رابط فيديو تعليق للصحافي نبيل بومنصف يقرأ من خلالها في نتائج الإنتخابات النيابية والإختيارية التي جرت أمس في محافظة جبل لبنان/مع نص مقالة له عنوانها: انذار الاستباحات.. 56 سنة فقط

53

رابط فيديو تعليق للصحافي نبيل بومنصف من موقع “جريدة النهار” يقرأ من خلالها في نتائج الإنتخابات النيابية والإختيارية التي جرت أمس في محافظة جبل لبنان/مع نص مقالة له عنوانها: انذار” الاستباحات.. 56 سنة فقط !

05 آيار/2025

هل صحيح أنّ انتخابات الجبل كانت واقعة سياسية؟ وهل يصحّ تطبيق معيار الانتصار والهزيمة عليها في السياسة؟ ما هي القراءة الباردة لهذه الجولة؟ أسئلة طرحها نائب رئيس تحرير “النهار” نبيل بومنصف

انذار” الاستباحات.. 56 سنة فقط !
نبيل بو منصف /النهار/05 آيار/2025
بعامل المصادفة تزامن انطلاق أولى جولات الانتخابات البلدية والاختيارية في اول استحقاق ديموقراطي في عهد الرئيس جوزف عون وحكومة الرئيس نواف سلام على وقع قرار استثنائي اتخذته “الدولة الجديدة” بالتصدي للسلاح الفلسطيني المنفلش خارج المخيمات وداخلها بدءا بإنذار لحركة “حماس”. لا نخال ان عدم وجود أي صلة الا عامل الصدفة بين اشهار الدولة لوجه الحسم السيادي امام الاستباحة المتمادية منذ عقود للسيادة اللبنانية وانطلاق الانتخابات البلدية يسقط الدلالة الرمزية على الأقل امام اللبنانيين لرفع سقف الطموحات وتنامي الطموح بان يغدو المعيار السيادي واقعا اقوى من كل التشكيك الذي لا يزال يحوم حول ملف نزع السلاح غير الشرعي وإنهاء “عصور” الترسانات المسلحة خارج الشرعية اللبنانية ، سواء كانت فلسطينية ام لبنانية . اذ ان “الإنذار اللبناني” الموجه الى “حماس” وعبرها بطبيعة الحال الى كل الفصائل الفلسطينية ، ولو انه لم يسقط انتقادات اخذت ولا تزال تأخذ على العهد والحكومة الجديدين عدم الإقدام فورا على الإجراءات الحاسمة السريعة في نزع السلاح غير الشرعي ، هذا الإنذار يود اللبنانيون ان يصدقوا انه طليعة عصر سينهي 56 عاما من الاستباحات الخارجية والداخلية ، والارتباط بحروب الاخرين بما يقطع دابر الحروب الاهلية .
اليس غريبا ان يعلو على سطح المشهد الأمني والعسكري اللبناني ذكر اتفاق القاهرة ، فيما تتصاعد المخاوف الى ذروتها من تفكيك سوريا وتقسيمها الى كانتونات طائفية وعرقية ؟ بعد خمسة عقود ونصف العقد منذ إبرام اتفاق القاهرة لا يزال في لبنان ترسانات “شقيقة” وغريبة ولبنانية تستبيح أحادية احتكار الدولة للسلاح ، الامر الذي يحدونا الى “التصفيق” والتهليل لذاك الشيء الذي تأخر مجيئه 56 عاما فقط ! ومع ذلك سيتعين على اللبنانيين ان يدفعوا بدولتهم الجديدة قدما نحو اختزال الوقت وعدم الركون اطلاقا بعد اليوم لمرور كل دقيقة بلا المضي بلا هوادة في تحرير لبنان من استباحة الترسانات المهترئة او المحدثة ، الفلسطينية او اللبنانية ، علما ان ليس لاي ترسانة من الأساس أي شرعية الا في ما تهاونت الدولة اللبنانية القديمة في منحها إياها عن قصور او تواطؤ او استسلام لوصاية او احتلال او ارتباط خارجي. وما دام الشيء بالشيء يذكر وبعدما نفض الغبار عن اتفاق القاهرة الذي شكل اللبنة “المهربة” الأولى لتمزيق السيادة اللبنانية واباحة لبنان امام عدوانية الحروب مع إسرائيل نيابة عن العرب اجمعين ٬ فان واقعة المواجهة العسكرية بين الجيش اللبناني والفصائل الفلسطينية في عهد الرئيس سليمان فرنجية عام 1973 التي أرغم الحكم اللبناني بعدها على التراجع بضغط سائر السفراء العرب الذين وجّهوا إنذارا جماعيا للبنان لفك الحصار عن الفصائل المسلحة بعدما تفوق الجيش في المواجهة ، كانت بمثابة اثبات تاريخي على ان “تمرد” الدولة اللبنانية لو حصل لكان وحده يمكن ان يمنع خمسة عقود من الحروب والاستباحات حتى الساعة . تتعرض سوريا الان لما تعرض له لبنان وأكثر ، ولبنان لا يزال تحت وطأة الحرب الأخيرة بين إسرائيل و”حزب الله” والفصائل “الشقيقة” ، ولذا من الخطورة بمكان ان لا يعاين اللبنانيون إجراءات اسرع من الإنذارات والتحذيرات وإعلانات النيات الحاسمة . لا تمحى عقود الاستباحات الا بدولة لا تتهاون ، فكيف وعلى كتف لبنان حمالات من داخل وخارج وشبح تقسيم يتمدد من الجارة الشقيقة ؟

Share