الياس بجاني/نص وفيديو: موقف جبران باسيل المستجد في معارضة سلاح حزب الله هو قمة النفاق والوصولية والانتهازية وانعدام المصداقية والنرجسية القاتلة

10

الياس بجاني/نص وفيديو: موقف جبران باسيل المستجد في معارضة سلاح حزب الله هو قمة النفاق والوصولية والانتهازية وانعدام المصداقية والنرجسية القاتلة
الياس بجاني/13 آب/2025

اضغط هنا لقراءة المقالة باللغة الإنكليزية/Click here to read the English version of the below piece

إِحْذَرُوا لأَنْفُسِكُم مِنْ خَميرِ الفَرِّيسِيِّين، الَّذي هُوَ الرِّيَاء. فَمَا مِنْ مَحْجُوبٍ إِلاَّ سَيُكْشَف، وَمَا مِنْ خَفِيٍّ إِلاَّ سَيُعْرَف (لوقا12/من01حتى05)

لا يمكن توصيف جبران باسيل في الحياة السياسية إلا بأنه دجال، منافق، حربائي، وفاسد حتى النخاع. نشير هنا إلى أنه لم يدخل هذا الرجل إلى الشأن العام والسياسة بفضل كفاءاته أو إنجازاته، بل لأنه صهر العماد ميشال عون، ولأن حزب الله قرر منحه غطاءً سياسيًا مقابل بيع سيادة لبنان وإعطاء الغطاء المسيحي لسلاح الميليشيا الإيرانية الإرهابية والجهادية. الإدارة الأميركية لم تضعه عبثًا على قائمة ماغنيتسكي الخاصة بالفاسدين، بل بعد تحقيقات أكدت ضلوعه في ملفات فساد مالي وسياسي، وتورطه في صفقات وتقاسم مغانم السلطة على حساب الشعب اللبناني. واليوم، يحاول بخبث سياسي مكشوف إعادة تسويق نفسه مسيحيًا وأمريكيًا مدعيًا أنه يقف مع الدولة ضد سلاح حزب الله. لكن حتى في هذه “المعارضة” المزعومة، لا يزال يربط بقاء السلاح بكذبة ما يُسمى “الاستراتيجية الدفاعية” وبالهرطقة الممجوجة عن “الحفاظ على قوة لبنان” عبر سلاح الميليشيا الإرهابية التابعة لإيران.

التاريخ الأسود للتحالف مع حزب الله
الحقيقة التي لا يمحوها أي خطاب أو مؤتمر صحفي، أن باسيل وعمه ميشال عون دخلا في تحالف استراتيجي مع حزب الله منذ توقيع ورقة التفاهم في مار مخايل – 6 شباط 2006. هذه الورقة كانت انقلابًا على ثوابت استقلال لبنان، حيث نصّت صراحة على:
البند الرابع: “إن سلاح المقاومة هو وسيلة شريفة وضرورية للدفاع عن لبنان…”
البند الخامس: “لا يمكن البحث في مستقبل سلاح المقاومة إلا بعد زوال التهديد الإسرائيلي وقيام الدولة القادرة…”
هذه الصياغة، التي أقرها ميشال عون وباسيل، ربطت مصير السلاح بوجود إسرائيل، وألغت عمليًا أي التزام بقرارات مجلس الأمن، خصوصًا القرار 1559 الذي ينص على حلّ جميع الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية. والأسوأ أن الورقة تطرقت إلى الاحتلال السوري للبنان ووصفت تلك المرحلة بـ”التجربة التي شابتها بعض الأخطاء”، في محاولة لتبييض صفحة نظام الأسد الذي قتل واغتال واحتل لبنان لثلاثة عقود.

التواطؤ في الحروب والانقلابات الداخلية
عون، ومن ورائه باسيل، ساند حزب الله في حرب تموز 2006، ومنح الحزب غطاءً سياسيًا كاملًا رغم أن تلك الحرب جلبت دمارًا هائلًا للبنان. وفي أيار 2008، حين غزا حزب الله بيروت والجبل بالسلاح، وقف عون إلى جانب الميليشيا ضد شركاء الوطن. والأخطر أن ميشال عون وقف ضد الجيش اللبناني، وصرّح أكثر من مرة أن الجيش غير قادر على حماية لبنان، وأن الحماية الحقيقية بيد حزب الله. بلغت الوقاحة ذروتها يوم اغتيال حزب الله الطيار في الجيش اللبناني سامر حنا في الجنوب، إذ سأل عون يومها علنًا: “ماذا كان يفعل سامر حنا في الجنوب حيث السلطة لحزب الله؟”. ولم يكتفِ بذلك، بل زار برفقة محمد رعد ما يسمى “متحف المقاومة” في بلدة مليتا الجنوبية، وأعلنا من هناك أن حزب الله هو “حامي الحمى”، في رسالة واضحة مفادها أن الجيش الشرعي ليس حامي لبنان، بل الميليشيا التابعة لإيران. خيانة المسيحيين والتحالف مع القتلة.  جبران باسيل لا يتردد في المزايدة على حقوق المسيحيين، لكنه في الواقع خانهم في كل منعطف سياسي. فقد تحالف مع نظام الأسد المجرم الذي هجّر المسيحيين من مناطقهم ودمّر القرى، وأفرغ مناطق كاملة من سكانها. كما ساند مشاريع منح الجنسية لغير المستحقين من المسيحيين، حيث سجّل نظام الأسد وأدواته من اللبنانيين عشرات الآلاف من المجنسين في المناطق المسيحية اللبنانية، مما تسبب في اختلال التوازن الديموغرافي، وإضعاف الثقل السياسي للمسيحيين في وطنهم.

عدو المنتشرين اللبنانيين
عداء باسيل للمنتشرين اللبنانيين ظهر جليًا في موقفه من حقهم الانتخابي. فقد عارض أن يصوّت المنتشرون كما المقيمون لكل النواب الـ128 في دوائرهم الانتخابية، وتمسك مع حزب الله ونبيه بري بهرطقة “انتخاب المنتشرين 6 نواب” فقط، في مشروع وهمي وغير قابل للتطبيق. هذه المؤامرة الانتخابية كانت تهدف بالدرجة الأولى إلى تقليص تأثير المغتربين، ومعظمهم من المسيحيين الذين لا يوالون حزب الله ولا يثقون بباسيل. وهو ما يؤكد أن باسيل لا يهمه لا حقوق المسيحيين ولا حقوق اللبنانيين في الاغتراب، بل يبحث عن مصالحه السلطوية التي يضمنها له تحالفه مع بري وحزب الله.

التمثيل النيابي الزائف
كل هالة باسيل النيابية والسياسية جاءت نتيجة دعم حزب الله، لا نتيجة تمثيله الشعبي أو إنجازاته الوطنية. فهو لا يمثل لا الوجدان، ولا الضمير، ولا الهوية، ولا التاريخ للمسيحيين اللبنانيين. إنما يمثل نموذج السياسي الانتهازي الذي يبدّل مواقفه كما يبدّل ملابسه، بحثًا عن مكاسب شخصية وسلطوية، حتى لو كان الثمن هو بيع السيادة، وخيانة الشراكة الوطنية، وإعطاء الغطاء المسيحي لأخطر مشروع تدميري شهده لبنان في تاريخه الحديث.

الخلاصة
بعد أن تعرّى جبران باسيل، ومن ورائه عمه ميشال عون، وانكشف تاريخهما الأسود في بيع السيادة والهوية والاستقلال، والتحالف مع حزب الله ونظام الأسد، نستغرب أن يبقى مسانداً لهما مواطنون لبنانيون، وخصوصًا في بلاد الانتشار… وبرأينا المتواضع، هؤلاء المُغرَّر بهم من عبدة الأصنام عليهم مراجعة أقرب عيادة متخصصة بالأمراض العقلية والنفسية.

**الصورة المرفقة/جبران باسيل ووفيق صفا

***الكاتب ناشط لبناني اغترابي
رابط موقع الكاتب الإلكتروني
https://eliasbejjaninews.com
عنوان الكاتب الإلكتروني
phoenicia@hotmail.com

Share