What is Behind Adraee’s Tweet? … Is the Information on Hasrouni’s Assassination Linked to Prisoners in Israel?
Ziad Al-Bitar/Nidaa Al-Watan/November 15/2025
ما وراء تغريدة أدرعي؟….هل ترتبط معلومات اغتيال الحصروني بالأسرى في إسرائيل؟
زياد البيطار/نداء الوطن/15تشرين الثاني/2025
أعادت التغريدة المطولة للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إلى الواجهة مجددًا، عملية اغتيال منسّق منطقة بنت جبيل السابق في حزب “القوات اللبنانية” الياس الحصروني (الحنتوش)، بعدما أعلن أفيخاي أدرعي أن “حزب الله” وراء عملية الاغتيال. ورغم أن الشبهات عن ضلوع “الحزب” كانت قوية منذ اللحظات الأولى للاغتيال، فجديد أدرعي تسمية “الوحدة 121”. كذلك في حال صحت المعلومات يتبين مجددًا مدى الاختراق الإسرائيلي الذي يطاول كل تحركات “الحزب” من عسكرية وأمنية وإجرامية. توقيت الخبر الإسرائيلي طرح فرضيات عدة، منها احتمال أن يكون أسرى “حزب الله” الذين أوقعت بهم إسرائيل في الحرب الأخيرة قد زوّدوها بهذه المعلومات، إضافة إلى ترجيحات من بعض أبناء عين إبل بأن بعض الأشخاص المتورطين في الملف ربما قُتلوا خلال الحرب الأخيرة. وبحسب أدرعي، نُصب الكمين للحصروني ليلة 1 آب 2023 في عين إبل، (الاغتيال حصل فعلا في 2 آب)، حيث اختُطف وقُتل عبر التسميم والضرب الذي أدى إلى كسر أضلاعه، ثم أُعيدت جثته إلى سيارته المصطدمة بشجرة لإظهاره كحادث سير. وتابعت تغريدة أدرعي الكلام على “الوحدة 121” كونها الذراع الأمنية الداخلية لـ “الحزب”، والمسؤولة عن استهداف معارضين سياسيين وصحافيين. كما أشارت إلى أن أحد أبرز عناصر الوحدة سليم العيّاش مدان عام 2020 من المحكمة الخاصة بلبنان باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
هل تملك إسرائيل معلومات عن اغتيالات أخرى؟
هذه المعلومات فتحت الباب أمام فرضيات تتعلق بامتلاك إسرائيل معلومات عن ملفات اغتيال أخرى، كمقتل الصحافي والكاتب السياسي لقمان سليم، المعارض الشرس لـ “حزب الله”، والذي عُثر عليه داخل سيارته في الجنوب. وكان سليم قد توقع اغتياله عام 2019، معلنًا من خلال رسالة جاء فيها: “أحمّل قوى أمن الأمر الواقع ممثلة بحسن نصرالله ونبيه بري المسؤولية التامة عمّا جرى وما قد يجري”. فهل تملك إسرائيل معلومات عن تفاصيل عملية اغتياله؟ إلى جانب الربط بين “الوحدة 121” واغتيال الحريري، طُرح سؤال إضافي: هل تملك إسرائيل صورًا ومعلومات عن انفجار مرفأ بيروت؟ خصوصًا أن بعض الجهات وجهت إليها أصابع الاتهام بهذا الانفجار.
معلومات الحصروني تمهّد لمبدأ التفاوض؟
اليوم، وبعد “حرب الإسناد” التي خاضها “حزب الله”، ومقتل عدد كبير من قيادته، وموافقته على وقف إطلاق النار، تبرز فرضية جديدة: إذا دخل لبنان في مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع إسرائيل، فهل ستطلب الدولة اللبنانية معلومات عن الاغتيالات والانفجارات التي هزت لبنان، من اغتيال رفيق الحريري، وما تلاه من اغتيالات؟ والسؤال الأخطر، هل أراد أدرعي إيصال رسالة عن إمكان تفعيل “الحزب” وحدة الاغتيالات؟ وهل هذه رسالة مضلّلة، أو فعلًا تستند إلى معلومات لدى الموساد والشاباك؟ هناك من يقول إن إسرائيل بعد اتفاق وقف الأعمال العدائية، أطلقت سراح خمسة أسرى في آذار الماضي وقال حينها مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن “الإفراج عن 5 أسرى لبنانيين بالتنسيق مع واشنطن وبادرة حسن نية لرئيس لبنان الجديد”، مشيراً إلى “الاتفاق على تشكيل مجموعات عمل مع أميركا وفرنسا ولبنان لحل مسألة الحدود”. فهل معلومات الحصروني خطوة إسرائيلية تعتبرها إيجابية وممهدة لمبدأ التفاوض العتيد؟
وفي ظلّ تساؤلات حول إمكانية طلب لبنان من إسرائيل، عبر طرف ثالث مثل الأمم المتحدة، تقديم معلومات تتعلق بملفات اغتيالات وتفجيرات بارزة، أبرزها انفجار مرفأ بيروت، شدّد المحامي والخبير القانوني أنطونيو فرحات على أن أي تبادل معلومات بين البلدين ليس ملزمًا قانونيًا. وأوضح فرحات أن لبنان وإسرائيل يفتقدان أي اتفاقية تعاون رسمية تسمح بهذا النوع من التنسيق، مؤكدًا أن الدولتين بحالة العداء، فيما الدولة اللبنانية نفسها لا تعترف رسميًا بوجود إسرائيل. ولكن ماضيًا وحين عرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة صورًا جوية، ادعى أنها لمخازن صواريخ دقيقة يملكها “حزب الله” بالقرب من مطار بيروت، قام حينها وزير الخارجية آنذاك في حكومة تصريف الأعمال، جبران باسيل، برفقة وفد دبلوماسي يضم سفراء دول عربية وأجنبية معتمدين في لبنان، بجولة ميدانية قرب مطار بيروت الدولي للاطلاع على الوضع على الأرض ونفي رواية نتنياهو. وهذا يعني أن لبنان الرسمي في محطات عدة أخذ معلومات إسرائيل بالاعتبار وتصرف في ضوئها، خصوصًا مع استجابة المواطنين لـ “إنذارات أدرعي” المتواصلة. لذا ما المانع أن يطلب لبنان عبر الأمم المتحدة معلومات عن جرائم محددة تخضع لاحقًا للتدقيق القضائي في حال كانت مضللة أو فيها جوانب يثبت حصولها؟ المؤسف أن ملف الحصروني القضائي مطوي تحت وطأة وهج سلاح “حزب الله”، ما يجعل متابعة التحقيقات شبه مستحيلة.
وقائع اغتيال الحصروني
وفي تفاصيل عملية اغتيال الياس الحصروني، وقع الاغتيال حوالى الساعة 21:00 من مساء 2 آب 2023، بينما وصل خبر الجريمة إلى الأهالي حوالى الساعة 22:15، بعد أن صودف مرور أحد الأشخاص قرب سيارة الضحية فاتصل على الفور بـ “الهيئة الصحية الإسلامية” لنقل الجثة إلى مستشفى “صلاح غندور” في بنت جبيل. وأفاد بعض الأهالي أنهم لاحظوا في تلك الليلة سيارات رباعية الدفع، تقل شبانًا ملتحين ويرتدون القبّعات، تتجول في البلدة التي تشهد حركة سياحية ونشطة صيفًا، كونها تقع على الطريق الرئيسي الرابط بين القطاعين الشرقي والغربي، من الناقورة وصولًا إلى مرجعيون وحاصبيا، غير أن أحدًا لم يتوقع وقوع جريمة بهذا الحجم. ووفق المعلومات، رصدت إحدى السيدات قبل وقوع الحادث سيارة من نوع CRV لون رصاصي بداخلها شخصان ملتحيان يرتديان “قبعة”، وأثارت تصرفاتهما شكوكها. لاحقًا، رأت سيارة “جيب هيونداي” داكنة اللون متوقفة على جانب الطريق، وقامت بتسجيل رقمها وإبلاغ أحد المقربين، لكن التحقيقات أظهرت لاحقًا أن الأرقام كانت مزوّرة. ولفتت المعلومات إلى أن الطبيب الشرعي حضر لمعاينة الجثة في اليوم التالي للحادث، وليس ليلة وقوعه، بينما حضرت عناصر من القوى الأمنية إلى مكان الحادث لمحاولة رفع سيارة الضحية قبل بدء التحقيقات، إلا أن شبّان المنطقة تمكّنوا من إقناعهم بضرورة إبقاء السيارة في مكانها حتى انتهاء التحقيقات الميدانية. إن تنفيذ عملية معقدة ومحكمة بهذا المستوى، تشمل تخطيطًا ومراقبة ونصب كمين وخطفًا وقتلًا داخل منطقة محسوبة على “الحزب”، يزيد من الشبهات حول معرفة الجهات المسيطرة على الأرض بما جرى، أو على الأقلّ قدرتها على كشفه لو لم تكن طرفًا فيه. خصوصا وأن منفذي العملية تمكنوا من التحرك بحرية لمدة تقارب الساعة، من لحظة الكمين إلى القتل ثم نقل الجثة، ومن دون أن تُسجّل الأجهزة الأمنية أي حركة مشبوهة. هذه الوقائع مجتمعة، دفعت جهات سياسية وأهالي المنطقة إلى التأكيد أن “المؤشرات كلها تدلّ على تورّط “حزب الله” في الجريمة، وهذا أقلّ ما يمكن الشكّ به إلى حين ثبوت العكس”. منذ اللحظة الأولى لاختفاء الحصروني، لم يشكّ أبناء بلدات عين إبل، دبل ورميش ومحيطها بأي طرف آخر. فتعامل الأجهزة الأمنية مع الجريمة على أساس أنها حادث سير، بدءًا من تقرير المستشفى، مرورًا بالطبيب الشرعي، وصولًا إلى الأجهزة الأمنية، اعتبره الأهالي جزءًا من “المماطلة” و”تمييع التحقيقات”. ومع تقدّم الأيام، كانت قناعتهم تتعزز بأن الاغتيال مخطط ومجهّز مسبقًا، في سياق تضييق الخناق على معارضي “حزب الله” في الجنوب، وخصوصًا حزب “القوات اللبنانية” وحلفاءه، في رسالة تخويف واضحة بأن أي معارضة داخل مناطق نفوذ “الحزب” ستكون مكلفة.
What is Behind Adraee’s Tweet? … Is the Information on Hasrouni’s Assassination Linked to Prisoners in Israel?
Ziad Al-Bitar/Nidaa Al-Watan/November 15/2025
(Free translated from Arabic by: Elias Bejjani
The lengthy tweet by the Israeli army spokesperson brought the assassination of the former Lebanese Forces coordinator for the Bint Jbeil district, Elias Hasrouni (Al-Hantoush), back into the spotlight after Avichay Adraee announced that “Hezbollah is behind the assassination.” Although suspicions about the “Party’s” involvement were strong from the first moments of the assassination, Adraee’s new information is the naming of “Unit 121.” Also, if the information is correct, it demonstrates once again the extent of the Israeli penetration that affects all of the “Party’s” movements—military, security, and criminal.
The timing of the Israeli news raised several hypotheses, including the possibility that Hezbollah prisoners captured by Israel in the last war may have provided this information, in addition to speculations by some residents of Ain Ebel that some people involved in the file might have been killed during the last war. According to Adraee, the ambush against Hasrouni was set up on the night of August 1, 2023, in Ain Ebel (the assassination actually occurred on August 2), where he was kidnapped and killed by poisoning and beating, which led to broken ribs, then his body was returned to his car, which was crashed into a tree, to make it appear as a traffic accident. Adraee’s tweet continued to speak about “Unit 121” as the “Party’s” internal security arm, responsible for targeting political opponents and journalists. It also pointed out that one of the most prominent members of the unit, Salim Ayyash, was convicted in 2020 by the Special Tribunal for Lebanon for the assassination of the martyr President Rafik Hariri.
Does Israel Have Information About Other Assassinations?
This information opened the door to hypotheses regarding Israel’s possession of information about other assassination files, such as the killing of the journalist and political writer Lokman Slim, a fierce opponent of Hezbollah, who was found inside his car in the South. Slim had predicted his assassination in 2019, declaring through a message that: “I hold the de facto security forces, represented by Hassan Nasrallah and Nabih Berri, fully responsible for what happened and what might happen.” Does Israel have information about the details of his assassination operation? In addition to linking “Unit 121” to Hariri’s assassination, an additional question was raised: Does Israel have photos and information about the Beirut port explosion? Especially since some parties pointed fingers at it for this explosion.
Does the Hasrouni Information Pave the Way for Negotiation?
Today, after the “support war” waged by Hezbollah, the killing of a large number of its leaders, and its agreement to a ceasefire, a new hypothesis emerges: If Lebanon enters into direct or indirect negotiations with Israel, will the Lebanese state request information about the assassinations and explosions that rocked Lebanon, starting from the assassination of Rafik Hariri and the subsequent assassinations? The more serious question is, did Adraee intend to send a message about the possibility of the “Party” reactivating the assassination unit? And is this a misleading message, or is it genuinely based on information held by the Mossad and the Shin Bet?
Some say that after the cessation of hostilities agreement, Israel released five prisoners last March, and the office of the Israeli Prime Minister, Benjamin Netanyahu, said at the time that “the release of 5 Lebanese prisoners was in coordination with Washington and a gesture of goodwill to the new President of Lebanon,” pointing to “the agreement to form working groups with America, France, and Lebanon to resolve the border issue.” So, is the Hasrouni information an Israeli step that it considers positive and a prelude to the principle of the long-awaited negotiation?
Amid questions about the possibility of Lebanon requesting information from Israel, through a third party such as the United Nations, related to prominent assassination and explosion files, most notably the Beirut port explosion, Lawyer and Legal Expert Antonio Farhat stressed that any information exchange between the two countries is not legally binding. Farhat explained that Lebanon and Israel lack any formal cooperation agreement that allows this type of coordination, affirming that the two states are in a state of hostility, while the Lebanese state itself does not officially recognize the existence of Israel.
However, in the past, when Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu presented aerial photographs before the UN General Assembly, claiming they were of precision missile depots owned by Hezbollah near Beirut airport, the then-Foreign Minister in the caretaker government, Gebran Bassil, accompanied by a diplomatic delegation including Arab and foreign ambassadors accredited to Lebanon, conducted a field tour near the Beirut International Airport to examine the situation on the ground and deny Netanyahu’s narrative. This means that official Lebanon has, at various points, taken Israeli information into account and acted in its light, especially with citizens responding to Adraee’s continuous “warnings.” Therefore, what prevents Lebanon from requesting information about specific crimes through the United Nations, which would subsequently be subjected to judicial scrutiny if it were misleading or contained aspects that prove to have occurred? The unfortunate reality is that the Hasrouni judicial file is suppressed under the shadow of Hezbollah’s weapon, making the continuation of investigations nearly impossible.
Facts of Hasrouni’s Assassination
In the details of Elias Hasrouni’s assassination, the killing occurred around 9:00 PM on the evening of August 2, 2023, while the news of the crime reached the residents around 10:15 PM, after a person happened to pass near the victim’s car and immediately contacted the “Islamic Health Authority” to transport the body to the “Salah Ghandour” hospital in Bint Jbeil. Some residents reported that they noticed four-wheel-drive vehicles, carrying bearded young men wearing hats, circulating in the town that sees tourist and active movement in the summer, as it is located on the main road linking the eastern and western sectors, from Naqoura to Marjayoun and Hasbaya. However, no one expected a crime of this magnitude to occur. According to information, a woman spotted a gray CRV with two bearded men wearing “hats” inside before the incident, and their behavior aroused her suspicions. Later, she saw a dark-colored Hyundai Jeep parked on the side of the road, and she recorded its number and informed a close relative, but investigations later showed that the numbers were forged.
The information noted that the forensic doctor attended to examine the body the day after the incident, and not on the night it occurred, while members of the security forces arrived at the scene to try to remove the victim’s car before the start of investigations. However, young men from the area managed to convince them of the necessity of keeping the car in place until the field investigations were complete. The execution of a complex and well-planned operation of this level, which includes planning, monitoring, setting an ambush, kidnapping, and killing inside an area considered under the “Party’s” influence, increases suspicions about the knowledge of the controlling authorities on the ground about what happened, or at least their ability to expose it if they were not a party to it. Especially since the perpetrators were able to move freely for approximately an hour, from the moment of the ambush to the killing and then the transfer of the body, without the security services recording any suspicious movement. These facts combined led political parties and the residents of the area to affirm that “all indicators point to Hezbollah’s involvement in the crime, and this is the least one can suspect until the contrary is proven.” From the first moment of Hasrouni’s disappearance, the residents of Ain Ebel, Debel, Rmeish, and its surroundings did not suspect any other party. The handling of the crime by the security services as a traffic accident, starting from the hospital report, passing through the forensic doctor, and reaching the security services, was considered by the residents to be part of “procrastination” and “diluting the investigations.” As the days progressed, their conviction was reinforced that the assassination was premeditated and prepared in advance, in the context of tightening the noose on Hezbollah’s opponents in the South, particularly the Lebanese Forces party and its allies, in a clear message of intimidation that any opposition within the “Party’s” areas of influence would be costly.
