المهندس الفراد ماضي: كفى!! تارةً تلفقون فضل الدبابة الإسرائيليّة في بلوغ بشير الرئاسة، وطورًا تدّعون فضل العرب في وصوله!

12

المهندس الفراد ماضي: كفى!! تارةً تلفقون فضل الدبابة الإسرائيليّة في بلوغ بشير الرئاسة، وطورًا تدّعون فضل العرب في وصوله!
06 آذار/2025
بيان صادر عن المهندس الفراد ماضي:
يستغلّ البعض توضيحي بتاريخ ٤ اذار حول زيارة الرئيس بشير الجميّل إلى الطائف، في المملكة العربيّة السعوديّة، لتعزيز رغباتهم في نسج “عوربة” خياليّة للبنان، ليست هي اليوم في وارد طرحها ولا في الزمان المناسب للترويج لها.
إنّ ردّي على التقرير الوارد في محطّة mtv التي أكنّ لها كلّ الاحترام والتقدير هو من باب التوضيح ليس إلّا، فالتقرير المذكور وضع الرئيس بشير ضمن خانة الرؤساء الذين زاروا المملكة، مشيرًا إلى أنّ غاية الزيارة كانت للتعبير عن التزامه بعروبة لبنان!
المعلومتان ليستا صحيحتان، إذ لمّا لبّى بشير الدعوة الملحّة والطارئة الموجّهة إليه لزيارة المملكة في 1 تموز 1982، لم يكن قد انتّخب رئيسًا بعد، كما وإنّه لم يتمّ التطرق إلى مسألة العروبة خلال الزيارة، لا من بعيد ولا من قريب.
أمّا وقد أرادوا تشويه غايتنا من الردّ من خلال الإيحاء بأنّ الزيارة بقيت سرّية ولا يعرف أحد شيء عن المحادثات التي جرت خلالها، فهذا مرفوض من قبلنا، ولا مكان للجدل فيه معنا. ربّما المدّعون بسريّة لقاء الطائف، لم يكونوا عام 1982 في الدائرة التي تُتيح لهم الاطلاع على تفاصيل نشاط بشير، امّا نحن فكنّا مع بشير، وفي صلب نشاطاته، ونعرف.
عذرًا، بشير لم يذهب إلى الاجتماع وحيدًا، بل كان برفقته زاهي البستاني وإيلي حبيقة. تمّ اللقاء على هامش اجتماع وزراء الخارجيّة العرب، وقد ضمّ إلى اللبنانيين الثلاثة كلًا من: وزير خارجيّة السعوديّة سعود الفيصل، وزير خارجيّة الكويت عبد العزيز حسين، أمين عام الجامعة العربيّة الشاذلي القليبي، وسفير السعوديّة في لبنان علي الشاعر.
بشير لم يذهب إلى اللقاء للاستجداء ولطلب دعم ترشّحه للرئاسة، بل تلبية لدعوة من وزارة الخارجيّة السعوديّة صادرة بتاريخ 9/9/1402 هـ، تحت الرقم 1/17351/16/97 – نجدية – بيروت، وبناءً على تمنٍ من الولايات المتحدة الاميركية، ولم يكن لاي شخص آخر علاقة في ترتيب الزيارة، ولمن يُشكّك ويُريد التأكّد، فما عليه إلّا زيارة السفارة في بيروت والبحث في ارشيفها.
تمحور الاجتماع حول اقناع بشير بالقبول بالإبقاء على كل الفلسطينيين في لبنان وعلى نشاط سياسي وعسكري محدود (300 مسلّح) لمنظّمة التحرير تحت حكم قوي لبناني، وكان ردّ بشير الحازم: ” فليخرجوا الآن وعندما يُصبح لبنان قويًّا بعد عشر سنوات ننظر في الأمر”. هنا سأل الوزير السعودي بشير ماذا يطلب من البلدان العربيّة ليُصبح لبنان قويًّا، فأجاب: “لا شيء! دعونا نُعيد بناء بلدنا من دون الفلسطينيين المسلّحين، ونحن نتكفّل بالباقي.”
أهذا رجل ذهب إلى السعوديّة ليستجدي دعمًا لانتخابه رئيسًا!؟ كفى!! تارةً تلفقون فضل الدبابة الإسرائيليّة في بلوغ بشير الرئاسة، وطورًا تدّعون فضل العرب في وصوله! احسموا هذا الأمر في رؤوسكم؛ بشير قام بما عليه القيام به دفاعًا عن سيادة واستقلال لبنان، فاستحقّ الرئاسة وحظي باحترام العرب وأميركا على أفعاله، ما مكّنه من فرض رؤياه للبنان المستقبل.
وتدّعون بانّكم تواصلتم مع كلّ المقرّبين من بشير للاستفسار عن موضوع زيارة الطائف، والجميع نفى معرفته بما حصل! لكن أنا الذي كنت على تواصل مباشر مع زاهي البستاني، من أميركا، طيلة فترة الزيارة، لم يسألني أحد ماذا أعرف!
عذرًا ثانية! وهنا على الـ “أنا” النافرة في خطابي اليوم، إذ ليس هذا من عوائدي، لكن ما الحيلة حين يجرؤ البعض على اتهامي بالكذب وهو في نفسه ألف غاية “يعقوبيّة” … الم يكن من الأجدر أن أُسأَل؟
تستطيعون تزوير تاريخ لبنان وانتمائه إلى حين، لكن ليس باسم بشير.

Share