من موقع تاريخ الأزمنة/فيديو ونص/دير مار سركيس القرن ومحبستو في حردين بلدة التلاتين دير وكنيسة
من موقع تاريخ الأزمنة/07 كانون الثاني/2025
تصوير واخراج جورج الغصين اشراف الخوري مارون الصايغ
حردين بلدة التلاتين دير وكنيسة، حردين بلدة البطولات والدين، اليوم رح نتعرف على أحد موقعها وهوي دير مار سركيس القرن ومحبستو يللي بيحكونا عن بطولات راهبات وناسكات أمثال ابنة داود وسارة الحردينيّة.
قليلة جدًّا المعلومات وخاصة عن تاريخ الرهبانيات النسائيّة في الكنيسة المارونية وخاصة في بدايات نشأتا مع البطريك يوحنا مارون حتى القرن الثامن عشر ولكن هالرهبانيات عندن حدث مؤسّس أي جذور بدأت مع تلميذات مار مارون الناسكات متل مارانا ودومنينا وكيرا.
أول ذكر لحبيسات مارونيات كُتِب بخط البطرك ارميا العمشيتي سنة 1199على أوراق الوقاية لمخطوطة انجيل باللغة السريانية. ما كتبو هالبطريرك هوي ما نقلو في ما بعد المطران اسطفان عواد لمّا حقّق هالمخطوطة ونقلن عن عواد المطران يوسف الدبس كالتالي: “قد استراحت وانتقلت من هذه الحياة عالم الشرور إلى العالم الآخر المفعم بالسرور الراهبة المحصّنة (يعني الحبيسة) ابنة داود يوم الجمعة في السادس من تشرين الثاني 1199”.
وكتب كمان” قد استراحت الراهبة سارة بعد عشرة أشهر من تحصنها يوم الأحد في الثامن من آب، فلتكن أهلًا للذكر الصالح لأنها تَعِبَت كثيرًا في دير القديس سركيس مع باقي الراهبات أولاهنّ الله السلام والراحة مع العذارى الحكيمات”.
نستنتج من يللي كتبو البطرك ارميا العمشيتي وبعد الوقوف على الموقع الأثري: وجود ديرَيْن مجاورَيْن يفصل بيناتن كنيسة مار سركيس ذات البناء البازيليكي . عنّا دير للرهبان ودير للراهبات أو ما يعرف شعبيًّا بدير البنات إذًا هناك كان حياة مشتركة بين جماعتين جماعة الرهبان وجماعة الراهبات ولكن بشكلو جماعة رهبانية تحت سلطة رئيس لا رئيسة. وهالجماعة كانت تعيش معًا الحياة الديريّة، فالراهبات بيشتغلو بالحياكة والخياطة والجنينة والمطبخ من هيك البطرك ارميا العمشيتي قال بإنّو الحبيسة سارة الحردينية مع غيرا من الراهبات تعبو بخدمة دير مار سركيس. أمّا الرجال فكان عملن إداري وبيع وشراء وحراثة الأرض وأشغال يدويّة بتأمّن موارد مادية للدير ولكن الصلوات كانت مشتركة.
هالنمط من الحياة المشتركة بدأ بالاختفاء بعد المجمع اللبناني سنة 1736. ومنستنتج كمان من يللي قالو البطرك ارميا العمشيتي إنّو هناك نّوْعَيْن من الراهبات، في عنّا المتوحدات اي الناسكات ويعرفو بِ “إِحيدُيْتُا” وراهبات قانويات ديريات ويعرفو بِ “دَيْرُتُا” . من هون بقول “قد استراحت الراهبة سارة بعد عشرة أشهر من تحصّنها (أي تنسكها) يوم الأحد في الثامن من آب”، والراهبة يللي بدها تروح للمحبسة عليها تمضّي 3 سنوات بالدير بعدها بتنتقل للمحبسة. ولكن سارة بقيت حبيسة 10 شهور وتوفّت بحسب البطرك ارميا العمشيتي.
ومنستنتج إنّو قبل سارة وقبل أبنة داود كان فيه راهبات بهالدير وأيضًا ناسكات مرّو بمحبسة الدير ولكن ما ذكروهن لأنّو ويا للأسف ما حدا كان يهتم بكتابة تاريخ راهبات لأنّو بيعتبرو من يصنع التاريخ والبطولات الروحية هنّي الرجال. وإذا ذكرو ساره وابنتة داود كان الهدف أعطاءن كمثل للخدمة والتضحية”.
هناك كتير من السرديات حول هالموقع ولكن غير مؤكّدة لندرة الوثايق، يقال بإنّو دير مار سركيس سكن فيه اربعة بطاركة ما بين 1297 نهاية الحكم الصليبي وبداية العهد المملوكي حتى سنة 1404 البعض بقول كان مركز لبطريك واحد هوي داود الثاني المعروف بيوحنا ما بين سنة 1367 – 1404 من هون سمّي بدير الرئاسة بحسب ابناء حردين. ولكن سنة 1450 تركوه الرهبان والراهبات الموارنة بسبب الاضطهاد المملوكي.
هون في سردية شعبية حردينية بتقول عن 13 راهبة رفضو انو ياخدوهن المماليك سبايا أي كنساء للسلطان فرميو حالن من الشير من علو 500 متر يللي المحبسة والدَيْرَيْن معمرين على طرافو هالشير يللي منّو من طلّ على جبّة بشري. ولكن الثابت إنّو هالدير تحوّل إلى دير سرياني اورثوذكسي ومدرسة لتعليم اللاهوت من بعد ما تركوه الموارنة بعد تحوّل حردين مركز اسقفي للسريان الاورثوذكس 1503 حتى 1640 لمّا الأتراك دمّرو حردين وحرقو كنايسها وأديارها ومنّا دير مار سركيس القرن.
على رجاء العمل لأنّو نحنا بسنة اليوبيل 2025 يللي اطلقو البابا فرنسيس تحت عنوان “حجّاج الرجاء”. الرجاء ترميم بقايا كنيسة دير مار سركيس القرن والقرن لأنّو هالدير يقع تحت قرن حردين والقرن هوي عبارة عن نتوء صخري وهالقرن بطلّ على قرن أيطو وبين القرنَيْن أرض المقدّمين وهالكنيسة بتتميّز بهندستا البازيليكيّة. وأيضًا ترميم المحبسة بوسط الشير يللي هي على بعد امتار من الكنيسة وهي عبارة عن كنيسة – محبسة وكمان ترميم طريقا حتى تصبح آمنة للحجّاج.