العميد الركن المتقاعد يعرب صخر/تشييع يراد به تكويع وترويع وتطويع

123

تشييع يراد به تكويع وترويع وتطويع
العميد الركن المتقاعد يعرب صخر/موقع أكس/21 شباط/2025
ليست المسألة تشييع وتكريم وذكرى؛ فمن مات منذ خمسة أشهر، قد ولى زمانه وانتهى أمره وضاع أثره وتبددت مآثره وغاب تاثيره… المسألة عبر ذريعة التشييع هي إظهار شعبية وفرض حضور واستنهاض بيئة وشد عصب، كأساس أولي نحو استعادة الدور واستقطاب المؤيدين ولملمة الأطراف وتحشيد الحلفاء، تمهيدا” لمعاكسة الواقع والتنكر للوقائع ونكران المتغيرات.. للقول أنهم: ما زالوا، ما داموا، ما انفكوا، ما لبثوا، وما فتئوا.. مكونا” بالرغم من الطبيعة وكيانا” حتى ولو اصبح خارج الزمان والمكان والطبيعة، وكائنا” غصبا” على لبنان.
نهاية الدور
كنا نقول دائما” أن الحزب عندما يخسر، ستكون آخر حروبه، ولن يستطيع العودة بما تبقى منه مهما كابر وتنكر؛ لأن ما قبل هذه الحرب وحتى حرب ٢٠٠٦ كان يؤدي فقط دور المناوش والمهاوش والمشاغل، ومطلوب منه هذا الدور من الإسرائيلي قبل الإيراني، كي تبقى ساحة لبنان في عدم استقرار دائم ويمرض لبنان لتتعافى إسرائيل ويتردى لبنان لتنتعش إسرائيل؛ يحقق لإسرائيل غرضها ويؤمن لإيران دورها المقرر في ساحة الشرق الأوسط كي ينشغل العرب بها وتنشغل بهم ليتحقق أمن إسرائيل.
أما وبفعل ٧ أوكتوبر وتهدد أمن إسرائيل الوجودي، وبهدف ترسيخ إسرائيل لأمنها للعقود القادمة، وخوفا” من طوفان أقصى لبناني أو جولاني.. فقد تغيرت المعادلة وانتهت الوظيفة وانتفت الحاجة لهذه الأداة، ويقتضي التخلص منها.. وكان ما كان.
المتغير
حبل السرة بين طهران وبيروت قطعه مبضع الشرع في سوريا، وحلقة الوصل ما بين المنبع والمصب قد تم كسرها. والواصل بين الأصيل والوكيل قد صار فاصلا” مانعا” حائلا” ما بينهما. السلاح والمدد والمال واللوجستية قد انتهى أمرها… كله تبدد وتشتت وانقطع وتقطعت اوصاله.
لبنان الذي كان مستلبا” منه وجعله منصة صواريخ وساحة عبث، قد تحرر منه وبات تحت الحماية الدولية (اللجنة الخماسية). رئيس جديد على رأس جمهوريته ورئيس حكومة على رأس حكومته وحكومة وفريق عملهما خارج النفوذ والتأثير الحزبلاوي… إنتهى عصر الدويلة والميليشيا، و آن أوان الدولة والدستور والسيادة؛ وهذه الحالة السيادية هي النقيض الوجودي لهذا الكارتيل ( مافيا- ميليشيا – عصابة).
التنكر للواقع
إن عقدة السلاح وعقيدة الاستقواء، قد زالت عوارضها وأعراضها وذهبت أسبابها بأصحابها، وذريعة التسلح سقطت وحجج المقاومة بانت أنها مساومة لأجل أمهم ايران على حساب لبنان وليست أبدا” لاجل لبنان ولا لتحرير أرض ولا لأجل فلسطين.
هي حالة مرضية لا يستطيعون فرض وجودهم لا بسلاح العلم ولا العقل ولا الحضارة والتنمية والرقي، بل لا يعوضوا عقدة النقص بغير السلاح يغطون به عيوبهم في عدم قدرتهم على الارتقاء والنشوء بغير ترهيب السلاح… يظنون أنهم لا شيء بدون السلاح؛ ولا يزالون يجهلون أن ضعفهم هو في سلاحهم، وأن لا خلاص لهم بغير سلاح الشرعية؛ لكنهم لا يزالون يرفضون ويكابرون، لأنهم معبئين بالكره للأوطان ومجبولين بالرفض لكل ما هو كيان جامع اسمه وطن، ومؤدلجين طوال أربعة عقود أنهم خارج الطبيعة، وأن علة وجودهم هو سلاح العبثية.
التشييع اذا” هو ليس لاجل التشييع بل تكويع وتركيع وتطويع ومحاولة عنيدة تضرب بعرض الحائط لكل المتغيرات، يتخذونه ممرا” لعودة انبعاثهم ومستقرا” في طريق مطار رفيق الحريري الدولي واجهة لبنان لتشويه وجه لبنان.
إنتهى امرهم؛ قطار لبنان انطلق، يحاولون عرقلة سكة سيره بدل إنقاذ ما تبقى منهم والركوب فيه.. ولا يخدمون بذلك غير إسرائيل التي ترقص فرحا” في يوم شيعتهم وتشيعهم وتشييعهم، تكشفهم وتعتلمهم وتمسحهم scanning وتعد قواىم لهم ولكل ما اتصل بهم ومت لهم بصلة، وتهندس لهم بنك أهداف جديد… وهم يعلمون ويتغافلون.