الياس بجاني/العوربة هي غير العروبة ولا علاقة بين الإثنين

54

العوربة هي غير العروبة ولا علاقة بين الإثنين
الياس بجاني/06 آذار/2025
المصطلح “عوربة”، الذي ابتكره الصحفي والسياسي اللبناني نوفل ضو، يعبر عن مفهوم مختلف عن العروبة التقليدية التي روّج لها التيار القومي العربي بقيادة جمال عبد الناصر وجماعة الإخوان المسلمين. لفهم الفروقات بينهما، يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
1. العروبة التقليدية (القومية العربية)
نشأت في سياق مشروع سياسي وأيديولوجي يهدف إلى توحيد الدول العربية تحت راية قومية واحدة.
ركزت على البعد الهوياتي والثقافي، واعتبرت أن جميع الشعوب الناطقة بالعربية تنتمي إلى أمة واحدة بغض النظر عن الفروقات السياسية والاقتصادية.
كانت ذات طابع اشتراكي مركزي في الاقتصاد، مع سيطرة الدولة على القطاعات الرئيسية.
تبنت موقفًا معاديًا للغرب وإسرائيل، وربطت القومية العربية بمواجهة “الاستعمار والصهيونية”.
دعمت التنظيمات القومية مثل حزب البعث العربي الاشتراكي والناصرية وارتبطت بجماعات إسلامية مثل الإخوان المسلمين، الذين استخدموا العروبة كجسر لمشروعهم الإسلامي السياسي.
2. العوربة (بحسب نوفل ضو)
مفهوم اقتصادي وسياسي يركز على التكامل الاقتصادي بين الدول العربية بدلًا من التوحيد الأيديولوجي القسري.
يرى أن العروبة رابط اقتصادي ومصلحي وليس هوية ثقافية أو قومية تفرض على الشعوب.
يدعو إلى انفتاح اقتصادي وتعاون بناء على المصالح المشتركة، دون أن يكون ذلك مشروطًا بإيديولوجيات مثل الناصرية أو الإسلام السياسي.
يرفض فكرة أن تكون العروبة مرتبطة بالصراع أو المواجهة مع العالم الخارجي، بل يدعو إلى تحالفات عربية قائمة على التنمية والتحديث والانفتاح على الغرب.
ينتقد القوى التي تستغل العروبة لتبرير الأنظمة القمعية أو المشاريع الديكتاتورية التي أضرت بالشعوب العربية.
الفرق الجوهري
العروبة التقليدية كانت إيديولوجية قومية قائمة على مشروع سياسي موحد يسعى إلى دمج الدول العربية تحت سلطة مركزية، وغالبًا ما كان مرتبطًا بسياسات قمعية واقتصاد مغلق.
العوربة كما يطرحها نوفل ضو هي رؤية اقتصادية وسياسية حديثة، تدعو إلى التكامل بناءً على المصالح وليس على الهوية المفروضة، وتركز على التعاون والانفتاح بدل الصراع والتناحر.
بالتالي، يمكن القول إن “العوربة” تقدم بديلًا براغماتيًا عن العروبة التقليدية، بعيدًا عن الشعارات والمشاريع الفاشلة التي قادت إلى الحروب والاستبداد والانهيار الاقتصادي.

Share