وفد من لقاء الهوية والسيادة التقى اليوم رئيس الحكومة نواف سلام: لقد حان الوقت كي نبرهن للعالم ولأنفسنا، أننا بلغنا سنّ الرشد، ودولته من المسؤولين القلائل الذين نعتبر أنهم بلغوه
بيان صدر عن وفد لقاء الهوية والسياسية
03 تشرين الأول/2025
التقى وفد من لقاء الهوية والسيادة ضمّ الوزير السابق يوسف سلامه، النائب السابق باسم الشاب، السيدة سينتيا مندليان، الاستاذ قصي شرف الدين، الاستاذ عامر بحصلي، والدكتور جبران كرم دولة رئيس الحكومة الاستاذ نواف سلام في السراي الحكومي وبعد الاجتماع أصدر اللقاء البيان التالي:
إن كنت من رأي دولة الرئيس نواف سلام أم تخالفه الرأي، فلا بدّ من الاعتراف للرجل بتمايزه عن غيره من السياسيين بأنّه يتسلّح بثقافة القانون، ويحتكم إلى مرجعية الدولة التي تمتلك وحدها امتياز وحقّ حصرية السلاح، الدولة الضامنة لحقوق المواطنين، بمؤسساتها الأمنية والقضائية والإدارية، وليس إلى شعبوية مدمّرة، أو ميليشيا مالية أو عسكرية ضاغطة، أو قضاء وإدارة وأجهزة أمنية، اعتاد بعضهم أن يتجاوز مهامه المنوطة به أصلًا في خدمة الوطن، ويعمل في خدمة الوطن والمسؤول أيضًا، فانتُهكت عذريته وانطبق عليه قول المتنبي:
“فيك الخصام وأنت الخصم والحَكَمُ”
انطلاقًا من هذه القناعة، وعطفًا على ما شهدناه مؤخرًا من وجود أزمة عميقة تتناول قانون الانتخابات النيابية، أزمة وصلت إلى حدّ تعطيل دور المجلس النيابي كسلطة تشريعية، قصدنا كوفد من لقاء الهوية والسيادة السرايا الحكومي اليوم، باعتبارها مؤسسة وطنية مسؤولة عن الإشراف على تنفيذ السياسات العامة، وأودعنا دولته الوثيقة السياسية التي سبق وأطلقها لقاء الهوية والسيادة، وجال بها على معظم الكتل النيابية والمرجعيات الروحية، والتي حاولنا من خلالها أن نعالج الثغرات الدستورية المعطّلة لديناميكية الحياة السياسية، والضاغطة على روحية وثيقة الوفاق الوطني التي وضعت حدًّا بفلسفتها، لخمسة عشر عامٍ من الصراع الداخلي المدعوم من الخارج، والتي اكتشفنا بالممارسة أنها كانت تحتاج دائمًا لوصاية خارجية لتفصل بالمواقف المتعثّرة عند الضرورة.
نحن طلاب سيادة واستقلال، وقرارنا حرٌّ، لذلك حاولنا أن نفسّر الوثيقة بشكل نستعيد معها استقلالنا، نُعيد إلى حياتنا السياسية رُقيّها وعمقها الديمقراطي، ونحرّر مؤسساتنا من أيّ تدخّل خارجي، بعيدٍ كان أم قريب، لنتفرّغ كلبنانيين ناشطين في الحقل العام وكمسؤولين في الدولة لمعالجة تداعيات الأزمات المتراكمة مع إسرائيل وإنهاء حالة الحرب معها من أجل مواكبة السلام الذي يُعمل له برعاية أميركية عربية مشتركة.
لقد حان الوقت كي نبرهن للعالم ولأنفسنا، أننا بلغنا سنّ الرشد، ودولته من المسؤولين القلائل الذين نعتبر أنهم بلغوه، وعلى هذا الأساس، التقينا به اليوم واضعين أنفسنا في خدمة لبنان ورسالة الحياة المشتركة فيه.