مع هذه الدولة وهذا الطقم الحاكم والسياسيين… فالج لاتعالج.
ادمون الشدياق/13 آذار/2025
عند انتخاب فخامة الرئيس جوزاف عون وتكليف نواف سلام رئاسة الوزراء كنت من القلائل الذين لم يستبشروا خيراً ولا كنت من المتحمسين وقد قامت القيامة علي وحتى من أقرب المقربين مني ومن الرفاق ولكن موقفي لم يكن نابع من موقف شخصي من فخامة الرئيس عون كشخص مع تحفظاتي الكثيرة على نواف سلام وتاريخه المليء بالشوائب برأيي الخاص. ولكن من ايماني ان هذه الدولة هي دولة ميتة والضرب في الميت حرام. هذه دولة تقولبت من بعد ثمانينيات القرن الماضي على الفساد والزبائنية والمحاصصة وتفريخ الزعماء الوصوليين الخونة الذميين وعواميد السما المتحكمين برقاب البلاد والعباد. دولة ركبت لتبقى محكومة ومسيطر عليهامن هذا الطاقم العفن والمزحفط والذمي الفاسد.
جاء فخامة الرئيس المنقذ ورئيس وزرائه الى الحكم وما زلنا عند تعيين وظائف الفئة الأولى لا يجري اي تعيين بدون استشارة الاستييييذ نبيه بري ممثل الثنائي الشيعي وكأنه ما يزال الحاكم بأمر الله هذا بعدان فرض على الدولة اسم وزير المال ياسين جابر غصباً عن رأي باقي مكونات الوطن. ما زال الفاسد الاول في الجمهورية هو المقرر الأول عند المفاصل في هذه الجمهورية الكرتونية المسخ.
ولزيادة الطين بلة طالعنا في الأمس نائب رئيس مجلس الوزراء طارق متري الذي اعيد تدويره بصفة المتزحفط رقم اثنين في جمهورية العفن اللبناني بمواقف اقل ما يقال فيها انها تضرب وتفجر خطاب القسم من أساسه وتعيدنا الى الزحفطة التي كانت تحدث في وزارات العهود السابقة والتي ظن الشعب اللبناني انه تخلص منها. ففي مقابلة تلفزيونية جاء على لسانه “قلنا في البيان الوزاري أنّ حقّ وواجب الدولة احتكار حمل السلاح، لكن لم نقل متى وكيف سيتحقق ذلك”، ومن ثم وفي مقطع اخر قال: “عند مناقشة استراتيجية الأمن القومي يبحث موضوع السلاح”، في الوقت الذي قد حسم موضوع السلاح نهائيًّا إن في اتفاق الطائف أو في القرارات الدولية أو في اتفاق وقف إطلاق النار أو في خطاب القسم أو البيان الوزاري، ولم يبق إلاّ التنفيذ. وليزيدالطين بلة اردف وقال الدكتور متري إنّ “الجيش بحاجة الى تجهيز قبل أن يعمل على نزع السلاح” وبذلك خلق ذريعة واهية لتمويه قرار نزع السلاح الذي تكلم عنه خطاب القسم والقرارات الدولية ووثيقة وقف اطلاق النار التي وقعتهاالدولة اللبنانية وضمنت تنفيذها.
اصبح من الواضح والمؤكد ان كل من يؤمن بهذه الدولة ويعمل من خلالها وللتغيير من الداخل هو واهم ويساهم بمعرفة أو بدون معرفة في تدمير الوطن اللبناني واي امل في انتاج دولة مواطنة قوية تنتج رجال دولة يضحون من اجل الوطن، خدام له وليس أسياد عليه وعلى الخلق والعباد. ان الدولة المسخ يجب تقويضها واعادة بنائها من الصفر حتى تستقيم وتصلح فالدولة الان هي ثوب مهلهل مرقع حتى لم يعد له شكل أو لون ولم يعد من فائدةفي ترقيعه اكثر واكثر ويجب رميه وتفصيل ثوب اخر جميل يكسو الجسم اللبناني ويحميه من العوامل الداخلية والخارجية.
ان تنظيف بركة الوحل لا يجري برشها بالماء والصابون فهي ستصبح اوسخ بل بتفريغ البركة من الوحول اولاً ومن ثم العمل على تنظيفها لتصبح بركة نظيفة لا تشوبها الشوائب. وبما اننا نذكر ونتحدث عن الوحول فالعمل على تغيير الدولة من الداخل اليوم هو مثل الذي يتحمم وينظف نفسه ومن ثم يقفز في بركة الوحل محاولاً تنظيف محتواها فمهما كانت درجة نظافته عندما ينزل في بركة الوحل سيصبح جزءً منها ومن قذارتها.
ان لم نفهم هذه المعادلة لخلاص لبنان لن نتمكن يوماً من انقاذ لبنان وسنكون نحن جزء من مشكلة لبنان وصليبه. فهل ستكون عندنا الشجاعة في مواجهة الحقيقة المرة واخذ القرار بقلب الطاولة والعمل على تجميع جهود كل احرار لبنان لانشاء جمهورية لبنانية جديدة بنظام يليق بتاريخ لبنان وريادة أبنائه وعظمة حضارته. هذا ما ستثبته الايام وسيحاكمنا عليه التاريخ والاجيال القادمة.