Hezbollah and Political Changes Colonel Charbel Barakat/January 15/2025
حزب الله والمتغييرات السياسية الكولونيل شربل بركات/15 كانون الثاني/2025
حزب الله الذي ورث الاحتلال السوري وهيمنته على لبنان، ومن ثم خبِر مفاعيل السلطة والسلاح من ضمن تسلّمه تنظيم السيطرة الإيرانية على المنطقة بكاملها، واستعمال كافة الوسائل المتاحة لتأمين ذلك؛ من مال وسلاح واطلاق يد بدون حسيب أو رقيب. ومن ثم استغل كافة أنواع المخالفات للقوانين الداخلية والدولية، وعلى رأسها التهريب وتوزيع المخدرات وتبييض الأموال، وعدم الأخذ بعين الاعتبار أية مفاهيم تتعلق بسيادة الدول وحسن الجوار والأخوة أو الصداقة، وتأثيرها على العلاقات بين هذه الدول. لا بل وصل به الغي لتعيين الحكومات والموظفين كما يريد، واغتيال المعارضين لسياساته بدون خوف من عقاب، وتخوين من لم يماشيه أو يخضع لسلطته، إذا لم يستطع شراءه بالمال الحرام الذي تاجر به وأغدقه عليه نظام الملالي. حزب الله هذا وصل إلى حالة من الانتفاخ الغير طبيعي والغرور الذي يعمي العيون، فاعتقد بأنه، وعلى مثال ذلك الضفضع التي أراد التشبه بالثور، كما يصوره لافونتين، فشرب الماء ليضاهيه حجما حتى انفجر، ها هو يوم توهّم بأنه قادر على تحدي اسرائيل “ورميها بالبحر”، يفقد زعماءه ومقاتليه ويخسر صواريخه التي طالما اعتدّ بها، ويدمّر كل ما بناه الشيعة بالجهد والعمل طيلة ماضيهم الطويل في هذا البلد، بدون أن يرمش له جفن، معتقدا بقدرته على كم الأفواه أو رشوتها.
حزب الله اليوم يقف مشدوها أمام المتغييرات ولا يدري كيف يواجهها. فهو استجدى وقف اطلاق النار، وتعهّد بتنفيذ القرارات الدولية في المقابل، ولكنه اعتقد، وتحت وهل الضربة، بأنه قادر كما في 2006 على اللعب والتملص من بنود الاتفاقات بعد أن يلتقط أنفاسه، وبأن العالم سيركض لاعمار ما هدّم والتعويض على جماعته ككل مرة، للتقليل من ردات الفعل العنيفة والتخفيف من معاناة الناس. ولكن هذه المرة لم تجري الرياح كما تشتهي السفن، لا بل وبين ليلة وضحاها تغيّر الوضع في سوريا أيضا، فسقط حليفه الأسد ونظامه، وانقطع طريق الامداد، وتهجّر قادة المليشيات التابعة للملالي، ولم يعد باستطاعته لا اعادة التجهيز بالأسلحة والمتفجرات أو الصواريخ والمسيرات، ولا الحصول على التمويل الذي كانت تتكفل به ماكينة الحرس الثوري. وليس هذا فحسب بل فقد قضت اسرائيل مع ترسانته المسلحة على شبكة تمويله، ومخازن القرض الحسن ومستودعاته التي كان ابتدعها لتحل محل البنوك المكسورة، والتي كانت سياساته المالية ومنعه أجهزة الدولة من دفع المستحقات أفلستها، ليسقط النظام المالي الذي فاخر به لبنان منذ نشأته، فطارت الودائع وذاب الذهب وأحترقت الدولارات المكدسة. فمن أين سيأتي العون ومن سيدفع المستحقات ويعيد تعبئة الشارع وتهديد المتجرئين على الاعتراض؟
حزب الله الذي كان يمنع انتخاب الرؤساء فمدد للحود وعطّل حكومة السنيورة، ثم قام بعملية السابع من أيار قبل أن يسمح بانتخاب سليمان، ومن ثم يعود ليمودر تأليف وزارة تمام سلام ويمنع انتخاب خلف لسليمان مدة سنتين ليأتي بحليفه عون ويقبض أكثر فأكثر على مفاصل البلد، وبعد نهاية رئاسة عون الغير مشرفة، يمنع انتخاب رئيس جديد مدة أكثر من سنتين بينما يسلّم البلاد لحكومة ميقاتي التي عيّنها بدون رأي أحد، ويفرض حربا على لبنان لا ناقة له فيها ولا جمل، معتقدا بأنه سيطر بشكل كامل على البلد وأصبح يسمي الرؤساء وينقي النواب ويعلن الحرب ويفاوض على السلم كما يحلو له. ولكنه اليوم يحصد ما زرع، فلا سلاح يمكنه الاعتماد عليه لترويض الأعداء، ولا أموال تمكنه من اعادة شراء المصفقين والفاسدين، ولم يعد البلد سائبا متروكا بدون مساندة. فها هي اسرائيل تفرض عليه عدم الحراك، وهي لا تزال تراقب تصرفاته وتصرفات الحكومة التي تعهدت بجمع السلاح واحتكاره من قبل الدولة، فلا مليشيات بعد اليوم. وها هي الولايات المتحدة وغيرها من الدول أصدقاء لبنان تشرف مباشرة على حسن تنفيذ الاتفاقات، وها هو الرئيس الجديد والحكومة القادمة التي ستشكل قريبا يتحملون مسؤولياتهم تجاه المواطنين من جهة والقرارات الدولية من جهة أخرى، وإلا فلا قيامة للبنان المدمر برعونة الحزب الإيراني وقصر نظره.
ماذا سيقول الحزب للذين قتل أولادهم ودمّر منازلهم وشردهم، أولاد البقاع وسكان الضاحية، ماذا سيقول لأبناء المناطق الحدودية، التي ورثها عامرة فدمّرها في المرة الأولى وأعاد العرب بناءها، ولكنه فخخها مجددا وزرع تحت منازلها خنادق ومستودعات ملأها بالمتفجرات والصواريخ والعتاد العسكري، لتصبح أهدافا للتدمير ومواقع للهدم فلا يسكنها أحد بعد اليوم، وهو جنى على أهلها وسرق منهم حق الملكية فلم يعودوا اصحابها بعد أن قبلوا بتسليمها له والسكن فوق ترسانته وتغطية أعماله العدوانية والتي لا يقبل بها أي قانون.
حزب الله هذا الذي أتحفنا “بقواعد الاشتباك” لسنوات خلت لم يفهم مطلقا بأن القاعدة الأساسية التي تحدد حقوق “المهزوم” هي بأن يفقد حقه باعادة استعماله للمنشآت العسكرية، وهو اعتبر كل القرى الجنوبية، خاصة في المناطق الحدودية، منشآت عسكرية، ولذا فإن عدوه يقوم اليوم بتدميرها بشكل ممنهج وكامل، ولا أحد يعلم إن كان سيسمح باعادة استعمالها وبأي شكل؟ فهل إن هذا الحزب لم يغفر لأبناء المنطقة الحدودية مقاومتهم له طيلة عشرين سنة ومنعه من دخول قراهم، ومن هنا حقده عليهم واستعمال بيوتهم متاريس لكي تدمر؟ وهل إن هذا الحزب الذي لم يعرف أن يُنسي أبناء المنطقة الحدودية أيام السلام التي عاشوها بوجود جارهم الاسرائيلي فقرر أن يمحو كل ذكرى جيدة لتلك الأيام ودفع بالجار الاسرائيلي نفسه ليهدم ما بنوه بالجهد وما كانوا ورثوه من الجدود؟
حزب الله لا يزال يعتقد بأنه يستطيع استعمال غرف العمليات الخاصة بالاغتيالات وبث الفوضى، فهو بالأمس دفع أحد عناصره لقتل صاحب معرض للسيارات في ضبيه وسرقة سيارة بكل أعصاب باردة، ولكنه لم يعلم بأن الدولة اليوم غير دولة الأمس وها هو القاتل – السارق يقبض عليه، وعلى الأجهزة الأمنية ملاحقة من دفعه لهذا العمل، وتفكيك كل الوحدات الاستخباراتية وغرف العمليات الخاصة بالحزب وحل القوى التابعة له، لأنها ستعمل على تدمير السلم والعودة إلى خلق الفوضى ولا حاجة لها، فقد سقطت مقولة “المقاومة” وهي لم تفعل سوى التدمير ولم يعد لهذه الأجهزة من عمل سوى التخريب، فليصدر قرار حلها ولملمة اسلحتها وتسريح عناصرها، لكي يتدبروا أمورهم بسرعة ويتعلّموا نوعا من الأعمال البناءة بدل التسكع في الشوارع والكسدرة على الموتوسيكلات بانتظار أوامر قيادات أثبتت قصر نظرها وعدم قدرتها إلا على التعبئة الفارغة والتخريب الممنهج.
حزب الله يجب حله ومنع تواجده على الأراضي اللبنانية ومحاكمة مسؤوليه عن كل الدمار الذي لحق بالناس وبالمؤسسات، فهو لم يكن مرة حزبا لبنانيا؛ لا في العقيدة ولا في الممارسة ولا في الهدف، وهو يناقض العيش المشترك ويدعو إلى التنافر والتقاتل بين المجموعات الحضارية التي تشكل البلد، وهو يدين نفسه حين يقول بأنه عميل لنظام ولاية الفقيه الإيراني، يلتزم بأوامر الحرس الثوري وينفذ سياسات دولة غريبة تسعى للسيطرة على جيرانها وتعادي دول صديقة في المنطقة. حزب الله هذا لايمثل اللبنانيين وهو فرض نفسه على الطائفة الشيعية ومنعها من التعاون مع بقية مركبات الوطن، وحرّض الكثيرين على العنف ومد اليد وسهولة التخريب في المبادئ والقيم الاخلاقية وفي التعاطي مع الآخرين.
الحكومة الجديدة سترى النور لأول مرة بدون فرضها على اللبنانيين من قبل حزب الله، وسيشارك الشيعة اللبنانيين الأحرار فيها قلبا وقالبا، ولن ينتظر أحد رأي العبوس محمد رعد ولا حتى أذنابه ممن ادعى زورا تمثيل الطائفة الكريمة. وبعد سقوط التمويل سنرى من سيصفق لهؤلاء وكيف ستحميهم الدولة والقوانين من ايادي الشعب الغاضب والذي سيمزقهم إربا إن استطاع.
حزب الله انتهى فليفرح اللبنانيون، فقد أزيح عبئا ثقيلا عن كاهلهم. ولينهض الشيعة الأحرار الكثر الذين لا يقبلون بالذل ولا بالاهانة والتي فرضها عليهم هذا الحزب وأسياده. وليتكاتف الكل للقيام ببناء المستقبل الزاهر الذي لا يشبه أبدا مرحلة الحقد الأعمى والسواد القاتم اللذين سادا بظل سيوفهم، والنقمة والخوف اللذين عما بين أطياف اللبنانيين طيلة نصف قرن، تعاون خلاله نظام الأسد ونظام الملالي لخطف حرية لبنان وبياض ثلوجه ففرضوا عليه ظلمهم وظلامهم ورؤيتهم القصيرة الحاقدة…
Hezbollah and Political Changes Colonel Charbel Barakat/January 15/2025 (Freely translated from Arabic by Elias Bejjani, editor and publisher of the LCCC website) Introduction Colonel Charbel Barakat, a retired Lebanese Army officer, historian, terrorism expert, and author of numerous works on Lebanon, the Iranian regime’s schemes, and jihadist movements, has testified multiple times before the U.S. Congress on critical issues, including Iranian and Syrian terrorism, the Syrian occupation of Lebanon, jihadist threats, and the pursuit of Middle East peace. In his below analysis of today Barakat focuses on the terrorist-Jihadist, Iranian armed proxy, Hezbollah and the political changes in Lebbanon
Hezbollah and Political Changes Colonel Charbel Barakat/January 15/2025
Hezbollah inherited the Syrian occupation and its hegemony over Lebanon, solidifying its grip through power and weapons while serving as an instrument of Iranian control over the region. To secure this dominance, it employed all available means, including money, weapons, and unchecked violence. Exploiting both domestic and international laws, it engaged in smuggling, drug trafficking, and money laundering, disregarding the sovereignty of states, principles of good neighborliness, and the foundations of brotherhood or friendship. Hezbollah has even gone so far as to appoint governments and public officials at will, assassinate opponents without fear of accountability, and betray those who refuse to submit—unless they could be bought with the illicit funds provided by the Iranian mullah regime.
This organization has swelled with arrogance, blind to its own overreach, reminiscent of La Fontaine’s fable of the frog that sought to inflate itself to match the size of a bull, only to burst from its own ambition. Hezbollah now imagines it can challenge Israel and “throw it into the sea,” yet it finds itself losing leaders, fighters, and its long-treasured missile arsenal. It is dismantling everything the Shiite community built through hard work over generations, showing no regard for the destruction and suffering it has caused. Still, Hezbollah believes it can silence dissent and manipulate public opinion through intimidation or bribery.
Today, Hezbollah is overwhelmed by political shifts and unable to adapt. Desperate, it begs for a ceasefire, pledging to implement international resolutions, but it clings to the illusion that, as in 2006, it can delay and manipulate agreements once the immediate threat passes. However, this time the winds have changed. Syria’s situation has shifted dramatically—its ally Assad’s regime has collapsed, supply lines have been severed, and the Iranian militias have been scattered. Hezbollah can no longer restock its weapons, explosives, or drones, nor secure funding from the Revolutionary Guards. Meanwhile, Israel has targeted its financial network, including Al-Qard Al-Hassan and other illicit financial hubs, which Hezbollah had crafted to replace Lebanon’s collapsed banking system. With state institutions paralyzed, depositors robbed, and financial reserves depleted, Hezbollah faces a dire crisis. There are no more resources to pay off cronies, mobilize the masses, or intimidate opponents.
Hezbollah, once capable of paralyzing Lebanon’s institutions, blocking presidential elections, and orchestrating violent takeovers like the May 7 events, is now reaping the consequences of its overreach. It delayed the presidential election for two years to install its ally Michel Aoun and further tighten its grip on Lebanon’s institutions. Now, with Aoun’s presidency ending in disgrace, Hezbollah has again paralyzed the political process, blocking the election of a successor while handing the country to a caretaker government led by Najib Mikati—handpicked by Hezbollah without national consensus. Believing it fully controlled Lebanon, Hezbollah declared wars and dictated terms of peace, but it now faces the collapse of its control. Its weapons are ineffective, its bribery funds have dried up, and Israel continues to hold it in check while international actors closely monitor Lebanon’s compliance with disarmament agreements.
A new government is forming, tasked with restoring national sovereignty and implementing international resolutions. If it fails, Lebanon will remain a hostage of the recklessness and myopia of the Iranian proxy. What will Hezbollah tell the families it has orphaned, the homes it has destroyed, and the people it has displaced? What excuse will it offer to the residents of the Bekaa Valley and Beirut’s southern suburbs whose neighborhoods it has transformed into weapons depots and missile launch pads, exposing them to destruction? How will it justify betraying the border communities it once promised to protect, only to turn them into human shields and targets?
For years, Hezbollah dictated the so-called “rules of engagement” with Israel, but it never grasped a fundamental truth: a defeated force forfeits the right to maintain military installations. Hezbollah turned entire southern villages into fortresses, and Israel is now systematically dismantling these positions. It remains unclear if these areas will ever be restored or how they will be secured in the future. Hezbollah’s hatred for the border communities, who resisted its presence for two decades, drives its continued efforts to erase any positive memories of past stability and cooperation with their Israeli neighbors. Instead, it turned their homes into bunkers, inviting further destruction.
Still intoxicated with power, Hezbollah persists in using assassination and chaos to enforce its will. Just recently, one of its operatives murdered a car showroom owner in Dbayeh, coldly stealing a vehicle. However, the security forces of today are not those of yesterday—the killer has been arrested, and justice must extend further to dismantle Hezbollah’s assassination cells, intelligence units, and paramilitary networks, which have no purpose but sabotage. The so-called “resistance” has brought nothing but destruction. These structures must be disbanded, their weapons confiscated, and their members demobilized. It is time they learned productive trades instead of terrorizing the streets on motorcycles, awaiting orders from failed, short-sighted commanders.
Hezbollah must be dissolved, its presence banned from Lebanese territory, and its leaders prosecuted for the devastation they have caused to Lebanon’s people and institutions. It has never been a Lebanese party—neither in ideology, actions, nor objectives. It stands against coexistence, promoting discord among Lebanon’s diverse communities while openly admitting allegiance to the Iranian regime and its Revolutionary Guards, pursuing foreign agendas that contradict Lebanon’s national interests.
The upcoming government will be the first in decades not imposed by Hezbollah. Free Lebanese Shiites, long silenced by threats and coercion, will participate in shaping the nation’s future. No longer will anyone care for the scowls of Muhammad Raad or the theatrics of his henchmen, who falsely claimed to represent Lebanon’s honorable Shiite community. Without Iranian funding, the cheerleaders will vanish, and the people will finally hold the corrupt accountable.
Hezbollah’s reign is ending. Let the Lebanese celebrate the lifting of this oppressive burden. Let the many free Shiites who reject the humiliation imposed upon them by this foreign-backed militia rise. Together, the Lebanese can build a prosperous, free future, one that bears no resemblance to the era of hatred and fear imposed by Hezbollah and its Iranian and Syrian masters, who hijacked Lebanon’s freedom and drowned it in darkness for far too long.