الكولونيل شربل بركات/خريطة طريق لحزب الله والذين يقودون الطائفة الشيعية/Colonel Charbel Barakat: Roadmap for Hezbollah and the Lebanese Leaders of the Shiite Community

212

Roadmap for Hezbollah and the Lebanese Leaders of the Shiite Community
Colonel Charbel Barakat/October 29/2024
(Freely translated from Arabic and quoted by Elias Bejjani, editor and publisher of the LCCC website)

خريطة طريق لحزب الله والذين يقودون الطائفة الشيعية
الكولونيل شربل بركات/29 تشرين الأول/2024

بعدما منيت طهران بخسارة دفاعاتها الجوية وصناعة الصواريخ وحتى المسيرات وباتت أجواؤها مفنتوحة ومراكز تطوير مشاريعها النووية مكشوفة، بدأت بلملمة أذيالها لرفع خطر اسرائيل عن متابعة ضرباتها المركزة، والتي ستقود حتما إلى سقوط النظام وتولي الإيرانيين الحقيقيين الحكم، وهم بدون شك يهمهم مستقبل الشعب الإيراني ورفاهيته أكثر من التوسع والهيمنة التي كان نظام ولاية الفقيه يضعه في سلم أولوياته.

بعد هذا الاستدراك الناتج عن اكتشاف عدم فعالية الأذرع التي بنيت من أموال الشعب الإيراني وترسانة الأسلحة والتحصينات والصواريخ التي حُضّرت للدفاع عن حكم الولي الفقيه بينما أضطر الحرس الثوري للقيام بارسال ضباطه وبعض المقاتلين حتى للاستمرار بالمعركة من أجل الحفاظ على ماء الوجه، بدأت اليوم إيران بمحاولة اللعب على خط التفاوض ووقف اطلاق النار في لبنان لكي يتثنى لجماعاتها المنهكة التنفس ولملمة الجراح والتحضّر ربما لجولة جديدة، قد تأتي مع انتخاب هاريس واستكمال التفاوض حول المشروع النووي، بينما يحاول حزب الله اعادة ترتيب نفسه والخروج من الحفرة العميقة التي وقع فيها ومن ثم الظهور، كما فعل بعد حرب 2006، وكأنه ربح المعركة وبقي “منتصرا” على اسرائيل بالرغم من كل الخسائر، طالما بقي من يرفع الراية ويدّعي النصر.

من هنا تسمية الشيخ نعيم قاسم الذي لم يبق سواه أمينا عاما للحزب والطلب من الرئيس بري أن يقوم بالتفاوض عنه ريثما يلتقط أنفاسه، كون الأخير لم يزل يملك بعض الثقة كرئيس لمجلس النواب تمكنه من اخراج نوع من الهدنة التي قد تسمح باعادة الأمور إلى مجاريها، بغياب المبادرة عند بقية المتزعمين اللبنانيين وعدم ثقة دول العالم بقدراتهم لفرض الحلول والتقاط الفرص السانحة.

ولكن ماذا عن اسرائيل، وخاصة مع حكومة السيد نتانياهو، الذي فهم مصدر الخطر منذ اليوم الأول للمعركة، أي عملية “طوفان الأقصى”، التي حضّرت لها إيران لتكون قمة النجاح في مشروع “وحدة الساحات” والذي كانت صممته وعملت عليه طوال سنوات من الجهد والمال والسلاح والدفع المذهبي؛ من لبنان إلى اليمن والبحرين والكويت والقطيف وبغداد، وخاصة منذ احتلال سوريا وطرد أبنائها تحت شعار محاربة وليدتها “داعش” التي اعتقدت بأنها “سلكت” على العالم الحر في ايام حكم أوباما منظّر تسليم الشرق الأوسط للمتطرفين الشيعة والسنة (أي الملالي والاخوان) والتخلص من حكم العرب المعتدلين والمسلمين القابلين للتعايش مع غيرهم والانفتاح على الآخرين.

حكومة اسرائيل هذه لا نعتقد بأنها قد تقبل بالخطة الإيرانية، ولو أن ضغوط الادارة الأميركية كبيرة جدا عليها لكي تمرر الانتخابات الرئاسية بدون تغيير مهم على مستوى الشرق الأوسط ومستقبل علاقات دوله، خاصة تغيير الحكم في طهران، الذي يعتبر من ركائز السياسات الدولية للولايات المتحدة. ولكنها، من خلال الضغوط المصيرية على وجود دولة اسرائيل واستمرارها، لا بل سقوط الجدار المحيط بها والذي يمنع حتى الآن أي تعاون معها، ما كان سيخرقه الاتفاق الابراهيمي، لن تقبل بأن تستعيد دولة “الولي الفقيه” التقاط انفاسها أو الدفع مثلا باتجاه الحصول على السلاح النووي، ما سيمنع توجيه إي ضربة مستقبلية لها. ولذا فإن تخفيف الضغط على حزب الله، الذي سيسمح للنظام الإيراني باستعادة بعض المعنويات والعمل على اعطائه فرصة اعادة البناء، سوف تكون الخطأ الفادح لا بل التاريخي والمصيري بالنسبة لدولة اسرائيل، فالمنطق يقول بأن كل الجهد الذي وضع في هذه السنة وتعطيل الحياة الطبيعية لا يمكن أن يؤدي إلى أقل من سلام دائم وشامل وتعاون بين الدول بشكل طبيعي وغياب الأنظمة الساعية إلى استيلاد العنف والاستمرار باجترار الحقد لاجيال جديدة قادمة.

لذا واستنادا لما تقدم ننصح حزب الله والطائفة الشيعية الكريمة، التي تحمّلت كل الويلات والدمار بسبب ما قام به لصالح إيران، أن تستفيق من غيبوبتها وتنظر بشكل واقعي ومنطقي، وبدون هلوسات التخدير التي استعملت عليها طيلة الربع قرن الماضي، لترى ما قد آلت إليه الأمور وتعرف السبب الحقيقي الكامن خلف كل المآسي والويلات، وهو يتمثل بسياسة حكم الولي الفقيه الذي أغدق على بعض ابنائها الأموال والهبات والأسلحة ليجعل منها طغمة عسكرية تقاتل من أجله وتعادي كل من يعاديه. وقد أفقد لبنان من خلالها كل ميزاته العلمية والاقتصادية والانسانية إضافة إلى علاقاته مع دول العالم والمحيط، حتى أصبح اللبناني منبوذ ويساوي الارهابي ومروّج المخدرات، وهي صفات لم تكن مرة من صفاته.

على الطائفة ومن يديرها اتخاذ العبر وأخذ القرار الصائب. وهو يتدرج من وقف اطلاق النار الفوري وبدون شروط، إلى تسليم السلاح ونبذ العنف والقبول باحكام القانون اللبناني والدولي بكل تفاصيله، والاعتراف بالخطأ الكبير، الذي أوصل الأمور إلى هنا، وهو يتمثل بالانعزال ضمن الطائفة ورفض الآخرين والتعالي على الكل واجترار مآسي التاريخ بدل التعلم منها واتخاذ العبر لتجاوزها. ومن ثم ملاقات اللبنانيين لاستيعاب الوضع والتعاون، بدون عنجهية وتشاوف، على حل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، وحتى الخلافات المذهبية والدينية، التي لا يجب أن يكون لها أثر بعد كل تلك الحروب، فلا يمكن تحميل الله الواحد مشاكل نتجت عن تعنّتنا وتحجّرنا واستعماله لتفسير أخطائنا، فلنرحم الله من شرورنا عله يرحمنا.

إذاً يجب اعلان قطع أية علاقة مع نظام طهران ومع مشاكل غزة ومع الارهاب الفكري والفعلي، والطلب إلى المقاتلين تسليم أسلحتهم للجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة، ورفع الأعلام البيضاء فوق كل المعاقل وخطوط الدفاع، وارشاد الجيش إلى مخازن الأسلحة ليتم مصادرتها من قبل الدولة وعدم استعمالها في نشر الحقد والتسيب الأمني. وهذه من صلاحيات الأمين العام الجديد. ومن ثم يبدأ بعملية غسل النفوس من الأحقاد؛ فيتم دفن الذين سقطوا خلال الحرب، ويتم اغلاق مراكز التعبئة الاعلامية من محطات التلفزة إلى الصحف التي تنشر الحقد، ومن ثم الاعلان عن دورات تثقيفية للأئمة والخطباء لتغيير الخطاب الديني ومنع نشر الحقد على اليهود أو النصارى أو السنة وما إلى هنالك من فئات، بل الكلام على الجمع والمساواة واحترام الأديان والمعتقدات وخصوصيات الجماعات الحضارية في كل المنطقة، والدعوة إلى السلام والعدالة والقانون. وبعد ذلك البدء باجراء مصالحات بين الفئات اللبنانية والقرى لمنع الانتقامات والتخلص مرة واحدة من ذيول مرحلة الأحقاد التي قادتها إيران ونفذها حزب الله. وبعد التأكد من كل ذلك على الأمين العام حل الحزب والطلب من المحازبين انشاء أحزاب جديدة مشتركة من أجل تحسين العلاقة بين اللبنانيين والعمل على تطوير الديمقراطية الحقيقية وتنفيذ الخير العام في كافة المناطق وبين جميع الفئات.

فلتكن التجربة اللبنانية هذه هي الرائدة بين شعوب المنطقة، لتفعيل السلام ومحو ذيول الحروب وتنظبم العلاقات بين أبناء المنطقة كلها، وليرتدي الشرق الأوسط الجديد حلّة جديدة بالفعل تقيه المشاكل والحروب وتسمح له بتفعيل الانتاج والحض على العمل والنشاط والخلق، ليكون منارة بين الأمم وممرا حيويا لكل أبناء القارات، لا بل سوقا طبيعية للاستقرار، مزدهرا وميسورا وواثقا من قرارات ابنائه المتعاونين على الخير. وعندها سيفرح الله ويبارك ابناءه البررة فتكتمل النبوءات ويحل سلامه على الجميع…

Roadmap for Hezbollah and the Lebanese Leaders of the Shiite Community
Colonel Charbel Barakat/October 29/2024
(Freely translated from Arabic and quoted by Elias Bejjani, editor and publisher of the LCCC website)

Today, following Hezbollah’s appointment of Sheikh Naim Qassem as its new leader to succeed the infamous Hassan Nasrallah, who was killed by Israel, Colonel Charbel Barakat—a retired Lebanese Army officer and terrorism expert who has testified before the U.S. Congress on Iranian and Syrian terrorism, the Syrian occupation of Lebanon, jihadism, and Middle East peace—delivers an incisive editorial. In it, he outlines a strategic plan for Hezbollah and the Iranian Mullahs’ regime, providing a critical roadmap for addressing the impact of their actions on Lebanon and the region.

In his strategic roadmap for Hezbollah and its leadership of Lebanon’s Shiite community, Colonel Charbel Barakat outlined a series of directives for Sheikh Naim Qassem, the newly appointed Hezbollah leader.

He began by stressing the significance of Iran’s recent military setbacks, which have left its air defenses, missile production, and drone programs exposed. Barakat explained, “As Iran faces the reality of its weakened state, it must focus on survival. The once-prioritized expansionist policies of the Iranian regime have failed, and the Iranian people deserve leadership that prioritizes their well-being over ideological dominance.” He described the Iranian Revolutionary Guard’s struggle to maintain its influence by sending officers and fighters abroad, only to be met with continued losses. “Now, Iran is attempting to negotiate a ceasefire in Lebanon,” he noted, “to allow its exhausted forces a respite and a chance to regroup, especially if a favorable U.S. administration emerges after the next election cycle.”

He underscored that Israel, under Prime Minister Netanyahu, remains fully aware of Iran’s ambitions, particularly its “Unity of the battlefields” project aimed at destabilizing the region. “This Israeli government will not likely concede to Iran’s terms,” he asserted, “despite heavy U.S. pressure to maintain regional stability ahead of their elections.” He added that for Israel, Iran’s nuclear ambitions remain a red line, cautioning that any leniency towards Hezbollah could bolster Iran’s resolve to develop nuclear capabilities—a mistake Israel cannot afford.

Barakat advised Hezbollah and Lebanon’s Shiite community to adopt a realistic outlook and recognize the high cost of their loyalty to the Iranian regime. He cautioned, “Hezbollah’s choices have stripped Lebanon of its economic, scientific, and cultural strengths, isolating it from the world.” Barakat pointed out that Lebanon’s reputation has suffered, with many now equating Lebanese identity with terrorism and drug trafficking. “The Shiite community must reconsider its role,” he urged, “taking responsibility for the tragic consequences of its leaders’ alliance with Tehran.”

He then outlined a potential action plan, urging Hezbollah to declare an immediate ceasefire without preconditions and commit to Lebanon’s legal framework. Barakat recommended a symbolic gesture to sever ties with Iran and end Hezbollah’s involvement in regional conflicts, such as the Gaza war, calling for the disarmament of its fighters and the handover of weapon stockpiles to the Lebanese army and UN forces. “This is within the authority of the new Hezbollah Secretary-General, Sheikh Qassem,” he stated. He called for a cessation of inflammatory media and religious discourse and the establishment of educational programs to reshape community perspectives towards coexistence, justice, and respect for diverse beliefs.

Barakat concluded with a call to the broader Lebanese community: “This moment must serve as a transformative period for the Middle East. Let Lebanon’s journey be a pioneering model for peace, economic collaboration, and productive unity across the region.” He envisioned a Middle East that embraces stability, prosperity, and a cooperative spirit, positioning it as a beacon for the world.