الياس بجاني/نص وفيديو/مسرحية ساحة النجمة: إخراج أبو مصطفى بري، تمثيل الكومبارس ال 128 وتمويل أصحاب شركات الأحزاب الأصنام

54

الياس بجاني/نص وفيديو/مسرحية ساحة النجمة: إخراج أبو مصطفى بري، تمثيل الكومبارس ال 128 وتمويل أصحاب شركات الأحزاب الأصنام
الياس بجاني/15 تموز/2025

اضغط هنا لقراءة المقالة باللغة الإنكليزية/Click here to read the English version of the below piece

ما جرى اليوم في ساحة النجمة لم يكن جلسة برلمانية، بل كان عرضاً مسرحياً هزلياً، من إنتاج وإخراج المعلّم الأوحد للمنظومة، نبيه بري، “الإستيذ أبو مصطفى، الذي يحكم لبنان فعلياً نيابة عن قوى الإحتلال منذ أربعة عقود، ويتحكم بالسلطة وأدواتها، ويضبط إيقاعها كما يشاء، باسم “الحوار” حيناً و”الميثاقية” أحياناً، وبالبلطجة الدستورية دائماً. أما المجلس النيابي الحالي، ففاقدٌ للشرعية من أساسه، لأنه جاء من رحم قانون انتخاب مفصّل على قياس حزب الله، الذي فرضه بالقوة، والتزوير، والإرهاب، وشراء الذمم، والاحتيال السياسي، ليفصّل المشهد البرلماني بما يضمن له احتكار التمثيل الشيعي، والهيمنة على القرار اللبناني. هذا القانون الهجين وزّع الحصص بدقة متناهية على أصحاب شركات الأحزاب الأصنام، وخصوصاً على تلك التي تدّعي زوراً أنها “سيادية” و”استقلالية”، بينما هي في الواقع مجرد دمى طروادية فاقدة للكرامة والقرار الحر. وهؤلاء أنفسهم هم من شرعنوا بدعة “نواب الاغتراب الستة”، خيانة لحقوق الاغتراب الدستورية، وذلك طمعاً بمقاعد نيابية إضافية، ورضوخاً لهيمنة حزب الله، وتواطؤاً مكشوفاً لتجميل صورة الاحتلال الإيراني.

في هذا السياق نال كبير أصنام “السيادة” وصاحب شركة الحزب الأكبر، حصة وازنة من النواب المسيحيين، وهو قَبِلَ بصمتٍ مذلّ، شرط حزب الله بعدم دعم أي مرشح شيعي حرّ. وكان حتى الأمس القريب يكرّر كالعبد المطيع هو وقطعانه:
“حزب الله حرر الجنوب ويشاركه كذبة عيد يوم التحرير.
شهداؤنا وشهداء حزب الله في نفس الخانة والمنزلة.
حزب الله يمثل الطائفة الشيعية الكريمة”.
أما بوقه ومستشاره المدّعي نفاقاً الطوباوية كان يطل عبر الشاشات مستجدياً موعداً لمشغله مع السيد حسن نصرالله، دون خجل أو وجل.

أما الصنم الآخر، الأصغر سناً والأقل شأناً، وقبل أن يشرب حليب السباع، عقّب هزيمة حزب الله إسرائيلياً، كان أمينه العام الضيف الدائم للضاحية الجنوبية لسنين، وحزبه رافضاً علناً القرارات الدولية، بحجة أن سلاح حزب الله “مسألة داخلية وتُحل “أهليي بمحليي، كما أجروا مع قطعانهم والأبواق جولات مكوكية من حوار إلى حوار مع حزب الله، ومن “تفاهم إلى تفاهة”، دون أي نتيجة سوى تعويم الحزب الشيطاني وتعزيز موقعه.

ثم هناك الصنم القزم المصنّف من أرباب الفساد بقانون ماغنيتسكي، ومن خلفه عمّه الطروادي، اللذان سلّما البلد لحزب الله مقابل وهم رئاسي، بعدما همّش الجنرال العمّ الجيش اللبناني من داخل متحف “مليتا”، وامتدح مقاومة إيران وذراعها الشيعية في لبنان وتلحف بأغطية الأسد المجرم وضرب بسيفه.

ولا ننسى ذاك الصنم الببغائي، التابع بلا فهم، المعربط “بالخط”، الذي يجهل تاريخ الموارنة، ويربط مصيره بحزب الشيطان وبعائلة الأسد، وهو لا يزال غارقاً في ظلمة التبعية العمياء.

أما مراجعنا الكنسية، فحدّث ولا حرج: جهل، ضعف، نفاق، إسخريوطيّة سياسية ووطنية، وخضوع لا يليق بالرعاة ولا بالرسل.

وسط كل هذا الانحطاط، كان العرض المسرحي اليوم في ساحة النجمة، بقيادة وإشراف “أبو مصطفى”، الإستيذ بري، الذي وزّع الأدوار على 128 نائب كومبارس المدنين الدجل والتبعية.

إن الجلسة النيابية اليوم لم تكن أكثر من فقرة جديدة في عرض مسرحية مملّة، تهدف إلى تسويق الأصنام من أصحاب شركات الأحزاب، وتضليل الرأي العام، وإلهاء اللبنانيين — وخصوصاً أولئك المخدوعين من القطعان بعبارات “السيادة” و”الاستقلال”. أما الحقيقة المُرّة، فهي أن لبنان لا يزال محتلاً، ومجلسه لا يمثل إرادة شعبه من الأحرار، بل إرادة المحتل الإيراني…وعملياً فهذا المجلس، ومعه السلطة، وهذه الوجوه من الكومبارس لا تمثل أحرار لبنان، بل هم العدو الرجيم.

إن الشعب في لبنان مغلوب على أمره، ومأخوذ رهينة لحزب الله وللطبقة السياسية الفاسدة التي يحميها ويحمي فسادها الحزب. ولهذا فإن إيماننا الراسخ أنه سيأتي يوم تُسقط فيه الأقنعة، ويُفتح الستار على مشهد جديد، يكون فيه الحكم فعلاً باسم الشعب، لا باسم المحتل وعبيده.
أيها اللبنانيون الأحرار، يا من لا زلتم تؤمنون بأن لبنان يستحق الحرية والسيادة والكرامة، كفانا وهماً، وكفانا انتظارات فارغة من “صنّاع الأوهام” في المجلس المسرحي…علينان أن ندرك يقيناً أن لا خلاص إلا بإسقاط هذه المنظومة بالكامل: منظومة السلاح غير الشرعي، والفساد المتنقّل، والمقايضات الخسيسة على حساب الوطن. المواجهة لم تعد خياراً، بل واجب، واجب على كل من بقي له ضمير حر، وكل من رفض العبودية لحزب الله وأصنامه أصحاب شركات الأحزاب.

في الخلاصة، إن لبنان لا يمثله مجلس الكومبارس النيابي، بل الشهداء، والأبطال، والحرّاس المجهولون، وكل من قال “لا” للاحتلال، جهراً أو سراً، في زمن الخوف… لقد آن الأوان لثورة سيادية حقيقية، تُسقط الأصنام وتُعيد بناء الهيكل الوطني على أسس الحرية، لا الخنوع… وعلى أساس “لبنان أولاً”، لا “طهران أولاً”.
***الكاتب ناشط لبناني اغترابي
رابط موقع الكاتب الإلكتروني
https://eliasbejjaninews.com
عنوان الكاتب الإلكتروني
phoenicia@hotmail.com

Share