
إتيان صقر – أبو أرز: الانتخابات المفخخة
06 تشرين الأول/2025
بيان صادر عن حزب حراس الأرز – حركة القومية اللبنانية
يُصرّ أركان الحكم في لبنان على إجراء الانتخابات النيابية في موعدها المحدّد في الربيع المقبل، متذرّعين بحرصهم على النظام_الديمقراطي وصونهم لشرعية المؤسسات الدستورية… لكنّ هذا كلام حقّ يُراد به باطل.
فالجميع يعلم أنّ الديمقراطية اللبنانية فقدت صدقيّتها منذ زمن بعيد، بفعل الاحتلالات المتعاقبة التي ضربت البلاد على مدى الخمسين سنة الماضية، فحوّلت نظامنا إلى ديمقراطيةٍ شكليةٍ خاليةٍ من جوهرها السيادي. وبناءً عليه، فإنّ كلّ الانتخابات الرئاسية والنيابية والبلدية وغيرها التي جرت في ظلّ تلك الاحتلالات تُعتبر باطلة وفاقدة للشرعية، بحسب القوانين والأعراف الدولية، وفق القاعدة القائلة: ما بُني على باطل فهو باطل.
ومن هذا المنطلق، فإنّ أيّ انتخاباتٍ مقبلةٍ تُجرى في ظلّ سلاح “حزب الله” ستكون باطلة ومطعونًا بشرعيتها مسبقًا.
لذلك، وللأسباب الواضحة أعلاه، ندعو إلى تأجيل الانتخابات إلى حين استكمال شروطها السيادية، وإلّا فإنّ مقاطعتها واجب وطني وأخلاقي.
ونوجز الأسباب في النقاط الآتية:
١- إنّ الهدف الحقيقي للحكم من استعجال الانتخابات هو التهرّب من تنفيذ استحقاق نزع سلاح “حزب الله”، الذي يُشكّل الأولوية الوطنية المطلقة، إلى جانب الاستحقاق المكمّل له المتعلّق بمكافحة الفساد. أما بقيّة الاستحقاقات، وعلى أهمّيتها، فتصبح ثانوية ويمكن تأجيلها.
٢- يسعى أهل الحكم إلى إشغال اللبنانيين بمعارك جانبية فارغة لصرف أنظارهم عن أزماتهم اليومية، كما فعلوا في الانتخابات البلدية الأخيرة، وذلك لشراء الوقت بانتظار تغيّرات إقليمية أو دولية قد تنقذهم من السقوط، أو رهانًا على تبدّل في الموقف الأميركي بعد انتهاء ولاية الرئيس ترمب.
٣- سوف يستغلّ “الثنائي الشيعي” هذه الانتخابات لاستعادة شعبيته المهزوزة داخل بيئته، وبالتالي إحكام قبضته من جديد على طائفته عبر المال والسلاح والترهيب.
لقد أصبح هذا الحكم مكشوفًا، وألاعيبه لم تعد تنطلي على أحد. والشعب اللبناني اليوم، بعد كلّ المهازل “الديمقراطية” التي مرّت عليه، يرفض انتخاباتٍ شكلية تُكرّس الفساد المتفشّي والسلاح المتفلّت، ويُصرّ على تصحيح المسار السياسي الأعوج، أو رحيل الطبقة الحاكمة برمّتها.
وتذكّروا أخيرًا أنّ أيّ ديمقراطية تُفرض على الشعب بقوّة السلاح هي هرطقة ديمقراطية وشكلٌ من أشكال الاستبداد المقنّع… فحذارِ.
لبيك لبنان.
إتيان صقر – أبو أرز