
إتيان صقر- أبو أرز: متى الخلاص؟
تموز 02/2025
بيان صادر عن حزب حراس الارز- حركة القومية اللبنانية
يسأل المواطن اللبناني نفسه كل يوم:
متى سيخرج لبنان من دوامة الحروب والأزمات التي يتخبّط فيها منذ أكثر من خمسين سنة؟ وما الذي يعقّد هذه الأزمات ويجعلها عصيّةً على كلّ حل؟ وهل من خلاص يلوح في الأفق، القريب أو البعيد؟
ومن خلال خبرتنا المتواضعة في الحياة السياسية اللبنانية، تبيّن لنا أن مسؤولية الحالة الشاذة، الشديدة السواد، التي يعيشها اللبنانيون منذ نصف قرن ونيّف، تقع بنسبة معينة على دول الجوار الطامعة بهذا الوطن. غير أن النسبة الأعلى من المسؤولية تتحمّلها الطبقة السياسية اللبنانية التقليدية التي اغتصبت الحكم بطرقٍ احتيالية، وتمادت على مدى عقود في ارتكاب أبشع جرائم الخيانة الوطنية، وفي احتراف فنون السلب والنهب المنظّم، حتى وصلت بها الوقاحة إلى حدّ اختلاس أموال المودعين في المصارف، من دون أي شفقة على صغار المودعين من الفقراء والطبقة المتوسطة والعائلات المستورة!
طالت الأزمة، أيها المواطن الكريم، وتأخر الحل:
لأن أحدًا من كبار هذه الطبقة السياسية، من رتبة رئيس جمهورية وما دون، ممن باعوا الوطن للأعداء طمعًا بمنصب أو مصلحة شخصية، لم يذق طعم الزنازين في عتمة السجون.
لأن أحدًا من أصحاب الفخامة والدولة والمعالي والسعادة، ممن أفرغوا الخزينة وأفقروا البلاد وجوّعوا الشعب ونهبوا أموال المصارف وحرّفوا مسار القضاء لتغطية جرائمهم، لم نرَه معلّقًا على حبال المشانق.
لأن من أضاع فرص الإنقاذ الذهبية التي أتاحتها لنا العمليات الحربية الإسرائيلية، حين حرّرت لبنان مرتين: الأولى عام ١٩٨٢، والثانية عام ٢٠٢٤، لم يُحاسَب على تواطؤه أو تخاذله أو غبائه وقِصر نظره.
وأخيرًا، أيها المواطن الكريم، دعني بمحبة وصدق أحمّلك جزءًا من المسؤولية، باعتبارك مصدر السلطات في هذا النظام الديمقراطي الذي تعيش فيه:
لأنك سكتَّ طويلًا عن هذه الطبقة السياسية الأفسد والأخطر على هذا الكوكب وخضعت لها خضوعًا تامًا ومذلًّا، ولم ترشقها ولو بحجر واحد. بل بايعتها في الانتخابات العامة، وجدّدت لها البيعة كل أربع سنوات، حتى ترسّخت سلطتها وتجذّرت، فأصبح اقتلاعها متعذرًا.
تسألني، أيها المواطن الحبيب: متى يأتي الخلاص؟
أجيبك: عندما تنبت لك أظافر!
لبيك لبنان