إطلاق «لقاء اللبنانيين الشيعة»: مشروع سياسي مستقل لكسر الإحتكار/السيد محمد علي الأمين: الشيعة في لبنان هم شركاء في الوطن، وهويتهم وطنية أولاً، لا تُختزل بأي مشروع عابر للدولة

26

إطلاق «لقاء اللبنانيين الشيعة»: مشروع سياسي مستقل لكسر الإحتكار
السيد محمد علي الأمين بيان «لقاء اللبنانيين الشيعة»، الذي أعاد التأكيد على أن الشيعة في لبنان هم شركاء في الوطن، وهويتهم وطنية أولاً، لا تُختزل بأي مشروع عابر للدولة.
جنوبية/01 حزيران/2025

لقاء اللبنانيين الشيعة
في خطوة لافتة على صعيد الحراك السياسي الشيعي المستقل في لبنان، عقد «لقاء اللبنانيين الشيعة» مؤتمره الأول في قاعة 900 بـ«سي سايد أرينا»/ واجهة بيروت البحرية، بمشاركة قرابة 100 شخصية من مثقفين وناشطين وعاملين في الشأن العام، وبدعم من مؤسسة «أمم للتوثيق والأبحاث».
الأخوي: مبادرة «نحو 2030»
افتُتح المؤتمر بكلمة لرئيس «ائتلاف الديموقراطيين اللبنانيين»، الأستاذ جاد الأخوي، خاطب فيها الحضور قائلاً إن «حضوركم اليوم هي تعبير عن وعيٍ عميق، وإرادة صلبة، وإيمانٍ راسخ بأن التغيير ممكن، بل واجب». مضيفًا أن «هذا اللقاء ليس حدثًا عابرًا، بل بداية لمسار حواري مفتوح لإعادة إنتاج رؤية سياسية مستقلة تنبع من داخل الطائفة الشيعية نفسها». وأعلن الأخوي عن انطلاق مبادرة «نحو 2030»، التي وصفها بأنها «ليست حزباً مغلقاً، ولا حركة نخبوية. إنها مشروع وطني تشاركي، تشاوري، مفتوح لكل من يؤمن بأن لبنان يستحق الأفضل». وشدد على أن هدف المبادرة هو إعادة تصويب البوصلة نحو شراكة وطنية حقيقية وعدالة تمثيلية، مشيرًا إلى أنه آن الأوان أن «يُسمَع الصوت المستقل، الإصلاحي، الحر، وأن يُكسَر احتكار التمثيل الذي جثم على صدر الطائفة الشيعية لعقود، فأقصى التنوع، وهمّش الكفاءة، وعطّل المساءلة، وجرّ الطائفة إلى تحالفات لا تعبّر عنها، ولا تخدم مصلحتها الوطني».
وأكد أن المبادرة تستند إلى اتفاق الطائف «من باب الإيمان بقدرته على حماية لبنان»، والسعي «نحو دولة مدنية حديثة، دولة السيادة وحصرية السلاح، دولة العدالة الاجتماعية، ودولة القضاء المستقل».
محمد الأمين: الطائفة الشيعية ليست ملكا لأحد
ثم ألقى السيد محمد علي الأمين بيان «لقاء اللبنانيين الشيعة»، الذي أعاد التأكيد على أن الشيعة في لبنان هم شركاء في الوطن، وهويتهم وطنية أولاً، لا تُختزل بأي مشروع عابر للدولة. وقال: «إنّ السلاح الذي وُضع في بيئة الطائفة الشيعية، بدلاً من أن يكون ضمانة لأبنائها، تحوّل إلى عبء سياسي واجتماعي، أثقل كاهلها وأضعف دورها الوطني، وزجّها في صراعات ومحاور لا تخدم مصلحة لبنان وشعبه». وشدّد الأمين على أن الطائفة الشيعية «ليست حكراً على أيّ ثنائي سياسي أو فئة حزبية، وليست ملكاً خاصاً لأحد يحدّد باسمها مواقع الدولة ومراكزها، أو يحتكر تمثيلها، أو يحجب عنها تنوّعها وطاقاتها وكفاءاتها». وخلال المؤتمر، تمّ الإعلان رسميًا عن وثيقة «نحو 2030»، التي تشكل خريطة طريق لحراك سياسي بديل يسعى إلى بناء دولة مدنية عادلة ومؤسساتية. الوثيقة، التي وُصفت بأنها «مبدئية وقابلة للنقاش»، عرضت أسباب انطلاق المبادرة، بدءًا من الاحتكار السياسي، مرورًا بتهميش الطاقات، ووصولًا إلى الحاجة لاستعادة الصوت المستقل. ومن أبرز أهداف الوثيقة: تعزيز المشاركة الشيعية الوطنية في الشأن العام، كسر احتكار التمثيل، تفعيل العمل المدني والمؤسساتي داخل البيئة الشيعية، إطلاق شراكات مع قوى لبنانية تؤمن بالدولة والدستور، التمسك بمبادئ السيادة التي لا تكون من دون حصرية السلاح بيد الشرعية، الاستقلالية المستندة إلى حاجة وطنية خالصة لتصويب الخلل السياسي، الالتزام بثقافة المحاسبة، واحترام الدستور. وأشارت الوثيقة إلى أن «نحو 2030» ليست «مبادرة انتخابية فقط، بل مشروع سياسي اجتماعي طويل الأمد، يسعى إلى إعادة بناء الثقة بالدولة، وترميم العلاقة بين المواطن ومؤسسات الحكم، وفتح المجال أمام الأجيال الجديدة للمشاركة في قيادة البلاد نحو مستقبل أفضل». كما دعت الوثيقة إلى تشكيل «هيئة متابعة وتنسيق، تعمل على إعداد برنامج عملي، وتقيّم الاحتياجات، وتبحث في سبل الدعم، على أن تصدر خطة عمل خلال خمسة عشر يومًا»، على أن تُستكمل الأنشطة خلال الشهر المقبل بندوات وورش متخصصة. وشدّدت الوثيقة على ضرورة نسج «تحالفات واسعة مع قوى المجتمع المدني، والتجمعات الإصلاحية، والمبادرات المناطقية، وكل من يتقاطع معها في الرؤية الوطنية». و«اعتبرت أن التغيير لا يمكن أن يتم في العزلة أو التقوقع، بل عبر الانخراط في حوار دائم مع الآخرين، والبحث عن نقاط التقاء تؤسس لمشروع سياسي عابر للطوائف والمناطق». وفي ختام المؤتمر، دار نقاش موسّع بين المشاركين، تمحور حول أولويات أي حراك سياسي الشيعي وخيارات استعادة الديمقراطية والتمثيل السياسي، وأكد المشاركون أن الوقت قد حان لإطلاق حوار عميق حول المستقبل السياسي للطائفة الشيعية ضمن مشروع الدولة.

Share