إتيان صقر – أبو أرز/أحداث سوريا وانعكاساتها الخطيرة على لبنان

16

إتيان صقر – أبو أرز/أحداث سوريا وانعكاساتها الخطيرة على لبنان
23 تموز/2025
بيان صادر عن حزب حراس الأرز – حركة القومية اللبنانية
تابعنا بقلق بالغ وأسف شديد، الأحداث المؤلمة والدامية التي شهدتها محافظة السويداء السورية الأسبوع الفائت، والتي أسفرت عن سقوط عدد كبير من الضحايا الأبرياء، إضافة إلى دمار واسع طال الممتلكات الخاصة والعامة.
لقد هالنا حجم الوحشية التي ارتُكبت بها هذه الجرائم، وخصوصًا تلك التي طاولت المدنيين من أطفال ونساء ومسنّين، وذكّرتنا بفظائع النظام الأسدي البائد وتنظيم داعش”، من حيث الأسلوب الدموي وانعدام أي شعور إنساني أو وطني في التنفيذ، وكأنّ القتلة تحرّكهم غرائز لا صلة لها بالقيم، ولا بالأخلاق، ولا حتى بأدنى مشاعر الرحمة.
إن قلقنا على سوريا ينبع أيضًا من قلقنا على لبنان، إذ إن هشاشة الوضع اللبناني اليوم تجعل أي ارتجاج أمني أو طائفي في الإقليم، وتحديدًا في سوريا، يترك بصماته السلبية على الداخل اللبناني. فحدودنا مع سوريا تمتد لأكثر من ٣٧٥ كيلومتراً شرقاً وشمالاً، وتُعدّ بمثابة شريان تفاعل وتأثر مباشر بين الشعبين. كما أن التركيبة الطائفية المتداخلة بين البلدين تُضاعف من خطر انتقال الفتنة إلى الداخل اللبناني، لا سمح الله، إذا لم يتم تدارك الأمر وقطع الطريق على عبور الفتن والمؤامرات إلى ديارنا.
لقد رحّبت نصف شعوب الكرة الأرضية على الأقل باقتلاع نظام الطاغية بشار الأسد في ٦ كانون الأول ٢٠٢٤، باعتباره واحدًا من أكثر الأنظمة دموية واستبداداً ووحشيةً في العصر الحديث. إلا أن المجازر التي حصلت مؤخرًا في الساحل السوري ثم في السويداء، وما رافقها من فظائع مرعبة، أضعفت الثقة بمصداقية الثورة السورية، وطرحت علامات استفهام كبيرة حول قدرة النظام الجديد على بناء دولة مدنية حديثة تليق بتضحيات الثورة والثوار، وطموحات الشعب السوري.
وبحسب ما أفادت به بعض المصادر الإعلامية، فإن تعثّر الانتقال من الثورة إلى الدولة يعود إلى عدّة أسباب، أبرزها:
ضيق الوقت بين سقوط النظام القديم وبداية الحكم الجديد،
ضعف خبرة المستشارين،
تغلغل المقاتلين الأجانب من ذوي الخلفيات “الجهادية” في الأجهزة الأمنية والعسكرية،
تنامي النفوذ التركي في كواليس السياسة السورية.
إننا، في حزب حراس الأرز، إذ نندّد بشدّة بهذه الجرائم المقزّزة، ونعرب عن تضامننا الكامل مع أهالي الضحايا الأبرياء، نهيب بكافة مكونات الشعب السوري أن ترتقي فوق الجراح، وتضع حدّاً لهذا الصراع العبثي، وتُجنّب بلادهم المزيد من الدماء والدموع والخراب والانهيار. كما ندعو القيادات اللبنانية، على اختلاف مواقعها، إلى أخذ الحيطة والحذر من تداعيات هذه الأحداث السورية الخطيرة، والعمل فوراً على تعزيز أمن الحدود، وضبط المعابر، ومنع تسلّل الفتن والمؤامرات إلى الداخل، لأن “من لا يُحسن تحصين بيته، لا يلومنّ الريح حين تقتحمه”.
وأخيرًا، نتمنى للشعب السوري، بجميع طوائفه ومكوّناته، كل الخير والأمن والسلام، تبعًا للمثل القائل:
إذا كان جارك بخير، فأنت بخير.
لبيك لبنان

Share