دمج حزبللاه في الجيش، يعني دمج الجيش بحزبللاه العميد الركن المتقاعد يعرب صخر/16 نيسان/2025 ايران؛ الماهرة في إحناء رأسها للعواصف، وللخروج من أزماتها بعد انكشاف وجهها وفشل مساعيها، وللحفاظ على ما حققته من سيطرة واستحكمته من نفوذ في أربع بلدان عربية، ولان حزبللا هو مستحكمها الاهم، قد تتخلى عن باقي أذرعها ما عداه، وبانتظار تغير الظروف لصالحها، تتمسكن اليوم لتتمكن غدا”؛ لذا بدأت تبث عبر وكلائها ومرتزقتها وأقلامها المأجورة، طروحات واقتراحات لجس النبض وقياس مدى الرفض أو القبول، وبدأت تطفو على السطح في لبنان و‘تثار منذ مدة و’تطرح في التداول أفكار مخرجات يدعي طارحوها أنها جريئة لكنها غير بريئة، ظاهرها وئام وسلام ومقصدها هدام؛ وهي دمج حزبللا في الجيش اللبناني. إذا نظرنا لهذا الأمر بسطحية نجده حلا” مهما” لمعضلة سلاح غير شرعي لطالما أنهك الدولة وأضر بالوطن، هذا السلاح المدعي المقاومة ما منع ولا ردع إسرائيل يوما” ولا أضرها بل حطم لبنان.، انتهت وظيفته الهدامة والآن آن أوان انقضائه، ولا بأس بدمجه بالجيش فيزداد الجيش منعة” وقوة عديدا” وعتادا” وتسليحا”؛ بهذه الفكرة السطحية والتسليم بها بخفة، يطرحها اصحابها ببراءة شيطانية ظاهرها حل وباطنها غل وتعقيد مديد. أما إذا أردنا تشريح هذا الأمر بتجرد وجدية وموضوعية، نجده دمجا” للجيش بالحزب وليس دمج الحزب بالجيش، وتهديما” نهائيا” لآخر الاقانيم الأربعة حصون المناعة وقلاع الصمود في الوطن لبنان، فيصير الجيش جيش الشاطر حسن، بعد أن تم تهديم المالية العامة وباتت القرض الحسن، وتحطيم الجامعات والتعليم لتصير معاهد الحسن، والطبابة والاستشفاء صارت مشافي الحسن. وللتدليل أكثر، نعدد بعض المحاذير والمخاطر الكبرى من إدماج الحزب بالجيش: – بضعة عشرات آلاف الحزبللاويين من مذهب واحد، إلى جانب ٧٠ ألف عديد الجيش، يضرب توازن العديد الموزع طوائفيا” في الجيش، ويقتضي لإعادة هذا التوازن تطويع عشرات آلاف أخرى من باقي المذاهب، ليصبح عديد الجيش أكثر من ربع مليون. فهل في قدرة الدولة تمويل هذا العديد الضخم وهي عاجزة عن دفع رواتب وتغذية العديد الحالي للجيش؟ في حين أن فرنسا مثلا” الدولة الكبرى دائمة العضوية في مجلس الأمن لا يتجاوز عديد جيشها ١٨٠ ألف؟ – دمج الحزب بالجيش يجر معه المطالبة الشيعية بقيادة هذا الجيش وأركانه وألويته ومديرياته واداراته. وهذا المكسب لا بد سيصرفوه في السياسة والإدارة العامة وباقي المؤسسات. يعني امساكهم بالجيش هو امساكهم لكل الجمهورية، فتصبح اللاشرعية وقد ابتلعت الشرعية، والدويلة أكلت كل الدولة… بشرعية. – مهما كان العدد المدمج، هل نستطيع تنشئته وتغيير عقيدته ونزع انتمائه لحزبه؟ بالطبع لا؛ فهم مغسولو الدماغ وقد نشأوا على فكر مخالف وتشربوا عقيدة متناقضة مع الهوية الوطنية، ولا يمكن تحويل وجهتهم وحرف توجههم وزرع ثقافة الانتماء فيهم للوطن لبنان وعلم لبنان ودستور لبنان دون سواه. – التطوع في الجيش شروطه الانضباط والخضوع لقواعد وضوابط وتراتبية الأمرة ومسلكية صارمة ومبدا الثواب والعقاب. وبالطبع هؤلاء متمردون ولا يأتمرون إلا بمرجعياتهم الدينية والعقائدية وأمرتهم عابرة للأوطان والحدود. – الجيش يطبق وينفذ ما تقرره السلطة السياسية، وغير مسموح فيه التخابر والتخادم مع أي جهة داخلية وخارجية تضر بمصالح لبنان الحيوية وعلاقاته العربية والدولية، وجريمتها خيانة عظمى وعقابها شديد. فهل يعقل بهؤلاء الالتزام بكل ذلك؟ – إن مجرد تصور الحزب وقد اندمج في الجيش، لا يعني غير تغلغله فيه والسيطرة كليا” عليه. كل هذه الأفكار والطروحات هي التفاف خبيث على مسالة الرجوع إلى الشرعية وأولها نزع السلاح غير الشرعي ممن لا يرون وجودهم بغير هذا السلاح. إن التنشئة الوطنية وزرع ثقافة الإنتماء وجعل الروح الوطنية تطغى عند هؤلاء على العقائدية المتأصلة فيهم، تأخذ وقتا” طويلا” ومددا” بالسنوات والعقود؛ ومع ذلك لن تنجح ما لم يتم إزالة السبب الذي أنشأهم، فهم نتيجة لسبب. عالجوا الأسباب تنهار كل النتائج وتصطلح الأمور… ودون ذلك عبثا” تأملون. علينا بالأحرى تطهير الجيش مما يمكن أن يكون قد تسلل اليه من هذه الظاهرة الشاذة، فكيف بالحري أن ندعها كلها تندمج فيه؟ مما اتبعته إيران في العراق واليمن وسوريا، وانسلت في جيوشها وحرفت وجهتها، لا تدعوها تنسل إلى الجيش اللبناني عبر حزبها في لبنان.. لأن كل محنة لبنان هي في حزب من نسل إيران.