
مؤتمر تنسيق الإعمار.. وأرنب الرئيس بري الذي وُلِد ميتاً!
حسين عطايا/جنوبية/06 تشرين الثاني/2025
بعد أن وصلت أصوات أنين الجنوبيين الذين تضرروا من حروب حزب الله من وعلى الجنوب إلى مسامع رئيس مجلس النواب نبيه بري، وقد شعر أن الناس بدأت تمتعض وتتململ من تصرفات الثنائي الذي أدخل لبنان وأبناء الطائفة الشيعية الكريمة في مآسٍ ومصاعب إثر فقدان الجنوبيين بغالبيتهم، وأبناء المناطق المحاذية لفلسطين المحتلة، مدنهم وقراهم على وجه الخصوص، وأصبحوا نازحين في وطنهم وفقدوا أرزاقهم وتقطعت السبل بهم. وبعد أن أصبحت الانتخابات النيابية قريبة، ونتيجة تخوّف الثنائي الذي يحتكر تمثيل أبناء الطائفة الشيعية، وخوفاً من انعكاس ذلك على الرأي العام الجنوبي، وتحسباً لأن لا يكون لذلك جواب في صناديق الاقتراع، سحب الرئيس بري أرنب مؤتمر تنسيق الإعمار ودعا إليه في المصيلح – مركز نبيه بري الثقافي – نهار الثلاثاء الفائت في الرابع من هذا الشهر، وفي ذلك ليس أكثر من عملية غش ونصب على أهل الجنوب محاولاً إعادة استمالتهم، خصوصاً بعدما لمس ذلك في الانتخابات البلدية الأخيرة، والتي دفعته ليتدخل شخصياً في العمل والسعي للضغط على الأهالي في قرى وبلدات الجنوب حتى يتمكن هو وشريكه حزب الله من الفوز في غالبية البلديات في منطقة الشريط الحدودي. وقد شاركه حزب الله في التجارة بدم الشهداء الذين أدخلوهم في صلب المعركة الانتخابية ليستغلوهم في حياتهم ومماتهم لكي يستفيدوا منهم في الألاعيب السياسية طمعاً في الفوز بالبلديات، لإيهام الرأي العام الداخلي والخارجي بأنهم لا زالوا يمثلون شيعة الجنوب كما لا زالوا يحتكرون تمثيل أبناء الطائفة الشيعية ويحصرون تمثيلهم بالثنائي المذهبي البغيض.
لعبة سياسية لامتصاص النقمة
من هنا أتت فكرة المؤتمر ليكون مجرد لعبة سياسية تهدف إلى امتصاص النقمة السياسية التي بدأت تظهر جدياً، خصوصاً أن اقتراب استحقاق دفع بدلات الإيواء، والتي تبناها حزب الله، سيكون سبباً لاستمرار عملية النزوح للمواطنين الجنوبيين في نهاية شهر تشرين الأول وهذا الشهر تشرين الثاني، أي أن هذا الشهر مفصلي في إعلاء أصوات الجنوبيين الذين باتوا من دون منازل ويواجهون تهجيراً ثانياً نتيجة الضغوط المتزايدة من أصحاب المنازل التي يستأجرها الجنوبيون النازحون. لذا، كان هذا الأرنب ليتلهّى به الناس بعض الشيء، لعل وعسى تُهدّئ بعض النفوس التي لا زالت تُصدق بعض ألاعيب الثنائي وتنام على حريرهم المخادع.
وعود فارغة وشراء للوقت
فالرئيس بري كما شركاؤه في حزب الله يعلمون أن لا أموال ولا مؤتمرات داعمة للإعمار ستأتي إلى لبنان طالما حزب الله لم يسلّم سلاحه ويأتمر بإمرة الدولة اللبنانية، بل هي مجرد عملية شراء للوقت لا أكثر. كما أن الرئيس بري لا زال يُمنّي النفس بأن يكون لمجلس الجنوب دور في إعادة الإعمار لكي يستطيع استغلال هذا الأمر في الانتخابات القادمة، رغم علمه بأن ذلك غير متاح، وستأتي الانتخابات النيابية وأهل الجنوب مستمرون في نزوحهم لعامهم الثالث، والثنائي غير قادر على اجتراح أية حلول قد تُعيد للجنوبيين بعض ما فقدوا.
أرنب ميت ومؤتمر وهمي
لذا، وُلِد هذا الأرنب ميتاً، وما هذه العراضة التي يطلقون عليها «مؤتمر تنسيق إعادة الإعمار» إلا مجرد وهمٍ يُحاولون زرعه في أذهان الناس، لعلهم يكسبون بعض الوقت ويمنّون النفس بالاستمرار في استعادة بعض التأييد الذي بدأوا يفتقدونه على الأرض من الجنوبيين على وجه التحديد.
أي مؤتمر لا تدعو إليه الحكومة اللبنانية ويكون مدعوماً من المملكة العربية السعودية والدول المانحة، لا يُعوَّل عليه.