د. منى فياض/نعيم قاسم يحدد اعداءه ويطلب 50 سنة مقاومة اخرى

30

نعيم قاسم يحدد اعداءه ويطلب 50 سنة مقاومة اخرى
د. منى فياض/23 كانون الأول/2024

لم اكن ارغب بمناقشة مواقف الامين العام للحزب، لكن خطابه الأخير يلزمنا بذلك.
بالطبع لم نكن ننتظر ان يتحول خطاب الشيخ نعيم الى اعلان الاستسلام، لكن ما لم يكن منتظراً ان يكرّس، غير المناصرين له من الشعب اللبناني، كأعداء.
فبعد عرض العضلات ضد الخصوم، ولتشجيع جمهوره على الاحتفاظ بروحه القتالية، عاد واعترف بضعفه، عندما وصف المرحلة بأنها انتقالية وسيغير فيها تكتيكاته. مشكلتنا معه ان تكتيكاته لا تتضمن “مواجهة اسرائيل”، بل مواجهة الشعب اللبناني للاحتفاظ بسلطته المعهودة. تجلّى ذلك عندما أعاد تعريف المقاومة. جعلها كجهاز الآي فون، بحاجة الى تحديث مستمر. المؤسف انه في هذه الحالة، يعتمد نموذج لم يعد صالحا للاستهلاك. ففي وقت يستمر فيه الاحتلال تدمير قرى الجنوب، ويمنع سكان العديد من القرى من العودة، ورغم وضوح “الاعلان” الذي وقعوا عليه، وهم ادرى بمندراجته، يخبرنا ان الاتفاق يتعلق فقط بأيقاف العدوان، والابقاء على سلاحه شمال الليطاني!؟

نجده يصبر على المزيد من الاعتداءات!! وينتظر الرد عليها، بعد خراب البصرة، من الدولة اللبنانية والجيش، الذي طالما حرّم عليه التواجد، وبعدها العمل من جنوب الليطاني!!! في حين انه يعرف تماماً، ان هذا القرار يتضمن حصرية امتلاك السلاح من قبل اجهزة الدولة الأمنية مع تعداد ممل لقطعاتها، ومع أنه وقع عليه راضياً مرضياً. لا يزال يصرّ على استغباء الناس وزرع رؤوسهم بالاوهام!! في تعريفه الجديد لمقاومته، الذي لم يذكر فيه حماية البشر، شدد ان:” المقاومة هي ايمان واعداد. ايمان بالله تعالى والحرية والعزة، والدفاع عن الحق والأرض والوطن.. والاعداد هو اعداد بالسلاح والامكانات لحماية هذا الايمان في مواجهة الاعداء”. ظننت انه سيقول حماية البشر في مواجهة العدو الاسرائيلي؟

وفي حين لم يعد باستطاعته “مقاومة” العدو الاسرائيلي؟ بات يريد ان يحمي الايمان؟ فمن هم هؤلاء الاعداء، الذي سيحمي ايمانه منهم؟ يبدو انهم ليسوا سوى المواطنيين في الداخل، هم الذين يريد ان يبني معهم الدولة النموذجية؟ حسب أقواله؟ لماذا أسْتنتج انه يقصد سائر لبنانيين؟ لقوله حرفياً: لأن الاعداء ما لح يوقفوا عند حد، الاعداء دائما سيعتدون وسيحاولون تغيير العقيدة والايمان والقناعات وسيسلبون الخيرات والامكانات”. ولكنّا سنقبل ان نكون أعداء يواجهنا بالكلمة! لكن لا، الكلمة لا تكفي شيخنا، ولا الشكوى؛ انه يريد المواجهة بالاعداد بالقوة المناسبة”. وما هي القوة المناسبة لمن يريد الاحتفاظ بالسلاح؟
وعندما تكون المقاومة ايمان، فهي ستبقى الى الأبد، لأننا لا الأيمان لا يمكن النكوص عنه الا نحو الكفر!! وبالتالي فالمقاومة باقية، وتحتاج الى السلاح. الذي يحمي أيضاً ضد:”سلب الخيرات”. فماذا يقصد بالخيرات؟ وما هي الخيرات الخاصة بفريق، يقول انه يريد بناء الدولة وتطبيق الطائف و و و !
اليست الاقتصاد الاسود، الذي لا يتسع المجال هنا لتعداد مصادره، التي تبدأ بالكيبتاغون ولا تنتهي بالتهرب الضريبي ولا بالقرض الحسن….
من يشير الى “الخيرات” غير الشرعية، سوى معارضي الحزب الداخليين؟ الأعداء الذين طالما واجههم بالتخوين ورفع الاصبع وقطع الرقاب؟
ثم قرّر ان المقاومة يمكن ان تستمر لخمسين عاما قبل ان تنجح!! متناسياً انها سبق وبلغت من العمر 45عاماً، منذ تأسيسها بقيادة شمران الذي جاء لبنان بطلب من الصدر، وأسس لمقاومة مسلحة بمساعدة محتشمي – السفير الايراني في دمشق – عام 79.

وان إسرائيل عادت، بعد تحرير لبنان عام 2000، احتلال جنوبه؟ فهل يريد 50 سنة اضافية؟ أليست وظيفة المقاومة، التي هي إيمان مطلق، حماية البشر؟ فكيف يعقل ان نهدد اخواننا في الوطن بالسلاح، بذريعة أن المقاومة فعل إيمان؟ الم يقل النبي ” لأن تُهدم الكعبة حجراً حجراً أهون على لله من أن يراق دم امرئ مسلم”!! أما رهانه على ان الاساليب والطرق يمكن ان تتبدل وعلى المقاومة ان تتكيف مع الظروف، والمهم ان تعمل بطرق مختلفة، منها على ما يبدو استعادة ادخال السلاح عبر طريق الشام، فبرأيه:”يمكن ان يأتي الحكم الجديد وان يعود هذا الطريق بشكل طبيعي.” فعلى ماذا يعتمد؟ على نتنياهو الذي يضرب سوريا الثورة، فيضعف مقدرات الدولة السورية! ما يهيئ الأرضية المناسبة لعودة الارهاب؟ فتتذرع أيران حينها بحماية “المقامات”!!
وهي ذريعة ذكرتها تهديدات المسؤولين الايرانيين، كما ان لاريجاني نفسه هدّد بقلب الطاولة على الجميع!! فيا ليت شيخنا يعود لقراءة خطابه، فيخلصه من الازدواجيات، ويكتفي باحترام الطائف وبناء الدولة. ان من يحترم الطائف، ويريد علاقات سوية مع سائر اللبنانيين، سيقتنع ان من الافضل تسليم السلاح الى الجيش الوطني بدل ان تصادره اسرائيل.