كان يوم 25 أيار 2000 بمثابة لحظة مفصلية في تاريخ جنوب لبنان، أو هكذا بدا الأمر. انسحب الجيش الإسرائيلي، تنفيذًا للوعد الذي قطعه رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إيهود باراك في الفترة التي سبقت الانتخابات الإسرائيلية. لكن ما تلا ذلك لم يكن تحريراً، بل خيانة جاءت نتيجة صفقة سرية بين إسرائيل وإيران وسوريا، تاركة السكان اللبنانيين في جنوب لبنان (الشريط الحدودي) وجيشهم، جيش لبنان الجنوبي، تحت رحمة الإحتلال السوري البعثي، والإرهابي الإيراني والجهادي، والوكيل الملالوي المسمى كفراً “حزب الله”.
وعلى الرغم من أن التعهد الانتخابي الذي بذله إيهود باراك بدا نبيلًا في نيته، فقد حجبته المفاوضات الغامضة التي سبقت انسحاب الجيش الإسرائيلي، مما شكل خيانة لحلفائه اللبنانيين. ومن خلال وسطاء من ألمانيا والسويد والأردن، تم التوصل إلى اتفاق سري مع النظامين الدكتاتوريين في سوريا وإيران، مما أدى فعلياً إلى تسليم جنوب لبنان وسكانه إلى قبضة حزب الله. وتضمنت هذه الصفقة تفكيك جيش لبنان الجنوبي وإغلاق البوابات مع إسرائيل، مما ترك السكان بلا حماية في مواجهة عدوان حزب الله.
وخلافًا لادعاءات حزب الله، لم يشكل الانسحاب تحريراً، بل كانت خطوة محسوبة تم تنسيقها من خلال عهر ونفاق سياسي، وليس عبر التحرر الحقيقي. إن احتفال الدولة اللبنانية رسمياً السنوي منذ العام 2000 ومعها حزب الله السنوي بيوم 25 أيار باعتباره “يوم التحرير” ليس سوى تمثيلية مبنية على الأكاذيب والخداع والتلاعب.
من المهم عدم اغفال حقيقة مهمة وهي أنه وقبل أيام قليلة من انسحاب الجيش الإسرائيلي، هدد حسن نصر الله، زعيم حزب الله، سكان جنوب لبنان علناً وبصوت عالٍ من خلال جميع وسائل الإعلام، وزرع الخوف بتحذيراته المروعة من قطع الرؤوس والحنجر وبقر البطون وفقر العيون في أسرتهم، هذا وقد أجبرت هذه التهديدات الإرهابية غالبية سكان الشريط الحدودي على الفرار، بحثاً عن ملجأ في دولة إسرائيل، حيث لا يزالون حتى يومنا هذا موسومين ظلماً وعدواناً بالخيانة والعمالة، ومحرومين من حق العودة إلى وطنهم ومنازلهم. علاوة على ذلك، من المهم الاعتراف بدور الاحتلال السوري في لبنان خلال تلك الفترة. إن ما يسمى “يوم التحرير” لجنوب لبنان لم يكن نتيجة لجهود حزب الله البطولية، بل نتيجة صفقات جيوسياسية للعديد من القوى الأجنبية. فرض الاحتلال السوري رواية التحرير دون أي أساس ملموس على أرض الواقع. وبينما نتأمل أحداث 25 أيار 2000، من الضروري إزالة الواجهة والاعتراف بالحقيقة وراء رواية حزب الله الكاذبة عن التحرير.
إن سكان جنوب لبنان يستحقون العدالة، وليس التلاعب والإكراه. لقد حان الوقت لتسليط الضوء على الحقائق المظلمة التي تحجبها الأجندات السياسية وتكريم صمود أولئك الذين تُركوا ظلماً تحت رحمة الإرهاب.
نحن نؤمن وعن قناعة تامة بضرورة إلغاء ما يسمى “يوم تحرير” جنوب لبنان على يد حزب الله الإرهابي ومحوه تماماً من ذاكرة اللبنانيين.
في الخلاصة، إن حزب الله هو فيلق عسكري إرهابي وإجرامي وجهادي تابع كلياً للحرس الثوري الإيراني، كما كان يفاخر بهذه الحقيقة الخيانية والطروادية نصر الله وباقي المرتزقة من أفراد عصابته الإيرانية. الحزب اعتدى على إسرائيل في 8 تشرين سنة 2023 بأوامر إيرانية ولم يكن للبنان وللبنانيين أي قرار أو قول بهذا الشأن، وبالتالي هو مسؤول كلياً عن كل ما قامت وتقوم به دولة إسرائيل من قتل وتدمير واغتيالات.
يبقى أن حزب الله ورغم هزيمته المدوية، ومقتل معظم قادته فهو لايزال حتى يومنا هذا يتحكم بقرار الحكم اللبناني، علاً أنه لا لبناني ولا محرر ولا شريحة لبنانية ولا عربي ولا يمثل الشيعة في البرلمان، بل يخطف لبنان والشيعة ويأخذهم رهائن ويقتل شبابهم، وقد خرّب الجنوب وهجّر أهله وتسبب بدمار عشرات البلدات والقري.
واقعاً وعملياً فإن الحزب الإرهابي والملالوي هذا هو كارثة إنسانية وثقافية وحضارية وقيمية ووطنية ومتخصص بالإجرام والتهريب، ومن أخطر مافيات العالم…من هنا لا خلاص للبنان قبل إنهاء حالته السياسية والعسكرية والثقافية والإعلامية والاحتلالية…
ولهذا كله مطلوب من الرئيس جوزيف عون، والحكومة، والأحزاب اللبنانية، والطاقم السياسي من كل الأطياف أن يجاهروا بالحقيقة ويسموا حزب الله باسمه الإجرامي والإيراني والجهادي، ويخلعوا عنه صفة المقاومة الكاذبة، ويساندوا بقوة وعملياً وعلناً تنفيذ كل القرارات الدولية واتفاقية وقف اطلاق النار، لإنهاء وضعيته العسكرية والإرهابية والاحتلالية، وتحرير الطائفة الشيعية من جريمة أخذها رهينة، واختطاف قرارها، وقتل شبابها، وتشويه وطنيتها وتاريخها وتهجيرها، وتدمير مناطقها.
والأهم عدم إدخال أي عنصر من عناصر الحزب إلى الجيش اللبناني والقوى الأمنية كافة، ومحاكمة ما تبقى من قادته، ومنعهم من ممارسة العمل السياسي والتوقف عن خدعة وهرطقة الحوار، وتجريد الحزب من سلاحه وتفكيك انظمته الأمنية والإستخارتية بكل الطرق ومنها القوة إن لزم الأمر. في الخلاصة، مطلوب تقديم مشروع قرار لمجلس النواب لإلغاء كذبة عيد التحرير. الكاتب ناشط لبناني اغترابي رابط موقع الكاتب الألكتروني https://eliasbejjaninews.com *عنوان الكاتب الألكتروني phoenicia@hotmail.com
في أسفل مقالات ودراسات وتقارير تؤكد كذبة التحرير Below are studies, editorials and reports expose the Liberation Day Lie
تفاصيل الاتفاق السري الذي جرى بين حزب الله واسرائيل والذي مهد للانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان كذبة تحرير جنوب لبنان… مرصد نيوز/تادي عواد/25/08/2018 نشرت صحيفة شبيجل الألمانية يوم 13 / 6 /2004 تفاصيل الاتفاق السري الذي جرى بين حزب الله واسرائيل والذي مهد للانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان، وبحسب الصحيفة فان الاتفاق الذي كان يعرف بـ “قواعد اللعبة” تم بين لجنة امنية من ميليشيا حزب الله والجيش الاسرائيلي وكان الهدف منه انسحاب الجيش الاسرائيلي من جنوب لبنان مقابل ضمانات امنية من حزب الله بحماية شمال اسرائيل. اتفاق “قواعد اللعبة” يثبت بما لا يقبل الشك بان حزب الله استبدال الاحتلال الاسرائيلي لجنوب لبنان باحتلال ايراني-سوري ما زلنا نعاني منه حتى يومنا هذا “قواعد اللعبة” او اتفاق التفاهم الذي تم قبل الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب عام 2000 ، والذي كان أبرز بنوده ما تم نشره بعد تسريبه في صحيفة شبيجل الألمانية يوم 13 / 6 /2004 ، وكانت بنود الاتفاق كما يلي : المرحلة الأولى من الاتفاق : تشكيل لجنة أمنية من ميليشيا حزب الله وجيش الدفاع الإسرائيلي لوضع خطة ميدانية لترتيب عملية انسحاب جيش الدفاع الإسرائيلي بإشراك بعض الضباط الأمنيين في الجيش اللبناني الذين يختارهم حزب الله. المرحلة الثانية بند ( أ ) يقوم الجيش الإسرائيلي بسحب قواته كافة من كامل الأراضي اللبنانية والحزام الأمني إلى الحدود الدولية في مدة لا تتعدى ثلاثة أشهر تحت إشراف ممثل الأمين العام للأمم المتحدة وفقا للقرارات الدولية المتعلقة بجنوب لبنان وإنهاء حالة الحرب هناك، كما يقوم جيش الدفاع الإسرائيلي بحل وتفكيك مليشيات جيش لبنان الجنوبي، ولا يشمل الانسحاب مزارع شبعا على أساس أنها أرض سورية، مرتبطة أمنيا بهضبة الجولان، وأمن دولة إسرائيل. فقرة (ب) تقوم ميليشيات حزب الله بتسلم المواقع العسكرية والأمنية من جيش الدفاع الإسرائيلي، وجيش لبنان الجنوبي فورا بعد إخلائها؛ للحيلولة دون وقوعها بأيدي منظمات فلسطينية أو إرهابية معادية لإسرائيل. فقرة (ج) يتعهد الجيش الإسرائيلي بعدم استهداف أعضاء أو مؤسسات تابعة لهذا الحزب، وأن يسمح للحزب بتحريك أسلحته الثقيلة في المنطقة الحمراء للحفاظ على الأمن والهدوء. فقرة (د) أن تعمل ميليشيا حزب الله على الانتشار في المنطقة الحمراء كلها “الحزام الأمني” حتى الشريط الحدودي بين لبنان ودولة إسرائيل وإحلالها مكان ميليشيا جيش لبنان الجنوبي بعد حل الأخرى. فقرة (و) أن يعمل الحزب على ضمان الأمن في هذه المناطق التي ستصبح تحت سيطرته، وذلك “بمنع المنظمات الإرهابية من إطلاق الصواريخ على شمالي إسرائيل”، ووقف التسلل، واعتقال العناصر التي تهدد أمن حدود إسرائيل الشمالية، وتسليمهم إلى السلطات اللبنانية لمحاكمتهم، كما يتعهد الحزب بمنع الأنشطة العسكرية وغير العسكرية لمنظمات إرهابية فلسطينية أو لبنانية معادية لإسرائيل في المنطقة الحمراء. فقرة (هـ) تنسق الحكومة اللبنانية والسورية مع حزب الله على تنفيذ الاتفاق كما تتعهد إيران بكونها المرجع والمؤثر القوي لحزب الله بضمان الاتفاق والمساهمة الفعالة في تثبيت الأمن في هذه المنطقة. وتتعهد الحكومة اللبنانية والسورية بعدم ملاحقة، أو محاكمة أعضاء جيش لبنان الجنوبي وأن تقدما المساعدة على دمجهم بالمجتمع وتوفير المساعدة والحماية اللازمة لمن يرغب منهم العودة إلى بيته، وبناء عليه ستقوم كل من إيران وأمريكا بالسعي لحل مشكلة الأموال الإيرانية المجمدة في الولايات المتحدة التي تطالب بها إيران . كل ماسبق يشير بشكل واضح الى إن الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان كان سيناريو متفق عليه بين الجانبين الاسرائيلي وحزب الله ، وبالتالي فان مسرحية التحرير ليست سوى بطولات وهمية حتى يتمكن حزب الله من الاحتفاظ بسلاحه بهدف السيطرة على لبنان في اقرب فرصة ممكنة تادي عواد