الياس بجاني/نص وفيديو/عربي وإنكليزي: السلام مع إسرائيل والحياد يؤمنان الحماية للبنان، وليس السلاح والحروب ودجل وأوهام ما يسمى المقاومة/توم براك كشف ازدواجية حكام لبنان ووضع إصبعه على الجرح

49

السلام مع إسرائيل والحياد يؤمنان الحماية للبنان، وليس السلاح والحروب ودجل وأوهام ما يسمى “المقاومة”.
السفير الأميركي توم براك كشف ازدواجية حكام لبنان ووضع إصبعه على الجرح.
الياس بجاني/25 أيلول/2025

اضغط هنا لقراءة المقالة باللغة الإنكليزية/Click here to read the English version of the below piece

في مقابلته الأخيرة مع قناة سكاي نيوز عربية، قدم السفير براك مواقف غير مسبوقة في صراحتها ووضوحها. لم يكتفِ بالدبلوماسية التقليدية، بل تحدث بوضوح عن سياسة الولايات المتحدة الرسمية تجاه لبنان، مؤكدًا أن كلماته تعكس بدقة موقف واشنطن. هذا يجعل تصريحاته وثيقة سياسية تستحق القراءة بعناية.

1. صراحة أميركية في مواجهة ازدواجية لبنان
أكد براك أن السلطة اللبنانية تمارس “سياسة الشطارة” بإطلاق وعود وشعارات لا تُنفذ أبدًا. وأوضح أن الحكومة تتلاعب بالمجتمع الدولي، فتقول شيئًا وتفعل عكسه، خاصة فيما يتعلق بمسؤوليتها في نزع سلاح حزب الله، كما هو منصوص عليه في القرارات الدولية واتفاقية وقف إطلاق النار.
هذا ليس مجرد تعليق عابر، بل هو اتهام مباشر وصريح بأن الدولة اللبنانية شريكة في التغطية على هيمنة الميليشيا الإيرانية. براك وضع النقاط على الحروف: واشنطن لم تعد تصدق الوعود الفارغة، وهي تريد التزامًا فعليًا، لا مجرد كلام.

2. حقيقة الدعم الأميركي للجيش اللبناني
أثارت تصريحات السفير براك حول عدم تزويد أميركا لبنان بأسلحة هجومية ضد إسرائيل جدلاً واسعًا، واتهمه البعض بأنه يترك لبنان مكشوفًا. لكن هذا النقد مشوه وانتقائي.
الحقائق واضحة: الولايات المتحدة تقدم دعمًا ثابتًا للجيش اللبناني منذ سنوات، يشمل التدريب، المعدات، الآليات، مراقبة الحدود، وتزويده بأسلحة دفاعية نوعية. هذا الدعم، الذي يقدر بمئات الملايين من الدولارات سنويًا، هو ما يسمح للجيش بالحفاظ على تماسكه في بلد يعاني انهيارًا اقتصاديًا شاملاً. لولا هذا الدعم، لكان الجيش عاجزًا عن دفع رواتب جنوده.
لماذا لا تزود أميركا لبنان بأسلحة هجومية؟ الجواب بسيط: لأن لبنان لا يحتاج ولا يمكنه امتلاك أسلحة هجومية بمستوى ترسانة إسرائيل. أي محاولة في هذا الاتجاه هي انتحار استراتيجي. إسرائيل تمتلك أسلحة نووية، ومنظومات دفاع جوي هي الأقوى في العالم، وذخائر دقيقة التوجيه، وتكنولوجيا عسكرية متقدمة تتفوق على جميع دول المنطقة. حتى لو حصل لبنان على بعض الأسلحة الثقيلة، فلن يغير ذلك شيئًا في ميزان القوى.

3. السلام والاتفاقيات تحمي لبنان أكثر من السلاح
الحماية الحقيقية للبنان لن تأتي من سباق تسلح، بل من الالتزام بالنظام الدولي، واحترام قرارات الأمم المتحدة، والدخول في مسار السلام. التجارب المحيطة واضحة:
الأردن لا يمتلك قدرات عسكرية كبيرة، ولكنه بعد توقيع معاهدة سلام مع إسرائيل عام 1994، لم يتعرض لأي عدوان.
مصر خاضت حروبًا دامية مع إسرائيل، ولكن بعد اتفاقية كامب ديفيد عام 1979، دخلت في مرحلة استقرار ولم تعد حدودها مهددة.
هذه الأمثلة تثبت أن السلام يحمي الدول الصغيرة والضعيفة بفعالية أكبر مما تحميها الأسلحة. لو سلك لبنان المسار نفسه، لكان في مأمن من الاعتداءات، ولجنب نفسه ويلات الحروب المدمرة.

4. سقوط أسطورة “المقاومة”
يجب أن ننظر إلى ادعاءات حزب الله وإيران وكل جماعات الإسلام السياسي، من الشيعة إلى السنة مثل الإخوان المسلمين، ومن يرعاهم في قطر وتركيا. هؤلاء يرفعون شعار “المقاومة” ويعدون بإزالة إسرائيل من الوجود، لكن الواقع أثبت عكس ذلك تمامًا.
في عام 1967، هُزمت جميع الجيوش العربية أمام إسرائيل خلال ستة أيام فقط.
في عام 1982، اجتاحت إسرائيل لبنان ووصلت إلى بيروت وطردت منظمة التحرير الفلسطينية.
في عام 2006، أدخلت حرب تموز لبنان في دمار شامل، وأثبتت أن سلاح حزب الله لا يحمي البلد بل يجلب الكوارث.
في السنوات الأخيرة، تمكنت إسرائيل من شل قدرة حزب الله في الجنوب عبر الردع والاغتيالات الدقيقة، ووجهت ضربات قاسية للوجود الإيراني في سوريا وساعدت في اسقاط نظام الأسد المجرم.
راهناً إسرائيل في طريقها لتصفية حماس في غزة، على الرغم من كل الدعم الإيراني والقطري والتركي.
هذه الحقائق تكشف أن شعارات حزب الله وإيران عن “الانتصارات الإلهية” ليست سوى دجل ونفاق وأوهام. المشروع الإيراني قائم على المتاجرة بفكرة “المقاومة” لإبقاء الشعوب تحت سيطرته، لكنه في النهاية يتعرض لهزائم متتالية.

5. لبنان لا يحتاج “مقاومة وهمية”، بل حيادًا وسلامًا
الجيش اللبناني لا يحتاج إلى أسلحة هجومية، ولا يجب أن يُزج في معارك لا طائل منها. قدراته محدودة، واقتصاده متواضع، ولا مصلحة له في الدخول في حرب ضد قوة إقليمية كبرى مثل إسرائيل.
ما يحتاجه لبنان هو:
نزع سلاح حزب الله، تنفيذًا للقرارات الدولية.
اعتماد الحياد الكامل على غرار سويسرا، للابتعاد عن حروب المحاور الإقليمية.
إبرام اتفاق سلام عادل مع إسرائيل، يحفظ حدوده وموارده، ويسمح للبنان بالتركيز على إعادة البناء والتنمية.

6. تفنيد الحجج المضللة
من يهاجم السفير براك ويدعي أن واشنطن “تمنع لبنان من الدفاع عن نفسه” يتجاهل حقائق أساسية:
لا يمكن للبنان أن يدخل سباق تسلح مع إسرائيل.
لا يمكنه شراء أسلحة بمليارات الدولارات وهو غارق في أزمة اقتصادية خانقة.
السلاح الذي يزعم حزب الله أنه “يحمي لبنان” لم يمنع إسرائيل من ضرب الجنوب يوميًا، ولم يمنع الانهيار المالي والاقتصادي، بل دمر سيادة لبنان.
هذه الحجج ليست سوى أدوات دعائية لخدمة أجندة إيران.

الخاتمة: فرصة لإنقاذ لبنان
يجب قراءة كلمات السفير براك كجرس إنذار: لبنان أمام خيارين لا ثالث لهما. إما أن يستمر في سياسة الازدواجية والتغطية على سلاح حزب الله، وينزلق إلى مزيد من الأزمات والدمار، أو يتخذ قرارًا شجاعًا بالتحرر من ثقافة السلاح، والعودة إلى الشرعية الدولية، واحتضان الحياد والسلام.
كل ادعاءات حزب الله وإيران عن “المقاومة” انهارت. فهي لم تردع إسرائيل، ولم تستعد أرضًا، ولم تمنح لبنان القوة. على العكس، كل ما جلبته هو العزلة الدولية، والفقر، والهجرة. الحماية الوحيدة الممكنة للبنان هي السلام. هذه هي الرسالة الجوهرية التي حملتها كلمات السفير الأميركي: لم يعد هناك مكان للأوهام.
**الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الألكتروني
Phoenicia@hotmail.com
رابط موقع الكاتب الألكتروني
https://eliasbejjaninews.com

رابط فيديو لحلقة نقاش بالإنكليزية تدور حول شخص الرئيس ترامب ورؤيته تديرها مورغن اوتاغوس مع السفيرين ستيف وتكوف وتوم براك تدور حول مهمة كل منهما في الشرق الأوسط/A link to a video of a panel discussion about President Trump’s vision, moderated by Morgan Ortagus featuring Ambassadors, Steven Witkoff, & Tom Barrack focusing on their respective roles in the Middle East

رابط فيديو لحلقة نقاش بالإنكليزية تدور حول شخص الرئيس ترامب ورؤيته تديرها مورغن اوتاغوس مع السفيرين ستيف وتكوف وتوم براك تدور حول مهمة كل منهما في الشرق الأوسط/A link to a video of a panel discussion about President Trump’s vision, moderated by Morgan Ortagus featuring Ambassadors, Steven Witkoff, & Tom Barrack focusing on their respective roles in the Middle East

رابط فيديو مقابلة باللغة الإنكليزية مع السفير الأميركي لدى تركيا توم براك/Video Link – Interview in English with U.S. Ambassador to Turkey, Tom Barrack
September 22, 2025

رابط فيديو مقابلة باللغة الإنكليزية مع السفير الأميركي لدى تركيا توم براك/Video Link – Interview in English with U.S. Ambassador to Turkey, Tom Barrack

Share