في الثالث والعشرين من الشهر الجاري، تستعد الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله الإيراني والإرهابي والمذهبي، لمهرجان ومسرحية دفن جثمان أمين عام الحزب، حسن نصر الله. هذه الجنازة، التي دعا إليها الحزب شخصيات سياسية ودينية وإعلامية ورسمية من لبنان وخارجه، هي مناسبة حزينة ليس لرثاء “زعيم”، بل لتذكير اللبنانيين بحجم المأساة الوطنية التي خلفها هذا الرجل، الذي لم يكن في يوم من الأيام إلا عدواً للشعب اللبناني عموماً، وللطائفة الشيعية تحديداً.
إرث نصر الله الإجرامي
إرث نصر الله هو إرث إجرامي بكل المقاييس. ففي تاريخ لبنان الحديث، لم يعرف اللبنانيون مجرماً بحجم نصر الله، ولا قائداً ورّط بيئته وبلده والدول العربية بهذا القدر من الدماء والدموع والتبعية العمياء لملالي إيران. فمنذ توليه الأمانة العامة لحزب الله، قاد لبنان إلى حروب عبثية، اغتال خصومه السياسيين، ودمر اقتصاد الوطن، وحول اللبنانيين إلى رهائن في سجن كبير يُدار من طهران.
حصيلة إرث نصر الله الثقيلة
حصيلة إرث نصر الله ثقيلة، منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري، مروراً بحرب تموز 2006، وغزو بيروت والجبل، وصولاً إلى التدخل السافر في الحرب السورية، والاعتداءات الإرهابية على مصر وغزة والضفة الغربية والبحرين والكويت والسعودية وباقي دول الخليج العربي، ومئات العمليات الإرهابية في العديد من دول العالم. كلها محطات دموية أسقطت آلاف الضحايا وأغرقت لبنان في مستنقع الصراعات الطائفية والإقليمية. أما الولاء الأعمى لإيران، فجاهر به نصر الله علناً، وفاخر بفجور وعهر بتبعيته المطلقة لولاية الفقيه الملالوية، ضارباً عرض الحائط بالسيادة اللبنانية وبهوية لبنان.
قرار دفن نصر الله في بيروت: استفزاز وتكريس للنفوذ الإيراني
قرار دفن نصر الله في بيروت بدلاً من مسقط رأسه في الجنوب ليس فقط استفزازاً صارخاً لمشاعر اللبنانيين، بل هو أيضاً تكريس للنفوذ الإيراني في قلب العاصمة اللبنانية. بيروت، التي كانت يوماً منارة للحرية والثقافة، تُهان اليوم عبر هذا الاستعراض المقيت لجثمان رجل دمّر لبنان، واستنزف طاقاته البشرية والاقتصادية… جدير بالذكر هنا أن معظم عقارات الضاحية الجنوبية لبيروت لسيت ملكاً لحزب الله، بل تم احتلالها ومصادرة أراضيها وتهجير سكانها الأصليين قسراً من قبل حزب الله.
المشاركة في الجنازة: عمل إجرامي وخيانة
إن المشاركة في جنازة نصر الله، تحت أي ذريعة كانت، هي عمل إجرامي بحد ذاته، وخيانة لدماء الأبرياء الذين سقطوا بسبب سياساته السوداوية في لبنان وسوريا وكل دول العالم. إنها تأييد ضمني لمشروع حزب الله الملالوي والإرهابي الذي يحاول تحويل لبنان إلى ساحة صراع دائمة، خدمة لأجندة طهران.
دعوة للمقاطعة والتصدي
لذلك، ندعو كل الوطنيين الشرفاء والسياديين إلى مقاطعة هذه الجنازة الإهانة للبنان وللبنانيين ولكل القيم الإنسانية، بل والتصدي لها أخلاقياً وإعلامياً. فالصمت في مثل هذه المحطات التاريخية خيانة، والمشاركة في هذا المشهد الجنائزي القاتم هي تواطؤ مع الإرهاب والرضوخ له.
نداء إلى الحكام ورؤساء الكنائس والمذاهب والأحزاب
نوجه نداءً صارخاً إلى الحكام في لبنان، وإلى رؤساء الكنائس والمذاهب، وإلى ما يسمى أحزاب وهي عملياً شركات عائلية وتجارية ووكالات للخارج وللجهاديين: لا تشاركوا في هذه الجنازة الإهانية، إنها ليست مناسبة دينية، بل استعراض سياسي قذر لحزب إرهابي إيراني، ومن هنا فإن أي مشاركة ستكون بمثابة غطاء لجرائم حزب الله وتلميع لصورة قاتل والسير في مخططات ملالي إيران الإجرامية والتوسعية والمذهبية.
ختاماً: رحيل نصر الله مناسبة للمحاسبة واستعادة الوطن
ختاماً، يجب أن يكون رحيل حسن نصر الله مناسبة وطنية لمحاسبة النفس، ومراجعة عميقة للمسار الذي فُرض على لبنان بفعل سلاح حزب الله. آن الأوان للبنانيين أن ينتفضوا على هذا الواقع المرير، وأن يستعيدوا وطنهم من براثن الإرهاب الإيراني، وأن يبنوا دولة حرة، سيدة، مستقلة، يكون ولاؤها للبنان فقط، وليس لأي مرشد أو نظام خارج حدود الوطن.
الكاتب ناشط لبناني اغترابي عنوان الكاتب الألكتروني Phoenicia@hotmail.com رابط موقع الكاتب الألكتروني https://eliasbejjaninews.com