إتيان صقر – أبو أرز: سياسة الهروب إلى الأمام

0

إتيان صقر – أبو أرز: سياسة الهروب إلى الأمام
07 آب/2025
بيان صادر عن حزب حراس الأرز – حركة القومية اللبنانية
تميّزت سياسات الدولة اللبنانية، خلال الأشهر الثمانية الماضية، تجاه معضلة سلاح حزب الله، بالتردّد والمماطلة والتذاكي، وكأنّ الزمن يعمل لصالحها لا ضدها. لكن هذا النهج العبثي لم يؤدِّ إلا إلى انسدادٍ كامل في الأفق السياسي، ووضع البلاد أمام خيارين، أحلاهما مرّ:
الخيار الأول: تنفيذ قرار نزع سلاح حزب الله بالقوة، وبالتالي تحمّل تبعات أيّ صدام قد يحصل بين الجيش والحزب، ويؤدي، لا سمح الله، إلى انفجار داخلي لا تُحمَد عقباه، سببه سياسة المماطلة والتردّد المشار إليها أعلاه.
الخيار الثاني: الاستمرار في دفن الرأس في الرمال، ومواصلة سياسة اللاقرار وشراء الوقت، ما يفتح الأبواب على مصراعيها أمام حرب إسرائيلية جديدة ضد ما تبقّى من منظومة حزب الله وأتباعه، قد تكون أشد تدميرًا وشراسةً من سابقاتها، وقد لا تُفرّق هذه المرة بين الحزب وبيئته الحاضنة.
والسؤال الذي يطرحه اللبنانيون والمهتمون بالشأن اللبناني هو:
هل الدولة اللبنانية عاجزة عن نزع سلاح حزب الله؟ أم غير راغبة في ذلك؟
نحن، في حزب حراس الأرز، نؤكد أن الدولة اللبنانية قادرة على حسم هذا الملف الخطير، متى وُجد القرار السياسي الجريء، وذلك استنادًا إلى ثلاثة عوامل جوهرية:
١- الجيش اللبناني أثبت مرارًا قدرته على تنفيذ أصعب المهام، لما يتمتّع به من حرفيّة عالية، وشجاعة ميدانية مميّزة، وتماسك داخلي صلب. وكلّ ما ينقصه هو قرارٌ سياسي واضح وحاسم. فضعف الجيش تاريخيًا لم يكن يومًا نابعًا من نقص في عديده أو عتاده، بل من غياب الإرادة السياسية لدى من يتولون السلطة.
٢- الاحتضان الشعبي الكبير للجيش، والتأييد الوطني العابر للطوائف، بما في ذلك الطائفة الشيعية الكريمة، التي لطالما عبّرت عن ولائها للبنان، قبل أن تصل إليها اللوثة الإيرانية ومشروعها التخريبي.
٣- الدعم العربي والدولي الواسع للبنان، الذي لا ينقصه سوى شرط واحد: أن يقرّر العهد الحالي أن يكون على مستوى التحديات الكثيرة التي تنتظره، وأن يتّخذ قرارات جذرية تتماشى مع المتغيرات الجوهرية في الشرق الأوسط، وعلى رأسها الانضمام إلى الاتفاقيات الإبراهيمية، التي تُشكّل اليوم فرصة إنقاذية بامتياز.
خلاصة القول:
الوقت ينفد، والفرص تضيق، والهروب إلى الأمام سيُفاقم الأزمات، ويُعقّد المسار الوطني برمّته. والمطلوب اليوم مواقف استثنائية تُعيد للدولة هيبتها وكرامتها، وتُثبت للبنانيين وللعالم أن في هذا البلد قيادةً تمتلك رؤية، وقرارًا، وقدرة على الإقدام.
فالحكم الناجح قوامه ثلاثة: رؤية، وقرار، وإقدام… وإلّا فالفشل الذريع.
لبيك لبنان

Share