حسن نصر الله والـمبالغة في التسويق overselling
نداء لأبناء الطائفة الشيعية أولا.. لقد هزلت! فهيهات.. ليس بالإبتذال وبالأحقاد تبنى الأوطان! اليوم، صخرة الروشة.. فماذا غدا؟
مقطع من رسالة إلى محرر موقع المنسقية/24 أيلول/2025
في التجارة والإعلام، يستخدم مصطلح overselling للتعبير عن المبالغة في الوصف والتفخيم من أجل إقناع الزبون بالتسويق. وتعمل هذه الطريقة كسيف ذي حدين حيث أن المبالغة تفضح النقص على مستوى الجودة أو الطلب فينتهي الأمر بالمتلقي برفض التصديق.
ولعل أصدق مثال على هذا النموذج التسويقي ينطبق على إعلام حزب الله الذي ينتهج نبرة تصل لا بل تتخطى القداسة للبناء على “أسطورة” أمينه العام السابق السيد حسن نصر الله. وتنهل هذه النبرة من منابع دينية متعددة وسبق له أن استفز المسيحيين باعتماد رمزية النور إبان الإغتيال في سبتمبر/أيلول من العام الماضي، حيث أن النور يربط بالرمز والتصوير والمضمون بالثالوث. ومن ثم، طفت إلى السطح عبارات مثل “الأقدس” و”الأسمى” في مبالغة ساخرة ربما تستفز المسلمين هذه المرة وقد عرف عن أبي بكر الصديق مثلا وهو أول من خلف النبي محمد رفضه لقب السيد لأن “السيادة لله وحده”.
ويكاد يخيل للمتابع أن أكثر من شخص يدير الملف الإعلامي للحزب نظرا لتعدد النبرات والنغمات التسويقية، فتارة يتم التركيز على الخطابة وتطريز النص بحقل معجمي منوع للقداسة والألوهية، وطورا يتم الغوص في الهوية الثقافية اللبنانية بحثا عن بقعة تحتوي قسرا جذورا للسيد ولو لم توجد. ومن هنا اختيار صخرة الروشة التي لا تمت لبيئة الحزب ولا لأيديولوجيته بشيء ولا حتى لهويته المتعارضة مع إبداع صباح وأشجان فريد الأطرش وأشواق عبد الحليم حافظ ولقاءات العشاق وأغاني فيروز الخالدة وواحة التلاقي فوق الصخرة وبين الأمواج المتلاطمة في نفقها الشهير.
المبالغة في التسويق باتت سمة تكشف الكثير عن التوق للتسامي وإعطاء المعنى لتفاصيل أقل من عادية.. كأن يروّج “للعروج” إلى السماء وكأن بوصلة شعب الله المختار أعيد تصويبها أو لعبادة الزهور التي كانت ميزانيتها لتكفي لإعادة كثر إلى الديار.. والأخطر من ذلك، اللطم الديني بنكهة سياسية فتواها شتم رأس الجمهورية ورئيس الحكومة.
إن هذا الإمعان في التسامي والتفخيم ليس سوى دليلا آخر على الإفلاس، ومحاولة أخيرة للاستفزاز وللتحريض ضد رموز الدولة. لعل الأجدى بالمحرضين خلف الشاشات والعبارات المنمقة حدّ الابتذال، الرجوع للعبادة بلا شوائب السياسة والصلاة لأن تنقذ الأيام طائفة عريقة نجح نظام الملالي على مدى أعوام بسلخها عن الدين وربطها بالايديولوجيا التي لا تخدم إلا مصالحه.
والنداء هنا لأبناء الطائفة الشيعية أولا.. لقد هزلت! فهيهات.. ليس بالإبتذال وبالأحقاد تبنى الأوطان! اليوم، صخرة الروشة.. فماذا غدا؟