رابط فيديو تعليق للكاتب والصحافي المميز نبيل بومنصف يتناول من خلاله اشكاليات وإيجابيات انتخابات أمس وظاهرة الهمجية والبربرية المتمثلة بإطلاق الرصاص في المناسبات، ويسأل متى نتخلص من القبلية؟/مع مقالة له عنوانها: دولتنا على او حول الطاولة؟

22

رابط فيديو تعليق للكاتب والصحافي المميز نبيل بومنصف من “موقع النهار” يتناول من خلاله اشكاليات وإيجابيات انتخابات أمس وظاهرة الهمجية والبربرية المتمثلة بإطلاق الرصاص في المناسبات، ويسأل متى نتخلص من القبلية؟/مع مقالة له عنوانها: دولتنا “على” او “حول” الطاولة ؟

دولتنا “على” او “حول” الطاولة ؟
نبيل بو منصف/النهار/12 أيار/2025
لم يسبق لسلطة لبنانية جديدة وغضة العود والعمر ان وضعت تحت المجهر الدولي بل وتحت دفتر شروط دولية كما حصل مع السلطة الحالية بعهدها وحكومتها والأجهزة العسكرية والأمنية والمالية والمصرفية قاطبة . ولا يمكن حجب طبيعة هذا الواقع عن حقيقة ثابتة مفادها ان حلول السلطة اللبنانية الجديدة كان النتيجة التلقائية لتداعيات ونتائج الحرب الإسرائيلية العاصفة وانهيار “محور الممانعة” الذي شكل لبنان رهينته الأساسية ، وتاليا فان زمنا غير قليل يصعب التكهن بوقته سيمر قبل ان تنحسر الرقابة الدولية الصارمة على لبنان ربطا بالتداعيات والوقائع المتواصلة للحرب الإسرائيلية تلك وملف بسط السيطرة الكاملة للدولة اللبنانية ونزع سلاح “حزب الله” نزعا لا تلاعب فيه .
في ظل هذا الواقع ستواجه “الدولة الناشئة” في لبنان في القابل من الأيام والأسابيع والأشهر معالم “صفقة العصر” التي تتأهب دول المنطقة لتلقي طلائعها مع الجولة الخليجية الأولى للرئيس الأميركي دونالد ترامب الاتي على صهوة تسريبات مذهلة عما يخبئ في جعباته للشرق الأوسط سواء في ما يتصل بوعد الاعتراف بدولة فلسطين ، او بما يتصل بغزة ، او بما ينسحب على ايران ، وأولا وأخيرا بما يتعلق بأضخم الصفقات الاستثمارية بين ادارته والمملكة السعودية والإمارات وقطر . لا يجد لبنان الذي بالكاد تلقى جرعة الاوكسيجين الأولى منذ انتخاب رئيسه وتشكيل حكومته ، بعد، متنفسا “مترفا” للتحسب لكل الضخامة المفرطة في هذه الأحداث والحسابات المرتقبة لكي يتساءل ، أين هو منها وهل سيكون له حيز من تداعياتها المباشرة وغير المباشرة ، واي منحنى ستدخل فيه المنطقة الاخذة في الالتهاب وهو جزء من التهابها مع تمادي اخطار العمليات الإسرائيلية على ارضه ؟
ومع ذلك قد يكون من الخطورة العالية جدا الا تمثل امام اقطاب الدولة الجديدة وسائر المكونات السياسية سواء منها المنخرطة في الحكومة او خارجها ، المعادلة التاريخية المثبتة التي كان لبنان يذهب عبرها ضحية الأثمان الإقليمية للصفقات او للحروب بعدما استسلم او أرغم على الاستسلام لكونه ارض الاستباحات الإقليمية فقط . عانى لبنان قبل الطائف وبعده من دور ووظيفة الوطن المستباح الى حدود التطبيع المشبوه التآمري الذي كانت عهود وسلطات وحكومات ترضخ له وتدفع اللبنانيين الى التسليم قسرا به بذرائع وحجج غالبا ما تحجب القصور او التواطؤ او العجز . قادت تلك المعادلة الخارج الدولي عموما إلى التعامل مع لبنان بخفة قياسية عبر جعله جوائز ترضية للدول المفترسة من حوله ، وتحديدا سوريا النظام الاسدي وايران وإسرائيل ، وكانت سياسات الولايات المتحدة الأميركية المتمادية تحديدا اخطر ما ومن ترك لبنان لقمة سائغة بين أفكاك هذه الدول .
هذا العصر القاتم والقاتل يفترض ان يكون صار من التاريخ الان ، لان ما حصل بعد زلزال 7 تشرين الأول و8 تشرين الأول 2023 في المنطقة ولبنان لم يقلب مصير المنطقة فحسب بل أدى لأول مرة منذ اتفاق الطائف الى إتاحة الفرصة التاريخية للبنان للتحرر من معادلة الرهينة المستباحة بايدي الدول المفترسة الشرهة والأقدام بلا هوادة على فرض دور لبنان الدولة القادر على إسماع صوته وفرض مصالحه الحيوية التي تتلاقى والنهج الدولي التصاعدي حيال المنطقة . الان دولة لبنان امام المعادلة الاتية : هل يكون للبنان صوته “حول” الطاولة ام يعود تفصيلا مهمشا “على” الطاولة ؟ . سننتظر الجواب بأمل “استثنائي” !

Share