رابط فيديو تعليق سياسي للصحافي اسعد بشارة يوجه من خلالها رسالة إلى حزب الله الإرهابي والمجرم والفاشل ويقول لوفيق صفا ولباقي قادة الحزب الواهمين: تضبضبوا ووقفوا جلقان

74

رابط فيديو تعليق سياسي للصحافي اسعد بشارة من “موقع ترانسبيرنسي” يوجه من خلالها رسالة إلى حزب الله الإرهابي والمجرم والفاشل ويقول لوفيق صفا ولباقي قادة الحزب الواهمين: تضبضبوا ووقفوا جلقان
28 كانون الثاني/2025

إلى نواف سلام: المطلوب حكومة تأسيسية لا انتقالية
أسعد بشارة/نداء الوطن/24 كانون الثاني/2025
نواف سلام في اختباره الأهم في مسيرته المميزة نزاهة وعلماً وتاريخاً. فمع اقتراب موعد الاستحقاق الحكومي، تبدو الفرصة سانحة لتشكيل حكومة استثنائية تجمع بين الكفاءة والتوازن الوطني. نواف سلام، القاضي المرموق والدبلوماسي المعروف، يقف أمام تحدٍ كبير، حيث يتوقع أن تكون حكومته بنسبة عالية على صورة رجلين: نواف سلام نفسه، وجوزاف عون، القائد العسكري الذي أثبت نفسه كركيزة أساسية في الاستقرار الأمني.
الجانب الإيجابي في هذه المعادلة هو أن نواف سلام يتمتع بثقة محلية ودولية تؤهله لتشكيل حكومة لا تمس بالثوابت الوطنية، حكومة قادرة على إعادة توجيه البلاد نحو الاستقرار السياسي والمؤسساتي. لكن هذا المسار ليس مفروشاً بالورود، إذ تتصاعد التساؤلات حول قدرة سلام – وليس نيته – على الوفاء بوعوده، وأبرزها توزير شخصية شيعية معارضة قادرة على كسر احتكار الثنائية الشيعية لتمثيل الطائفة.
التحدي الأكبر الذي يواجه نواف سلام يكمن في طبيعة هذه الحكومة. هل ستكون انتقالية أم تأسيسية؟ هنا، التمني أن يتصرف سلام على أساس أنها حكومة تأسيسية، تأخذ على عاتقها مهمة وضع لبنان على سكة الدولة الحقيقية. وهذا يعني، بلا أي مساومة، أن تسعى لسحب سلاح “حزب الله” من كامل الأراضي اللبنانية، وليس فقط من جنوب الليطاني.
في المقابل، سيضطر سلام لمنح وزارة المالية للثنائي الشيعي، لكن المطلوب منه كرئيس للحكومة أن لا يسمح بتثبيت معادلة “التوقيع الرابع”، تلك البدعة التي تخالف الدستور وتهدد النظام الديمقراطي. تطبيق الدستور بحذافيره هو المفتاح لإنجاح أي حكومة جديدة، وأي تنازل في هذا الإطار سيكون بمثابة العودة إلى الوراء. اليوم، لبنان أمام فرصة جدية قد لا تتكرر. الثنائي جوزاف عون ونواف سلام يقفان على أعتاب اختبار تاريخي. الأول قادر على ضمان الاستقرار الأمني، والثاني قادر على وضع الأسس السياسية لدولة حقيقية. ولكن نجاحهما يتطلب شجاعة غير مسبوقة، ووضوحاً في الأهداف، وابتعاداً عن التسويات التي أبقت لبنان رهينة الانقسامات والدويلات.

الآتي باسم الجمهورية
أسعد بشارة/نداء الوطن/10 كانون الثاني/2025
كتبتُ مقالاً عنه في شهر تشرين بأنه سيكون الآتي باسم الدولة. ها هو الرئيس المنتخب يترجم عنوانه من بداية عهده.
إنه الآتي باسم الجمهورية. في مرحلة دقيقة من تاريخ لبنان، وفي ظل أزمات سياسية واقتصادية غير مسبوقة، انتخب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية، في خطوة اعتبرها كثيرون بمثابة بداية لمسار جديد في استعادة الدولة وهيبتها. يأتي انتخابه مستنداً إلى نجاحه البارز وإلى صبره وحكمته، في قيادة المؤسسة العسكرية، معززاً بالثقة الشعبية والسياسية التي اكتسبها بفضل دوره الحاسم في حماية الأمن والاستقرار، وإدارته الحكيمة خلال أصعب المحطات. في خطاب القسم، وضع الرئيس جوزيف عون معالم رؤيته للبنان الجديد. أكد التزامه بإعادة بناء الدولة على أسس السيادة والشفافية والمحاسبة، مشدداً على أن المرحلة المقبلة تتطلب تكاتف الجهود للخروج من القعر الذي أوصلنا إليه تحالف الوصاية والفساد.
خطاب القسم كان صريحاً وواضحاً ومفاجئاً، إذ أعلن أن لا مكان للمصالح الفئوية على حساب المصلحة الوطنية، وأن لبنان لن ينهض إلا عبر احترام الدستور وتطبيق القرارات الدولية، وفي مقدمها القراران 1559 و1701، لضمان استعادة الدولة زمام المبادرة وحصرية السلاح.
إنه قسم على مشروع إنقاذ، وليس خطاباً بشعارات جوفاء.
من قيادة الجيش إلى قيادة الدولة، نجح الرئيس المنتخب، في وعده وعهده لنقل التجربة من اليرزة إلى بعبدا. كانت قيادته نموذجاً في الإصرار على النجاح والعبور في مراحل خطرة، حيث حمى المؤسسة من التدخلات السياسية، وواجه الأزمات الاقتصادية بتأمين الحد الأدنى من متطلبات العسكريين، رغم شح الموارد. هذا النجاح جعله مرشحاً طبيعياً لرئاسة الجمهورية، إذ إن لبنان يحتاج اليوم إلى قيادة تمتلك الخبرة في إدارة الأزمات، وجرأة اتخاذ القرارات الحاسمة. عون يدرك أن ما أنجزه في الجيش لا بد أن يستثمر في إعادة هيكلة مؤسسات الدولة وإحياء ثقة اللبنانيين في نظامهم السياسي.
أمام الرئيس جوزيف عون تحديات كبرى تتطلب نهجاً حازماً وإرادة صلبة. أولى المهام هي استعادة ثقة المجتمع الدولي عبر إطلاق إصلاحات حقيقية في المؤسسات المالية والإدارية، ومحاربة الفساد الذي استنزف مقدرات البلاد.
كما تقع على عاتقه مسؤولية توحيد الصف الوطني وتحصين الدولة من التدخلات الخارجية، عبر التأكيد على سياسة النأي بالنفس وتعزيز استقلالية القرار اللبناني. أما على المستوى الإقليمي، فيشكل تطبيق القرارات الدولية خطوة أساسية لإنهاء حالة الانقسام، وإعادة لبنان إلى موقعه الطبيعي كدولة ذات سيادة كاملة. انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية يعكس إرادة واضحة بإنهاء حقبة تحالف الوصاية والفساد، التي دفعت لبنان إلى الانهيار. يمثل “الآتي باسم الجمهورية”، بارقة أمل للبنانيين في إعادة بناء وطنهم على أسس العدالة والكرامة.
إن الطريق شاق وطويل، لكن العزيمة التي أظهرها الرئيس عون في قيادته للجيش تشكل ضمانة بأنه عازم على تحقيق حلم اللبنانيين بجمهورية حديثة، متصالحة مع نفسها ومع العالم. جوزيف عون بات عنواناً لطي مرحلة سوداء، والبدء بما يتوقع منه أن يفعل.
الاختبار صعب، لكن المهمة تستأهل، والرهان كبير.