الكولونيل شربل بركات: حقا قام…فلتكن قيامة الشرق الأوسط الجديد هي الهدف/رأس النظام الإيراني يمهد لبيع حزب الله برفع قيمة سعره في البازار السياسي

42

حقا قام … فلتكن قيامة الشرق الأوسط الجديد هي الهدف… رأس النظام الإيراني يمهد لبيع حزب الله برفع قيمة سعره في البازار السياسي
الكولونيل شربل بركات/20 نيسان/2025

بمناسبة قيامة السيد المسيح من بين الأموات نهنئ اللبنانيين بفرحة العيد هذا وهو مبعث الأمل والرجاء الذي لا بد منه للاستمرار بالجهد والعمل في سبيل الفوز بقيامة وطن الانسان والحضارات التي بقيت مستمرة ومتعاونة بالرغم من العنف والتشرزم ومحاولات البعض للسيطرة وفرض الراي بقوة السلاح متخفين تحت شعارات وهمية لتعبئة النفوس بالحقد والظهور بمظهر المنتصر.

اليوم وقد بدى واضحا كيف يسعى رأس النظام الإيراني لحفظ بعض المكتسبات في محاولته الأخيرة قبل النهاية المحتومة. وهو يمهد لبيع آخر منتجاته؛ ما يسميه “حزب الله اللبناني” على طاولة التفاوض، ومن هنا نجده محترا لاثبات قدرته على التلاعب وقلب الطاولة وخلق مشكل بدون سبب سوى رفع قيمة البضاعة التي يريد بيعها في البازار السياسي.

لقد تكلم المدّعون المسؤولية الواحد تلو الآخر مهددين متوعدين وكأنهم يمتلكون القدرة على التغيير أو حتى على تنفيذ الأوامر الإيرانية. وكان آخرهم نعيم قاسم الذي يحاول لبس عباءة كبيرة عليه، وتقليد من كان فرض بعض الهيبة خلال السنوات الطوال من النفخ المتواصل لكي يكون سقوطه مدويا، ولكن ما بدى كثير الوضوح في تمثيلية رفع السعر هو تدخل السفير الإيراني، الذي كان أحد ضحايا هجوم “البيجر”، والذي كان فضح علنية تورطه ونظام الملالي بشكل وقح في تفاصيل المهمات الموكلة للتنظيم المسلح، وهو كان بني بأموال الشعب الإيراني ليكون واحدة من الأوراق التي تحرق ساعة الحاجة للتخفيف من الضغوط على النظام، وهو ما يتم اليوم بشكل واضح.

فيا ايها اللبنانيون، خاصة اخوتنا من الطائفة المنكوبة بهؤلاء القتلة المأجورين، والذين لطّخوا تاريخها وهدموا كل ما بنته أيدي أبنائها في الداخل والخارج، ليقدموه لقمة سائغة على مذبح الدفاع عن نظام نكّل بشعبه وقتل جماعته بدون رحمة، فكيف بمن لا صلة له بهم سوى قيمة البضاعة ورغبة الشارين وسعر السوق، لا تدعوهم يلعبون بكم بعد اليوم، ولا تتركوا لهم فرصة بيعكم في المزاد، بل انهضوا كرجل واحد لبناني شريف يعرف مصلحة وطنه فيمنع المتاجرة بأهله في سبيل الملالي، ويقف مع دولته بثبات ليمنع تلك التمثيلية الوقحة التي تجري على دماء بنيه مرة تلو الأخرى.

النهاية لا بد آتية وقد يكون هناك مجال بعد للخلاص، ولكن الفرص لا تعطى بدون حساب، ومن رأى بأم العين مصير غيره من المدعين بالقوة والتنظيم عليه أن يتعظ ويقرر قبل فوات الأوان، لأن لا مكان للأغبياء في عالم اليوم ولا عذر لمن لم يتعلم من تجارب سابقيه، فها هي “حماس” تدفع ثمن العنجهية، وقد وصل عدد الضحايا إلى أكثر من خمسين ألف، ودمرت المنازل والمساكن، ولم يعد هناك من يطالب بالرحمة للشعب المسكين فيتوقف العنف ويسلّم السلاح ويعترف الجناة الذين حرّكوا الشر بهزيمتهم لتنتهي المهزلة. فكم من الشعوب قبلت بالهزيمة واعترفت بالخطأ، وهو ليس عيبا إذا ما قورن بالاصرار على التعنّت والمضي بتمثيلية القتال، التي لم تقطف سوى المزيد من الضحايا والدمار. فيا أخوتنا المغرر بهم، عليكم أن تعوا قبل أن تعود الحرب لتجرف ما تبقّى من عمران، وتقتلع كل مصدر للحياة كنا نعتز به ولا نزال.

إفهموا الرسائل وفكّروا بالنتائج، وليكن هدفكم البقاء في بيوتكم مرفوعي الرأس لا التهجير المذل والتشرد في بقاع الأرض. فإذا كان لا يزال هناك من رحمة عند البعض من القوى العالمية المؤثرة لا تجعلوها تصمّ آذانها يوم يتخذ قرار التخلص من تعنتكم واصراركم على الباطل. وليكن كلام الشيوخ وأصحاب العمائم مطالبا بالرحمة وساعيا للصلح ومد اليد، لا للتجبر والتكفير الذي لم يجلب خيرا ولا أبعد شرا.

إن موت السيد على الصليب وقيامته من بين الأموات يجب أن تعطينا درسا بتحمّل العذاب، ولكن مع العمل لتجاوز المصاعب وتخطي العوائق. فكل عام وأنتم بخير.. وليكن هذا العام آخر مجالات العنف قبل السلام الدائم والانفتاح والتعاون على الخير في سبيل النهوض من سقطاتنا المتتالية. وليكن الشرق الأوسط الجديد مبعثا للتفاؤل ومصدرا للرزق بعد التخلص من الحروب وأسبابها والتفرغ للعمل والجهد في سبيل الانماء والانتاج بأياد ممدودة وقلوب منفتحة وعزائم متوثبة…

Share