Ottoman Deceit and the Manufactured Phenomenon of “Arab Tribes”
Colonel Charbel Barakat/July 21/2025
الخبث العثماني وظاهرة العشائر العربية
الكولونيل شربل بركات/21 تموز/2025
خلال الاحداث التي جرت في سوريا، منذ الثورة على نظام الأسد في 2012 وحتى سقوطه السنة الماضية، لم نسمع عن ذكر فريق سوري مقاتل يسمى العشائر العربية، بالرغم من أن البادية السورية لم تزل موطنا للكثير من هذه العشائر أو قبائل الرعاة المتنقلة في أنحائها. وحتى مع بروز دور “داعش” التي قامت بين سوريا والعراق وكان عمدتها عناصر من الخارجين عن القانون، والذين تعاونوا مع الأسد ونظامه من جهة وبالتالي مع الايرانيين، ومع النصرة وغيرها من التنظيمات المتاسلمة من جهة أخرى وبالتالي مع تركيا أردوغان. وقد جذب هؤلاء الكثير من المتطوعين الذين يسكنون الغرب ويعيشون على تقديماته، بينما تعظم لديهم، بفضل بعض المشايخ الذين يحاضرون بالحقد ويدفعون إلى التخلف، رغبة السلب ونهب المختلف عنهم واخضاعه بالقوة، وتشريع هذه العمليات التي لا يقبلها حتى الدين الاسلامي، الذي يطالب بالعدل وحماية حقوق الكل. وهم لم يمارسوا العمل المبدع والمنتج ولم يتعلموا الوسائل الكفيلة بتغيير أحوالهم المعيشية نحو الأفضل. ولم يخلو الأمر ايضا من بعض هذه العشائر التي تحالفت مع “قسد” لا بل وأيضا تعاون بعضهم الآخر مع قوات التحالف الغربية المتواجدة في قواعد داخل سوريا.
من هنا لا يوجد ضمن المجموعات المسلحة التي رسمت مجاري التطورات في سوريا مجموعة تسمى بالعشائر، تمتد على طول الخارطة السورية وترعى سياسة معينة وتوجه معلن في سبيل التأثير على مستقبل الحكم فيها، كما يحاولون اظهار تحرك الجماعات الارهابية اليوم تحت هذا الاسم. ولكن في هذه الظروف، ومع بروز الخلاف حول هيمنة السلطة في دمشق ومن يدعمها، على بقية المجموعات الحضارية التي تؤلف المجتمع السوري، يحاول بعض الاعلام الموجه اظهار قوة جديدة تسمى “العشائر” لا ارتباط لها بجبل العرب والسويداء وما يدور حولهما، بل تتنادى لجمع الفصائل الارهابية في هذه المنطقة لمحاولة قهر أبناء الطائفة الدرزية الذين طالبوا أن يكون لهم وضع خاص يشاركوا من خلاله الرأي والمسؤولية في صنع القرار الوطني، لا الخضوع فقط لما ترسمه سياسات الأمبراطورية، والتي دفعت بكل معترض تأثر بالموجة الاخونجية من وسط أسيا إلى مدن أميركا الشمالية، وتحمّس للانضمام إلى قوات القهر التي تسعى لاعادة بروز نجم الأخوان المسلمين الذي صنعته سابقا الخلافة العثمانية للرد على انفتاح مصر محمد علي باشا، وتبنته اليوم الخلافة الجديدة على أيدي الرئيس أردوغان الطامع باستغلال الانتشار التركي السلمي داخل اوروبا، لاستعادة أمجاد الفتوحات القديمة، واستعمال الشعوب الاسلامية الفقيرة، وخاصة منهم الهاربين من القهر والجوع في بلدانهم، للسيطرة على بلدان تعتبر حليفة لتركيا ساهمت بتطويرها وانجاح سياساتها الاقتصادية. لا بل مد اليد على جيرانه في دول الشرق الأوسط والبحر المتوسط وصولا إلى آسيا الوسطى. وكانت إيران الخمينية حاولت اعادة احياء الأمبراطورية الفارسية والسيطرة على جيرانها في دول الشرق الأوسط، ولكنها تبدو اليوم بعد الضربة الأسرائيلية الأخيرة ضعيفة وغير قادرة على اتمام مشروعها. فهل يحاول الرئيس أردوغان المهووس بالتوسع ومشروع احياء الخلافة، استغلال غياب اللاعب الإيراني لتثبيت أقدامه والتمكن من السيطرة الفعلية، وقبل دخول الدول العربية والشركات الأميركية إلى المنطقة؟
إن الاحتماء بلازمة الكيان الصهيوني التي أخرت الدول العربية ومنعتها من التقدم الكافي تستعمل اليوم لمنع الاستقرار، واستغلال عواطف العرب باطلاق مقولة أن المعركة هي بين العشائر العربية وعملاء الصهونية، وذلك لمنع الدول التي كانت تحلم بقطع يد أردوغان ووقف تمدده صوب الدول العربية خاصة سوريا، والتي كان استثمر الكثير فيها. وقد حاول الأمير محمد بن سلمان بواسطة الولايات المتحدة اعادتها إلى المجموعة العربية مجددا ببركة الرئيس ترامب، ولكن تسارع اخوان أردوغان لوصم النظام الجديد بالطابع الأخواني من خلال سيطرة جماعتهم، هو ما فرض التحرش بالدروز بعد مقتلة العلويين في الساحل ومهادنة الأكراد في الشمال. وهنا يسهل وصم الدروز بالعمالة لاسرائيل كون دروز الجولان السوري هم امتداد لهؤلاء وعلى تفاهم كامل مع دروز الجليل الاسرائيلي، وبالتالي كل ما يؤثر على دروز جبل العرب في السويداء سيؤدي إلى نوع من التفاعل معه من قبل الكتلة الدرزية القوية داخل اسرائيل. ومن هنا سهولة تجييش العرب ضدهم باستعمال “البعبع الأسرائيلي”. وهكذا أصبح من السهل فهم التوجه نحو مصطلح العشائر العربية في التعبئة الأخيرة، والتي تبعها الاعلام العربي بغباء كلي وبدون محاولة النقد، كما كان جرى يوم ما سمي بعملية طوفان الأقصى التي هيجت الجماهير في طول البلاد وعرضها، بدون فهم لنتائج خطورتها على الفلسطينيين أولا وخاصة أهالي غزة، الذين كان فاخر المدنيون منهم بقتل اليهود واختطافهم، وليس فقط عناصر “حماس” الارهابية، وبدون اعطاء اي فرصة للتفاهم من قبل عرب الاعتدال، وهم المقصودون يومها من قبل ايران لوقف اندفاعتهم نحو السلام، وتوجيه بعض اللوم للقتلة خلال عشرين يوما كان الرئيس نتانياهو يصرّح بأنه يتحضر للمعركة ما كان سيسمح بالتخفيف من العمليات الانتقامية في غزة التي لا تزال مستمرة حتى اليوم.
المشكل اليوم أن اصحاب الرؤية يسيرون خلف مقولة الرعاع ويتصرفون بنفس المنطق. فهل من لوم على الجماهير التي تتعرض لخطة دعائية محكمة تنفذها ماكينة أردوغان، يساعدها ما تبقى من رواسب نظام الملالي، وهو المنغمس حتى أذنيه بالتخطيط للسيطرة بسرعة على الأرض ومحاولة تأليب الجماهير ضد اصدقائهم الغربيين باستعمال الحقد علي اسرائيل، كما جرى في بداية القرن يوم نجح الضباط الاتراك الممولين من الاتحاد السوفياتي بتأليب عرب فيصل على حلفائه البريطانيين والفرنسيين وضياع فرص التعاون؟
بين خطط اردوغان المتسارعة، وتردد عرب الاعتدال، الذين يشكلون الأمل بنجاح فكرة الشرق الأوسط الجديد بتعاونهم مع اسرائيل لمنع عودة الامبراطوريات الحالمة بالتوسع على حسابهم، يبقى الدروز في السويداء كبش محرقة قد يضحى به إذا لم يفهم العرب أهمية التنوع في المجتمعات وخطورة النظريات التوتاليتارية أكانت دينية أم علمانية لا فرق.
Ottoman Deceit and the Manufactured Phenomenon of “Arab Tribes”
Colonel Charbel Barakat/July 21/2025
LCCC Editor’s Introduction: The Ottoman Scheme Behind the Brotherhood Jihadists – The Case of Ahmad Al-Sharaa
The so-called “Arab Tribes” movement now emerging in Syria is not a spontaneous grassroots development but part of a broader Islamist revival tied to the ambitions of Turkey’s President Recep Tayyip Erdoğan and the enduring legacy of the Ottoman Empire. This movement echoes the ideology of the Muslim Brotherhood—a political tool originally forged by the Ottoman Sultanate to suppress rising Arab nationalism. Syrian jihadist figure Ahmad al-Sharaa is one of many ideological descendants of this Ottoman-Brotherhood vision, shaped and sustained by Erdoğan’s neo-Ottoman project to resurrect the Caliphate, expand Turkish geopolitical influence, and weaponize disenfranchised Muslim communities across the Middle.
Below is a critical analysis by Colonel Charbel Barakat, dated July 21, 2025, which deconstructs the roots, strategy, and real objectives behind this so-called “Arab Tribes” force now being projected in the Syrian landscape.
A Fabricated Force, Not a Grassroots Movement
During the Syrian conflict that began with the revolution against Assad’s regime in 2012 and lasted until its collapse last year, no organized fighting group called “the Arab Tribes” ever emerged—despite the fact that Syria’s desert regions have long been home to numerous Bedouin tribes and nomadic communities.
Even during the rise of ISIS—a group that operated across Syria and Iraq and was largely composed of criminals who collaborated both with Assad and his Iranian backers, as well as with jihadist factions like Jabhat al-Nusra—there was no mention of an ideologically or militarily coherent “tribal” force. Many ISIS fighters were radicalized individuals from Western countries, drawn in by clerics preaching hatred, backwardness, and violence under a false religious justification that contradicts even the basic principles of Islam, which call for justice and the protection of all people’s rights. Rather than seeking education or productive work, these militants devoted themselves to destruction. Some tribal groups did cooperate with the Syrian Democratic Forces (SDF) or with Western coalition forces based in Syria. However, none emerged as a nationwide, ideologically unified force shaping Syria’s future—contrary to the narrative being promoted today.
The Revival of an Ottoman Strategy
Today, amidst the ongoing power struggles in Damascus and disputes over who will control post-Assad Syria, a well-coordinated media campaign is promoting the emergence of a so-called “Arab Tribes” force. This force, far from being organic or representative, has no connection to the Druze stronghold of Jabal al-Arab (Mount Druze) or the city of Suwayda. Instead, it appears to be a tactical coalition of jihadist factions attempting to suppress the Druze community, which has called for special political status and a meaningful role in national decision-making. Their goal is not dominance, but partnership—a concept deeply threatening to the neo-imperial strategies at play. The “Arab Tribes” narrative is a smokescreen. It distracts from the real campaign: a neo-Ottoman strategy to eliminate pluralism and dissent in Syria. This new force draws ideological energy from the remnants of the Muslim Brotherhood—the same organization once nurtured by the Ottoman Caliphate to counter Egyptian reformer Mohamad Ali Bacha’s modernization. Now, Erdoğan is resurrecting the Brotherhood as a proxy tool to expand Turkish influence across Europe, the Middle East, and Central Asia. By manipulating Turkish diasporas, exploiting impoverished Muslim refugees, and inserting religious-political networks, Erdoğan’s regime is laying the groundwork for a modern Caliphate dressed in nationalist clothing.
Erdoğan’s Expansionist Vacuum vs. Iran’s Retreat
In the wake of recent devastating Israeli military strikes, Iran’s ability to project power and revive its own imperial Persian dream has significantly diminished. This has opened a strategic vacuum—one Erdoğan is eager to fill. Using the Palestinian cause as propaganda once again, Erdoğan positions his expansionist drive as a righteous struggle. Just as the old “Zionist threat” narrative paralyzed Arab political development, today’s rebranding of the conflict as one between “Arab Tribes” and “Zionist agents” is designed to divert attention from Erdoğan’s neo-imperialist aims—especially in Syria, where he has made major political and financial investments.
Targeting the Druze: A Calculated Escalation
Erdoğan’s proxies now seek to frame the post-Assad regime as Islamist and Brotherhood-aligned, stoking sectarian tensions and fostering instability. This includes targeting the Druze community after the collapse of the Alawite regime in the coastal regions, while maintaining a tactical truce with the Kurds in the north.Druze communities in Jabal al-Arab are being falsely accused of collaboration with Israel, simply because Druze in the occupied Syrian Golan maintain close ties with their kin in Israel’s Galilee. This cynical narrative provides Erdoğan’s media machine with a convenient pretext to inflame Arab public opinion against them, using the specter of “Zionist collaboration.” This tactic mirrors the emotional manipulation witnessed during the “Al-Aqsa Flood” operation, when Arab masses were blindly provoked—without regard for the devastating consequences inflicted on Palestinians themselves, especially the civilians of Gaza.
The Trap of Populist Propaganda
The greatest tragedy today is that those who claim to be visionaries are blindly following the logic of the mob. Can we really fault the public, when Erdoğan’s propaganda machine—still aided by the ideological remnants of Iran’s collapsing regime—is executing a tightly organized campaign of manipulation?
This echoes past betrayals, such as when Soviet-backed Turkish officers in the early 20th century succeeded in turning Arab nationalists under Faisal against their British and French allies, leading to missed opportunities for long-term cooperation and stability.
A Stark Warning to Arab Moderates
Caught between Erdoğan’s aggressive expansionism and the hesitancy of Arab moderates—who represent the only hope for a new, cooperative Middle East built on partnership with Israel—the Druze of Suwayda risk becoming a sacrificial pawn. If Arab leadership fails to grasp the importance of protecting societal diversity and confronting both religious and secular totalitarian ideologies, they may soon find themselves incapable of stopping the resurgence of expansionist empires—empires that seek to rise again at their expense.
Colonel Charbel Barakat
***Colonel Charbel Barakat, a retired Lebanese Army officer, historian, terrorism expert, and author of numerous works on Lebanon, the Iranian regime’s schemes, and jihadist movements, has testified multiple times before the U.S. Congress on critical issues, including Iranian and Syrian terrorism, the Syrian occupation of Lebanon, jihadist threats, and the pursuit of Middle East peace.
السيرة الذاتية للكولونيل شربل بركات
خبير عسكري، كاتب، شاعر، مؤرخ، ومعلق سياسي
*ضابط متقاعد من الجيش اللبناني
*متخرج من المدرسة الحربية ومجاز بالعلوم السياسية والادارية من الجامعة اللبنانية
*كلف كأحد الضباط لتنظيم الدفاع عن القرى الحدودية منذ 1976
*تسلم قيادة تجمعات الجنوب
*تسلم قيادة القطاع الغربي في جيش لبنان الحر وأصبح مساعدا للرائد سعد حداد ثم تسلم قيادة الجيش بالوكالة عندما مرض الرائد حداد واستمر بعد وفاته حتى مجيء اللواء أنطوان لحد فأصبح مساعده ثم قائدا للواء الغربي في جيش لبنان الجنوبي
*ترك العمل العسكري في 1988 وتسلم العلاقات الخارجية
*شهد أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي مرتين
*كاتب سياسي وباحث في التاريخ له الكثير من الكتب والمقالات السياسية التاريخية والانسانية
نشر كتابه الأول “مداميك” (1999) الذي يحكي عن المنطقة الحدودية ومعاناة أهلها، ترجم إلى العبرية ونشرته معاريف (2001) والانكليزية (2012) Madameek – Courses – A struggle for Peace in a zone of war موجود على Amazon Books
*نشر كتابه الثاني “الجنوب جرحنا وشفانا” الذي يشرح الأحداث التي جرت في المنطقة بين 1976 – 1986
*الكتاب الثالث “Our Heritage” كتاب بالانكليزية يلخص التراث اللبناني مع رسومات لزيادة الاستيعاب موجه للشباب المغترب
*كتابه السياسي الثالث “لبنان الذي نهوى” (2022) جاهز للطبع
*كتاب مجزرة عين إبل 1920 وهو بحث تاريخي عن المجزرة التي ساهمت في نشوء وتثبيت لبنان الكبير
*كتاب “المقالات السياسية 2005 – 2013” مئة ومقالة منشور على صفحته
*كتاب “الشرق الأوسط في المخاض العسير” مجموعة مقالات سياسية (2013 – 2025)
*كتاب “العودة إلى عين إبل” بحث تاريخي بشكل قصصي عن تاريخ المنطقة بين 1600 – 1900
*كتاب شعر عن المعاناة خلال الحرب الكبرى 1914 – 1918 من خلال قصيدة زجلية نقدية جاهز للطبع
*كتاب “تاريخ فناء صور الخلفي” بحث تاريخي عن المنطقة الجنوبية – قيد الانجاز
*كتاب المقالات الانسانية وكتاب عينبليات قيد الانجاز
