الكولونيل شربل بركات: المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام والرجاء الصالح لبني البشر/Colonel Charbel Barakat: Glory to God in the highest, and on earth peace and good will to men

179

“Glory to God in the highest, and on earth peace and good will to men”.
Colonel Charbel Barakat/December 24/2024

“المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام والرجاء الصالح لبني البشر”
الكولونيل شربل بركات/24 كانون الأول/2024
هذه كانت كلمات الملائكة منذ 2024 سنة لرعاة بسطاء كانوا ينامون مع قطعانهم وسط الحقول في بيت لحم. فما الذي اختلف منذ الفي سنة؟ وإلى ماذا يتوق انسان اليوم؟ فهل يكون السلام المنشود أمنية للبشرية؟ وماذا أضاف العالم بكل ما اخترع وأبدع ليصل إلى هذا السلام؟ وكيف لنا أن نعيش الرجاء ونحن نسعى إلى الحروب والقهر ونزرع الحقد والشر بين الناس؟
السنة الماضية مرت على لبنان وأبواق الحرب تصدح وأمراؤها يتباهون بقوتهم، وقد سبق أن تجرأت منظمة “حماس” الارهابية على مهاجمة قرى وتجمعات سكنية في جنوب اسرائيل، أغلبها كان أنشئ بعد الاتفاق مع عرفات وتسليمه السلطة في كامل قطاع غزة وتفكيك المستعمرات اليهودية هناك لتصبح مدن القطاع خالية من الاسرائيليين، وأعطي للفلسطينيين هؤلاء منطقة يمكن تطويرها وتنظيمها تحت حكمهم المباشر بعدما قبلت منظمة التحرير الفلسطينية، والتي كانت تمثل تطلعات الفلسطينيين بحسب جامعة الدول العربية، بالاعتراف بدولة اسرائيل والعمل معها على تحضير المناطق التي يسكنها الفلسطينيون لانشاء دولة مجاورة تحت حكمهم المباشر واعتماد ما سمي بحل الدولتين، الذي كانت اتفاقات أوسلو قد أرست مبادئه وكرسته فيما بعد بين الطرفين اتفاقات كمب ديفيد باشراف الولايات المتحدة.
كان عرفات قد خسر كل العطف العربي ومصادر التمويل خلال مواقفه السابقة؛ فهو أول من أيد الخميني في ثورة إيران ومن ثم هزم عسكريا في حرب لبنان وقبل التوجه إلى اليمن ثم تونس، ولكنه وقف مع الرئيس صدام حسين عند اجتياحه للكويت ما قطع عنه كل مساعدة عربية. انما عدم موافقة الأسد، الذي كان التحق بالتحالف الدولي لاستعادة الكويت بعد اطلاق يده في لبنان، على الحل مع اسرائيل خلال محادثات مدريد، التي تنازل رابين فيها عن هضبة الجولان ولتزم بالعودة إلى حدود 1948، والتي جرت تحت اشراف الرئيس الأميركي بوش، جعل الاسرائيليين يفاوضونه سرا على السلام ومبدأ حل الدولتين مقابل الاعتراف بدولة اسرائيل والتخلي عن السلاح. ولكنه، بالرغم من عودته المظفرة إلى الأراضي الفلسطينية وسطوع نجمه مجددا في المنابر العالمية ووسائل الاعلام، لم يحافظ على المكاسب التي حظي بها لا بل حاول اعتماد مبدأ “خذ وطالب”، حيث سمح لاحقا ببروز فصيل جهادي جديد أكثر تعصبا وإرهابا هو منظمة “حماس”، اعتقادا منه بأنه يضغط بذلك على الاسرائيليين والعالم لتحقيق مكاسب أكبر، وهي كانت دوما جزء من استراتيجيته. ولكن حماس التي اعتمدت التطرف الاسلامي، والذي كان خسّر العرب أجزاء كبيرة من فلسطين كان تضمّنها قرار الأمم المتحدة 181 الذي قسمها بين مناطق عربية ويهودية، عاد ليكلّف الفلسطينيين وقف التفاهم مع الاسرائيليين حول ادارة المناطق الفلسطينية وبالتالي التصعيد نحو المواجهة العسكرية، والتي غزّتها إيران ماليا وعسكريا لتصل إلى عملية ما سمي “طوفان الأقصى”، حيث كلفت الفلسطينيين والاسرائيليين على السواء حربا بدأت في السابع من تشرين أول في السنة الماضية ولم تنتهِ بعد.
أما في لبنان الذي تحكمت فيه منظمة “حزب الله” الإيرانية وسيطرت على قراراته وأفشلت مؤسساته ودمرت اقتصاده ومنعت العملية الديمقراطية فيه، خاصة انتخاب الرئيس، ولم تكتفِ بذلك بل أعلنت الحرب على اسرائيل منذ الثامن من تشرين أول 2023 أي اليوم الثاني لعملية حماس، ما جرّ لبنان إلى مواجهة مباشرة مع اسرائيل تطورت من حرب التحرش و”المساندة” بالصواريخ إلى الحرب الشاملة المفتوحة، حيث قضي على الحزب الإيراني قيادة ومقاتلين بشكل مذل لم يشهد تاريخ الحروب مثله، ولا تزال القوات الاسرائيلية تحتل قرى ومواقع لا بل تطالب بتسليم اسلحته على كل الأراضي اللبنانية.
وقد كان نظام الملالي في إيران حاول التمدد على كامل الشرق الأوسط تحت شعار فلسطين أيضا، حيث هاجم عدد من الدول المستقرة لا بل مد يده للسيطرة المباشرة على العراق وسوريا ولبنان وصولا إلى اليمن، وخلق الكثير من المشاكل لعدد آخر من الدول لم تكن أحداث البحرين والقطيف السعودية إلا جزءً منها، ناصبا العداء للعرب مستعملا وسائل عسكرية ومخابراتية وحتى اجتماعية، كتشجيع تهريب وتوزيع المخدرات في بعضها ومستعملا جماعة حزب الله للتنفيذ، ولكنه اضطر إلى دخول المعركة لرفع معنويات جماعته فظهرت نقاط ضعفه، ومن ثم اضطر إلى القبول بقطع بعض أذرعه، ولا يزال مهدد بالقضاء الكامل على قوته، بينما تقدم الموالون لتركيا هذه المرة وسيطروا على سوريا ليقطعوا الطريق على أي تمدد إيراني باتجاه البحر المتوسط.
في سوريا، بالرغم من سقوط الأسد وانتشار الموالين لتركيا في طول الجغرافيا السورية وعرضها مع محاولتهم الظهور بمظهر الاعتدال، لا يزال الوضع هشا، فتركيا تشترط حل “قوات سوريا الديمقراطية” المرابطة في المناطق الشمالية على الحدود التركية السورية، وهي مناطق تواجد الأكرد والتي تدافع هذه عنها منذ بداية الأحداث في سوريا بالتنسيق مع قوات التحالف الدولي، فهل سيتجرأ “السلطان الجديد” أردوغان على مهاجمتها وفرض سيطرته المطلقة على سوريا؟ وبالتالي العودة إلى لعب دور الخليفة الذي يقرر مصير الدول الاسلامية من وسط آسيا إلى البحر المتوسط وبلاد العرب وشمال أفريقيا، وبعد تدخله بين أذربيجان وأرمينيا حول ناغورني قاراباخ وارساله قوات من المتطوعين الاسلاميين إلى ليبيا تحت شعار المصالح التركية في شرق المتوسط وشمال أفريقيا، خاصة بغياب دور روسيا الملتهية بحربها في أوكرانيا وشرق أوروبا والتي قبلت بطي صفحة قواعدها في شمال سوريا بعد اندحار حليفها الأسد؟ فهل سيبقي دعمه للاخوان المسلمين الذين حاولوا السيطرة مع مرسي على مصر وفشلوا وها هم يعودون بثياب الحمل اليوم إلى سوريا؟ أم أنه لا يزال يلعب ضمن المسموح به بأن يشرف على الوضع السوري بالمقبول دوليا فيؤمن مصالح تركيا الأوروبية الوجه والمعتبرة جزء من حلف شمال الأطلسي بالحد الأدنى من الاصول المتعارف عليها دوليا؟
الأيام القادمة لا تزال تحمل الكثير من التطورات في هذا الشرق الأوسط ومع قدوم ترامب المبشر بالحزم والتفاهمات هل سننتقل إلى ممسار جديد يؤمن مزيدا من الهدوء والاستقرار باتجاه السلام الشامل والشرق الأوسط الجديد المتعاون على الخير؟ أم أننا لا نزال عرضة للمزيد من العنف خاصة في موضوع إيران الملالي من جهة وطموحات الخليفة التركي من جهة أخرى، والتي يمكن أن تستبدل حزب إيران في لبنان بأحزاب موالية لتركيا ونكون قد خرجنا “من تحت الدلفة لتحت المزراب”؟ أم أن اللبنانيين أصبحوا من النضوج والخبرة لدرجة أنهم لن يقبلوا العمل تحت أية جهة تسعى إلى السيطرة بواسطة العنف، لا بل سوف يرفضون بكل اصرار كافة التوجهات والشعارات التي أغرقتهم في الفقر والتبعية، وسوف ينطلقون بوعي تام للالتحاق بقطار السلام الابراهيمي الذي بدأ في الخليج العربي ويوعد بأن يعم ربوع المنطقة كلها لينهي الصراعات فتتحقق دعوة الملائكة يوم بشروا “بالمجد لله في العلى” أي أن يكون الدين لله والعبادة له عمودية بينما ينتشر السلام بين البشر في تجلي واضح لارادة الله والرجاء برحمته وسلامه الذي يعم البشرية جمعاء.
فكل عيد ميلاد وأنتم بخير ولتكن الأفراح دوما عامرة في دياركم تزيّن وجوه الكل وتنشر البهجة والأمل بين أبناء هذه المنطقة من العالم التي آن لها أن تفرح وتعمل لبناء الانسان وتحقيق أمانيه بالسلم والمحبة…

**اضغط هنا لدخول صفحة الكولونيل شربل بركات على موقعنا المنشورة عليها كل مقالاته وكتبه وتحليلاته

“Glory to God in the highest, and on earth peace and good will to men”.
Colonel Charbel Barakat/December 24/2024
These were the words of the angels 2024 years ago to simple shepherds sleeping with their flocks in the fields of Bethlehem. So, what has changed over the past two thousand years? What does man aspire for today? Is the longed-for peace a wish for humanity? What has the world added with all that it has invented and created to reach this peace? And how can we live in hope while we seek wars and oppression and sow hatred and evil among people?
Last year passed in Lebanon with the trumpets of war blaring and its leaders boasting of their strength. The terrorist organization Hamas had previously dared to attack villages and residential communities in southern Israel, most of which were established after the agreement with Arafat and his transfer of power in the entire Gaza Strip and the dismantling of the Jewish settlements there so that the cities of the Strip would be free of Israelis. These Palestinians were given an area that could be developed and organized under their direct rule after the Palestine Liberation Organization, which according to the Arab League represented the aspirations of the Palestinians, accepted to recognize the State of Israel and work with it to prepare the areas inhabited by the Palestinians for the establishment of a neighboring state under their direct rule and to adopt what was called the two-state solution, the principles of which had been established by the Oslo Accords and later consecrated between the two parties by the Camp David Accords under the supervision of the United States.
Arafat had lost all Arab sympathy and funding sources through his previous positions. He was the first to support Khomeini in the Iranian revolution, then he was militarily defeated in the Lebanon war which resulted in sending him to Yemen and end up in Tunisia. Later he supported President Saddam Hussein in invading Kuwait, which cut off all Arab assistance to him. However, Assad, who had joined the international coalition to reclaim Kuwait after being given a free hand in Lebanon, did not agree to a solution with Israel during the Madrid talks, in which Rabin was ready to give up the Golan Heights and committed to returning to the 1948 borders. This took place under the supervision of US President Bush. What pushed the Israelis to secretly negotiate with Arafat on peace based on the principle of the two-state solution in exchange for recognizing the State of Israel and giving up the weapons. However, despite his triumphant return to the Palestinian territories and his renewed stardom in the international forums and media, he did not preserve the gains he had achieved, but rather tried to adopt the principle of “take and demand”, where he later allowed the emergence of a new, more fanatical and terrorist jihadist faction, the “Hamas” organization, believing that he was thereby pressuring the Israelis and the world to achieve greater gains, which had always been part of his strategy. But Hamas, which adopted Islamic extremism, similar to what had caused the Arabs to lose large parts of Palestine included in the UN Resolution 181, pushed the Palestinians to stop the understanding with the Israelis regarding the administration of the Palestinian regions and thus started the escalation towards a military confrontation that Iran fueled financially and militarily to reach the so-called “Al-Aqsa Flood” operation, where it cost the Palestinians and Israelis alike a war that began on October 7 of last year and has not ended yet.
As for Lebanon, where the Iranian Hezbollah organization controlled and dominated its decisions, thwarted its institutions, destroyed its economy, and prevented the democratic process, especially the election of the president, it did not stop there, but declared war on Israel on October 8, 2023, the second day of Hamas’s operation, which dragged Lebanon into a direct confrontation with Israel that developed from a war of harassment and “support” with missiles to an open all-out war, where the Iranian party, its leadership and fighters, were eliminated in a humiliating manner that the history of wars has never witnessed, and the Israeli forces still occupy villages and sites, and even demand the surrender of its weapons on all Lebanese territories.
The mullahs’ regime in Iran had tried to expand throughout the Middle East under the slogan of Palestine as well. It invaded a number of stable countries and extended its hand to directly control Iraq, Syria, Lebanon and Yemen. It also created many problems for a number of other countries, of which the events in Bahrain and Saudi Qatif were only a part, opposing the Arabs using military, intelligence and even social means, such as encouraging the smuggling and distribution of drugs in urban areas using the Hezbollah group to do it, but finally it was forced to enter the battle to raise the morale of its group, so its weaknesses appeared, and it was forced to accept the cutting off of some of its arms, and it is still threatened with the complete elimination of its power, while the loyalists of Turkey advanced this time and took control of Syria to cut off the road to any Iranian expansion towards the Mediterranean Sea.
In Syria, despite the fall of Assad and the spread of pro-Turkey forces across the Syrian geography, while trying to appear moderate, the situation is still fragile. Turkey is demanding the dissolution of the “Syrian Democratic Forces” stationed in the northern regions on the Turkish-Syrian border, where the Kurds are present and which they have been defending since the beginning of the events in Syria in coordination with the international coalition forces. Will the “new Sultan” Erdogan dare to attack them and impose his absolute control over Syria? And thus return to playing the role of the Caliph who decides the fate of Muslim countries from Central Asia to the Mediterranean, the Arab countries and North Africa, and after his intervention between Azerbaijan and Armenia over Nagorno-Karabakh and sending forces of Islamic volunteers to Libya under the slogan of Turkish interests in the Eastern Mediterranean and North Africa, especially in the absence of the role of Russia, which is distracted by what is happening in Ukraine and Eastern Europe to accepted to turn off its military bases in northern Syria after the defeat of its ally Assad? Will Erdogan continue to support the Muslim Brotherhood, who failed to control Egypt with Morsi, and are returning now to Syria in sheep’s clothing? Or is he still playing within what is permitted by overseeing the Syrian situation in an internationally acceptable manner, thus securing the interests of Turkey, which is a member of the European Market and considered part of NATO, with the minimum internationally recognized principles?
The coming days will still hold many developments in this Middle East. With the arrival of Trump, who promises firmness and understanding, will we move to a new path that ensures calm and stability towards comprehensive peace and a new Middle East that cooperates for good? Or are we still vulnerable to more violence, especially on the issue of the Iranian mullahs on one hand and the ambitions of the Turkish Caliph on the other which could replace the Iranian party in Lebanon with parties loyal to Turkey? Or have the Lebanese become mature and experienced to the point that they will not accept working under any party that seeks to control by violence? Rather, they will firmly reject all the trends and slogans that have
***Colonel Charbel Barakat, a retired Lebanese Army officer, historian, terrorism expert, and author of numerous works on Lebanon, the Iranian regime’s schemes, and jihadist movements, has testified multiple times before the U.S. Congress on critical issues, including Iranian and Syrian terrorism, the Syrian occupation of Lebanon, jihadist threats, and the pursuit of Middle East peace.

**Click here to Enter Colonel Charbel Barakat’s page on our site where all his books, analysis, and studies are posted/