نديم قطيش رداً على نعيم قاسم الذي هدد بحرب كربلائية ضد لبنان واللبنانيين/كربلاء كانت مأساة وليست نصراً/آن الأوان لتحرير سيرة كربلاء من العقل الانتحاريّ/كيف نفهم عناد حزب الله بشأن السلاح؟
نديم قطيش رداً على نعيم قاسم الذي هدد بحرب كربلائية ضد لبنان واللبنانيين/كربلاء كانت مأساة وليست نصراً 16 آب/2025
نديم قطيش/الخنفرية السياسية هي تقديم السياسة كقدر غيبي يحمله “الانفجار” الذي سيعيد لنا “الأصل”، فيما الواقع أثبت أن كل انفجار (العراق، سوريا، لبنان) أنتج مزيداً من الخراب لا الخلاص. خطاب بلا مرتكز علمي هو مجرد شعوذة جماهيرية تسوّق الهزيمة كبطولة والانهيار كولادة جديدة والمآسي كوقود ضروري
نديم قطيش/شيخ نعيم ما بقى تضييع وقتك مع دولة انهزامية عميلة.. كلهم عملاء.. رؤوساء السلطات السياسية متواطئون ومتآمرون على المقاومة كما ذكرت حضرتك بشكل غير مباشر. إنساهم. لا تتكل عليهم. ولا تنتظر منهم شي. شمر عن زنودك وقاوم وحرر ودمر واهزم واسترد العزة والكرامة.
يلا يا كبير
آن الأوان لتحرير سيرة كربلاء من العقل الانتحاريّ؟ نديم قطيش/أساس ميديا//11 آب/2025
عندما يقول النائب محمد رعد إنّ قرار الحكومة حصر السلاح قبل نهاية العام، “فتح لنا طريق كربلاء”، فهو يستدعي رمزاً عميقاً في الوجدان الشيعي، أُعيد توليفه، بعد الثورة الإيرانية، عبر الشعار الخميني “إنتصار الدم على السيف”، ليجعل من التضحية القصوى والمظلوميّة التاريخية برهاناً على نصر إلهي حاسم، حتى لو كانت النتيجة في الواقع هزيمة ميدانية كاملة. ليس خافياً أنّ الحسين بن عليّ خرج من مكّة متوجّهاً إلى الكوفة مدفوعاً بمشروع سياسي واضح، يهدف الى إسقاط شرعية يزيد بن معاوية ومنع تثبيت الحكم الوراثي في الدولة الأمويّة، مراهناً على تعبئة أهل الكوفة وإستنفارهم معه. بيد أنّ قوّة الدولة آنذاك وخدلان أنصار الحسين له أجهضا هذا الرهان، لينتهي الأمر بمواجهة غير متكافئة، قضت على القيادة السياسية والميدانية لجماعته، وثبّتت حكم يزيد في لحظة مفصلية من تاريخ الدولة الإسلامية، ودفعت الجماعة العلويّة، أي أنصار علي بن أبي طالب الذين يشكّل جزء كبير منهم قاعدة الحسين، إلى موقع الأقليّة المعزولة سياسيّاً. لا يكتفي النائب رعد بدعوة اللبنانيين، لا أنصاره وحسب، الى تكرار هزيمة مكتملة الأركان مثل هذه، بل يتعمّد، كما جرت العادة، في تزوير السيرة الحسينيّة، تغيّيب أهمّ ما في سلوك قائد كربلاء نفسه. فالحسين بن علي، في لحظة الحقيقة، لم يكن انتحاريّاً ولا مفرّطاً بأرواح أصحابه، بل دعاهم إلى الانسحاب لئلّا يدفعوا الثمن الذي قرّر هو أن يدفعه.
كربلاء
في هذا السياق يشير الباحث حسن المصطفى، الى أنّ الحسين، في ليلة العاشر من شهر محرّم، حين أدرك أنّ المعركة خاسرة وأنّ الكوفة لن تنهض، جمع أصحابه وخطب فيهم:
استدعاء هذه المأساة في الأزمات المعاصرة، ينتحل صفة تخليد التضحية المشرفة، لكنه في الواقع ليس سوى استراتيجية واعية لتبرير مُسبق للفشل
“أمّا بعد، فإنّي لا أعلمُ أصحاباً أولى ولا خيراً من أصحابي ولا أهل بيت أبرَّ ولا أوصل من أهل بيتي، فجزاكُم الله عنّي جميعاً خيراً. (…) إنّي قد أذنتُ لكم، فانطلقوا جميعاً في حلٍ ليس عليكم حَرجٌ منّي ولا ذمام، هذا الّليلُ قد غشيكم فاتّخذوه جَمَلاً، وليأخُذ كلُ رجلٍ منكم بيد رجل من أهل بيتي، وتفرّقوا في سَوادِكم ومدائنكم حتّى يُفرجَ الله، فإنَّ القومَ إنما يطلبونني ولو قد أصابوني لَهوا عن طلب غيري”.
حقائق جوهريّة
يكشف هذا النصّ، حقائق جوهريّة ثلاث:
1- وعي الإمام الحسين بالهزيمة الوشيكة، دفعه إلى أنّ لا يبالغ في تقدير فرصه، وإن كان مدركاً، بسبب فهمه لشخصية يزيد بن معاوية، أنّ الصدام حاصل ولا رجعة فيه. هذا المعنى الحقيقي لشعار “هيهات منا الذلّة”. ولو قيّض للحسين خيار تسوية سياسية لأخذه بلا تردّد.
2- رفضه التضحية العشوائيّة، كما تُثبت دعوته لأصحابه بالانسحاب، ورفعه عنهم أيّ التزام شخصيّ لقراره.
3- إستعداده، لأسبابه الخاصّة والعامّة، أن يتحمّل المسؤوليّة منفرداً، وأن يحيِّد مرافقيه عن سداد الثمن الدمويّ الذي تيقن من دنوّه، محاولاً حصر المواجهة بينه وبين السلطة التي كان يرى فيها، خطراً على الدين والعقيدة.
تنسف هذه الثلاثية التي يختصرها موقف الحسين، استسهال “التضحية الكربلائيّة” كما تروّج له سيناريوهات التعبئة المعاصرة التي يتبنّاها “الحزب”، والتي تكاد تجعل من “الانتحار الجماعي” فضيلة قائمة بحد ذاتها.
يكشف هذا السياق أنّ ما جرى للسرديّة الكربلائية هو إعادة ترميز للهزيمة، أيّ تحويل الفشل الميداني إلى رأس مال رمزيّ ضخم، عبر إحياء درامي سنوي للطقس العاشورائيّ جعل من المأساة والمظلوميّة ركنيْن من أركان الهويّة الجمعيّة لـ”أمّة الحزب”، وأعاد تعريف البطولة بأنّها الثبات حتى الموت بصرف النظر عن أيّ مكاسب عمليّة أو انتصارات واقعيّة.
توظيف كربلاء، في هذه اللحظة الوطنية في لبنان، وبالشكل الذي عبّر عنه النائب رعد، هو دعوة لتحويل حاضر اللبنانين الى مأساة مضمونة النتائج
ّالتّوظيف الإيراني
وظّف الخميني هذه السرديّة لتحقيق هدفين استراتيجييّن متلازميّن:
1- ترسيخ “الثبات حتّى الموت” كبديل للنصر الميداني في مواجهة نتائج غير مضمونة، وتحويل الصمود إلى انتصار رمزيّ يبرّر استمرار الصراع مهما طال أو ارتفع ثمنه. وقد كان هذا المعنى حاضراً في الصراع مع الشاه قبل 1979 كرمز للمظلوميّة السياسيّة والحشد الشعبي، لكنّه بلغ ذروته في الحرب مع صدّام حسين، حين تحوّلت كربلاء إلى عقيدة بقاء تبرّر إطالة الحرب ست سنوات بعد استعادة الأراضي، وجعلت المواجهة نسخة معاصرة لـ”معسكر يزيد” في مواجهة “معسكر الحسين”.
2- بناء هويّة جمعيّة عابرة للحدود، لتكون منصّة سنوية لتجديد الولاء لمشروع “تصدير الثورة” وتوحيد جمهور شيعيّ متنوّع من الخليج إلى المتوسّط تحت راية “أمّة الحزب”.
مأساة مضمونة النتائج
عليه، فإنّ توظيف كربلاء، في هذه اللحظة الوطنية في لبنان، وبالشكل الذي عبّر عنه النائب رعد، هو دعوة لتحويل حاضر اللبنانين الى مأساة مضمونة النتائج، وأن يقبل الناس أنّ مآسيهم ليست سوى أثمان هامشيّة لـ”وقفة العزّ” و”ملحمة الصمود”، تماماً كما أعيدت صياغة كربلاء بنسختها المعاصرة.
كربلاء
يخدع هذا الخطاب، أوّل من يخدع، الطائفة الشيعية في لبنان. فلم يتجاوز معسكر الحسين نتائج كربلاء، التي يدعوهم محمد رعد إلى سلوك طريقها، إلّا جزئيّاً، وبعد نحو سبعين عاماً، مع الثورة العباسيّة، التي ما كانت بقيادة أنصار عليّ ولا حملت أجندة الحسين نفسها. فالعباسيّون، أيّ أبناء العبّاس عمّ النبي محمّد، قادوا حراكاً سياسياً واسعاً ومشروعاً سلطويّاً إستحضر مأساة كربلاء والمظلوميّة الحسينيّة كأداة تعبئة، لكن بمجرد أن استقرّ لهم الحكم، همّشوا آل الحسين وأقصوهم، بل لاحقوهم وقتلوا بعضهم.
عندما يقول النائب محمد رعد إنّ قرار الحكومة حصر السلاح قبل نهاية العام، “فتح لنا طريق كربلاء”، فهو يستدعي رمزاً عميقاً في الوجدان الشيعي
ّيعني هذا، أنّ كربلاء لم تكن حتّّى بذرة انتصار مؤجل، يدارى بالصبر والثبات، بل مأساة طويلة الأمد، استغرق تجاوزها الجزئي الطفيف جيلين كاملين على الأقل.
بصرف النظر عن معاني النبل التي تنطوي عليها السيرة الكربلائيّة، فإنّها في جوهرها، لا تصلح قطّ لأن تكون نموذجاً للعمل السياسي الرشيد أو للإستراتيجيات العسكرية.
استدعاء هذه المأساة في الأزمات المعاصرة، ينتحل صفة تخليد التضحية المشرّفة، لكنه في الواقع ليس سوى استراتيجية واعية لتبرير مُسبق للفشل، بعد أن تبيّن أن لا مفرّ من تسليم السلاح، وقناعٌ تاريخي يُلَفُّ حول الهزائم المُتتالية. لا يقود هذا الاستدعاء جمهور “الحزب” نحو النصر، بل يُخدِّره بخطاب العزاء، ويُعلِّمه كيف يتقبل الهزيمة كقَدَرٍ، ويُزينها كبُطولة.
كيف نفهم عناد «حزب الله» بشأن السلاح؟ نديم قطيش/الشرق الأوسط/12 آب/2025
خرج الخلاف حول سلاح «حزب الله» في لبنان من دائرة الاشتباك الداخلي بين دعاة السيادة وأنصار «المقاومة»، ليتحوّل بعد حرب 2023- 2024 مع إسرائيل، إلى تعبير مكثّف عن أزمة وجودية تعصف بالحزب نفسه.
يدرك رئيس كتلة «حزب الله» البرلمانية النائب محمد رعد، حين يرفع شعار «الموت ولا تسليم السلاح»، أن أمام فريقه خياراً واحداً لا غير، هو التشبث بما تبقى من ترسانته؛ لأن التخلي عنها يعني انهيار بنيته السياسية والعقائدية دفعة واحدة. ليست هذه المواقف مجرد عناد سياسي؛ فـ«حزب الله» -بحُكم تكوينه الآيديولوجي وارتباطه البنيوي بمشروع إقليمي – كيان جامد، غير قابل لأي تعديل جوهري في طبيعته. نُسجت قوته حول فكرة أن السلاح هوية؛ لا مجرد وسيلة. في الواقع، لم يعرف اللبنانيون يوماً أي مشروع داخلي لـ«حزب الله»، في السياسة أو الاقتصاد، إلا ما يدور في فلك «المقاومة» ومقتضيات الصراع الإقليمي. وعليه فإن التخلي عن السلاح يعني إعادة تعريف الحزب من الصفر، وعلى نحو يتعارض مع طبيعته، ويتناقض مع سبب وجوده.
في ظل هذه البنية الجامدة، يمارس الحزب عناده، مراهناً على متغيرات تقارب حد الوهم، بداية من دوام ضعف الدولة اللبنانية، وعدم قدرتها على تنفيذ التزاماتها بشأن نزع السلاح، مروراً باحتمال الفوضى الإقليمية واهتزاز المعادلة السياسية الناشئة في سوريا، ووصولاً إلى الدعم الإيراني المستمر الذي عبَّر عن نفسه في مواقف حمائية لوجود الحزب وسلاحه على لسان أرفع المسؤولين الإيرانيين.
ولكن هذه الرهانات تبدو أقرب إلى الاعتماد على الحظ أو انتظار المعجزات؛ لأنها لا تقوم على مسارات يمكن للحزب أن يصنعها أو يديرها بنفسه؛ بل على أحداث وظروف خارجية تتآكل مع مرور الوقت.
فبعد سنوات من الانهيار، تتجه مؤسسات الدولة اللبنانية -ولو ببطء- نحو استعادة تماسكها وسمعتها ومصداقيتها، لدى شرائح لبنانية أوسع، ما يضعف سردية القدح والذم التي لطالما اعتمدها الحزب لتحدي مكانة الدولة، وتبرير وجوده. وأما الرهان على الفراغ الاستراتيجي في سوريا؛ حيث يأمل الحزب أن تفضي أي فوضى جديدة إلى إعادة فتح مساحات الحركة أمامه، فتعاكسه معطيات ميدانية وسياسية تشير إلى انحسار الصراعات الجيوسياسية المفتوحة، وتثبيت خطوط النفوذ الإقليمي، بما يمنح الحكم في دمشق هامش استقرار أكبر.
حتى الدعم الإيراني الذي شكّل خلال عقود ركيزة وجود الحزب، يواجه قيوداً متزايدة بفعل أزمة اقتصادية خانقة، وانشغال النخبة الحاكمة بإعادة توزيع مراكز النفوذ في إطار التحضير الحساس لمرحلة جديدة، بالتوازي مع محاولة ترميم البنية العسكرية والأمنية التي تلقت ضربات إسرائيلية عميقة خلال حرب الـ12 يوماً. تفرض هذه الظروف على طهران إعادة ترتيب أولوياتها الدفاعية والمالية قبل زيادة الدعم لحلفائها، وفي مقدمتهم «حزب الله».
كل شيء يشير إلى أن الحزب يخوض معركة وجود بكل المعاني. وخلافاً لكثير من التجارب التي كان فيها التحول السياسي طوق نجاة، حافظت من خلاله فصائل مسلحة على نفوذها، فإن مأزق «حزب الله» الأعمق أنه لا يملك الشروط الموضوعية التي تعفيه من البقاء رهينة للسلاح.
الجيش الجمهوري الآيرلندي، رغم جذوره العميقة في الصراع مع بريطانيا، كان يتحرك ضمن قضية قومية محلية واضحة، هي توحيد آيرلندا، وحماية حقوق الكاثوليك القوميين. وفَّرت هذه القضية مرونة كبرى للتحول من مسار عسكري إلى مسار سياسي، وهو ما تحقق عبر «اتفاقية الجمعة العظيمة» عام 1998 التي ضمنت للجناح السياسي «شين فين» حضوراً قوياً في النظام.
والقوات الثورية الكولومبية، رغم انزلاقها إلى الاتجار بالمخدرات وتبديدها جزءاً من مشروعيتها، ظلت تتحرك في إطار أجندة داخلية مرتبطة بالصراع الاجتماعي والاقتصادي في كولومبيا، ما سمح لها بالدخول في اتفاق سلام، أتاح لها -ولو بفاعلية محدودة- موقعاً في الحياة السياسية.
أما «حزب الله»، فلم يمتلك يوماً قضية داخلية حقيقية يمكن أن تشكل أساساً لتحول سياسي. حتى قضايا السيادة ومواجهة الاحتلال، لم يتعامل معها كأهداف نهائية؛ بل كوسائل لخدمة وظيفته الإقليمية. هذا الارتباط العقائدي والبنيوي بمحوره وصورته كمكوِّن في صراع نفوذ إقليمي، يجعلان أي تغيير جوهري في طبيعته أمراً شبه مستحيل. فالتخلي عن السلاح لا يعني تعديل استراتيجيته فحسب؛ بل هدمَ مبرر وجوده نفسه.
وعليه، يبدو الحزب محكوماً بالاستمرار كما هو، بسلاحه ووظيفته العابرة للحدود، حتى وإن تعطَّلت، في انتظار تآكلٍ تدريجي قد يستأنف معه اهتراء مؤسسات الدولة نفسها، فيحوِّل لبنان من ساحة صراع سياسي إلى نموذج انهيار شامل، تدفع البلاد فيه الثمن مضاعفاً.
How Can We Understand Hezbollah’s Intransigence over Its Weapons? Nadim Koteich/Asharq Al-Awsat/August 12/2025
The fate of Hezbollah’s arms is no longer a domestic dispute between advocates of sovereignty and supporters of the “resistance.” Since the 2023–2024 war with Israel, this question has been distilling into an existential crisis facing the party.
The slogan raised by the leader of Hezbollah’s parliamentary bloc, Mohammad Raad, “We will die before surrendering the weapons,” reflects his awareness that his camp has no other option but to cling to what remains of its arsenal. Abandoning its arms would break Hezbollah’s political and ideological foundations.
These actions are not mere reflections of political intransigence. Given its rigid ideology and uncompromising idealism, and because Iran’s regional project is in its DNA, Hezbollah is not an agile actor with the capacity to fundamentally change in nature. Moreover, it has built its power around the notion that weapons are an identity, not merely a means to an end.
In truth, the Lebanese have never associated Hezbollah with a domestic political or economic project. Its engagement in public affairs has always revolved around the “resistance” and the imperatives of regional conflicts. Thus, surrendering its arms would entail redefining the party from scratch and sacrificing its raison d’etre.
Operating with these restrictive parameters, Hezbollah has dragged its feet. Its bets verge on wishful thinking: the Lebanese state remaining too weak to follow through on its commitment to disarm the party, a new episode of regional chaos that destabilizes Syria’s emerging political authorities, and the materialization of the high-level assurances it has received Tehran’s top brass regarding its survival and armament.
That is, Hezbollah is betting that it will get lucky- or even awaiting miracles. The fate of these matters is totally beyond Hezbollah’s control, and external factors (that are consistently going against it) will determine how things play out.
After years of collapse, Lebanon’s state institutions are steadily, albeit slowly, consolidating and enhancing their credibility in the eyes of a broadening segment of the population. This trajectory undermines the slander and vilification of the state that Hezbollah has long used to challenge the state’s legitimacy and justify its own existence.
As for its wager on vacuums in Syria that would grant it more room for maneuvre, current developments on the point in the opposite direction. The political and military situation in Syria suggests that the weight of open-ended geopolitical conflicts and regional actors are declining, consolidating the new regime in Damascus.
Even Iranian support, which had constituted the cornerstone of Hezbollah’s existence for decades, is increasingly constrained. Tehran is grappling with a severe economic crisis amid volatile shifts in the internal balance of power between the different wings of the regime. Iran is preparing for a new phase, all while trying to put the military and security apparatus (that had been battered by deep Israeli strikes during the 12-day war) back together. These considerations have compelled Iran to prioritize its military and financial needs over coming to the aid of its allies, foremost among them Hezbollah.
All of that means the party is fighting for its very survival. However, while turning to politics has offered armed movements elsewhere in the world a lifeline, allowing them to maintain some influence, material conditions have left Hezbollah hostage to its weapons.
The Irish Republican Army, despite being deeply rooted in the conflict with Britain, pursued a clear, localized national cause: unifying Ireland and defending the rights of nationalist Catholics. That is why it managed to survive the shift from armed struggle to a political course that culminated in the 1998 Good Friday Agreement, which left Sinn Fein in a strong position politically.
Colombia’s Revolutionary Armed Forces (FARC), despite becoming involved in the drug trade and losing some of their legitimacy as result, was nonetheless pursuing a domestic agenda to a social and economic struggle in Colombia. The FARC thereby managed to conclude a peace agreement that, despite only being partially implemented, granted them a political foothold. Hezbollah, in contrast, has never pursued a genuine domestic cause that could underpin a shift toward politics. Even its claims to defending Lebanon’s sovereignty and confronting occupation were never presented as ultimate, final objectives. These goals were presented as means for furthering regional ambitions. Its ideological link to its axis, as well as its intrinsic role in the regional power struggle, make any fundamental change to its nature nearly impossible. To give up its arms would not be to adjust its strategy; it would be to abandon the reason for its existence.
Thus, the party appears bound to keep behaving this way. It will continue to vie for maintaining weapons and transnational function. Even after being put out of action, it will continue to wait for gradual decline. Its intransigence could, in turn, perpetuate the decay of Lebanon’s state institutions. If it does, the country would go from being a political battleground to being home to a failed state, with the Lebanese people paying the price many times over.