس الطائفة الاشورية المطران مار مليس زيا، رئيس الطائفة القبطية في لبنان وسوريا القمص اندراوس الانطوني، رئيس المجمع الاعلى للطائفة الإنجيلية في لبنان وسوريا القس جوزف قصاب، مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب، المفتي الجعفري الممتاز أحمد عبد الأمير قبلان، شيخ العقل الطائفة الموحّدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى، رئيس المجلس الاسلامي العلوي الشيخ علي قدور، متروبوليت بيروت للروم ، راعي أبرشية بيروت المارونية المطران بولس عبد الساتر، بطريرك الاسكندرية للأقباط الكاثوليك الأنبا إبراهيم إسحق سدراك، بطريرك الكلدان في العراق والعالم الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو، بطريرك القدس للاتين الكاردينال بيير بتيستا بيتسابالا . كما حضر أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، رئيس مجمع تعزيز الوحدة المسيحية الكاردينال كورت كوخ، رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال كلاوديو غوجيروتي، رئيس مجمع الحوار بين الأديان الكاردينال جورج جاكوب كوفاكاد ، سكريتير العلاقات مع الدول والمنظمات بول ريتشارد غالاغر، رئيس الاحتفالات الليتورجية البابوية المطران دييغو رافيللي، السفير البابوي في لبنان المطران باولو بورجيا، وحشد من الشخصيات الدينية والاجتماعية وعدد كبير من الاعلاميين. ولدى وصول البابا الى ساحة الشهداء تم استقباله من قبل البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي، وبطريرك السريان الكاثوليك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان ونائب رئيس المجلس التسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب. وتوجه البابا على وقع الهتافات والتصفيق الى المنصة التي صممت على شكل دائري رمزا للوحدة وفي خلفيتها اشجار الزيتون . يونان والقى البطريرك يونان كلمة ترحيبية قال فيها: “نجتمع اليوم في بيروت، المدينة التي دمّرها وأرهقها جراحاً الانفجار المروّع في مرفئها القريب، لنرحّب، باسم جميع طوائفنا الدينية ومكوّناتنا المجتمعية، بصاحب القداسة البابا لاوون الرابع عشر، الذي يزورنا بصفته الأب الروحي للكنيسة الكاثوليكية، وأخاً لنا جميعاً في الإنسانية، حاملاً بشارة الإنجيل “طوبى لصانعي السلام.” اضاف: “نصلّي ونأمل، على الرغم من كل اليأس، أن تُساهم هذه الزيارة في ترسيخ السلام والاستقرار اللذين تتوق إليهما دول الشرق الأدنى، وفي مقدمتها لبنان، هذا البلد الصغير على الخريطة، والكبير في رسالته الديموقراطية وفسيفسائه الدينية والثقافية الاستثنائية؛ البلد الذي وصفه القدّيس البابا يوحنا بولس الثاني بأنه ليس وطناً فحسب، بل “رسالة” لمنطقتنا وللعالم بأسره”. وتابع: “تتزامن زيارتكم، يا صاحب القداسة، مع حدثين تاريخيين بالغَي الأهمية للإيمان المسيحي: أولاً: إحياء الذكرى الـ1700 لانعقاد المجمع المسكوني الأول في نيقية (التي تُعرف اليوم بإزنيك، في تركيا). وقد نظّمت كنائسنا لقاءات مسكونية احتفالاً بهذه الذكرى العزيزة على جميع المسيحيين بمختلف طوائفهم: الكاثوليك والأرثوذكس والبروتستانت، توحّدهم الصلاة والإيمان المشترك. ثانيًا: مرور ستين عاماً على نداء الحوار بين الأديان الذي أطلقه المجمع الفاتيكاني الثاني من خلال إعلانه الشهير “نوسترا آيتاتي”(Nostra Aetate) “في عصرنا”. وقد قرأت الكنيسة الكاثوليكية آنذاك علامات الأزمنة، ومن دون أن تتخلى عن إيمانها، اعترفت بالأديان غير المسيحية، ولا سيما اليهودية والإسلام، داعيةً إلى احترام رؤيتها للإيمان بالله الواحد، خالق الكون ومخلّصه. وقد أصبح هذا الإعلان أساساً للدراسات والحوارات بين الأديان، المبنيّة على قبول الآخر المختلف دينياً، والاحترام المتبادل في “حوار الحياة”، وتأكيد حرية الدين والضمير”. وقال: “يا صاحب القداسة، نشكركم على زيارتكم التي تأتي على خطى أسلافكم القديسين، الذين عبّروا عن تضامنهم مع شعوب الشرق الأوسط، مهد الديانات التوحيدية الثلاث: اليهودية والمسيحية والإسلام. كما تشهد زيارتكم على التقدير العميق الذي تكنّه الكنيسة الجامعة للكنائس الشرقية، ذات التراث العريق الممتد إلى زمن الرسل”. وختم البطريرك يونان: “على أن “شعوبنا تتوق قبل كل شيء إلى الاستقرار السياسي، والسلام البنّاء، والأخوّة الإنسانية الأصيلة بين جميع المواطنين. ونحن على يقين بأن زيارتكم ستشجعنا على تعزيز التزامنا الراسخ بالعيش المشترك، وبالحوار الديني الصادق، القائم على قول الحقيقة بمحبة واحترام متبادل، مع الثبات في جذورنا وأوطاننا. وبنعمة الله العلي، الآب السماوي بحسب إيماننا المسيحي، وبنعمة الله تعالى بحسب ما يؤمن به إخوتنا وأخواتنا المسلمون، نجدّد التزامنا بأن نسير معاً، مستلهمين دائماً الرجاء الذي لا يخيّب، كي نصبح بنّائي سلام حقيقي في لبنان وفي جميع بلدان الشرق الأوسط. وكما نردّد في صلواتنا بحسب الطقس السرياني الأنطاكي:”لِنَضَعْ ثِقَتَنَا بِالله”. بعدها تلا الاب جان بيار فاضل فصلا من الانجيل المقدس للقديس متى هن عظة يسوع على الجبل انشادا بحسب الطقس البيزنطي. ثم تلا الشيخ زياد الحاج أيات من القرآن الكريم.. فترنيمة سلام انبياء الله. وعرض وثائقي تحت عنوان: “طوبى لفاعلي السلام” تضمن شهادات عن العيش المشترك وتحدث فيه كل من المطرانين شارل مراد، يوسف سويف، الشيخ ربيع قبيسي، البروفسور ميشال عيسى، ميشلين ابي سمرا، الدكتورة نايلا طبارة، الشيخ محمد النقري، البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي. يازجي والقى بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأورثوذكس يوحنا العاشر يازجي كلمة قال فيها: “من الشرق نور ومن نور هذا الشرق نرحب بكم يا قداسة البابا. اهلا بكم في لبنان البلد الذي ينمو “صدٌيق الرب كارزه”، يسرني ان ارحب بكم بلغة الضاد ، باللغة التي عمٌدها المسيحيون، ونحن في قلب هذا العالم العربي. اهلا بكم في الشرق، في الارض التي اقتبلت المسيح، طفلا مولودا، وفي الارض التي انغرس فيها صليبه واقتبلت اقدام تلاميذه ونقلت بشرى انجيل قيامته الى اقاصي الارض. اهلا بكم في كنيسة انطاكية حيث تسمى التلاميذ مسيحيين. كنيسة انطاكية بكل اطيافها، الكنيسة الاولى التي اسسها بطرس الرسول تعانق بشخصكم الكريم كنيسة روما، الكنيسة التي ارست جذور الايمان بالمسيح في اوروبا”. وتابع: ” اهلا بكم في لبنان الوطن الرسالة لقبا اطلقه شارل مالك ابن كنيستنا الانطاكية الالمعي الذي كان له دوره الاساس في اقرار شرعة حقوق الإنسان، لقبا عاد واكده قداسة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني في زيارته لبنان. اهلا بكم في هذا البلد الفريد الذي يتنفس برئتيه الاسلامية والمسيحية. اهلا بكم في لبنان بلد العيش الواحد بلد المكونات التي تتكامل وتتشابه لا بل تنصهر لتكون لبنان. اهلا بكم في جوار سوريا وفي جوار فلسطين في هذا الشرق الاوسط الذي اخترتموه اولى محطة لزياراتكم الخارجية الرسولية وكأنكم تقولون ان مسيحيي الشرق هم في قلب اهتمام الكرسي الرسولي. وجودك ههنا بحد ذاته هو رسالة. نضع امامكم هذا البلد وهذه الارض بما ذكرنا من رمزية ونثق اننا في صلواتكم كما انكم في صلواتنا”. وختم يازجي: “اهلا بكم مجددا في هذا الشرق ووجه المسيح المتمثل بحضور المسيحيين فيه المتآلف والمحب مع الاسلام المتسامح لن يغيب عن هذا الشرق. عشتم قداسة البابا. عشتم جميعا وعاش لبنان”. دريان وألقى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عيد اللطيف دريان كلمة قال فيها: ” بسم الله الرحمن الرحيم الحمدُ للهِ ربِ العالمين ، والصلاةُ والسلامُ على أنبياءِ ورسلِ اللهِ أجمعين، وعلى سيِّدِنا محمدٍ خاتمِ الأنبياءِ والمرسلين ، وعلى آلهِ وأصحابِه أجمعين. وبعد : فإنّه لَمِن دواعي سُرورِنا أن نكونَ في استقبالِ بابا الفاتيكان لاوُون الرابعَ عَشَر الذي يزورُ لبنان بلدَ التَّعايُش والتَّعَدُّدِ الطَّائفيّ المتنوُّعُ ، وهو غِنىً وإثراءٌ لإنسانيةِ الإنسان ، واعتبارُ المواطَنةِ أساساً في تحديدِ الحقوقِ والواجبات على حدٍّ سَوَاء ، ومِن دونِ أيِّ تمييز. وفي لبنان نؤكِّدُ دائماً ثوابِتَنَا الوطنيةَ، في قِمَمِنا الرُّوحية ، ونَحتَرِمُ الحُرِّيَّاتِ الدِّينيَّةَ وحقوقَ الإنسان ، كأساسٍ للعيشِ المُشتركِ في مُجتمعِاتِنا المتنوِّعَةِ والمُتَعَدِّدة ، ولا نِتدِخَّلُ في الخصوصِيَّات ، فبلدُنا لبنان يَحمي دُستورُه حقَّ الطَّوائفِ في مُمارسةِ شرائعِها ، مِصداقاً لقولِه تعالى: ﴿لكلٍّ جعَلْنا مِنكُمْ شِرعَةً وَمِنهاجاً﴾. الإسلامُ هو المَسِيرَةُ الإيمانيَّةُ بِاللهِ الوَاحِد ، مِن آدمَ إلى نوحٍ وإبراهيم ، إلى موسى وعيسى ، وانتهاءً بمحمد ، عليهم جميعاً صلواتُ اللهِ وسلامُه. وقد قال اللهُ تعالى في مُحكمِ تَنزِيلِه: ﴿شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ، وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ﴾ . ونستذكر هنا ما أمرَ به رسولُ اللهِ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ الذينَ لا يَستطيعون الدِّفاعَ عَنْ أنفُسِهِمْ مِنَ المُؤمنين، بالهِجرةِ إلى الحَبَشَة ، وقال لهم : (إنَّ فيها مَلِكاً لا يُظلَمُ عِندَهُ أَحَد) . وخَشِيَتْ قُريشٌ أنْ تَنتَشِرَ الدَّعوَةُ بهذهِ الطَّريقةِ خارِجَ مَكّة، فأرسَلتْ رُسُلَهَا إلى النَّجَاشِيِّ مَلِكِ الحَبَشةِ المَسِيحي ، لِيَطرُدَ المُسْلِمينَ مِنْ عِندِه ، وقد زَعَمَ رَسُولا قُريشٍ أنَّ هؤلاءِ اللاجئينَ عِندَه ، والطَّالبينَ حِمَايَتَه ، والعَيشَ مُؤَقَّتاً في جِوَارِه ، هُمْ ضِدُّ دَعوةِ عيسى عليهِ السَّلام ، فقرأَ جَعفرُ بْنُ أبي طَالِب، اِبْنُ عَمِّ النبيِّ على المَلِكِ صَدْرَاً مِنْ سُورةِ مريم ، فتأثَّرَ النَّجَاشِيُّ وقال: (إنَّ هذا ، ومَا أَتَى بِه عيسى ، لَيَخرُجُ مِنْ مِشكاةٍ واحدة) . وأبى أنْ يَطرُدَ الآتِينَ إليهِ ، هَرَبَاً مِنَ الاضْطِهادِ بِسَبَبِ إيمانِهم ، وأصبحَ المسيحيون في أرضِ الحبشةِ، أولَ أصدقاءِ الدَّعوةِ الجَدِيدَة ، وأوَّلَ أصدقاءِ أهلِها. وإنَّ وَثيقةَ المدينةِ المُنوَّرة ، التي قامَتْ على أَساسِهَا نَوَاةُ الدَّولةِ الأُولى في الإسلام ، نَصَّتْ على أنَّ المؤمنين وغيرهم في المجتمعِ المَديني المتنوع، يُشَكِّلونَ مَعَ المسلمين (أُمَّةً وَاحِدَة)” . اضاف: “بهذِه الأُسُسٍ الإيمانِيَّة، أُرَحِّبُ بِضَيفِ لبنانَ الكبير، البابا لاوَون الرابعَ عَشَر، مُتمنِّياً له التَّوفِيقَ في قِيَادَةِ السَّفِينَةِ المَسِيحِيَّة، لِمَا فيه خَيرُ الإِنسانِيَّة ، على النَّحوِ الذي تُجَسِّدُهُ وَثِيقَةُ الأُخُوَّةِ الإِنسانِيَّةِ ، بَينَ إِمَامِ الأَزهَرِ الشَّرِيف ، الشيخ أحمد الطيّب ، والبابا الراحل فرنسيس”. وختم دريان: “إنَّ لبنانَ هو أَرضُ هذِه الرِّسَالة ، وهو رَافِعُ رَايَتِها، وَالعَامِلُ عليها ولها . ولذلك فإنَّنا ، نَعُدُّ أَنْفُسَنا مُؤتَمَنِينَ ، دِينِيّاً وأخلاقِيّاً ووطنِيّاً ، على حَملِ مَشعَلِ هذِه الرِّسَالَة ، حتَّى يَعُمَّ الأمنُ والسَّلامُ في العالَم ، وحتَّى تَسُودَ المَحبَّةُ بينَ جَميعِ الأُمَمِ والشُّعُوب”. آرام الأول والقى الكاثوليكوس آرام الأول كلمة قال فيها: “لبنان: بلد يُظهِر فيه التَّنَوُّع في جميع جوانب حياة أبنائه. إلّا أنّ تنوّعنا يتجلّى بوحدتنا، وحدةٌ تحفظ هذا التنوّع وتثريه، خدمةً للبنان موحّد، وسيّد، ومستقل. إنّ حضوركم بيننا، يا صاحب القداسة، هو تعبير قويّ عن تضامن الكرسي الرسولي مع لبنان، البلد الذي تُشكّل فيه العيشةُ الإسلامية-المسيحية المشتركة أساس الهوية اللبنانية وخصوصيتها، وفرادتها” . اضاف: “في الواقع، إنّ هذه الوحدة في التنوّع، وروح العيش المشترك، هما ما يجعل من لبنان جسرًا بين الشرق والغرب. فكيف نحافظ على تنوّعنا القويّ، وعلى شراكتنا الإسلامية– المسيحية الراسخة، بينما نعمّق وحدتنا الوطنية ونجسّدها؟ هذا هو التحدّي الماثل أمام شعب لبنان”. وختم: “إنّ زيارتكم للبنان، يا صاحب القداسة، هي بالفعل شهادة حيّة على تضامن الفاتيكان الدائم مع هذا الوطن” . الخطيب كما ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب كلمة في اللقاء الحواري مع البابا لاوون الرابع عشر وقال:” يسعدنا في هذا اللقاء أن نرحب بكم في لبنان، باسم المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى والطائفة الشيعية عامة، مقدرين زيارتكم لبلدنا، مثمنين مواقفكم في هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها وطننا. نحييكم بتحية الإسلام الذي يؤمن بالسيد المسيح عليه السلام، رسولا ونبيا ومبشرا وهاديا. وتحية طيبة لجنابكم من لبنان الجريح الذي لطالما اعتبره الكرسي الرسولي في الفاتيكان، رسالة وليس بلدا على هامش التاريخ .ومن هذا المنطلق أملنا كبير جدا، بأن تحمل زيارتكم لبلدنا كل فرص النجاح، وأن تُثمر في تعزيز الوحدة الوطنية المهتزة في هذا البلد المثخن بالجراح، نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر على أهله وأرضه”. تابع:”إن ثقافتنا الروحية مبنيّة على الأخوة الإنسانية، نستوحيها من مبادئ الإسلام الذي لا يفرق بين البشر، حيث يقول رسولنا الكريم محمد بن عبد الله (لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى). كما نستمد هذه الثقافة من فكر خليفته الإمام علي بن أبي طالب الذي يرسم طبيعة العلاقة بين البشر بعبارته الإنسانية البالغة المعنى :الناس صنفان.. إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق”. واضاف:”نحن نعتبر أنفسنا أخوة في الايمان ونظراء في الخلق، لا نفرّق بين أبناء البشر إلا بالتقوى، وأن الاختلاف من طبيعة البشر، وأن العلاقة بين المختلفين محكومة بالحوار والتعارف والتعاون على البِر والتقوى، وأن التعايش السلمي بين اتباع الديانات المختلفة هو القاعدة والأساس، وأن ما يحصل من حروب مفتعلة باسم الأديان لا يعبرعن حقيقة الدين الذي يقوم اولا على اساس حرمة الانسان وكرامته . اننا مؤمنون بضرورة قيام الدولة، لكننا في غيابها اضطررنا للدفاع عن انفسنا في مقاومة الاحتلال الذي غزا ارضنا، ولسنا هواة حمل سلاح وتضحية بأبنائنا”. وختم:”بناء على ما تقدم نضع قضية لبنان بين أيديكم بما تملكون من إمكانات دولية، لعل العالم يساعد بلدنا على الخلاص من أزماته المتراكمة، وفي طليعتها العدوان الإسرائيلي وما خلفه ويخلفه من تبعات على وطننا”. افرام والقى بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم مار إغناطيوس أفرام الثاني كلمة ترحيبية بقداسة الحبر الأعظم البابا لاوون الرابع عشر جاء فيها: “بفرح روحي وأمل كبير أرحب بزيارة قداستكم إلى أرض القداسة لبنان، قلب الله، مستذكراً قول اشعياء النبي: »مَا أَجْمَلَ عَلَى الْجِبَالِ قَدَمَيِ الْمُبَشِّرِ، الْمُخْبِرِ بِالسَّلاَمِ، الْمُبَشِّرِ بِالْخَيْرِ» (اشعياء 52: 7). أرحّب بكم باسم كرسي أنطاكية الذي يشترك مع كرسي روما في خدمة بطرس هامة الرسل وبولس رسول الأمم، وباسم جميع مسيحيي المشرق الذين شهدوا ويشهدون للسيد المسيح منذ بدء المسيحية، رغم الضيقات والاضطهادات التي عانوا منها عبر العصور، فقلّ عددهم بشكل فادح، وأصبح وجودهم في أرض آبائهم وأجدادهم مهدّداً. وفي السنين الأخيرة، أصبحت بلادنا، بمسلميها ومسيحيّيها، ضحية حملات تكفيرية إرهابية وحروب دامية، وكذلك عدوّ إسرائيلي شرس، ممّا سرّع في تهجير الكثيرين. وفي الوقت عينه، عززّت هذه التحدّيات الوجودية العمل المشترك بين مختلف كنائس مشرقنا وأدّت إلى ما سمّاه سلفكم الطيب الذكر البابا فرنسيس: “مسكونية الدم”. اضاف:” صاحب القداسة، تأتي زيارتكم الرسولية هذه في وقت حسّاس من تاريخ هذه المنطقة، حيث نشهد اضطرابات كبيرة وتحولات جذرية، نأمل أن تنتج استقراراً وعدلاً وسلاماً لمنطقتنا لم تعرفه منذ زمن بعيد. فأبناء هذه الأرض توّاقون للسلام المبنيّ على العدالة، الذي يجب أن يؤدّي إلى صون كرامة الإنسان وحريّته، في ظل دولة يسودها حكم القانون وتقوم على المساواة في الحقوق والواجبات”. وتابع: “يعيش المسيحيون والمسلمون على هذه الأرض الطيبة منذ قرون، يتشاركون الآلام والآمال، ويتوقون إلى الاستمرار في العيش معاً، مستفيدين من تجارب آبائهم وأجدادهم. ومع أهمية الحوار الأكاديمي بين ممثلي الأديان، تبقى الخبرة المكتسبة من العيش الواحد العنصر الأهم في تعزيزه. فالمشرق ليس حدوداً تُرسَم على الخرائط، بل هو حياة تُعاش، وذاكرة تُصان، ونسيجُ علاقات إنسانية جمعت عبر القرون بين المسلمين والمسيحيين. وهنا تعلّمنا أن العيش المشترك ليس شعاراً، بل حوار حياة يقوم على اللقاء الصادق والاحترام المتبادل، وعلى مسؤولية يحملها الجميع تجاه الإنسان – كلّ إنسان – لأنه محور رسالتنا وغاية دعوتنا” . وقال: “وفي هذا البلد الحبيب، لبنان، أدركنا أن الإنسان لا يكتمل إلا بأخيه، وأنّ تلاقي أبناء الأديان قادر أن يبني مجتمعاً متماسكاً يقف في وجه التعصّب والانقسام، ويبعثَ الرجاء في زمن أثقلته الصعاب. وكلما ارتفع صوت الظلم أو تعمّق جرح الانقسام، بقيت الكنيسة في لبنان والمشرق شاهدة للضمير الإنساني، تدعو إلى الحوار الصريح، واحترام الحرية الدينية، وحفظ كرامة كل إنسان خُلق على صورة الله ومثاله”. اضاف: “نعلم أنكم ستحملون في قلبكم معاناة هذا المشرق المتألم، وستعملون جاهدين على رفعها وضمان حياة حرة وكريمة لكل أبنائه، من خلال صلواتكم وعلاقاتكم وعملكم مع ذوي النوايا الحسنة” . وختم افرام: “فلنرفع معاً صلاتنا إلى الرب الإله، سائلينه أن يبارك هذا اللقاء، وأن يجعل من زيارة قداستكم إشراقة جديدة في مشرقنا المعذّب؛ إشراقة تبدّد الخوف من القلوب، وتوقظ الرجاء في النفوس، وتعيد إلى شعوب منطقتنا الثقة بوعد الرب القائل: »أتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ، وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ» (يوحنا 10:10)” . ابي المنى و القى شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ د. سامي أبي المنى قائلا:”باسم الخالق المبدع الذي نعبُدُه وكأننا نراه وهو يرانا، باسم الحقيقة لمختزَنة في كتبِنا المقدّسة ورسالاتِنا السماويةِ الداعية جميعُها إلى حفظِ الإنسان وصونِ كرامتِه. يُسعدُنا أن نرحِّبَ بكم صاحبَ القداسة، مقدرينَ لفتَتكم الكريمة، ومُصلِّين معاً لخلاص لبنانَ والمنطقة، راجينَ أن نُطوِّقَ الألمَ بالأمل، والشقاءَ بالرجاء”. وتابع:”نلتقي في توحيدنا فنرتقي في وحدتِنا، متمسَكينَ بالشراكة الروحية والوطنية التي هي مظلّةُ عيشِنا الواحد المشترَك، ومصدرُ قوّتِنا، فلبنانُ يُمكنُ أن يكونَ النموذجَ الأرقى للتنوّع في الوحدة، اذا ما أحسنًا فهمَه، واستفدنا من غنى مكوّناتِه، وإذا ما احترمنا خصوصياتِ بعضنا بعضاً. إنّه قويٌّ بدورِه، لا بمساحته وعددِ أبنائه، ومميَّزّ بانفتاحه وموقعِه، وما علينا إلّا أن نُحمِنَ أداءَ هذا الدور، وأن نستفيدَ من هذا الموقع ومن هذا الانفتاح. نحن على يقين بأنّ وطنَنا لا يُبنى إلّا على قاعدةٍ أخلاقيَة ذهبيّةِ ثابتة تقضي بأن تُحافظَ كلُّ عائلةٍ روحية على شريكتِها في الوطن، وبأنّ اجتماعَنا معاً، مسلمين ومسيحيين، قادرٌ على إحداث بارقةٍ أملٍ في هذا الجوّ القاتمِ من حولِنا، لكننا واثقون بأن الراعيَ صالحٌ، والرعيّةَ مؤمنة، وبأنّ الخيرَ سينتصرُ على الشرِّ، والنورَ سيطردُ الظلام”. وختم:”زيارتُكم صاحبَ القداسة تدعونا للارتقاء إلى ما هو أسمى، ولفتحِ أبوابِ المحبة والرحمة؛ المحبةِ لمسيحية والرحمةِ الإسلامية، وإغلاقِ نوافذِ التعصُّبِ والتطرُّف، ليكونَ صوتُ السلامِ أقوى من أصواتِ الحروب، “فالحربُ هزيمةً للجميع، والعنفُ لا يَجلّبُ السلام”، كما جاء في رسالة سلفِكم قداسةِ البابا فرنسيس، ونحن ما كنًا سوى دُعاةِ خيرٍ ووئام، وحُماةِ وطنِ الرسالة، ولنا في اللّٰه عزَّ وجَلَّ خيرُ معين، وفي قداستِكم خيرُ صديقٍ مُبارِكِ ومُحبّ للبنان… عشتُم وعاش لبنان”. بعد ذلك انشدت جوقة بيروت ترنم ترنيمة طوبى للساعين الى السلام. قصاب وقال رئيس المجمع الأعلى للطائفة الإنجيلية في سوريا ولبنان القس جوزيف قصاب في كلمته: “أهلا بكم في لبنان… هذا الوطن الصغير الذي أنهكته الحروب والضغوط، لكنه لا يزال يحمل في جراحه توقاً عميقاً إلى السلام. جنتَ إلى أرض تعلّمت كثيراً من الألم، لكنها لم تفقد رجاءها، لأن الرجاء هنا جزء من هوية لناس، لا مجرَد فضيلة. نستقبلك اليوم، لا فقط كرأس للكنيسة الكاثوليكية، بل أيضاً كقائد لدولةٍ لا تحكمها الحسابات الاقتصادية ولا أطماع النفوذ، بل تحكمها روحٌ تعود إلى كلمات المسيح: “سلاماً أترك لكم، سلامي أعطيكم”. إن حضورك بيننا يذكّر لبنان بأن لا زال هناك دولاً تُبنى على قيم، لا على مصالح، وعلى كرامة الإنسان قبل كل شيء.وباسم الكنائس البروتستانتية في لبنان، نرحَب بك ونثمن زيارتك الداعمة لشعب يتوق لالتقاط أنفاسه. نحن، كما تعلم، شركاء في الهمّ ذاته، وفي الرسالة ذاتها: أن يبقى لبنان مساحة حرّة للكرامة، وبيتأ يصون التعدد بدل أن يخشاه. قداستك، لقد تحدّثت الكنيسة الكاثوليكية في السنوات الأخيرة عن ال -Synodality، السير معاً، والإصغاء لبعضنا البعض، وعن اكتشاف صوت الروح في تنوعنا. هذا المفهوم ليس شأناً كنسياً فحسب؛ إنه دعوةٌ يمكن أن يتبناها كله. لو سارت قيادات لبنان معاً … لو أصغينا لبعضنا بصدق، لسهل علينا أن نصغي أيضاً لوجع شعبنا، ولاكتشفنا أن الطريق إلى السلام ليست حلماً صعباً بل ممارسة يومية تبدأ بالثقة. نأمل أن تكون زيارتك مناسبةً لندعو جميع الطوائف في لبنان إلى Synodality وطنية: أن نسير معاً من أجل لبنان الرسالة، لبنان الذي لا يملك ترف الانقسام، بل يملك فرصة نادرة ليكون شاهداً على أن التعددية نعمة. حللت اهلا في بلد يريد ان يتعلم مجددا كيف يصنع السلام لا فقط كيف ينجو من الحرب. نصلي معك، ومن اجلك، ومن اجل لبنان الذي تحمله اليوم في صلاتك. مرحباً بكم بيننا”. قدور وقال رئيس المجلس الاسلامي العلوي الشيخ علي قدور خلال اللقاء المسكوني في ساحة الشهداء: “يشرّفنا في المجلس الإسلامي العلوي أن نعبّر، ببالغ السرور والمحبّة، عن تقديرنا العميق لقداسة لحبر الأعظم البابا لاوون الرابع عشر، وأن نرفع إلى قداسته أسمى آيات الترحيب والتقدير بمناسبة زيارته المباركة إلى لبنان، هذا البلد الذي شاءت حكمة اللّٰه أن يكون ملتقى الأديان، وواحة للحوار، وجسرًا بين الشرق والغرب، وحاضنًا لتنوّع ثقافي وروحي يشكّل ثروةً إنسانية نفخر بها جميعًا، وفضاءً رحبًا للتلاقي بين أبناء الديانات والثقافات ، وهو بفضل هذه الخصائص استحقّ أن يكون ( لبنان الرسالة) كما وصفه البابا يوحنا بولس الثاني ، الذي قال عن لبنان أنه : أكثر من وطن، إنه رسالة حرّية وعيش مشترك”. وتابع:”إن حضور قداستكم بيننا اليوم ليس حدثًا بروتوكوليًا أو زيارة ظرفية، بل نعتبرها (رسالة رجاء) إلى اللبنانيين جميعًا، ورسالة تأكيد أنّ لبنان، رغم ما يمرّ به من محن، ما زال قادرًا على النهوض برسالته، وعلى استعادة دوره في إشعاع القيم الروحية والإنسانية التي تجمع ولا تفرّق، وتبني ولا تهدم. وإنّ المجلس الإسلامي العلوي، وهو جزء أصيل من النسيج الوطني اللبناني، يرى في هذه الزيارة دعمًا لكل صوت يدعو إلى الإخاء، وإلى صون كرامة الإنسان، وإلى تجاوز الجراح والانقسامات لتي اثقلت وطننا وشعبنا. نحن نؤمن معا ، أن الإنسان هو القيمة العليا، وأن الأوطان تُبنى بالتلاقي لا بالتصادم، وبالشراكة لا بالإقصاء، وبالاحترام المتبادل لا بالنزاع”. واضاف:”إذ نرحّب بقداستكم بين أبنائكم في لبنان، نعلن وقوفنا إلى جانب كل مبادرة تُعزّز الاستقرار، وتُحيي الأمل في القلوب، وتشجّع اللبنانيين على الحوار والتفاهم، وعلى تغليب المصلحة الوطنية العليا على أي اعتبار آخر. ان صوتكم، و صوت الحق والخير، وإن صدى حضوركم يتجاوز حدود المكان ليبلغ كل إنسان تطلع إلى غدٍ افضل، وإلى وطن مستقرّ، وإلى شرق ينعم بالسلام”. وختم:”نتقدم من قداستكم بالشكر العميق على تخصيص لبنان بهذه الزيارة التاريخية سائلين الله ان تكون فاتحة خير وبركة ومحطة مضيئة تعيد الى لبنان دوره الذي استودعه الله اياه:دور الرسالة، ودور المحبة ودور الانسان، عشتم وعاش لبنان”. وانشدت الجوقات مجتمعة ترنيمة اعطنا ربي قبل كل عطاء. البابا لاوون والقى البابا لاوون الرّابع عشر كلمة قال فيها: “أيُّها الإخوةُ والأخواتُ الأعزّاء، بتأثّرٍ عميقٍ وامتنانٍ كبير، أقِفُ معكَم اليومَ هنا، في هذِه الأرضِ المبارَكَة، الأرضِ التي مجَّدَها أنبياءُ العهدِ القديم، الذين رأَوا في أرزها الشَّامِخِ رمزًا للنَّفسِ البارَةِ التي تُزهِرُ تحتَ نظرَةِ السّماءِ السَاهِرَة، والأرضِ التي لم يَنطَفِئ فيها صدَى الكلمةِ “Logos” قطّ، بل استمرَّ، جيلًا بعد جيل، ينادي كلَّ الرّاغبينَ لكي يَفتَحوا قلوبَهم للهِ الحَيّ. في الإرشادِ الرّسولي بعدَ السّينودس، “الكنيسةُ في الشّرقِ الأوسط”، الذي وقَعَه البابا بندكتس السّادس عشر هنا في بيروتَ سنة 2012، شدَّدَ قداسَتُه على أنَّ “طبيعةَ الكنيسةِ ودعوتَها الجامِعَة تَقتَضِيانِ منها أن تفتحَ الحوارَ مع أعضاءٍ سائرِ الدّيانات. يَرتكِزُ هذا الحوارُ في الشَّرقِ الأوسطِ على الرّوابِطِ الرّوحيَةِ والتّاريخيّةِ التي تَجمَعُ المسيحيِّينَ مع اليهودِ والمسلمين. هذا الحوارُ لا تُملِيه أوّلًا اعتباراتٌ براغماتيّةٌ سياسيَةٌ أو اجتماعيّة، بل يستندُ، قبلَ كلِّ شيء، إلى أُسّسٍ لاهوتيَةٍ مرتبطةٍ بالإيمان” (رقم 19)”. اضاف: “الأصدقاء الأعزّاء، إنَّ حضورَكم هنا اليوم، في هذا المكانِ الفريد، حيث تَقِفُ المآذنُ وأجراسُ الكنائس جنبًا إلى جنب، مرتفعةً نحو السّماء، يَشهَدُ على إيمانِ هذِه الأرضِ الرّاسخِ وعلى إخلاص شعبِها المَتينِ للإلهِ الواحِد. هنا، في هذِه الأرضِ الحبيبة، لِيَتَّحِدْ كلُّ جَرَسٍ يُقرَع، وكلُّ آذان، وكلُّ دعوةٍ إلى الصّلاةِ في نشيدٍ واحدٍ وسامٍ، ليس فقط لتمجيدِ الخالِقِ الرّحيم، خالِقِ السّماءِ والأرض، بل أيضًا لِرَفعِ ابتهالٍ حارّ من أجلِ عطيَةِ السّلامِ الإلهيّة. منذ سنواتٍ عديدة، ولا سيِّما في هذه الأيّام، توجَّهت أنظارُ العالَمِ إلى الشّرقِ الأوسط، مَهد الدّياناتِ الإبراهيميّة، تَنظُرُ إلى المسيرةِ الشَّاقَةِ والسّعِي الدَائِمِ لعطيّةِ السَّلام. أحيانًا تَنظُرُ الإنسانيّةُ إلى الشَّرقِ الأوسطِ بقلقٍ وإحباطِ أمامَ صراعاتٍ مُعَقَّدَةٍ ومُتَجَذِرَةٍ عبرَ الزّمن. مع ذلك، وسطَ هذه التّحدَيات، يمكِنُنا أن نَجِدَ معنّى للرّجاءِ والعزاءِ عندما نُرَكِّزُ على ما يَجمَعُنا: أي على إنسانيَتِنا المشتركة، وإيمانِنا بإلَهِ المحبّةِ والرّحمة. في زمنٍ يبدو فيه العيشُ معًا حُلُمًا بعيدِ المنال، يبقَى شعبُ لبنان، بدياناتِه المُختَلِفَة، مذَكِّرًا بقوّةٍ بأنّ الخوف، وانعدامَ الثَّقةِ والأحكامَ المُسبَقَةِ ليست لها الكلمةُ الأخيرة، وأنّ الوَحدة والشّركة، والمصالحةَ والسَلامَ أمرٌ مُمكِن. إنّها رسالةً لم تتغيَّرْ عبرَ تاريخ هذه الأرضِ الحبيبة: الشَّهادةُ للحقيقةِ الدَائمةِ بأنّ المسيحيِّينَ والمسلمينَ والدَروزَ وغيرَهم كثيرين، يُمكِنُهُم أن يَعيشُوا معًا ويَبنُوا معًا وطنًا يَتَّحِدُ بالاحترام والحوار.قبلَ ستَينَ سنة، فتحَ المجمعُ الفاتيكانيّ الثَّاني، بإعلانِه وثيقةِ “في عصرنا-Nostra aetate”، أُفْقًا جديدًا للّقاءِ والاحترامِ المتبادلِ بين الكاثوليكِ وأبناءِ الدّياناتِ المختلفة، وأَكِّدَ أنَّ الحوارَ الحقيقيّ والتّعاوُنَ الصَّادِقَ مُتَجَذِّرانِ في المحبّة، الأساسِ الوحيدِ للسّلامِ والعدلِ والمصالحة. هذا الحوار، الذي يَستَمِدُّ إلهامَهُ من المحبّةِ الإلهيّة، يجبُ أن يُعانِقَ كلَّ أصحاب النّوايا الحسنة، ويَرفُضَ التّحيّزَ والتَّفرِقَةَ والاضطهاد، ويُؤكِّدَ على مساواةِ كرامةِ كلِّ إنسان. تمَّت خدمةُ يسوعَ العلنيّةِ بشكلٍ رئيسيّ في الجليلِ واليهوديّة، إلّا أنّ الأناجيلَ تَروِي أيضًا أحداثَ زيارتِهِ لمنطقةِ المدنِ العشر، وأيضًا لنواحي صُورَ وصيدا، حيث التّقَى المرأةَ السّريانيّةَ الفينيقيّةَ التي دَفَعَه إيمانُها الرّاسِخُ لِيَشفِيَ ابنتَها (راجع مرقس 24-30 ،7). هنا، صارَت الأرضُ نفسُها أكثرَ من مجرّدِ مكانٍ لقاءِ بين يسوعَ وأمِّ تَبتَّهِلُ إليه، بل صارَت مكانًا يتخطَّى فيه التّواضعُ والثّقةُ والمثابرةُ كلَّ الحواجز، وتَلتَقِي بمحبّةِ الله اللامتناهيةِ التي تُعانِقُ كلَّ قلبِ بشر. في الواقع، هذا هو “جوهرُ الحوارِ بينَ الأديان: اكتشافُ حضورِ اللهِ الذي يتجاوزُ كلَّ الحدود، والدّعوةُ إلى أن نبحثَ عنه معًا باحترام وتواضعا”. وتابع: “وإن كانَ لبنانُ مشهورًا بأرزِه الشَّامِخ، فإنَّ شجرةَ الزّيتونِ أيضًا تُشَكِّلُ حجرًا أساسيًّا في تراثِه. وشجرةُ الزّيتون، لا تُزَيِّنُ فقط المكانَ الذي نحن مُجتَمِعُونَ فيه اليوم، بل هي مُكَرَّمَةٌ في النّصوص المقدّسةِ في المسيحيّةِ واليهوديّةِ والإسلام، وتُشَكِّلُ رمزًا خالدًا للمصالحةِ والسّلام. عُمرُها الطّويلُ وقُدرَتُها الفريدةُ على الازدِهار، حتّى في أشدِّ البيئاتِ قَساوةً، يرمزانِ إلى البقاءِ والرّجاء، ويَعكِسانِ التزامَها وصُمودَها لتنميةِ العيشِ معًا. من هذه الشَّجرةِ يَتَدَفَقُ زيتٌ يَشفِي، وهو بَلسَمٌ لجِراحِ الجسدِ والرّوح، يُظهِرُ رحمةَ اللهِ اللامحدودةِ لكلِّ المتألِمين، وزيتٌ يوفِّرُ النّورَ أيضًا، ويُذَكِّرُنا بالدّعوةِ إلى أن نُنيرَ قلبَنا بالإيمان والمحبّةٍ والتّواضع. كما تمتدُ جذورُ الأرز والزّيتونِ عميقًا وتَنتَشِرُ في الأرض، كذلك أيضًا يَنتَشِرُ الشَّعبُ اللبنانيّ في العالَم، لكنَّه يَبقَى مُتَّحِدًا بقوَّةِ وطنِهِ الدّائمةِ وتراثِه العريق. حضورُكم هنا وفي العالَمِ كلِّه يُغنِي الكَوكَبَ بإرثِكُم الذي يَرجِعُ إلى آلافِ السّنين، وهو أيضًا دَعوَة. ففي عالَمٍ يزدادُ ترابُطًا، أنتم مدعُوُونَ إلى أن تكونوا بُناةً سلام: وأن تُواجِهُوا عدمَ التَّسامُحِ، وتَتَغَاَّبُوا على العُنف، وتَرفُضُوا الإقصاء، وتُنِيرُوا الطَريقَ نحوَ العدلِ والوئامِ لِلجَمِيع، بشهادَةِ إيمانِكُم”. وختم البابا لاوون: “أيُّها الإخوةُ والأخواتُ الأعزَاء، إنّ الخامِسَ والعشرينَ مِن آذارِ/مارس مِن كلّ سنة، هو عيدٌ وطنيِّ تَحتَفِلونَ بِه في بلدكم، وتُكَرِّمُون معًا مريم، سيِّدةَ لبنان، المُكَرَّمَةَ في مزارِها في حريصا، الذي يُزَيِّنُهُ تمثالٌ مهيبٌ للعذراءِ وذِراعَاها مَفتُوحَتانٍ لَكَي تُعانِقَ كلَّ الشَّعبِ اللبنانيّ. لِيَكُنْ هذا العِناقُ الوالِدِيّ والمُحِبُّ مِن مريمَ العذراء، أمِّ يسوعَ وملكةِ السّلام، هِدايةً لكلِ واحدٍ منكم، حتّى تَفيضَ في وطنِكم، وفي كلِّ الشَّرقِ الأوسط، وفي العالَمِ أجمع، عطيّةُ المصالَحَةِ والعيشِ السّلميّ “مثلَ الأنهارِ التي تَجري مِن لبنان” (راجع نشيد الأناشيد 15 ،4)، وتَحمِلَ الرّجاءَ والوَحدةَ والشّركةَ للجميع”. و قي الختام غرس البابا مع البطريرك اليازجي وشيخ عقل الدروز ابي المنى غرسة زيتون قدمها له طفلان ،على وقع ترانيم في مساء الورد يا مريم ونشيد المخلوقات، ثم صورة تذكارية بالمناسبة، وصافح البابا في نهاية اللقاء عددا من الحاضرين، وغادر على وقع الصفيق.
البابا يختتم اليوم الثاني من زيارته بلقاء الشبيبة في بكركي: المستقبل بين ايديكم والحب قادر على معالجة الجروح وطنية/01 كانون الأول/2025 اختتم قداسة البابا لاوون الرابع عشر اليوم الثاني من زيارته الرسولية والرسمية للبنان بلقاء أكثر من ١٣ الف شاب وشابة من لبنان والعالم في الصرح البطريركي في بكركي، في حضور البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك يوسف الاول العبسي، بطريرك السريان الكاثوليك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك الأرمن الكاثوليك رافائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسّيان، السفير البابوي المونسينيور باولو بورجيا والوفد المرافق لقداسته، في حضور اللبنانية الأولى السيدة نعمت عون وحشد من الفاعليات السياسية والنقابية والبلدية والإختيارية والإعلامية والدينية. الراعي والقى البطريرك الراعي كلمة ترحيبية بقداسة البابا قال فيها: “باسم مجلسِ البطاركةِ والأساقفةِ الكاثوليك في لبنان، وباسم شبيبةِ لبنان، نتقدّمُ منكم بأحرِّ التّحايا وأصدقِ عباراتِ الترحيب. نُحيّيكم بطوبى الإنجيل التي تُلهِبُ القلوبَ حماسةً واندفاعًا وحثًا: “طوبى لفاعلي السّلام”. أهلاً بكم في لبنانَ، هذا البلدِ الصغيرِ بمساحته، الكبيرِ برسالته، الأرضِ المقدّسةِ التي شاء اللهُ أن يلتقيَ فيها الشرقُ والغرب، وتتقاطعَ فيها الثّقافاتُ والحضاراتُ في عنصرةٍ روحيّةٍ واجتماعيّةٍ وإنسانيّةٍ متعدّدةِ الهُويّات. أهلاً بكم على أرضِ الأرز، تلك الشّاهقاتِ الصّامتات، الرافعةِ أذرعَها نحو اللاّمتناهي، كأنّها مزاميرُ تنبعثُ من تربةِ الأرض إلى السّماء. أهلا بكم في بكركي، هذا الصرحِ البطريركي العريق، دارِ الرجاء ومنارةِ الإيمان، الذي بقي على مدى القرون قلبَ الكنيسةِ النابضَ في الشّرق.اليومَ يستقبلُكم لبنانُ، لا ببهرجة القصور، بل برهافةِ جراحه. يُقدِّمُ لكم أثمنَ ما يملِكُ: دموعَه وقد صارت لآلئَ رجاءٍ، وجبالَه وقد غدت مذابحَ تضرّعٍ وصلاة. إنّ حضورَكم بيننا، يا قداسةَ الحبر الأعظم، هو نَسَمةُ روحٍ تُلامسُ شعبًا أضنتهُ الأيّام، وفجرٌ جديدٌ يطلعُ على وطنٍ لا يزالُ يبحثُ عن النّور. وفي خُطاكم نسمعُ صدى المسيحِ وهو يمشي على دروبنا الـمُثخنةِ بالجراح، هامسًا لنا من جديد: “لا تخافوا”. اضاف: “ومن رُبى بكركي، تُطلّون على شعبٍ يتألّمُ، يتوجّعُ، ينتحب، لكنّ إيمانَه الصّامدَ يجعلُه قويًّا؛ وعلى شبابٍ يتشبّثُ بمستقبله في أرضه، ينهضُ بعزيمة لا تلين، ويرفعُ إليكم توسُّلَه المتضرِّع: تكلّموا إلينا، يا أيها الأبُ الأقدس، عن الرّجاء الذي لا يـُخزي؛ عن الرّجاءِ الذي يـَمضي متواضعًا، ثابتًا، باسلاً، يقاومُ العواصفَ الهوجاء. وعلى صعوبة المسير، فإنّ شبابَنا يتطلّعون إلى بناء لبنانَ جديدٍ، لبنانَ يحتضنُ تعدّدَ انتماءاتِه الدينيّةِ والثقافيّة، ويُثمِّرُها في روح الأخوّةِ والوئام. يريدون وطنًا يكونُ فيه الإيمانُ قوّةً فاعلةً لا انطواءً، ويكونُ فيه التنوّعُ غِنىً لا انقسامًا، والسلامُ فيه غلبةً على البَغضاء وإخاءً مستدامًا” . وتابع: “لقد عرفكم العالمُ، أيها الأبُ الأقدس، بوجهِكم الوديع، وبابتسامتِكم التي تُنيرُ القلوب، وبكلمتِكم الصادقة التي تخرجُ من عمق الإيمان. أنتم بابا القربِ من الناس، بابا الإصغاءِ والرحمة، وبابا السّلامِ الذي يذكّرُ العالمَ أنَّ اللهَ لا يتركُ شعبَه، وأنّ النورَ أقوى من الظّلمة، وأنّ صوتَ الكنيسةِ هو دوماً صوتُ الرجاءِ لا الخوف، وصوتُ السلامِ لا العنف”. وشدد على أن “شبابُ لبنانَ يُحبّونكم، يا قداسةَ البابا. ينتظرونكم بقلوبٍ متّقدة، تتوقُ إلى سماع كلمةِ حياةٍ من فمكم وسطَ هذه الأزمنةِ العصيبةِ التي يعيشونها. في كلماتكم يبحثونَ عن النّور الذي يُبدّدُ الظِّلال، وعن القوّةِ التي تُنعِشُ الإيمانَ بإلهٍ حاضرٍ أبدًا في مستقبلهم. يتطلّعون لأن يجدوا فيها الشجاعةَ الحقيقيّة: شجاعةَ أن يُحبّوا بعدُ، وأن يُحبّوا دائمًا، رغمَ المحنِ وخيباتِ الأمل. ويفرحون بوجودكم بينهم، لأنّهم يرون فيكم أبًا يُصغي إليهم ويُرافقُهم، وصوتًا يدعوهم إلى الثّبات في الإيمان، انتصارًا للمعنى على العبثيّة، ويدعوهم إلى التمسُّكِ بالرّجاء، انتصارًا للعزيمة على الإحباط، ويدعوهم إلى الالتزامِ بالخير، انتصارًا للسّلامِ على ثقافة الموت”. وقدم الراعي للبابا لاوون “شكرنِا العميق على تكريمكم أرضَنا بحضوركم، في أوّل زيارةٍ رسميّة من حَبريّتكم المباركة. سيبقى هذا اللقاءُ الثمينُ محفورًا في ذاكرتنا الجماعيّة. شكرًا لأنّكم تنظرون إلينا لا بعين الأسى، بل بعين الثّقة. ستكونُ كلماتُكم لنا نورًا وهداية، وبركتُكم وعدَ نهضةٍ نتوقُ إليها ونتأرّقُ انتظارًا لها” . وختم: “باسم مجلسِ البطاركةِ والأساقفة الكاثوليك في لبنان، وباسم شبابِ لبنان – هذا الشبابِ الجريح، لكنه صامدٌ، صلبٌ، متصدٍ، نابضٌ بالعزم – نقولُ لكم: أهلاً بكم في بيتكم، يا أيّها الأبُ الأقدس. أهلاً بكم في دار الإيمان؛ أهلاً بكم على أرض الأرز والصّليب؛ أهلا بكم في قلبِ أبنائكم الخافقِ بالإيمانِ والمحبّةِ والرّجاءِ والفرحِ والطّاقةِ والإرادة” . شهادات وتقديمات ١- مجسم يدين مجموعتين+ ثياب ممرضة (يرمز إلى الممرضة التي أنقذت الطفلة في انفجار مرفأ بيروت) ٢- بذور وسنابل القمح (ترمز إلى تفجير مرفأ بيروت) ٣- حجر من كنيسة القديس جاورجيوس- يارون (عمرها ١٥٠ سنة) وقد هدمت بفعل الحرب الأخيرة ٤- ثياب من الدفاع المدني والجيش مع قنديل ( شهداء التفجيرات) ٥- قطع خشب وحديد ( البيوت المهدمة من الحرب والتفجيرات) ٦- جواز سفر وكمشة تراب ( هجرة الشباب والانتحار بفعل الازمة الاقتصادية) ٧- ارزة صغيرة مع العلم اللبناني ٨- الطفل يسوع من قبل ٨ من شبيبة ذوي الاحتياجات الخاصة. يرق ثم تلا منسق الشبيبة في الدائرة البطريركية في بكركي الخوري جورج يرق نصا من الانجيل بعنوان “سلامي لكم سلامي أعطيكم”. لوحة تعبيرية بعدها، قدمت مجموعة من الشبان والشابات بأعمار منوعة لوحة تعبيرية جسدت معاناتهم، وسط الأزمات التي شهدها ولا يزال لبنان. واكدوا ان الدمار بعد انفجار ٤ آب دمر القلوب وليس الحجر فقط. وتابعوا ان هذه الكارثة لم تثنهم عن المساعدة بكل قوتهم بفضل الرجاء بالرب يسوع وبأن حبهم للبنان اقوى من خوفهم . واعتبروا ان بذرة السلام ستنمو في هذا الوطن المتمسك بالحياة. ثم كانت شهادة حية لشاب، اكد ان “ما من وطن يحيا من دون شبيبة تؤمن به ولبنان يستأهل ان نبقى فيه على الرغم من الصعاب”. ثم كانت شهادة حية لشابتين الأولى مسيحية والثانية مسلمة عرضتا خلالها تجربتهما “الحقيقية في العيش المشترك خلال فترة الحرب الماضية”، وأكدتا أن “فرق الدين تجمعه روح المحبة ليؤكد ان الله موجود عندما تتلاقى القلوب المختلفة وتشكل معنى التعايش”. كلمة قداسة البابا واستهل البابا لاوون كلمته بتحية “السلام لكم” وقال: “أعزاني شباب وشابات لبنان، السلام لكم! هذا السلام الذي أعلنه يسوع القائم من بين الأموات (راجع يوحنا 19 ،20) سند لفرح لقائنا: والاندفاع الذي نشعر به في قلوبنا يعبر عن قرب الله الذي يحبنا، ويوحدنا إخوة وأخوات فنعبر عن إيماننا الواحد به، وعن الوحدة والشركة فيما بيننا. أشكركم جميعا على حفاوة الاستقبال، وأشكر صاحب الغبطة على ترحيبه وكلماته الأخوية. أحيي خاصة الشباب القادمين من سوريا والعراق واللبنانيين القادمين إلى وطنهم من بلدان مختلفة. اجتمعنا هنا لنصغي بعضنا إلى بعض، وأنا أولكم، ونسأل الله أن يلهم خياراتنا لمستقبلنا. وفي هذا الصدد، فإن الشهادات التى شاركنا فيها أنطوني وماريا، وإيلي وجويل، فتحت حقا قلوبنا وأذهاننا. قصصهم تتحدث عن الشجاعة في الألم، وعن الرجاء وسط الفشل، وعن السلام الداخلي زمن الحرب. إنهم نجوم متلالنة في ليلة مظلمة، نرى فيها بزوغ نور الفجر. وفي كل هذه التناقضات يستطيع الكثيرون منا أن يعرفوا خبراتهم الشخصية، في الخير كما في الشر تاريخ لبنان مليء بالصفحات المجيدة، لكنه أيضا يحمل جراحا عميقة، يصعب شفاؤها. هذه الجراح لها أسباب تتجاوز الحدود الوطنية وتتداخل مع ديناميات اجتماعية وسياسية معقدة جدا. أيها الشباب الأعزاء، ربما تشعرون بالأسى لأنكم ورثتم عالما ممزقا بالحروب ومشوها بالظلم الاجتماعي. ومع ذلك، في داخلكم رجاء، وهو عطية لكم، يبدو لنا نحن الكبار أنه بدأ يتلاشى. أنتم أمامكم الزمن! ومعكم المزيد من الوقت لتحلموا، وتنظموا، وتعملوا الخير. أنتم الحاضر، وبأيديكم بدأ المستقبل يتكون! وفيكم اندفاع لتغيير مجرى التاريخ! المقاومة الحقيقية للشر ليست بالشر، بل بالمحبة، القادرة على شفاء جراحنا بشفاء جراح الاخرين”. اضاف: “تفاني أنطوني وماريا من أجل المحتاجين، ومثابرة إيلي، وسخاء جويل، هي نبوءات لمستقبل جديد تبشرون به للمصالحة والمساعدة المتبادلة. إذاك يتحقق كلام يسوع: “طوبى للودعاء، فإنهم يرثون الأرض” و”طوبى للساعين إلى السلام، فإنهم أبناء الله يدعون” (متى 5، 9 .4). أيها الشباب الأعزاء، لتكن حياتكم في نور الإنجيل، وستكونون طوباويين، سعداء، في عيني الله! وطنكم، لبنان، سيزهر ويصير جميلا وقويا مثل شجرة الأرز، رمز وحدة الشعب وحيويته. نعلم جيدا أن قوة الأرزة في جذورها، وهي عادة بمثل حجم فروعها. عدد وقوة الفروع مثل عدد وقوة الجذور. وكذلك فإن كل الخير الذي نراه اليوم في المجتمع اللبناني هو نتيجة عمل متواضع وخفي وصادق لصانعي الخير الكثيرين، ولجذور صالحة كثيرة لا تسعى لنمو فرع واحد فقط في أرزة لبنان، بل كل الشجرة بكل جمالها. استمدوا من الجذور الصالحة للذين يخدمون المجتمع ولا “يستغلونه” لمصالحهم الخاصة. والتزموا العدل بسخاء، وخططوا معا لمستقبل يسوده السلام والتنمية. كونوا عصارة الرجاء التي ينتظرها بلدكم!”. وتابع: “وفي هذا السياق، تسمح أسئلتكم برسم طريق فيه طبعا التزام وجهد، ولهذا فهو يبعث فيكم اندفاعا للعمل سألتم أين نجد الركيزة الراسخة لنثبت في الالتزام من أجل السلام. أيها الأعزاء، هذه الركيزة الراسخة لا يمكن أن تكون فكرة أو اتفاقية أو مبدأ أخلاقيا. مبدأ الحياة الجديدة الحقيقي هو الرجاء الذي يأتي من العلى: هو المسيح! إنه مات وقام من بين الأموات من أجل خلاص الجميع. هو الحي، وأساس ثقتنا. وهو شاهد الرحمة التي تحرر العالم من كل شر. يقول لنا القديس أغسطينس، وهو يردد كلام الرسول بولس: “في المسيح سلامنا، ومنه يأتي سلامنا” (شرح إنجيل يوحنا، 3 ،77). السلام ليس حقيقيا إن كان ثمرة مصالح شخصية فقط، بل هو سلام صادق عندما أفعل للأخر ما أريد أن يفعله لي الآخر (راجع متى 12 ،7). قال القديس البابا يوحنا بولس الثاني بقلب ملهم: “لا سلام بدون عدل، ولا عدل بدون مغفرة” (رسالة في اليوم العالمي الخامس والثلاثين للسلام، 1 كانون الثاني/ يناير 2002). هذه هي حالنا: من المغفرة يأتي العدل، وهو أساس السلام. أما سؤالكم الثاني فيمكن أن نجيب عليه بهذه الديناميكية. صحيح أننا نعيش زمنا تبدو فيه العلاقات الشخصية ضعيفة، وتستهلك كما لو كانت أشياء. حتى بين الشباب، أحيانا، الثقة بالآخر يقابلها السعي إلى المصلحة الفردية، والتفاني من أجل الآخر يحل مكانه البحث عن المنفعة الخاصة. هذه المواقف تجعل حتى الكلام الجميل مثل كلام الصداقة والحب كلاما سطحيا، ويختلط مرارا بالشعور الأناني بكل الأمور التي نجد فيها رضانا وراحتنا. إن كانت “الأنا» هي مركز العلاقة في الصداقة أو الحب، فهذه العلاقة لا يمكن أن تكون مثمرة. وكذلك لا يمكن أن يحب الإنسان حبا حقيقيا إن كان حبه مؤقنا، أي إذا بقي فقط طالما بقيت العاطفة: الحب المحدود هو حب فاشل. عكس ذلك، الصداقة حقيقية عندما تقول “أنت، قبل “أنا». هذه النظرة المليئة بالاحترام والمرحبة بالآخر تسمح لنا بأن نبني “نحن، أوسع، منفتحون على كل المجتمع، وعلى كل الإنسانية. والحب أصيل ويمكن أن يدوم إلى الأبد فقط عندما يعكس جمال الله الأبدي، الذي هو محبة (راجع 1 يوحنا 4،8). والعلاقات المتينة المثمرة تبنى معا على الثقة المتبادلة، على هذا المعنى “إلى الأبد» الذي يخفق في كل دعوة إلى الحياة العائلية وإلى الحياة المكرسة أيها الشباب الأعزاء، ما الذي يعبر أكثر من غيره عن حضور الله في العالم؟ المحبة! المحبة تتكلم لغة عالمية، لأنها تخاطب كل قلب. وهي ليست أمرا مثاليا، بل هي واقع وقصة أوحى الله بها إلينا في حياة يسوع المسيح والقديسين الذين يرافقوننا وسط محن الحياة”. وقال: “انظروا بصورة خاصة إلى الشباب الكثيرين، مثلكم، الذين لم يثبط عزيمتهم الظلم أو الشهادات الخاطئة، حتى في الكنيسة، بل حاولوا رسم طرق جديدة بحثا عن ملكوت الله وعدله. بالقوة التي يمنحكم إياها المسيح، ابنوا عالما أفضل من الذي وجدتم أنفسكم فيه! أنتم الشباب تقدرون، أكثر من غيركم، أن تنسجوا علاقات مع الآخرين، حتى لو اختلفوا عنكم في الخلفية الثقافية والدينية. التجدد الحقيقي الذي يتوق إليه القلب الشاب يبدأ بالأعمال اليومية: بقبول القريب والبعيد، ومد اليد إلى الصديق واللاجئ، والمغفرة للعدو، التي هي أمر صعب لكن ضروري”. اضاف: “لتنظر إلى الأمثلة الرائعة التي تركها لنا القديسون! لنفكر في القديس بيير جورجيو فراساتي والقديس كارلو أكوتيس، شابين تم إعلان قداستهما في هذه السنة المقدسة، سنة اليوبيل. ولننظر إلى مثال قديسيكم: ما أجمل ما تجلى في حياة القديسة رفقا، التي قاومت ألم المرض مدة سنوات بقوة ووداعة! وكم من أفعال رحمة قام بها الطوباوي أبونا يعقوب الحداد، فساعد المهمشين والمنسيين من الجميع”. وقال:” يا لقدرة النور الذي ينبعث من الظلال حيث اراد أن يختلي القديس شربل، احد رموز لبنان في العالم. عيناه تصوران مرارا مغمضتين، كما لو كان يحتفظ بسر أكبر بكثير. بعيني القديس شربل، المغمضتين لترى الله بصورة أفضل، نستمر في إدراك نور الله بوضوح أكبر. النشيد المخصص له جميل جدا: “يا غافي وعيونك لعيننا نور زهرت ع جفونك حبة البخور”. أيها الشباب الأعزاء، لتضىء أعينكم بالنور الإلهي ولتزهر بخور الصلاة. في عالم مليء بالملهيات والغرور، خصصوا كل يوم وقتا لإغلاق أعينكم والنظر إلى الله وحده. فهو، إن بدا أحيانا صامتا أو غائبا، يظهر للذي يبحت عنه في الصمت. فيما تلتزمون عمل الخير، أطلب منكم أن تلتزموا التأمل مثل القديس شربل: بالصلاة، وقراءة الكتاب المقدس، والمشاركة في القداس الإلهي، وفي اوقات للسجود. قال البابا بندكتس السادس عشر لمسيحيي المشرق: ادعوكم الى أن تنموا الصداقة الحقيقية مع يسوع باستمرار بقوة الصلاة (الارشاد الرسولي ، الكنيسة في الشرق الاوس” 63). “أيها الأعزاء، بين جمبع القديسين والقديسات تشرق كاملة القداسة، مريم العذراء ، ام الله وامنا، كثير من الشباب يحملون مسبحة الوردية دائما في جيبهم، أو على المعصم، أو حول أعناقهم. ما أجمل أن ننظر إلى يسوع بعيني قلب مريم! ومن هنا أيضا، حيث نحن الآن، ما أروع أن نرفع نظرنا إلى سيدة لبنان، برجاء وثقة!” وقال:” أيها الشباب الأعزاء، اسمحوا لي أخيرا أن أقدم لكم صلاة بسيطة وجميلة تنسب إلى القديس فرنسيس الأسيزي: “يارب، استعملني لسلامك، فأضع الحب حيث البغض، والمغفرة حيث الإساءة، والاتفاق حيث الخلاف، والإيمان حيث الشك، والحقيقة حيث الضلال، والرجاء حيث اليأس، والفرح حيث الكآبة، والنور حيث الظلمة”. لتحافظ هذه الصلاة فيكم على فرح الإنجيل والاندفاع المسيحي: وكلمة “اندفاع، تعني “أن يسكن الله قلبكم»: فعندما يسكن الله فينا، يصير الرجاء الذي يمنحنا إياه خصبا للعالم. كما ترون، الرجاء فضيلة فقيرة، لأنه يأتي بيدين فارغتين، ولكن يدين حرتين لفتح الأبواب التي تبدو مغلقة بسبب التعب والألم والفشل”. وختم البابا لاوون :” الرب يسوع سيكون دائما معكم، وكونوا واثقين بدعم كل الكنيسة لكم في تحديات حياتكم المصيرية وفي تاريخ بلدكم الحبيب. أوكلكم إلى حماية والدة الله سيدتنا مريم العذراء، التي من أعلى هذا الجبل تنظر إلى هذا الإزهار الجديد. يا شباب لبنان، أنموا بقوة مثل الأرز، واجعلوا العالم يزهر بالرجاء!”. بعدها، غادر قداسة البابا الصرح البطريركي في بكركي بعد دخوله كنيسة القيامة داخل الصرح، يرافقه البطريرك الراعي بعد اخذ صور تذكارية مع صاحب الغبطة وجمهور الصرح.
Lindsey Graham Welcomes Pope Leon XIV’s Visit to Lebanon This is Beirut/December 01, 2025 US Senator Lindsey Graham welcomed Pope Leon XIV’s visit to Lebanon, saying on X that it comes “at a critical moment.”He noted that the pontiff’s presence highlights “the strength and unity of the Christian community in Lebanon” and brings “a message of peace that offers hope to a people who have endured so much.”Graham added that he hopes the visit will bring “comfort, healing, and a renewed commitment to reconciliation between Lebanon, Israel, and all its neighbors.”
‘Peace is not just about balance, it’s about knowing how to live together,’ Pope tells Lebanon NAJIA HOUSSARI/Arab News/December 01, 2025 BEIRUT: Pope Leo XIV called for peace in Lebanon during a Beirut address to more than 400 of the country’s top political, religious and social figures. “Peace in this land is more than a word; it is a desire, a message, a gift and a work in progress,” he said on the first stop of his historic three-day visit to Lebanon. Lebanon has “a people who do not give up, but rather, in the face of adversity, always know how to rise again with courage,” he added. “Your resilience is a fundamental characteristic of true peacemakers, because peacemaking is, in reality, a continuous new beginning. Commitment to and love of peace know no fear in the face of apparent defeat, nor are they discouraged by disappointment. Rather, they look ahead, welcoming and embracing all situations with hope.”The pope, who arrived from a visit to Turkiye, told the Lebanese audience that “building peace requires perseverance.”He added: “You are a diverse country, a community among communities, united by a common language. I am not referring here only to the Levantine Arabic language, in which your great past has left priceless treasures. I am referring, above all, to the language of hope, which has always enabled you to begin anew. “Almost everywhere in the world around us, a kind of pessimism and sense of helplessness seems to have taken hold, where people are no longer able to ask themselves what they can do to change the course of history. “It seems that the great decisions are made by a select few, often at the expense of the common good, as if this were an inevitable fate. You have suffered greatly from the consequences of a devastated economy and from global instability, which has had devastating effects even in the Levant, and from the extremism of identities and conflicts. But you have always wanted, and you have known how, to start anew.” He called on the youth of Lebanon “never to separate yourselves from your people, and to place yourselves with commitment and dedication at their service, rich in their diversity. Speak only one language, the language of hope.” On peacemaking in the country, he said: “There are personal and collective wounds that take many years, sometimes even generations, to heal. If they are not addressed, if we do not work, for example, to heal memories and reunite those who have suffered injustice and oppression, it will be difficult to move toward peace. We will remain trapped, each of us a prisoner of our own pain and way of thinking.” “Peace is much more than a mere balance — which is always fragile — between those who live separately under one roof. Peace is knowing how to live together, in communion, as reconciled people. A reconciliation that enables us to work together for a common future, side by side. Thus, peace becomes that abundance that will surprise us when our horizons expand, transcending every wall and barrier. Mutual dialogue, even in the face of misunderstanding, is the path to reconciliation.”The pope urged the Lebanese to “remain in their homeland and work day after day to build a civilization of love and peace, for this is a most precious thing. The church is not only concerned with the dignity of those who leave their homeland, but she does not want anyone to be forced to leave. Rather, she wants those who wish to return to their homeland to be able to do so safely.”He added: “The challenge, not only for Lebanon, but for the entire Levant, is what can be done to ensure that young people, in particular, do not feel compelled to leave their homeland and emigrate? How can we encourage them not to seek peace elsewhere, but to find guarantees of peace and to be pioneers in their own country?” Leo XIV highlighted “the essential role of women in the arduous and patient endeavor of preserving and building peace.”He said: “Let us not forget that women have a special capacity for peacemaking, because they know how to foster and strengthen deep connections with life, people and places. Their participation in social and political life, as well as in their religious communities, represents a true force for renewal throughout the world.”Later, Lebanese President Joseph Aoun said: “Lebanon, this small country in size but great in its mission, has always been and remains a land that unites faith and freedom, diversity and unity, pain and hope.”He highlighted the country’s “uniqueness in the world,” which “necessitates that all living humanity preserve Lebanon.” Aoun added: “For if this model of free and equal life among the followers of different religions were to fall, there is no other place on earth that can accommodate it. “If the Christian presence disappears from Lebanon, the equation of the nation will collapse, and its justice will crumble. If the Muslim presence disappears from Lebanon, the equation of the nation will be disrupted, and its moderation will be shattered. If Lebanon is paralyzed or transformed, the inevitable alternative will be fault lines in our region and the world, between all kinds of extremism and intellectual, physical and even bloody violence. This is something the Holy See has always understood. “We affirm today that the very survival of this Lebanon, present and present around you, is a prerequisite for peace, hope and reconciliation among all the children of Abraham.”The president addressed the pope and said: “In our land today, and in our region, there is much oppression and much suffering. Their wounds await your blessed touch. Please, tell the world on our behalf that we will not die, we will not leave, we will not despair and we will not surrender. “Rather, we will remain here, breathing freedom, creating joy, practicing love, embracing innovation and striving for modernity. We will remain the only space for encounter in our entire region, united representatives of all the children of Abraham, with all their beliefs, sacred values and shared heritage.” The pope’s plane landed at Rafic Hariri International Airport in Beirut, arriving from Istanbul at about 4 p.m. amid tight security and organizational measures. Two Lebanese Army jets escorted the papal plane as it entered Lebanese airspace. The pope told the press delegation accompanying him on the plane that his visit to Turkiye had been “positive and successful.” Thanking the Turkish president and the Eastern Church, he added that “the goal of his visit to Lebanon is to build peace.” President Joseph Aoun, Speaker of Parliament Nabih Berri, Prime Minister Nawaf Salam, Maronite Patriarch Bechara Al-Rahi, Army Commander Gen. Rudolph Haykal, a host of religious leaders from across Lebanon, members of the Arab and foreign diplomatic corps, representatives of parliamentary blocs and groups of civilians awaited the pope on the tarmac at Beirut Airport. As he emerged from the aircraft, the Lebanese Army fired a 21-gun salute in his honor, and church bells rang throughout Lebanon. Ships docked in Beirut’s port sounded their horns in welcome. Two children from the Children’s Cancer Center presented the pope with a bouquet of flowers, bread, salt and soil from Lebanon on the tarmac in a symbolic tradition. He received an official welcome in the VIP lounge, after which he proceeded to the Presidential Palace. Leo XIV’s motorcade traveled along highways in Beirut’s southern suburbs, where dozens of residents lined the roads, waving Lebanese and Vatican flags. Some raised Hezbollah flags and pictures of former Secretary-General Hassan Nasrallah. Along the route from the southern suburbs of Beirut to Hazmieh, passing through the roads leading to Baabda and the Presidential Palace, hundreds of people — children, women, men, the elderly and the sick — gathered despite the heavy rain. They carried white umbrellas, waved Vatican and Lebanese flags, and chanted his name. Some said he was “a beacon of hope for Lebanon,” while others hoped his “historic visit would be the salvation of this country from its crises.” One woman said: “The diverse religious communities welcoming the pope demonstrates Lebanon’s commitment to coexistence.”Before arriving at the Presidential Palace, the pope moved from his black armored car to his glass-fronted vehicle, greeting people along the way who had showered his motorcade with rose petals and rice. To the sounds of traditional Lebanese dabke music and accompanied by a horse escort, the pope was received in the courtyard of the Presidential Palace. In the VIP lounge, Leo XIV held separate private meetings with each Lebanese leader. In another hall, the 400 political figures, including a delegation of Hezbollah MPs, heads of religious communities, members of the diplomatic corps and civil society representatives, waited to hear the pope’s speech.
Pope Leo visits Annaya monastery, meets religious leaders and young people in Lebanon NAJIA HOUSSARI/Arab News/December 01, 2025 BEIRUT: On the second day of his three-day visit to Lebanon, Pope Leo XIV prayed “for peace in this country and the countries of the Middle East.”His itinerary on Monday included a visit to the Monastery of St. Maron in Annaya, Mount Lebanon, marking a historic moment as he became the first pope to visit the shrine of Saint Charbel, revered patron saint of the Maronite community. Many Christians and Muslims visit the holy site seeking intercessions or the healing of incurable diseases. Charbel, a Maronite monk and priest who was born Youssef Antoun Makhlouf in Lebanon in 1828 and died in 1898, was canonized in 1977 by Pope Paul VI. Despite the cold weather and heavy rain, thousands of people of all ages gathered from early morning to greet the pope, lining roads leading from the coastal city of Byblos to Annaya. They came from Lebanon and other countries. Security, enforced by the Lebanese army, was tight. President Joseph Aoun and his wife formally welcomed the pope, who acknowledged the crowds from his “popemobile” vehicle as the sound of applause, church bells and chants filled the air along the 3 kilometer route to the monastery. Aoun was joined by Maronite Patriarch Bechara Al-Rahi and the superior general of the Lebanese Maronite Order, Abbot Hady Mafouz, as well as other prominent political, religious and social leaders. At the monastery, a site central to Maronite heritage and the location of Saint Charbel’s tomb, the pope knelt in prayer and lit a candle he brought as a gift from Rome for the people of Lebanon and Christians worldwide. In a speech at the shrine, Pope Leo said that Saint Charbel had lived in Annaya “hidden from view and in silence. However, his reputation spread throughout the world, teaching prayer to those whose lives were devoid of God, demonstrating silence to those consumed by noise, modeling humility for those craving recognition, and exemplifying poverty to those chasing riches. This combination of radical witness and humble service carries a message for all Christians.”He emphasized the importance of “communion and unity, beginning with the churches and extending to the universal church,” adding: “There is no peace without repentance of the heart.” The pope then visited the Shrine of Our Lady of Lebanon in the town of Harissa, where he met Catholic leaders, including bishops, as well as priests, nuns, other religious figures and laypeople engaged in pastoral service. The pope made his way, with some difficulty, to the altar at the site through a capacity crowd of about 2,700 worshippers who had traveled from Lebanon, Syria, Jordan, Europe, and as far afield as America and Australia. Men and women recounted stories of human suffering caused by war, displacement, migration, imprisonment and violence. In response, the pope called for “love to triumph over hatred, forgiveness over revenge, service over domination, humility over pride, and unity over division, so that we are no longer ground down under the weight of injustice and exploitation.”He continued: “Even when people betray us, as we have heard, and unscrupulous institutions exploit the despair of those who have no other choice, we can return and fill our hearts with hope for a better tomorrow, despite the harshness of the present we must face.” During all of his public appearances in Lebanon and his preceding visit to Turkiye, his first official foreign trip since becoming pope in May, Leo has stressed the important need to promote the involvement of young people in the church, including in ecclesiastical roles. “Even amid the ruins of a world suffering from painful failure, it is essential that we offer them real and practical prospects for advancement and growth in the future,” he said. The Pope later held a closed meeting with Catholic patriarchs at the Papal Embassy in Harissa. And at Martyrs Square in downtown Beirut, he held talks with more 300 religious leaders and dignitaries. The event also featured a screening of a documentary about peaceful interfaith coexistence and dialogue, and speeches by faith leaders. It culminated with the pope planting an olive tree as a symbol of peace. During the event, he emphasized Lebanon’s role as a beacon of interfaith harmony. “The eyes of the world are turned towards the Middle East, the cradle of the Abrahamic religions, and towards the arduous journey and constant pursuit of the gift of peace,” the Pope said. Acknowledging regional conflicts, he added: “Amidst these challenges, we can find meaning in hope and consolation when we focus on what unites us: our shared humanity and our faith in a God of love and mercy.”Lebanon, he noted, proves that “fear, mistrust, and prejudice do not have the final say, and that unity, communion, reconciliation, and peace are possible.” Citing the Second Vatican Council’s Nostra Aetate document from 60 years ago, the Pope urged religious leaders to be “peacemakers: to confront intolerance, turn a blind eye to violence, reject exclusion, and illuminate the path to justice and harmony for all, through the witness of your faith.” His day ended with a gathering of young people from Lebanon and other nations at the Maronite Patriarchate in Bkerki. More than 12,800 people of various Christian denominations, including Catholics, Maronites, Orthodox, Protestants and Evangelicals, had registered to attend, along with representatives of Islamic communities. The Pope, traveling through cheering crowds in an open vehicle that broke from protocol, addressed them in English: “The future is in your hands, and you have a historic opportunity to change it. Love can heal everyone’s wounds, and blessed are those who bring peace and make it.”
Pope Leo has a message of peace and reconciliation for the Lebanese, stresses two-state solution for Palestinians The Arab Weekly/December 01/2025 “The Holy See has publicly backed the proposal for a two-state solution for several years. We all know that Israel still does not accept it, but we consider it the only solution,” said the pope. In his speech at the presidential palace, the pope emphasised the theme of peace using the word “peace” more than 20 times. In the first day of long awaited trip to Lebanon, Pope Leo XIV urged the Lebanese people on Sunday to embrace peace and reconciliation, while reiterating his support for the two state solution as the “only solution” for the Palestinian-Israeli conflict. The pope had previously visited Turkey, where he kicked off his first overseas tour since being elected leader of the world’s 1.4 billion Catholics in May. Although Leo’s four-day visit drew little attention in Turkey, a Muslim-majority nation whose Christian community numbers only around 100,000, his 48-hour stopover has been eagerly anticipated in Lebanon, a religiously-diverse country of around six million people. Lebanon’s last papal visitor was Benedict XVI in 2012. The pope pressed the Lebanese people to take up the “path of reconciliation”, and called on the country’s leaders to place themselves “with commitment and dedication at the service of your people”. No real reconciliation process was undertaken following Lebanon’s 1975-1990 civil war, and the latest conflict between Israel and Hezbollah has deepened divisions. Long hailed as a model of coexistence, multi-confessional Lebanon is plagued by sectarian and political rifts, and has seen waves of emigration amid a severe economic crisis. Lebanon rolled out the red carpet and a 21-gun salute for Leo, who was greeted at the airport by children and a brass band as ships at the port sounded their horns. Two Lebanese military aircraft escorted his plane on descent. Hundreds of people stood along the roadside braved heavy rain to greet the pope along his route to the presidential palace. Youth scouting groups affiliated with Hezbollah waited to welcome the pope along the road in Beirut’s southern suburbs, where the Iran-backed militants hold sway. On Saturday, Hezbollah had urged the pope to reject Israeli “injustice and aggression” against Lebanon. In his speech at the presidential palace, the pope emphasised the theme of peace using the word “peace” more than 20 times. Addressing a chamber packed with politicians and religious leaders from Lebanon’s many sects, he opened his speech by repeating Jesus’ words “blessed are the peacemakers”. Leo said Lebanon must now persevere with peace efforts despite facing a “highly complex, conflictual and uncertain” regional situation in a speech attended by President Joseph Aoun, Prime Minister Nawaf Salam and other leaders. The pope had told journalists on the plane that his tour had “a special theme of … being a messenger of peace, of wanting to promote peace throughout the region”. Two state-solution In his call for peace, the pope did not mention any specific conflicts. But flying from Istanbul to Beirut, he told reporters that a two-state solution was the only one likely to resolve the conflict between Israel and the Palestinians. He said, “The Holy See has publicly backed the proposal for a two-state solution for several years. We all know that Israel still does not accept it, but we consider it the only solution likely to resolve the current conflict,” he said during a brief exchange. “We are also friends with Israel and we are seeking to be a mediating voice between the two parties that might help them close in on a solution with justice for everyone,” added the pope, speaking in Italian. He said he discussed the issue on Thursday in Ankara with Turkish President Recep Tayyip Erdogan “who fully supports this proposal”. “Turkey has an important role to play in this process,” the pontiff added. The Holy See has recognised the State of Palestine since 2015. Since his election in May, the pope has expressed his solidarity with the “martyred land” of Gaza and denounced the forced displacement of Palestinians. In his speech at the presidential palace, Leo also called on the Lebanese not to leave their crisis-plagued country. He said that “there are times when it is easier to flee, or simply more convenient to move elsewhere. It takes real courage and foresight to stay or return to one’s own country.” President Aoun said that “safeguarding Lebanon”, a unique model of coexistence among different religious communities, “is a duty for humanity”. “If this model disappears, nowhere else can replace it,” said Aoun, the only Christian head of state in the Arab world. Christians play a key political role in Lebanon, where power is shared among the country’s religious communities, but they have seen their numbers dwindle, particularly due to emigration. Lebanon’s diverse communities have also welcomed the papal trip, with leading Druze cleric Sheikh Sami Abi al-Muna saying Lebanon “needs the glimmer of hope represented by this visit”. Leo, 70 and in good health, has a crowded itinerary in Lebanon, visiting five cities and towns from Sunday to Tuesday, when he returns to Rome. Leo will not travel to the south, the target of Israeli strikes, and he did not mention Israel in his speech. His schedule includes a prayer at the site of a 2020 chemical explosion at the Beirut port that killed 200 people and caused damage worth billions. He will also lead an outdoor Mass on the Beirut waterfront and visit a psychiatric hospital, one of the few mental health facilities in Lebanon, where carers and residents are eagerly anticipating his arrival.
Pope prays for peace in Lebanon and the region AFP/December 01, 2025 HARISSA: Pope Leo XIV prayed for peace in Lebanon and the region on Monday on day two of his trip to the multi-confessional country, with joyful Lebanese welcoming the pontiff at two famous pilgrimage sites. Thousands of people cheered, ululated and threw rice in celebration as the pope traveled in the popemobile to a monastery in Annaya in the mountains north of Beirut which hosts the tomb of Saint Charbel, AFP photographers said. Pope Leo arrived from Turkiye on Sunday on his inaugural visit abroad as pontiff and brought a message of hope, particularly to young people in Lebanon whose faith in their crisis-hit country has dwindled. “For the world, we ask for peace. We especially implore it for Lebanon and for the entire Levant,” the pope said from deep inside the candle-lit stone monastery. Saint Charbel, who was canonized in 1977, enjoys broad popularity in Lebanon beyond the Christian community, with depictions of the white-bearded saint found in homes, vehicles and workplaces. The pontiff then visited Harissa, also north of Beirut, where a giant statue of Our Lady of Lebanon overlooks the Mediterranean from a plunging hilltop. The shrine is visited by Lebanese of all faiths, and Pope Leo called it “a symbol of unity for the entire Lebanese people.”The crowd at the site’s towering modern basilica erupted into cheers and applause as the pontiff entered, shaking hands with people including priests and nuns, some of whom kissed his hand. Prayer “gives us the strength to continue to hope and work, even when surrounded by the sound of weapons and when the very necessities of daily life become a challenge,” the pontiff told the packed gathering of bishops, other religious figures and pastoral workers, after hearing testimonies from participants. Message of peace “I am reminded of the responsibility we all bear toward young people,” Leo said. “It is necessary, even among the rubble of a world that has its own painful failures, to offer them concrete and viable prospects for rebirth and future growth,” he added. Many Lebanese, particularly young people, left the country after a crushing economic crisis, widely blamed on official corruption and mismanagement, began in 2019. Fears have grown in the country of a renewed war between Israel and Hezbollah despite a ceasefire in November 2024 that sought to end more than a year of hostilities. Israel has intensified strikes on Lebanon in recent weeks despite the truce, while the cash-strapped Lebanese government is under heavy US pressure to disarm the Iran-backed militants. Tony Elias, 43, a priest from the village of Rmeish along Lebanon’s border with Israel, said that “we have lived through nearly two and a half years of war, but have never been without hope.”Leo “has come to confirm that what we have gone through has not been in vain, and we believe that he brings a real message of peace — a living peace,” he told AFP. A day earlier, the pope called on Lebanon’s leaders to serve their long-suffering people, and many Lebanese on Monday expressed their joy at the pontiff’s visit. “Everyone goes to Rome to see the pope, but he has come to us,” said housewife Therese Daraouni, 61, who was among those waiting along the roadside to see Leo.“This is the greatest blessing, and the greatest grace and hope for Lebanon. I hope people unite for the sake of Lebanon and its people,” she told AFP. Inter-religious meeting Yasmine Chidiac, who was hoping to catch sight of Leo, said “we are very happy about the pope’s visit. His trip has brought a smile back to our faces.”The pope is to hold an inter-religious event in central Beirut’s Martyrs’ Square with figures from many of Lebanon’s 18 officially recognized religious denominations. He will then meet young people at the patriarchate of Lebanon’s Maronite church in Bkerke, outside the capital. On Sunday, Leo called on Lebanon’s leaders to place themselves “with commitment and dedication at the service” of the people and urged reconciliation in a country where divisions from the 1975-1990 civil war have never fully healed. More than 10,000 people aged 16 to 35 have registered to attend, according to organizers, including more than 500 from abroad. Authorities have proclaimed Monday and Tuesday as official holidays, and ramped-up security measures include road closures and a ban on all drone photography.
Pope Leo urges Lebanon’s religious leaders to fight intolerance AFP/01 December /2025 Pope Leo XIV and leaders from Lebanon’s religious communities met in a show of unity on Monday, with the pontiff urging them to combat intolerance on day two of his visit. Lebanese have joyfully welcomed the American pontiff, turning out in their thousands to his public appearances and lining streets where his motorcade has passed, waving Vatican flags and sometimes ululating or throwing rice in celebration despite intermittent rain. “You are called to be builders of peace: to confront intolerance, overcome violence, and banish exclusion, illuminating the path toward justice,” Pope Leo told 16 leaders from Lebanon’s 18 officially recognized religious denominations. “In an age when coexistence can seem like a distant dream, the people of Lebanon, while embracing different religions, stand as a powerful reminder that fear, distrust and prejudice do not have the final word, and that unity, reconciliation, and peace are possible,” he added. The event in a marquee in Beirut’s Martyrs’ Square near several mosques and churches included a reading from the Quran and remarks by leaders from Orthodox churches and the Sunni, Shia, Druze and Alawite communities, who also emphasized the importance of coexistence. While long hailed as a model of tolerance, Lebanon was devastated by a 1975-1990 civil war along sectarian lines and is still plagued by deep rifts. Leo arrived from Turkey on Sunday on his inaugural visit abroad as pontiff and brought a message of hope, particularly to young people in Lebanon whose faith in their crisis-hit country has dwindled. ‘Never without hope’ “For the world, we ask for peace. We especially implore it for Lebanon and for the entire Levant,” Leo said earlier Monday from a monastery in Annaya hosting the tomb of Saint Charbel, who enjoys broad popularity in Lebanon beyond the Christian community. The pontiff then visited Harissa, where a giant statue of Our Lady of Lebanon overlooks the Mediterranean from a plunging hilltop. The site also draws visitors of all faiths. A packed gathering of bishops, other religious figures and pastoral workers in Harissa’s towering basilica erupted into cheers and applause as the pontiff entered, shaking hands with people including priests and nuns, some of whom kissed his hand. Prayer “gives us the strength to continue to hope and work, even when surrounded by the sound of weapons and when the very necessities of daily life become a challenge,” the pontiff told the event after hearing testimonies from participants. “It is necessary, even among the rubble of a world that has its own painful failures,” to offer young people “concrete and viable prospects for rebirth and future growth,” he added. Many Lebanese, particularly young people, left the country after a crushing economic crisis, widely blamed on official corruption and mismanagement, began in 2019. Fears have grown in the country of a renewed war between Israel and Hezbollah despite a ceasefire in November 2024 that sought to end more than a year of hostilities. Israel has intensified strikes on Lebanon in recent weeks despite the truce, while the cash-strapped Lebanese government is under heavy US pressure to disarm the Iran-backed militants. Youth meeting Tony Elias, 43, a priest from the village of Rmeish along Lebanon’s border with Israel, said that “we have lived through nearly two and a half years of war, but have never been without hope.”Leo “has come to confirm that what we have gone through has not been in vain, and we believe that he brings a real message of peace – a living peace,” he told AFP. The pope is to meet young people at the patriarchate of Lebanon’s Maronite church in Bkerke, outside the capital. More than 10,000 people aged 16 to 35 have registered to attend, according to organizers, including more than 500 from abroad. “Everyone goes to Rome to see the pope, but he has come to us,” said housewife Therese Daraouni, 61, who had waited along the roadside to see Leo. “This is the greatest blessing, and the greatest grace and hope for Lebanon. I hope people unite for the sake of Lebanon and its people,” she told AFP. Yasmine Chidiac, who was hoping to catch sight of Leo, said the trip “has brought a smile back to our faces.”Authorities have proclaimed Monday and Tuesday official holidays, and ramped-up security measures include road closures and a ban on drone photography.
Pope Leo brings his message of peace to the Middle East Dr. Diana Galeeva/Arab News/December 01, 2025 As Pope Leo last week set off on his first international apostolic journey — to Turkiye and Lebanon — since his election in May, he said: “I very much have been looking forward to this trip because of what it means for all Christians. But it’s also a great message to the whole world.” So what is the Vatican’s message amid the emerging world order, which has been transformed due to the ongoing conflicts in the Middle East and Europe? Both Turkiye and Lebanon have political and spiritual importance. Over 16 centuries, Constantinople (modern-day Istanbul) served as the capital of four successive empires: the Roman, the Byzantine, the Latin and the Ottoman. And Pope John Paul II once said: “Lebanon is more than a country; it is a message of freedom and an example of pluralism.” Arguably, for Pope Leo, visiting both Turkiye and Lebanon offers a message of peace for the new world order, in which morals — justice and peace — can be prioritized as the basis of the international system. Faith-based diplomacy, or spiritual diplomacy, is the political order shaped by a divinely grounded vision. Winston Scott and Victor Tyler argue that, while the Holy See has limited hard power resources (such as economic and military), “its sustained moral voice, global diplomatic network and strategic interventions position it as a unique actor in international relations.” They conclude that, “in an era of geopolitical polarization and declining trust in liberal institutions, the Vatican’s interventions offer both a counternarrative and a stabilizing moral grammar within the international system.” Leo became the fifth pope to visit Turkiye after Paul VI, John Paul II, Benedict XVI and Francis. During his formal welcome by President Recep Tayyip Erdogan, the pope described the country as “inextricably linked to the origins of Christianity,” as well as a land “that recognizes and appreciates differences.” The important political message — which reflected the views of Scott and Tyler — was made during the pope’s address to civic leaders and lawmakers in Turkiye. Pope Leo said: “We are now experiencing a phase marked by a heightened level of conflict on the global level, fueled by prevailing strategies of economic and military power. This is enabling what Pope Francis called ‘a third world war fought piecemeal.’” He explicitly evaluated the current world order as being destabilized by “ambitions and choices that trample on justice and peace.” At the end of the first day of his trip, the pope met with the head of Turkiye’s Presidency of Religious Affairs, Safi Arpagus. The second day was dedicated to prayers with the Christian community. He also met with Turkiye’s Chief Rabbi David Sevi. According to the Holy See, they “discussed how Pope Leo’s visit is a sign of peace and support for all religious communities in the country.” In the city of Iznik, he prayed with Christian leaders at the site of the ruins of the basilica of Nicaea. The chronology of events illustrates the logic of delivering the message of peace to all religious communities. On the third day, the pope visited Sultan Ahmed Mosque, aka the Blue Mosque, before meeting with the heads of Turkish Christian churches and societies at the Syriac Orthodox church of Mor Ephrem. On Sunday, his schedule included a prayer at the Armenian Apostolic Cathedral in Istanbul and a visit to the Patriarchal Cathedral of St. George. Pope Leo has also become the third pope to officially visit Lebanon after John Paul II and Benedict XVI. Here, political and religious symbolism interconnects with the present and the past. Lebanon’s Maronite Christian President Joseph Aoun, Shiite Muslim parliament Speaker Nabih Berri, Sunni Muslim Prime Minister Nawaf Salam and the Maronite patriarch, Cardinal Bechara Boutros Al-Rai, all met the pope. In the presidential Baabda Palace, Pope Leo shared his message of peace and unity. “It takes tenacity to build peace. It takes perseverance to protect and nurture life,” he said, just a week after an Israeli strike on Beirut. The important political message was made during the pope’s address to civic leaders and lawmakers in Turkiye. On Monday, the pope visited Christian sites in the country, including the Maronite Monastery of Saint Maron in the hills outside Beirut and the Shrine of Our Lady of Lebanon on a hill in Harissa, overlooking Jounieh bay, where Muslims and Christians from across the world came to pray. On Tuesday, he will travel to the Port of Beirut, where he will pray at the memorial to the victims of the 2020 explosion, before celebrating Mass for 100,000 people at Beirut Waterfront. Recent events represent a major milestone for the change in the papacy’s role in the global order, as popes now perform as diplomats. Pope Benedict XV made efforts toward peace mediations during the First World War. And Mario Aguilar has particularly examined Pope Francis’ special role as a peacemaker. In his first public speech in May, Pope Leo stated his vision as “the peace of the risen Christ. A peace that is unarmed and disarming, humble and persevering.” This message of encouraging morals in the international system — by promoting peace and justice — can serve as a primary foundation for the emerging world order and, hopefully, will contribute to the end of all ongoing conflicts. *Dr. Diana Galeeva is an academic visitor to the Center of Islamic Studies at the University of Cambridge.
Pope Leo XIV’s visit highlights Christian resilience in Lebanon despite regional turmoil Associated Press/December 01, 2025 Over the past few decades, hundreds of thousands of Christians have left parts of the Middle East for good, driven by wars and the rise of Muslim extremists. In Lebanon, it has been different. Despite the many crises that have battered the small nation, Christians continue to enjoy religious freedom and significant political influence. Pope Leo XIV’s visit to Lebanon is a recognition of the importance of Lebanon’s religious pluralism and a message to Christians not to abandon the region. In Iraq, large numbers of Christians fled after the U.S.-led invasion in 2003 and the rise of the Islamic State group that followed. A decade later, in 2014, IS declared a caliphate in large parts of Iraq and Syria leading to an exodus by Christians as well as followers of other religions. IS blew up churches in areas they once controlled in Syria and Iraq and confiscated many Christians’ property. A recent church bombing in Damascus this year made some Christians who stayed in Syria consider leaving. Many Christians in Syria have been concerned about the direction of the country’s new government under interim President Ahmad al-Sharaa, former leader of the Islamist insurgent group Hayat Tahrir al-Sham. In Lebanon, despite others emigrating, many Christians who remain cling to their ancestral homeland and refuse to leave. The country’s sectarian power-sharing system is prone to deadlock and has been criticized by reformists who want a secular state, but it has also ensured that minorities are not marginalized. “More than half the advantage comes from Lebanon’s political system when it comes to Christians,” said Catholic priest Monsignor Abdo Abou Kassm who is the director of the Catholic Center for Information. “There is a democratic system where people can express their opinions freely without getting killed, oppressed or sent to exile,” said Abou Kassm. “You can live freely with dignity in Lebanon.” Cynthia Khoury, 25, a business graduate from Syria who joined a delegation heading to Lebanon to see the Pope, said that after the takeover of power in her country by an Islamist-led government last year, Christians in the war-torn country were worried that they would not be able to practice their religious freely, although so far this has not turned out to be the case. “We know that the conditions of Christians in Lebanon are somewhat better than ours, but we also know that they passed through many wars,” Khoury said adding that despite the hardships Lebanese Christians had faced, “they did not leave and stayed in their country and preserved their customs and traditions, and this is beautiful.” Deeply rooted since the early days of the faith, Christians in present-day Lebanon have survived wars and genocide over the past two millennia. For many years, Christian monastic communities lived in caves in the rugged mountains to protect their faith and avoid persecution. Since the establishment of the State of Greater Lebanon in 1920 following World War I, Christians have played an instrumental role in shaping the country’s politics and economy. Today, Christians make up around a third of Lebanon’s 5 million people, giving the small nation on the eastern coast of the Mediterranean the largest percentage of Christians in the Middle East. Lebanon is home to 18 different religious sects, of which more than half are Christians. Maronite Catholics are the largest Christian group, followed by the Greek Orthodox. Christians have a presence in most parts of Lebanon, from the south in villages bordering Israel to areas along Syria’s border in the north and east as well as the coast. Mount Lebanon, which remains the Christian heartland, is mentioned frequently in the Bible. Since Lebanon gained independence from France in 1943, a power sharing agreement has been in place in which the president is a Maronite, the parliament speaker is a Shiite Muslim and the prime minister is a Sunni Muslim. This makes Lebanon the only Arab country with a Christian head of state. “People can practice religion wherever they are, but the Lebanese identity is something that is sacred for us too,” says Christian legislator Camille Dory Chamoun, who heads the National Liberal Party. His late grandfather, Camille Chamoun, was the president of Lebanon in the 1950s. He is allied with the Christian Lebanese Forces Party that has 19 seats in the 128-member legislature. “Our Lebanese identity is as important as our Christian identity,” said Chamoun. Other senior posts held by Maronites are the army command as well as the head of the central bank. The deputy parliament speaker and deputy prime minister are posts allocated to the Greek Orthodox. The command of two of the country’s four security agencies are also given to Christians, with a Maronite general heading the Army Intelligence while a Greek Orthodox heads State Security. Toward the end of the 1975-90 civil war in Lebanon that largely pitted Christians against Muslims, an agreement to end the war was reached in the Saudi city of Taif. Since then, seats in parliament and Cabinet have been equally divided between Christians and Muslims. Charles Hayek, a historian and researcher, says that the ties between Lebanon and the Vatican are old and deep, adding that there is a tradition that states that St. Peter, the first Pope, established churches in Beirut, Byblos, Batroun and Tripoli, along Lebanon’s coast. Hayek added that two men of Phoenician origin from what is now the port city of Tyre in south Lebanon were elected popes in Rome in the 8th century. “You have also unbroken correspondence especially between the Maronite Church, the local Catholic Church and the papacy since 1215,” Hayek said. Despite the civil war and sectarian strife in Lebanon, Muslims and Christians peacefully coexist today and followers of both religions accept one another as partners. “Christians in Lebanon and the east are a main part of the region,” says Khaldoun Oreimet, a Sunni Muslim cleric who heads the Islamic Center for Studies and Information. “Christians are not (only) a community but an integral part of this land,” Oreimet said. The pope’s visit to Lebanon comes a year after a U.S.-brokered ceasefire ended the Israel-Hezbollah war that killed about 4,000 people and caused destruction worth billions of dollars. Despite the ceasefire, the country still faces almost daily Israeli airstrikes, including one in Beirut on Nov. 23 that killed five members Hezbollah and wounded 28 others. Many Christian politicians criticized Hezbollah for starting the war a day after the Hamas-led attack on southern Israel on Oct. 7, 2023. The Iran-backed group had said for years that its weapons were only intended to defend Lebanon. Many Christians in Lebanon, including the head of the Maronite Church, Cardinal Beshara al-Rahi, have called for Lebanon to be a neutral state, rather than an arena where regional and world powers settle their accounts. “God willing, Lebanon will begin to feel safer in the days ahead,” Chamoun said. “The most important thing is to stop these conflicts that are extremely harmful.””We have seen their consequences, and we have seen that we are paying a very high price for other people’s wars on our land,” he added