إتيان صقر – أبو أرز: وحش الغلاء يلتهم فقراء لبنان

0

إتيان صقر – أبو أرز: وحش الغلاء يلتهم فقراء لبنان
02 أيلول/2025
بيان صادر عن حزب حراس الأرز – حركة القومية اللبنانية
غلاء المعيشة اليوم مشكلة عالمية، والدول المتحضّرة تسعى بكل الوسائل لمواجهتها حمايةً لشعوبها وصونًا لكرامة أبنائها، وخاصة الطبقات_الفقيرة ذات الدخل المحدود.
أمّا في لبنان، فالواقع مختلف وصادم: الأسعار ترتفع بشكلٍ جنوني وعشوائي، فإذا تضاعفت الأسعار مرّة أو مرّتين في الخارج، ترتفع عندنا عشرات المرات، وتحوّل حياة اللبنانيين إلى جحيمٍ لا يُطاق.
الطبقة الفقيرة، التي باتت تُشكّل غالبية الشعب اللبناني، تدفع الثمن الأكبر، والسبب يعود إلى عاملين رئيسيين:
جشع التجار الذين لا يشبعون ولا يشفقون، يضاعفون الأسعار بلا حسيب ولا رقيب، وكأنّهم مصّاصو دماء يقتاتون من جوع الفقراء.
غياب الدولة الفاضح ممثلةً بوزارتي الاقتصاد والشؤون الاجتماعية، التي تركت الأسواق نهبًا لاحتكار التجار، ما حوّل المواطن إلى ضحية مكشوفة بلا غطاءٍ ولا حماية.
والسؤال المرّ: كيف يستطيع المواطن محدود الدخل أن يعيش وسط هذا الغلاء الفاحش ويؤمّن لقمة العيش لأولاده؟ وكيف تصمد العائلات المستورة، أي ما تبقّى من الطبقة الوسطى، التي تخجل من الإفصاح عن فقرها وتفضّل أن تعضّ على جرحها بصمت بدل أن تدقّ أبواب الجمعيات الخيرية لتستجدي المساعدات؟
إنّ ما يجري اليوم ليس أزمة اقتصادية فحسب، بل جريمة إنسانية وأخلاقية بحق اللبنانيين جميعًا، تُدين الدولة أوّلًا وآخرًا. دولة فقدت مصداقيتها بغيابها المتواصل، وتركت شعبها فريسة للجوع، بلا كرامة، بلا حماية، وبلا أمل.
نحن في حزب حراس الأرز، نقف بقوة إلى جانب الفقراء من شعبنا، ونحمّل هذه الدولة كامل المسؤولية عن إذلال اللبنانيين وإفقارهم وتجويعهم. كما نعتبر أنّ الطبقة اللبنانية الشديدة الثراء مسؤولة بدورها عن هذه المعاناة عبر عمليات الاحتكار، والنهب المنظّم، واختلاس أموال المودعين، وإفراغ خزينة الدولة، وتهريب ثرواتهم إلى البنوك الخارجية. ونؤكد على ضرورة محاسبتهم أمام القضاء للكشف عن مصادر أموالهم، وإرغامهم على إعادتها إلى خزينة الدولة.
ونقولها بملء الفم:
إذا كانت الدولة عاجزة عن نزع السلاح غير الشرعي، وعاجزة عن مكافحة الفساد بدءًا من الرؤوس الكبيرة، وعاجزة عن ضبط الأسواق وتأمين العدالة الاجتماعية لشعبها ولقمة العيش الكريمة لمواطنيها، فما هو إذاً سبب بقائها في السراي الحكومي؟ وبما أنها غير مؤهّلة للحكم وإنقاذ البلاد في هذه المرحلة المصيرية، فيجب أن ترحل غير مأسوفٍ عليها.
لقد قلناها سابقًا ونكرّرها اليوم:
الظروف غير العادية تحتاج دائماً إلى قادة غير عاديين، بينما القادة الحاليين أقل من عاديين…
وهنا تكمن علّة العلل في لبنان.
لبيك لبنان

Share