ارتكب حزب الله الإرهابي يوم أمس الأحد 26 كانون الثاني مجزرة بحق أهله وبيئته في الجنوب اللبناني.
أدت مسرحيته الدموية إلى مقتل 22 مواطناً وإصابة أكثر من 140 بجروح، بالإضافة إلى اعتقال عدد لم يتم تحديده بعد. إن وتصرفه الإجرامي هذا يندرج ضمن خياراته العنفية الرعناء التي تستهتر بحياة وأمن وكرامات وأملاك ودائما غب أوامر حكام إيران. وكما هو معتاد، فإن المجزرة جاءت في سياق محاولاته المرّضية واليائسة لإنكار الهزيمة الواضحة التي تلقاها في حربه العبثية ضد إسرائيل، والتي كان أعلنها دعمأ لحماس في غزة.
الحزب الله اليوم مهزوم ومفكك تماماً، كما هو حال حلفائه في غزة إضافة إلى سقوط نظام الأسد الديكتاتوري.
التكليف الشرعي واستغلال الجنوبيين المهجرين
بتكليف شرعي مذهبي، نظم الحزب وخطط للمسيرات التي جرت أمس، مستغلاً أبناء الجنوب الذين تسبب بتهجيرهم من قراهم وبلداتهم وبتدميرها. حرضهم بوقاحة على افتعال مواجهات في المناطق الحدودية التي لم تنسحب منها إسرائيل بعد، نتيجة عدم تنفيذ الجيش اللبناني لاتفاقية الهدنة الموقعة قبل 60 يوماً. ورغم تمديد الهدنة حتى 18 الشهر الجاري إسرائيلياً وأميركياً، اختار بغباء التصعيد الدموي لضمان استمرار الفوضى وفرض شروطه على الحكم في لبنان، خصوصاً في ظل تشكيل الحكومة الجديدة.
بيان حزب الله: محاولة لتبرير الجريمة
في سياق التبرير لجريمته، أصدر بياناً تضليلياً مجّد فيه ما سماه “مقاومة الشعب المجيدة في الجنوب”، معتبراً أن مواجهة ما سماه “الأهالي” مع الجيش الإسرائيلي المتبقي في خمسة مواقع، تثبت أن ثلاثية “الجيش، الشعب، والمقاومة” هي الضمانة الوحيدة للبنان. هذا البيان يفضح بشكل جلي مخططه، الذي يستخدم شعارات براقة ومذهبية لتبرير التضحيات بدماء أبناء بيئته، الذين دفعهم إلى المسيرات تحت ذريعة “التكليف الشرعي”، مما تسبب في مقتلهم خدمةً لمشروع إيران التوسعي في المنطقة.
أهداف حزب الله من مسرحية الجنوب الدموية
*استمرار الاحتلال الإسرائيلي في الجنوب
يسعى الحزب لإيجاد ذرائع تحول دون انسحاب إسرائيل الكامل، لضمان بقاء سلاحه بحجة المقاومة، رغم أن اتفاقية وقف إطلاق النار والقرارات الدولية تفرض تسليم هذا السلاح للجيش اللبناني.
*فرض شروط سياسية داخلية
يستغل الحزب الدماء والدمار كورقة ضغط على نواف سلام، المكلف بتشكيل الحكومة الأولى في عهد الرئيس جوزيف عون، وهو يحاول فرض شروط تشمل إدراج ثلاثية “الجيش، الشعب، والمقاومة” في البيان الوزاري، حصوله على وزارة المالية، ووضع فيتوات على أسماء الوزراء، وخصوصاً وزراء الدفاع والداخلية والخارجية.
*فرض إعادة الإعمار بظل وجوده العسكري
يحاول فرض أمر واقع على الدول العربية والغربية الراغبة في تمويل إعادة إعمار الجنوب والمناطق التي دُمرت بفعل حروبه كونه يدرك أن أي جهود لإعادة الإعمار لن تبدأ إلا بعد إنهاء وجوده العسكري ونزع سلاحه، لذلك يعمل على تصعيد الأزمات لتأخير هذه المرحلة وفرض وجوده كأمر واقع.
*خدمة المشروع الإيراني في المنطقة
يأتي التصعيد الدموي في إطار استراتيجية إيران الرامية لإعادة بسط نفوذها بعد سلسلة الهزائم التي لحقت بها في لبنان، سوريا، وغزة. إيران، التي فقدت ذراعها العسكري السوري بسقوط نظام الأسد وطُردت من معظم المواقع الاستراتيجية، تحاول إثارة الفوضى في جنين بالضفة الغربية، الساحل السوري، ولبنان، متوهمةً أن بإمكانها تغيير الموازين لصالحها.
*إيران وحزب الله يرفضان التسليم بالهزيمة
يرفض حزب الله، ومن خلفه إيران، الاعتراف بالهزائم المتلاحقة التي لحقت بمشروعهما في لبنان والمنطقة. هذه المكابرة تأتي على حساب دماء الأبرياء وخراب الجنوب اللبناني واستمرار تعطيل الدولة اللبنانية، علماً أنه تسبب بحربه العبثية في تهجير معظم أبناء بيئته الشيعية، وتدمير مناطقهم، بالإضافة إلى سقوط آلاف القتلى والجرحى والمعاقين.
إن محاولة حزب الله استغلال بيانه الأخير لتجميل صورته الملطخة بالدماء هي خطوة مكشوفة، تهدف إلى تضليل الرأي العام، الالتفاف على فشله السياسي والعسكري، وفرض شروطه على القاضي نواف سلام في تشكيل الحكومة، إلى جانب تعطيل اندفاعة عهد الرئيس جوزيف عون.
من المؤد أن هذا الحزب الإيراني والإرهابي يضحي بلبنان وبأبناء بيئته الشيعية من أجل مشروع إيران التوسعي، وهو يراهن على استمرار الحرب لإبقاء لبنان رهينةً لمخططاته التخريبية.
ويبقى أن الجنوب اللبناني يستحق السلام وانهاء الحروب العبثية، ولبنان بأسره يستحق الحرية من الاحتلال الإيراني الذي يستنزف موارده ويقتل أحلام شعبه.
**الكاتب ناشط لبناني اغترابي عنوان الكاتب الألكتروني Phoenicia@hotmail.com رابط موقع الكاتب الألكتروني https://eliasbejjaninews.com