الكولونيل شربل بركات: اتفاقية سايكس – بيكو والاسلام السياسي/Colonel Charbel Barakat: Sykes-Picot Agreement and Political Islam

115

Sykes-Picot Agreement and Political Islam
Colonel Charbel Barakat/May 27/2025

اتفاقية سايكس – بيكو والاسلام السياسي
الكولونيل شربل بركات/27 أيار/2025
يتحفنا بعض بقايا السلطنة العثمانية والمتأسلمون الجدد الذين لا يزالون يحلمون بالسيطرة على الآخرين تحت شعارات واهية تعتمد على القهر الذي مارسه المماليك أولا بطرد الشعوب من مواطنها، ومن ثم العثمانيون الذي قاتلوهم واحتلوا البلاد وفرضوا سيطرتهم بالقوة عليها مكتفين بالولاء لسلطتهم وبالضريبة التي تدفعها الشعوب المقهورة هذه مقابل الحماية والاستقرار. هؤلاء وغيرهم من الحالمين يتذرّعون دوما باتفاقية سايكس – بيكو لتفسير الفشل باداء أنظمة الحكم التي اعتمدت بعد أكثر من سبعين سنة على رحيل ما يسمونه بالاستعمار، ونتائج تلك الاتفاقية التي كانت قسمت سلطة الانتداب في تركة السلطنة بين فرنسا وبريطانيا.

كانت فرنسا، وبعد دراساتها المعمقة لمطالب الشعوب ومعاناتها خلال الاحتلال العثماني لما يسمى بلاد الشام وتحضيرا لاعطائها حق تقرير المصير، وبعد المجازر التي ارتكبت لتغيير الديموغرافيا، ومنها مجازر الأرمن في كيليكيا ومذابح “سيفو” ضد السريان والآشوريين في جنوب تركيا (1915)، ومجاعة جبل لبنان التي قضت على نصف عدد سكانه (1915-1918)، والترانسفير الذي اعتمد بين اليونان وتركيا لاحقا (1923) بعد ما سمي بحرب التحرير التي دعمها تدخل السوفيات بالمال والسلاح خوفا من وصول الحلفاء إلى حدود روسيا واعادة الحكم القيصري إليها، ومن ثم ما تبعه من احتلال الجيش الأحمر لأرمينيا. وبعد تجربة يوسف العظمة أمين سر أنور باشا وزير الحربية في السلطنة والتي أفشلت حكم فيصل في دمشق بالمواجهة التي فرضها على الفرنسيين. كانت فرنسا اذن وبعد قرار الجنرال غورو باعلان دولة لبنان الكبير (1920) قررت اعتماد اتحاد الدول التي تتألف من أقليات محلية في سوريا، أما بريطانيا فقد سمحت باستقرار اليهود في فلسطين ضمن مناطق تم تملكها من قبل هؤلاء أو شرائها من قبل المنظمات اليهودية وقد زادت اعدادهم منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ولكنها لم تتدخل بتقسيم العراق الذي ضم ثلاث ولايات منذ الاحتلال العثماني هي ولاية البصرة وولاية بغداد وولاية الموصل فتوج فيصل ملكا في آب 1921 على أن تكون حكومته دستورية ممثلة للشعب ديمقراطيا.

وكانت طروحات العثمانيين وأحلام الاسلاميين من بقايا السلطنة والتي لم تتصور المساواة ولا الحرية لكافة مركبات المجتمع قد أطلقت العنان لمشاريع الحروب الداخلية واستعداء الحلفاء الذين قهروا السلطنة. فأنطلقت حركات الرفض، تارة باسم العروبة والتي اتخذت طابعا طائفيا وطورا باسم القومية، خاصة زمن الحركات القومية الأوروبية من الفاشيست إلى النازية التي تسببت بالحرب العالمية الثانية، وبالنهاية تركزت ضد اليهود في فلسطين تحت ذريعة محاربة بريطانيا، ولا تزال هذه مستمرة حتى اليوم.

في سوريا كان الفرنسيون قد نظموا البلاد بشكل يتلاءم مع مركّبات المجتمع الطائفية والتي استمرت لمئات من السنين، وكان من ضمن الاتحاد السوري (1922) دولة جبل الدروز في الجنوب (عاصمتها السويدا عدد السكان 50 ألف) حيث بلغت نسبة الدروز 84% من السكان يضاف إليهم 14% مسيحيين و1% سنة، ودولة جبل العلويين في الساحل (عاصمتها اللازقية عدد السكان 370 ألف) حيث بلغت نسبة العلويين 71% من السكان يضاف إليهم 13% من السنة و12% من المسيحيين و4% اسماعيليين، بينما ضم لواء اسكندرون (عاصمته انطاكية عدد السكان 190 ألف) 40% من التركمان و28% من العلويين و20% من المسيحيين و11% من السنة العرب مع بعض الشركس والأكراد، اضافة إلى دولة حلب (عاصمتها حلب عدد السكان حوالي 600 ألف) وتضم 83% من السنة عرب وأكراد و9% من المسيحيين و5% من العلويين وأقلية من اليهود، ودولة دمشق (عاصمتها دمشق عدد السكان حوالي 600 ألف) وتضم 75% من السنة و12% من المسيحيين و8% من الغرباء (أي جنسيات مختلفة غير سورية) ومجموعة من الأقليات الدرزية والعلوية واليهودية والاسماعيلية والشيعية تشكل مجتمعة 5% من السكان.

في ايار سنة 1935 وقّعت فرنسا على حلف دفاعي مع الاتحاد السوفياتي، وفي آب من نفس السنة وافق المؤتمر العالمي السابع للكومنترن (الشيوعية الدولية) على استراتيجية الجبهة الشعبية، وفي انتخابات ايار 1936 فازت الجبهة الشعبية (الحزب الشيوعي والحزب الراديكالي الفرنسي) بأغلبية المقاعد البرلمانية في فرنسا وشكل ليون بلوم الحكومة. وعلى غرار ما جرى في فرنسا من اضرابات وتظاهرات في 1934 والتي أوصلت اليسار الفرنسي إلى السلطة على اساس الحقوق العمالية ومخلّفات الأزمة الاقتصادية، قامت في سوريا في بداية سنة 1936 مظاهرات واضرابات قادتها الكتلة الوطنية نددت بالانتداب وطالبت بالاستقلال، وانتهت بتوجه وفد سوري إلى فرنسا لاجراء مباحثات (وقد يكون الدفع السوفياتي لانهاء الهيمنة الفرنسية في الشرق الأوسط لافساح المجال لتدخل السوفيات في سوريا وغيرها من الدول حديثة العهد وراء هذه التحركات مدعومة بشكل غير معلن من قبل الحكم اليساري في فرنسا نفسها). وقد نتج عنها ما سمي بمعاهدة 1936 التي لم تنفذ، ولكن الأهم كان اعادة توحيد سوريا والغاء العمل بالدولة الاتحادية. وهنا نلاحظ بأن الدفع باتجاه الدولة المركزية الواسعة على غرار الاتحاد السوفياتي من جهة، والحركات القومية الأوروبية (النازية والفاشيستية وخاصة الطروحات الهتلرية في النمسا والسوديت) من جهة ثانية هوالسائد، وكانت كلها تنادي بالوحدة السياسية لمركبات “الأمة” والتي تحاول التخلص من الطروحات الوطنية، فكيف بالطائفية الضيقة. فقد فرضت العلمانية في تركيا القريبة وريثة السلطنة (والخلافة) تشبها بالشيوعية من جهة والحركات القومية الأوروبية من جهة أخرى، فقلّ التخوّف من التسلط الديني والتمييز الطائفي، ودُفع باتجاه التحرر من قيود الماضي ورواسب القوانين المرتكزة على الشريعة ما اعتبر من الماضي البعيد.

من هنا كان الاتحاد السوفياتي الجار القريب، والذي يرغب بتعميم نظرياته الأممية، وبقايا الاسلاميين الذي يحلمون بعودة التفوق الديني وتطبيق الشريعة، على السواء، يعارضان الوجود الفرنسي والبريطاني في المنطقة، وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية التي كلفت هذه الدول الكثير من الأرواح، ما دفعها إلى الانكفاء لاعادة بناء مدنها واقتصادها. ثم جاء عصر الثورات بدءً بانقلابات سوريا ثم بثورة عبد الناصر والضباط الأحرار في مصر وما تبعه من حرب 1956 ومن تحوّل التجارة بين أوروبا والخليج عن قناة السويس صوب لبنان وسوريا ما دفع إلى المزيد من التصويب على العداوة لبريطانيا وفرنسا، وزاد الكلام عن سايكس – بيكو والاستعمار ومساوئه، خاصة في خطابات عبد الناصر الرنانة والتي تحاكي خطابات الفوهرر، وهي تبنّت، من دون أن تدري، تناقض في طروحات الاشتراكية المشابهة للنظريات السوفياتية والخط الاخواني المطالب بسيادة الشريعة وعودة الخلافة، فلا هي قبلت هذه كليا ولا رفضت تلك أيضا، بينما كانت اسرائيل تحاول تجميع أكبر عدد من اليهود للدفاع عن البلاد تحت العنوان الديني الذي يعاديه أكثر الجيران.

بعد حرب فيتنام المضنية لاميركا على أيدي الشيوعيين الحفاة جوبه الاتحاد السوفياتي في افغانستان بالتشدد الاسلامي الذي تطور من حرب العصابات إلى الهجمات الانتحارية، والتي توزعت فيما بعد حول العالم وركزت على محاربة اسرائيل، وهكذا بعد سقوط الاتحاد السوفياتي ظهر خطر هذه التجربة والتي قادها فصيل من الاخوان المسلمين. ولكن لتقوم الثورة الاسلامية في طهران بتتويج الحركة الاسلاموية انما بقيادة شيعية هذه المرة تختلف كليا عن حركة الاخوان السنية.

ولكن “القاعدة” السنية أو دولة الملالي الشيعية كليهما اعتمدا على محاربة اليهود شعارا وتحرير فلسطين هدفا، وبالتالي صار التنافس على تعبئة الجماهير مذهبيا بهدف السيطرة واقامة الدولة الدينية التي يحكمها الشرع الاسلامي الشيعي أو السني بحسب الفائز والذي تنطلق منه أفواج المجاهدين للسيطرة على العالم واقامة حكم الشريعة في كل الأرض.

بعد أكثر من سبعين سنة على انسحاب فرنسا وبريطانيا من الشرق لا يزال مصطلح سايكس – بيكو يقض مضاجع المتفلسفين والمنظرين بتحميل الآخرين مسؤولية تقهقر البلاد والمشاكل التي تعيشها والفقر الذي يسيطر على أبنائها بالرغم من “الثروات” التي يتهمون الاستعمار بأنه كان يسرقها. فإذا بهم وبعد ثلاثة أرباع القرن من الحكم المحلي لا يزالون يعيشون البؤس والتقاتل. فسوريا التي “توحدت” بالرغم من أنف فرنسا سنة 1936 وضد مشروع سايكس – بيكو، كما يقولون، هل تنعّمت بنظام ثابت أوصلها إلى الاكتفاء والبحبوحة والأمن والاستقرار؟ طبعا لا لأننا رأينا بأن أكثر من خمس وخمسين عاما من حكم البعث، الذي يعتمد القومية العربية والتقدمية وقد فرض حالة الطوارئ طيلة حكمه خوفا من العملاء والجواسيس، أوصلها إلى الدمار والخراب وتمزيق النسيج الاجتماعي وقتل الآلاف من أبنائها البراميل المتفجرة وتشريد الملايين. فهل إن جماعة داعش أفضل من البعثيين؟ وماذا عن البقية؟ فهل كان نظام صدام في العراق أرحم؟ أم الناصريين؟ أم نظام القذافي وغيره من الثوريين؟ وماذا عن نظام الملالي وأذنابه؟

يبقى سايكس – بيكو وحكم الفرنسيين والبريطانيين على علاتهم أفضل بكثير من حكم المحليين الذين لم يكتفوا بالسجون العادية بل اخترعوا مآثر في عالم التعذيب؛ إن في سجون سوريا، من صيدنايا إلى تدمر وغيرها، أو جماعة غاز الخردل في العراق ومن ثم سوريا، أو بقايا الهجمات الإيرانية التي أنتجت ثقافة تدمير وتهجير غزة؟ ولن يكون جماعات النصرة الذين نهلل لهم اليوم (بمباركة الخليفة أردوغان) بأرحم، لا على العلويين ولا على الدروز ولا على الأكراد وغيرهم من الاقليات، التي لا تلتزم حكم الشريعة ولا تزال تفتش عن قوة تساندها لتبقى على قيد الحياة.

نقول لكل المنظرين في عالم السياسة ترحّموا على حكم فرنسا وبريطانيا، وخاصة على سايكس – بيكو لأن ما طرحه لا يزال أفضل من كل الحلول التي “يفتعلها الأخوة” ببعضهم ولا ينتج عنها سوى المجازر والمذابح والقتل والدمار.

إن الاسلام السياسي لم يأت إلا بعناوين مخيفة للمسلمين أولا ومن ثم لكل من يقع تحت حكمهم، لأن الله بنظرهم قاتل ومنتقم، فكيف بأتباعه المخلصين؟..

Sykes-Picot Agreement and Political Islam
Colonel Charbel Barakat/May 27/2025
Some remnants of the Ottoman Sultanate and today’s neo-Islamists still dream of dominating others under flimsy slogans. They draw inspiration from the oppression once practiced by the Mamluks, who expelled native populations from their lands, followed by the Ottomans who defeated the Mamluks and imposed their own brutal control. Under Ottoman rule, populations were reduced to obedient subjects, expected to pay taxes in return for “protection and stability.”

These dreamers and their ideological successors constantly invoke the Sykes-Picot Agreement as a scapegoat for the failures of modern regimes—regimes that have ruled for over seventy years since the so-called colonial era ended. They blame the agreement, which merely divided the Ottoman Empire’s legacy between France and Britain, for the ongoing dysfunction in their societies.

France, before implementing its mandate, conducted in-depth studies of the region and the suffering endured by its people under Ottoman rule. It envisioned giving these people the right to self-determination. This vision came after a series of tragedies: the genocidal massacres of Armenians in Cilicia, the “Seyfo” massacres of Syriacs and Assyrians in southern Turkey (1915), the Great Famine in Mount Lebanon (1915–1918), and later, the population exchanges between Greece and Turkey (1923) following the so-called “War of Liberation.” That war was aided by Soviet intervention, driven by fears that the Allies might reach Russia’s borders and restore the Tsarist regime. The Soviets even occupied Armenia shortly after.

The French also learned from the experience of Yusuf al-Azma, former secretary to Anwar Pasha, the Ottoman Minister of War. Azma had contributed to thwarting King Faisal’s short-lived rule in Damascus through military confrontation. As a result, General Gouraud of France declared the establishment of Greater Lebanon in 1920 and proposed a union of federated states in Syria, based on local minorities. Meanwhile, Britain facilitated the Jewish settlement in Palestine through legal land purchases, a process already underway since the late 19th century. Britain also restructured Iraq—composed of the Ottoman-era provinces of Basra, Baghdad, and Mosul—into a constitutional monarchy under King Faisal in 1921, with a representative democratic government.

In contrast, the Ottoman and neo-Islamist vision, which never truly embraced equality or freedom for all social components, sowed the seeds of internal conflict. Rejectionist movements, sometimes under the guise of Arabism, adopted sectarian tones and evolved into nationalist movements. These grew in parallel with the rise of European ideologies like fascism and Nazism, which ultimately led to World War II. Anti-Jewish sentiment intensified, allegedly in the name of fighting British colonialism, and that hatred continues today.Under the French mandate, Syria was organized in a way that respected its long-standing sectarian diversity. The 1922 Syrian Union included:

Jabal al-Druze State in the south (Suwayda, pop. 50,000): 84% Druze, 14% Christian, 1% Sunni.

Alawite State on the coast (Latakia, pop. 370,000): 71% Alawite, 13% Sunni, 12% Christian, 4% Ismaili.

Alexandretta (Antioch, pop. 190,000): 40% Turkmen, 28% Alawite, 20% Christian, 11% Sunni Arab, with some Circassians and Kurds.

Aleppo State (Aleppo, pop. 600,000): 83% Sunni Arabs and Kurds, 9% Christian, 5% Alawite, and a small Jewish minority.

Damascus State (Damascus, pop. 600,000): 75% Sunni, 12% Christian, 8% minorities (Druze, Alawite, Jewish, Ismaili, Shiite).

In May 1935, France signed a defensive pact with the Soviet Union. Later that year, the Comintern’s Seventh Congress adopted the “Popular Front” strategy. Following strikes and protests similar to those in France, Syria also erupted in 1936. The National Bloc led demonstrations demanding independence. A Syrian delegation went to France for talks, possibly influenced by the Soviets who sought to end Western hegemony in the region. These negotiations resulted in the unratified 1936 Treaty—but more critically, Syria was reunified and the federal model was scrapped.

This centralization mirrored two global currents: Soviet-style socialism and European ultranationalism (as seen in Nazi and fascist regimes). Both promoted the unification of ethnonational identities and suppression of sectarianism. In secular Turkey, the heir to the Sultanate, Atatürk’s reforms imposed a hybrid model blending aspects of communism and nationalism, curbing religious authoritarianism and dismantling Islamic law-based governance.

Both the Soviets and the Islamists—Sunni or Shiite—opposed Western presence in the region. After World War II, France and Britain, weakened and focused on rebuilding, began to withdraw. This vacuum ushered in a series of revolutions and coups: in Syria, Egypt (led by Nasser and the Free Officers), and the 1956 Suez Crisis, which shifted the Gulf–Europe trade route away from the Canal and toward Lebanon and Syria.

This fueled more anti-colonial rhetoric. Sykes-Picot and the colonial legacy became the focal points in speeches—most notably Nasser’s fiery orations, which echoed Hitler’s style and ideology without understanding their inherent contradictions. Nasserism merged socialist rhetoric with Islamist undertones, particularly the Muslim Brotherhood’s call for a return to Sharia and the Caliphate. The result was a hybrid model that adopted neither ideology fully—and rejected none.

Meanwhile, Israel focused on building a cohesive society under a religious identity, to protect itself from increasingly hostile neighbors.

Later, during the Vietnam War, the United States faced guerrilla warfare from communists. The Soviet Union, in turn, faced Islamic resistance in Afghanistan, which evolved into suicide jihad and global terrorism. These movements initially targeted the Soviet Union but later shifted focus to Israel. From this chaos emerged the Muslim Brotherhood’s militant offshoots and, eventually, the Iranian Revolution in 1979, establishing the first Shiite theocracy—an Islamist regime very different from its Sunni counterparts.

Yet both al-Qaeda and Iran’s mullahs share one slogan: fighting the Jews and liberating Palestine. Their ultimate aim is to rally the masses to establish a religious state governed by Islamic law—Sunni or Shiite—under which armies of “mujahideen” would spread global Islamic rule.

More than seventy years after France and Britain left the Middle East, Sykes-Picot is still invoked by theorists and politicians to deflect blame for their own failures. Despite accusing colonialism of plundering their wealth, these regimes have governed for over seven decades, yet continue to breed poverty, misery, and endless conflict.

Take Syria, which was unified in 1936—against the supposed intent of Sykes-Picot. Has that unity brought prosperity or peace? On the contrary: over fifty-five years of Baathist rule, marked by Arab nationalism and military dictatorship, led to mass killings, societal fragmentation, and millions displaced by war. Is ISIS any better than the Baathists? What about Saddam Hussein, the Assads, Gaddafi, or the mullahs of Iran?

Despite its flaws, Sykes-Picot and the French and British mandates remain preferable to the nightmare of local authoritarianism. These modern regimes didn’t stop at prisons—they developed new horrors in torture and mass murder: from Sednaya and Palmyra to the mustard gas in Iraq and Syria, to Iran’s proxy wars and the devastation in Gaza.

As for the jihadist militias of today—cheered on by “Caliph” Erdogan—they will be no more merciful to Alawites, Druze, Kurds, or any minority that refuses Sharia rule. These groups seek only power, not peace or coexistence.

So, to the theorists and blame-shifters of the region, we say: enough with vilifying Sykes-Picot. For all its faults, it still offered a better future than the massacres and destruction born of your revolutions and ideologies.

Political Islam brought nothing but fear—first to Muslims, and then to everyone else under its rule. For in their eyes, God is a murderer and an avenger. What then of His so-called followers?

Colonel Charbel Barakat
***Colonel Charbel Barakat, a retired Lebanese Army officer, historian, terrorism expert, and author of numerous works on Lebanon, the Iranian regime’s schemes, and jihadist movements, has testified multiple times before the U.S. Congress on critical issues, including Iranian and Syrian terrorism, the Syrian occupation of Lebanon, jihadist threats, and the pursuit of Middle East peace.

**اضغط هنا لدخول صفحة الكولونيل شربل بركات على موقعنا المنشورة عليها كل مقالاته وكتبه وتحليلاته
**Click here to access Colonel Charbel Barakat’s page on our website, where all his articles, books, and analyses are published

 

Share