إتيان صقر – أبو أرز: الكيل بمكيالين

0

إتيان صقر – أبو أرز: الكيل بمكيالين
20 تشرين الثاني/2025
بيان صادر عن حزب حراس الأرز – حركة القومية اللبنانية
يكاد لا يمضي يومٌ إلا ونسمع فيه مسؤولي «حزب الله» يرفعون نبرة التهديد والوعيد، ويتحدّثون عن إعادة تنظيم صفوفهم واستعدادهم لمواجهة إسرائيل و«تحرير الأراضي المحتلّة» في الجنوب… إلى آخر معزوفة التعبئة التي اعتاد اللبنانيون سماعها منذ عقود.
وآخر المواقف جاء على لسان حليفهم رئيس مجلس النواب نبيه برّي الذي قال: «من حق حزب الله أن يعيد بناء نفسه… ولا خوف من فتنة داخلية.»
وآخر جاهل في السياسة يدرك أنّ هذه الاعترافات العلنية بالجهوزية العسكرية هي التي تدفع إسرائيل إلى تكثيف ضرباتها الاستباقية، وملاحقة فلول الحزب ومنشآته الجديدة، حمايةً لمستوطناتها الشمالية، تمامًا وفق مبدأ الحروب الوقائية الذي تعتمده كل الدول الحريصة على أمن شعبها.
وهي الاعتداءات نفسها التي دفعت إسرائيل إلى بناء الجدار الإسمنتي الذي قرّرت الحكومة اللبنانية تقديم شكوى بشأنه إلى مجلس الأمن.
ولكن كل طفل يعرف أنّ هذه الشكوى ليست سوى إجراء شكلي، لن يلقى الترحيب الذي تتمناه الدولة اللبنانية، وستسقط إما بالتصويت أو بالفيتو الأميركي. بل المرجّح أن يدين مجلس الأمن «حزب الله» بسبب رفضه التخلي عن سلاحه واستمراره في خرق القرار ١٧٠١
وإذا كانت الدولة حريصة فعلاً على السيادة — كما تزعم — فالسؤال البديهي الذي يطرحه الجميع هو:
لماذا سكتت إذاً عشرات السنين عن الاحتلال الإيراني للبنان؟
ولماذا لم تتقدّم بأي شكوى واحدة ضدّ طهران، وهي التي دمّرت البلاد وأفقرت العباد بواسطة وكيلها الحصري المسمّى «حزب الله»؟
إنّ سياسة التذاكي والتكاذب التي تعتمدها المنظومة السياسية ستقود لبنان حتمًا نحو الهلاك والعزلة الدولية.
وإنّ قرار الإدارة الأميركية بإلغاء زيارة قائد الجيش إلى واشنطن ليس إلّا أوّل الغيث، وما بعده آتٍ… وبشكل أقسى وأوضح.
ورحم الله من قال:
«يمكنك أن تكذب على بعض الناس كل الوقت، وعلى كل الناس بعض الوقت…
ولكن لا يمكنك أن تكذب على كل الناس كل الوقت.»
فاعتبِروا… قبل فوات الأوان.
لبيك لبنان،
إتيان صقر – أبو أرز

Share