رابط فيديو مقابلة بودكست مع الصحافي نبيل بو منصف: حزب الله وظّف ما حصل في الجنوب ويقول للجميع غلطانين إذا بتستضعفوني/مقالة اليوم لأبومنصف: لبنان الهازج: راحت السكرة
رابط فيديو مقابلة من موقع “هنا لبنان” مع الصحافي نبيل بو منصف: حزب الله وظّف ما حصل في الجنوب ويقول للجميع غلطانين إذا بتستضعفوني/مقالة اليوم لأبومنصف: لبنان الهازج: راحت السكرة
الملف الحكومي وتوزيع الحقائب/ماذا كشف نائب رئيس تحرير صحيفة النهار الصحافي نبيل بو منصف؟ وماذا قال عن حقيبة المالية وموقف الثنائي؟ وما هي رسائل الحزب؟
31 كانون الثاني/2025
لبنان “الهازج” : راحت السكرة…! نبيل بو منصف/النهار/31 كانون الثاني/2025
ثلاثة أسابيع فقط منذ انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزف عون وتكليف القاضي الدولي نواف سلام تشكيل أولى حكومات العهد الجديد كانت كافية لسكب المياه الباردة على رؤوس اللبنانيين وإفهامهم أنهم بالغوا كثيرا في الابتهاج بما اعتبر فجرا جديدا في مصيرهم . والحال ان الامر الشديد الصدمة يتصل فعلا بفجر صنعته التطورات والظروف الخارجية الموصولة بأوضاع لبنان ، ولكن متطلبات تسييل الإنجازات السريعة المذهلة في تتابع الانفراجات اللبنانية سرعان ما راحت تشيع الإحباط . ولسنا نجزم في ان تعثر الولادة السريعة الموعودة لحكومة نواف سلام ستعني اخفاق الرجل الذي قام من حوله اجماع على كونه رجل الحقبة والمرحلة الإصلاحية الجذرية الموعودة داخليا وخارجيا . ولكن محاصرته على النحو الحاصل في الأسبوع الأخير بدفق الشروط والفيتوات والتهويلات ، كشف ما يرقى الى مستوى فضيحة من ان معظم القوى الداخلية تفتعل من حيث ارادت وتعمدت ام لم تتعمد ظروفا قسرية لإقحام الدول الراعية للانفراج اللبناني في صلب عملية تشكيل الحكومة نفسها . بطبيعة الحال “نجح” الثنائي الشيعي “أمل” و”حزب الله” في توريط البلاد والرئيس المكلف في افتعال العقدة المذهبية الشيعية بداية عبر تصوير الإبقاء على حقيبة المال للثنائي كأنه عنوان السلم الأهلي ! ترافق ذلك مع تحريك معالم الفتنة في ما سمي مواكب الفتنة التي جال عبرها انصار الثنائي ولا سيما منهم انصار “حزب الله” لليال متعاقبة في احياء مناطق ذات حساسية طائفية وحزبية عالية ضد الحزب.
ربط “حزب الله” والثنائي الخارجين من اضخم كارثة احدثتها الحرب الإسرائيلية على مناطق انتشارهما ونفوذهما وجمهور كل منهما عملية تشكيل الحكومة بمجريات التعثر في تنفيذ اتفاق وقف النار مع إسرائيل الذي يعد اتفاقا مباشرا عمليا بين الثنائي والدولة العبرية وما كان توقيع الدولة اللبنانية عليه الا صوريا وشكليا . كان ذلك اللغم الأول والأخطر الذي نصبه الثنائي الشيعي للعهد الجديد ورئيس الحكومة المكلف فيما لم يتنبه كثيرون الى تزامن اندلاع الموجة الجديدة من التوترات مع إسرائيل في جنوب لبنان مع تصاعد التعقيدات في وجه الرئيس المكلف تشكيل الحكومة في الداخل . افاد الثنائي من تعنت إسرائيل في التمديد لمهلة انسحاب قواتها من الجنوب لتوظيف التداعيات في الداخل اكثر بكثير منها في
الجنوب حيث لم يعد “حزب الله” يملك القدرة ولا الحجة على إشعال حرب جديدة مع إسرائيل وسط تداعيات اعتى كارثة استدرجها لجمهوره وللبنان . ولكن المفارقة الأشد غرائبية من هذا التطور تتمثل في ان الافرقاء الداعمين نظريا ومبدئيا لرئيس الحكومة المكلف سرعان ما راحوا يشكلون الحالة المقابلة المتقاطعة مع اشتراطات وفيتوات الثنائي الشيعي في التعامل مع مخاض تشكيل الحكومة . ومع ان القوى المناهضة لاعادة تثبيت نفوذ الثنائي كما كانت في الحكومات السابقة مع كل ما استدرجه ذاك النفوذ من زعزعة للدولة والنظام والمصير العام تبدو في موقع منطقي كامل لجهة رفض الاستسلام لابتزاز الثنائي ، غير ان انهمار الاشتراطات والدفع المبكر بأحكام مسبقة وسريعة على الرئيس المكلف بعدما كان عنوان الإجماع الساحق لدى داعميه ، بات يشكل حلقة خطرة من حلقات تسخين سياسي قد يتطور إلى الإطاحة بتجربة نواف سلام كلا . ما تشهده عملية التأليف الان يعد تقهقرا وتراجعا سريعا وخاطفا الى ما قبل البدايات تماما كما يحصل في جنوب لبنان من عودة مقلقة لواقع لا يعكس أي وضوح .هل تراها “راحت السكرة ” ، كما يقال بالعامية ؟