رابط فيديو ونص مقابلة مع الإعلامي علي الأمين ناشر موقع جنوبية/أجرى المقابلة فادي شهوان/حزب الله تحول إلى جهاز أمني يراقب الشيعة.. الحل بيد السلطة اللبنانية وليس في طهران أو الضاحية
رابط فيديو ونص مقابلة مع الإعلامي علي الأمين ناشر موقع “جنوبية”/أجرى المقابلة فادي شهوان/حزب الله تحول إلى جهاز أمني يراقب الشيعة.. الحل بيد السلطة اللبنانية وليس في طهران أو الضاحية جنوبية/06 تشرين الثاني/2025
أكد رئيس تحرير موقع “جنوبية” الصحافي علي الأمين أنّ البلاد تتجه نحو مرحلة دقيقة تتطلب حسمًا في الموقف الرسمي من قضية السلاح غير الشرعي، مشيرًا إلى أنّ “كل المماطلة وشراء الوقت لن تؤدي إلا إلى مزيد من الانهيار والخراب”.
مفاوضات مرتقبة بآلية جديدة
ورأى الأمين أنّ الحديث المتزايد عن “الميكانيزم” والتفاوض حول الحدود، هو “أمر طبيعي في ظل الملفات العالقة، خصوصًا في ما يتصل بالمناطق التي لا تزال تحت السيطرة الإسرائيلية”، لكنه شدّد على أنّ التفاوض يجب أن يتم ضمن إطار الدولة اللبنانية، “لا عبر ميليشيات أو قوى موازية”.
وأضاف أنّ رئيس الجمهورية، ومعه رئيس مجلس النواب نبيه بري، تحدثا عن المفاوضات كخيار واقعي، “لكنّ التجربة تُظهر أنّ الدولة غالبًا ما تلتف على القرارات بحجة التوافق والمراعاة، ما جعل تنفيذ القرارات الدولية ناقصًا منذ عام 2006 حتى اليوم”.
شكوك دولية متزايدة
وأشار الأمين إلى أنّ الرسائل الأميركية الأخيرة، ولا سيما تلك التي نقلتها مورغان أورتاغوس خلال زيارتها إلى بيروت، حملت “خيبة أمل واضحة من أداء الدولة اللبنانية”، مؤكدًا أنّ واشنطن تعتبر لبنان دولة فاشلة وغير قادرة على تنفيذ التزاماتها.
وكشف أنّ الرئيس اللبناني طرح على أورتاغوس خطة زمنية تمتد حتى عام 2026 لإنهاء ملف السلاح غير الشرعي، غير أنّ الموقف الأميركي كان “فاترًا وسلبيًا”، إذ ربط أي تساهل في المهل بمدى “جدية الدولة في التنفيذ خلال الأشهر المقبلة”.
حزب الله يشتري الوقت
واعتبر الأمين أنّ حزب الله يعتمد سياسة شراء الوقت “على أمل حدوث تفاهم أميركي – إيراني”، لكنه حذر من أنّ هذه المراهنة “لن تثمر إلا المزيد من الضغوط على لبنان”. وقال: “الذهاب إلى التفاوض خيار إيجابي إذا ترافق مع جدية، أما استخدامه للهروب من استحقاق حصرية السلاح فهو تضييع للفرص”.
السلاح تحوّل إلى عبء
ورأى الأمين أنّ “السلاح لم يعد وسيلة حماية بل أصبح عبئًا على الشيعة وعلى لبنان”، موضحًا أنّ “نحو 80% من اللبنانيين، وبينهم غالبية من أبناء الطائفة الشيعية، يؤيدون حصرية السلاح بيد الدولة”.
وأضاف أنّ “العلاقة بين حزب الله وجزء من جمهوره باتت مادية لا عقائدية، إذ يعتمد نحو 80 ألف شخص على رواتب ومخصصات الحزب كمصدر رزق، فيما الغالبية باتت تشعر بالاختناق وتبحث عن بديل”.
فقدان هيبة الدولة
وانتقد الأمين أداء السلطة، معتبرًا أنّ الدولة اللبنانية “تبدو عاجزة ومترددة، وتسمح بتجاوز مؤسساتها”، مستشهدًا بتدخل رئيس مجلس النواب في ملفات لا تدخل ضمن صلاحياته، كالإعمار في الجنوب، ما يعكس “ضعف السلطة التنفيذية وغياب المساءلة”.
وأضاف: “الناس لم تعد ترى في الجيش أو الأجهزة الأمنية مرجعية مستقلة، بل تعتبر أن القرار ما زال في يد حزب الله”.
حالة خوف في الجنوب
وأشار الأمين إلى أنّ الجنوبيين يعيشون حالة خوف حقيقي من تجدّد المواجهة مع إسرائيل، قائلاً: “الناس تضع الحقائب قرب الأبواب استعدادًا للهروب في أي لحظة، فهناك خشية جدية من ضربة إسرائيلية كبيرة، فيما حزب الله يتصرف وكأن الأمر لا يعنيه”. وأوضح أنّ “إسرائيل تتابع تفاصيل ما يجري ميدانيًا بدقة، وتجد في سلوك الحزب وتسلّحه الذريعة المثالية لأي تصعيد مقبل”.
حزب الله جهاز أمني على الشيعة
وتابع الأمين: “تحوّل حزب الله إلى جهاز أمني يراقب أبناء بيئته، يهدد من ينتقده، ويمنع أي صوت مخالف، حتى إنّ بعض الناس يخشون وضع إعجاب على منشور خوفًا من الملاحقة”. وأكد أنّ “هذا الترهيب المنظم لا يمثل كل الشيعة، بل هو سياسة هدفها شدّ العصب الداخلي من خلال افتعال التوترات الطائفية، وتحويل أي انتقاد للحزب إلى عداء ضد الشيعة”.
أزمة هوية وانسداد أفق
واعتبر الأمين أنّ “حزب الله يعيش حالة إنكار وضياع، إذ لم يعد يملك رؤية للبنان أو لما بعد السلاح، فهو يتحرك وفق أوامر الحرس الثوري الإيراني”. وقال: “الحزب بدأ بمشروع إسلامي ثم تحول إلى مقاومة لبنانية، وبعدها إلى حماية الشيعة، واليوم يحتمي بهم. لقد فقد أي مشروع واضح وبات مساره يقود إلى الانتحار السياسي”.
الانتخابات: فرصة مشروطة
وفي الشق الانتخابي، شدّد الأمين على أنّ “غالبيّة الشيعة مستعدّة لمحاسبة حزب الله في صناديق الاقتراع إذا أُتيح لها هامش من الحرية”، معتبرًا أنّ “أي انتخابات لا تتم بإشراف حيادي وشفافية ستكون شكلية كما جرى منذ عام 1992”. وختم بالقول: “الناس تريد الدولة، وتريد أن تعيش بكرامة وأمان. إذا اقتنعت السلطة أنها دولة فعلًا وضربت بيدها على الطاولة، ستنتهي قصة السلاح. المشكلة أنّ الدولة لا تزال خائفة، وهذا ما يُبقي حزب الله قويًا”.