الوضع الراهن ومصير حزب السلاح الكولونيل شربل بركات/09 كانون الثاني/2025
تمادي حزب إيران المسلح بالسيطرة على الدولة اللبنانية منذ اتفاق الطائف، الذي كان فرض تسليم كافة المليشيات لأسلحتها كمقدمة لحلها واحتواء مختلف التوجهات السياسية ضمن خطة التعافي من الحرب، كان مخطط سوري إيراني مشترك يهدف للسيطرة على الشرق الأوسط تحت غطاء محاربة اسرائيل ومساندة “القضية الفلسطينية”. وقد كان الرئيس الأسد الأب رفض في 1992 الاتفاق مع الاسرائيليين خلال محادثات السلام في مدريد بالرغم من استعداد رئيس الوزراء الاسرائيلي رابين يومها للانسحاب من الجولان حتى حدود 1948. ومن ثم بعد تسريب معلومات حول محادثات أوسلو بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وبقصد افشالها، طلب الأسد من “حزب السلاح” فتح معركة مع الاسرائيليين في تموز 1993 حيث ردت اسرائيل بعملية مضادة سميت “تصفية الحساب”. ولكن بعد أول انتخابات جرت في الأراضي الفلسطينية، شارك فيها ثلاثة ملايين وثلاث مئة ألف فلسطيني ظهر خلالها بأن “سلام” عرفات والاسرائيليين بدأ يعمل، طلب الأسد من الحزب مرة أخرى تحويل الأنظار عما يجري في الأراضي الفلسطينية في نيسان 1996، فأطلق قذائفه وصواريخه على البلدات الاسرائيلية ما دفع اسرائيل للقيام بعملية “عناقيد الغضب” التي انتهت بمقتل مدنيين لبنانيين في مركز للقوات الدولية في بلدة قانا الجنوبية كان الحزب على ما يبدو حضّر له واستعمله لانهاء الحرب لصالحه. لذا، ومنعا لاستغلال سوريا الدائم للوجود الاسرائيلي في جنوب لبنان وخلق المزيد من الحوادث، أعلن أيهود باراك رئيس وزراء اسرائيل المنتخب في حزيران 1999 الانسحاب من طرف واحد قبل حزيران 2000 بالرغم من امتناع حكومة لبنان تحت الضغط السوري عن تنسيق هذا الانسحاب، تاركا حزب الله يسيطر على الجنوب حتى الحدود الدولية.
هذه الأحداث المتتالية جعلت الحزب المسلح يكسب على الصعيد المعنوي ويفرض نفسه على الحكم في لبنان، بينما استغل هذه “الانتصارات” ليجمّل صورته الاعلامية على صعيد دول المحيط ويصبح بين ليلة وضحاها “بطل قومي” عند الجماهير التي تحلم “باستعادة فلسطين”، وبالتالي فقد أجهض كل النجاحات التي تمت بين السلطة الفلسطينية والاسرائيليين حول المسار السلمي.
بعد انسحاب الاسرائيليين الجدي من جنوب لبنان وقبول حكومته بالخط الأزرق الذي رسمته الأمم المتحدة بحسب الخرائط الدولية، وتعهّد الإيرانيين المحافظة على الحدود ومنع أية عمليات عبرها، وبالرغم من حملة التهديد التي أدت إلى تهجير الجنوبيين، الذين كانوا أعادوا احترام شروط الهدنة بغياب الدولة منذ 1976 وأمنوا الحدود اللبنانية – الاسرائيلية طيلة ربع قرن ليصبحوا لاجئين في دولة اسرائيل، قام حزب الله هذا بمنع أي تعدي على اسرائيل عبر الحدود وملاحقة التنظيمات الفلسطينية التي تنوي العبث بالأمن. وهكذا حلّ محل الدولة نوعا ما، ولكنه لاحق أبناء الجنوب بواسطة ارهاب الدولة وقرارات المحكمة العسكرية، ومنعهم من العودة إلى بيوتهم وقراهم تحت تهمة “العمالة”، ليفرض سلطته على جنوب لبنان بدون منازع بتخوين كل معارض له، ومن ثم على لبنان كله كونه اعترف بسلطته على الجنوب ودوره كمحرر.
وبعد أن تمكن الحزب من فرض نفسه على الساحة اللبنانية صدر عن مجلس الأمن الدولي سنة 2004 القرار 1559 الذي يطالب بتسليم كافة المليشيات المتواجدة على الاراضي اللبنانية أسلحتها للدولة كما كان نص عليه أيضا اتفاق الطائف اضافة إلى انسحاب السوريين من لبنان، ولكن الراعي الإيراني الذي لم يعجبه أن يرفع يده عن لبنان، خاصة بعد أن تمكن من تدريب وأدلجة وتسليح الحزب بشكل كبير أتاح له استعماله في كافة دول الشرق الأوسط، بسبب الانتشار اللبناني المكثف والمقبول في أغلب دول المنطقة وقدرة هؤلاء اللبنانيين على التأثير داخل المجتمعات العربية، قام بعملية اختطاف عسكريين من داخل
الأراضي الاسرائيلية ما أدى إلى اعلان ما سمي “بحرب تموز” التي دامت حوالي الشهر وأدت إلى خسائر كبيرة بالأرواح والعمران، وانتهت بقرار جديد من مجلس الأمن الدولي حمل الرقم 1701 وتضمن تنفيذ القرارات السابقة خاصة 1559 و1680 حيث يشمل الأول تجريد الحزب من السلاح بينما يمنع الثاني اعادة تجهيزه عبر الحدود مع سوريا.
ومرة جديدة تحايل الإيرانيون وجماعتهم على الحكومة اللبنانية والمجتمع الدولي، فبقي السلاح واستؤنف التذود به لا بل تم تشريعه من ضمن مقولة الحق بالمقاومة وشعار “جيش – شعب – مقاومة” الذي فرض في البيانات الوزارية، خاصة بعد عملية القمصان السود التي تمت خلالها السيطرة على الأرض تحت نظر الجيش، والذي انتخب بعدها قائده رئيسا للبلاد، ربما بسبب موقفه المائع خلال العملية.
لم يكن أمام المجتمع الدولي خيار سوى الانسحاب شيئا فشيئا من الشأن اللبناني وترك الأمور تتفاقم والحزب يكمل سيطرته على الدولة ومؤسساتها، وقد زادت عزلة لبنان يوم بدأ الحزب بالتدخل في شؤون الدول العربية؛ من العراق إلى الكويت فالبحرين، التي اضطرت فيها دول الخليج لاستعمال القوة والاستعانة “بدرع الصحراء” في عملية فرض الأمن في البلد، ومن ثم في منطقة القطيف السعودية، وصولا إلى اليمن الذي انتهى بتقسيمه والسيطرة على جزء كبير منه جعل المملكة العربية السعودية تنشئ تحالفا عسكريا لمساندة الشرعية فيه ضد التقسيميين من جماعة إيران المسماة “الحوثيين”، حيث ظهر تدخل حزب الله في كل هذه الأماكن كذراع إيران الأفضل من حيث تنفيذ الأوامر وتدريب العناصر ما انعكس على لبنان زيادة في العزلة ووقف الاستثمارات والتعاون.
خلال كل هذه المدة كان الإيرانيون يدركون بأن ما يقومون به سيؤدي بدون شك إلى قيام اسرائيل بالدفاع عن نفسها عاجلا أم آجلا، ومن هنا تصميمهم على جعل قرى الجنوب اللبناني خط قتال محصّن، دون الأخذ بعين الاعتبار مصالح السكان فيه أو ممتلكاتهم. وكان الحزب يكم الأفواه ويشتري الضمائر بدون أي حساب لنتائج زج المواطنين المساكين في دائرة العنف بلا سبب سوى تنفيذ الأوامر الإيرانية. ومن ثم قام هؤلاء بتزويد الحزب بكمية كبيرة من الصواريخ بقصد التهويل على اسرائيل ومنعها من مجرد التفكير بمهاجمة جنوب لبنان، لأن النتيجة ستكون التدمير المتبادل عبر الحدود، وباعتقادهم أن اللبنانيين الذين لا رأي لهم سيتحملون النتائج بعكس الاسرائيليين، الذين لن يرحموا حكومتهم في حال قررت فتح جبهة مكلفة بالنسبة للمدنيين.
في هذه الأثناء كانت الاتفاقات “الابراهيمية” بين دول عربية واسرائيل تسير على قدم وساق وقد انتهت إلى تصريح علني لولي العهد السعودي بأن اسرائيل لم تعد عدوا لا بل قد تصبح شريكا محتملا، ما أطاح بكامل النظرية الإيرانية التي تدّعي العمل على انهاء وجود اسرائيل وطرد اليهود منها، وهي ما كان يحضّر له على ما يبدو حلف ما يسمى “بالممانعة”. من هنا قامت حركة حماس التي تعتبر إحدى مجموعات الممانعة بالهجوم المركز والسريع عبر الحدود على مناطق سكنية في النقب الإسرائيلي نتج عنه مقتل حوالي الف مواطن اسرائيلي واختطاف ما يزيد عن الثلاث مئة بينهم بعض الزوار من جنسيات مختلفة.
لم تكن هذه الضربة بسيطة يمكن أن يتحملها الحكم في اسرائيل، لا بل اعتبرت قضية وجود لا يمكن التغاضي عنها، ما جر لاستدعاء مئة الف من جنود الاحتياط والتحضر لاعادة احتلال غزة واستعادة الرهائن. ولكن حلف الممانعة لم يستوعب الموضوع بل اعتبر بأنه نجح في احراج اسرائيل ودول الاتفاق الابراهيمي، وقد تولت الماكينة الاعلامية لهذا الحلف تهييج الجماهير العربية ودفعها لطلب حماية حركة حماس ومنع ردة الفعل الاسرائيلية عليها.
من جهة أخرى بدأت قوى الممانعة في لبنان وسوريا والعراق واليمن وبالطبع في طهران، بالتهجم والتهديد والوعيد بأنها جاهزة للقضاء على اسرائيل والقاء اليهود بالبحر. ومن ثم أعلن حزب الله في اليوم الثاني لعملية ما سمي “بطوفان الأقصى”، وعلى لسان أمينه العام السيد حسن نصر الله، بأنه فتح “حرب المشاغلة” من لبنان على اسرائيل، وتبعته ميليشيات الحوثيين من اليمن لتعلن بأنها ستغلق خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر وبحر العرب، ومليشيات الحشد الشعبي من العراق التي أعلنت بأنها ستشترك في الحرب على اسرائيل والقواعد الأميركية في المنطقة بصواريخها ومسيراتها، لا بل فقد بدأت إيران أيضا التحضير للرد على العمليات الاسرائيلية ضد قيادات في الحرس الثوري كانت استهدفت في سوريا.
الوضع العام وخلال سنة تقريبا كان يشير بأن قوى الممانعة جادة بقراراتها، وبأنها تعطّل تفوّق اسرائيل المعهود في ساحات القتال. وقد كرر السيد حسن من لبنان مقولته الشهيرة بأن اسرائيل أوهن من بيت العنكبوت، وبأن صواريخ “المقاومة” ستنال من مدنها وقراها ومنشآتها الاقتصادية وستجبرها على قبول شروط الاستسلام، هذا على صعيد المعركة العسكرية، انما على صعيد المعركة السياسية فقد كسبت المقاومة الرهان أيضا بأن حرّكت كل القوى العربية والدولية ضد اسرائيل في موضوع غزة و”الجرائم الانسانية” التي ترتكب هناك، لا بل فقد صدرت قرارات دولية بمحاكمة المسؤولين الاسرائيليين، ما اعتبر انتصارا لجبهة الممانعة على صعيد العلاقات الدولية وتأثيرها داخل المجتمعات حول العالم.
ولكن ما أن ارتاحت اسرائيل من تنظيف غزة وضرب حماس حتى استدارت صوب لبنان وطلبت من الحزب المسلح وقف اطلاق النار، فاغترّ وتشبّص بقرار وقف النار في غزة أولا، فما كان من الجيش الاسرائيلي إلا البدء بالرد على مناوشات الحزب بقصف أهداف دقيقة، تمثلت أولا ببعض القادة الميدانيين ثم تدرجت من تفجيرات البيجر والأجهزة التي طالت الوف العناصر صعودا في سلم الهرم لتبلغ كبار القادة، وكأنها تحذير من تصعيد المواجهة. ولكن الحزب كان لا يزال يعيش “نشوة الانتصار” في غزة ولم يفقه بأن ساحته ستكون ساحة الفصل، وبأن تخطيط اسرائيل يصب في هدف انهائه كليا بالتخلص من قيادته أولا ومن مخازن صواريخه كمقدمة لاستسلامه بالضربة القاضية.
لن نطيل الشرح واستعراض المحطات وتفاصيلها والتي يتذكرها الكل ولكننا سنشدد على النتائج المحسومة، حيث دفنت قيادة الحزب بكاملها تحت الانقاض، واغتيلت كافة الشخصيات المهمة من الدرجة الثانية والثالثة وأغلب القادة الميدانيين، ومن ثم انتهى ما كان يعتبر خط المواجهة؛ أي كامل القرى الحدودية التي كان الحزب قد جهزها للقتال الطويل معتقدا بأنه سيستمر بضرب الوحدات الاسرائيلية المتقدمة، ما يكبد “العدو” خسائر كبيرة بالأرواح لن يستطيع تحملها. ولكن ما جرى كان عكس ذلك، فقد تمكن الاسرائيليون أولا من طرد كافة المدنيين اللبنانيين من القرى ما قلل من الخسائر البشرية بينهم، ومن ثم جرّ الحزب وعناصره المقاتلة لمواجهات محدودة دمرت معاقلهم الواحد بعد الآخر، ونسفت كافة التحصينات بأقل عدد من الاصابات في صفوف العسكريين الاسرائيليين، فيما كان سلاح الطيران يقصف مخازن الصواريخ الموزعة داخل الأحياء السكنية ومنصات اطلاقها، ما جعل المعركة تبدو وكأنها نزهة تدريبية لجنود جيش الدفاع الاسرائيلي في أرض العدو، حيث تستعمل كافة أنواع الأسلحة والذخائر ويستفاد من التحصينات التي أقامها الحزب ومخازن أسلحته لتصوير الأفلام التي تسهم برفع معنويات الجيش والمدنيين على السواء، وتظهر للعالم صحة مقولة الحكومة الاسرائيلية حول هذا الحزب وتجنّيه على اللبنانيين والاسرائيليين.
بعد كل الخسائر التي مني بها، وبالرغم من الأوامر الإيرانية المتشددة باستمرار المعركة، لم يعد هناك من قدرة للحزب على المكابرة، فطلب الاستسلام وقبل بكافة الشروط الموضوعة لكي يتمكن من لملمة جراحه والتقاط أنفاسه.
ثم سقطت سوريا، التي كانت تشكل طريق الأمداد والجبهة المساندة في يد أعداء إيران، وانسحب منها كافة المقاتلين بدون قتال، وبدأ الخطر يقترب من الداخل الإيراني ومن راس النظام. وكانت المواقع النووية قد كشفت بسقوط مظلات الحماية الجوية ومثلها منظومة صناعة الصواريخ بتدمير خلاطات الوقود الصلب، ثم سقطت بعض جوانب صناعة المسيرات، وتهدد الحوثيون في عقر دارهم، وبدأ العراقيون بالابتعاد عن أسباب الصراع، وها هو الخطر يحدق بنظام الملالي في طهران نفسها، سيما وأن الرئيس الأميركي، الذي سبق وعطل الاتفاق النووي في فترة رئاسته الأولى وفرض الكثير من العقوبات التي أضرت بالإيرانيين، سيتسلم مهامه بعد أقل من اسبوعين، فما هو العمل؟
من هنا اضطرار نظام طهران لتحريك أي من أذرعه وخاصة بقايا الحزب في لبنان، الذي لا يزال يمكن شراءه ببعض المال طالما هناك الكثير من الأضرار والمتضررين ولا أمل بدفع أي تعويضات من قبل العرب أو دول العالم، لذا فقد أرسلت كلمة السر بأن الأموال قادمة ولكن عليكم الوقوف والظهور بمظهر القادر على التغيير لكي يحاول البعض الطلب من طهران التدخل لضبط الأوضاع ما سيمكنها من المساومة مجددا وكسب الوقت بانتظار المتغييرات.
من هنا كثرة التصاريح الاعلامية التي تدور حول تحسن وضع “المقاومة” والتقاطها أنفاسها والعمل على اعادة التنظيم، لا بل الكلام على أنها سوف لن ترضى باستمرار “العدو” بالبقاء على الأرض اللبنانية، والتوعد بأنها تنتظر انتهاء مهلة الستين يوما لتجديد عملياتها.
ولكن الطرف الآخر لم يعد يهمه قبول طهران التي فقدت كل عناصر القوة لديها، لا بل فهو يخطط لاكمال ما بدأه وضرب المشروع النووي حتى لا يعود هناك ما يوجب التفاوض مع نظام الملالي، وسيترك هذا لمصيره حيث أن الإيرانيين الذين أفقرهم وأعدم أبناءهم وأذاقهم بئس المصير طيلة حكمه سوف يمزقونه إربا ولا حاجة لهم لأية مساعدة من الخارج.
النظام الإيراني يهوي ونظرية المقاومة تسبقه. فلن يكون لا في لبنان ولا في غيره من بلدان الشرق الأوسط بعد اليوم من يتاجر بمواضيع التسلّح والمقاومة والبكاء على أطلال فلسطين. وسوف يتزاحم المتسابقون لحجز أماكنهم على طاولة التفاوض من أجل التطبيع والتعاون الذي ستعم خيراته المنطقة بكاملها. وسينعم المواطنون في بلدانه بفرص العمل وزيادة الانتاج التي ستحسن أحوالهم المادية، فلا يعوزهم بعدها استجداء تاشيرات السفر ولا الهجرة إلى البلاد البعيدة لا بل سيعود المهجرون ويرجع المغتربون، لأن الشرق الأوسط الجديد سيصبح ورشة عمل كبيرة تحتاج لأيد عاملة وعقول نيرة تدير ثرواته وتتقاسم خيراته.
فإلى من لا يزال يعتقد بأنه سيتاجر بمآسي الناس نقول: “حطط عن بغلتك” لأن تجارتك خاسرة وأفكارك السوداء ستنقلب عليك ولن ترى حولك سوى الخيبة والذل، ومن عنده سلاح فليتخلص منه قبل أن يصبح عبئا عليه، لأن لا حاجة له بعد الآن. وكل من يعتقد بأن السماء تدعوه للقتال في سبيل الله هو جاهل بتعاليم الدين وبعيد كل البعد عن مفاهيمه، لأن الدين الحقيقي هو الذي يعمل على صنع الخير وتوزيع الطمأنينة واستلهام الرحمة، فالله بحسب كل الأديان محبة ورحمة وهو لم يطلب منا إلا الغفران والتسامح لنتشبه به تعالى فيحق لنا أن ندعوه رحمانا رحيم.