الياس بجاني/نص وفيديو: فشل مدوي لمؤتمر معراب رقم 2 وزمن محّل الموارنة عنوانه جعجع وعون وقطعانهما

64

الياس بجاني/نص وفيديو: فشل مدوٍّ لمؤتمر معراب رقم 2 وعنوان زمن محنة ومّحل الموارنة عنوانه جعجع وعون وقطعانهما
14 تشرين الأول/2024

Click Here to read & watch the English Video version of this piece
اضغط هنا لقراء ومشاهدة فيديو المقالة بالعربية

بدون لف ودوران، نقول بكل راحة ضمير إن مؤتمر معراب الثاني الذي عُقد يوم السبت الماضي قد فشل فشلاً ذريعاً، تماماً كما فشّل المؤتمر الأول. كان المؤتمر الثاني إهانة للقيادات المسيحية المنسلخة عن مجريات وتطورات الأحداث التي يشهدها لبنان وكل منطقة الشرق الأوسط. الهدف الوحيد لمؤتمر معراب رقم 2 لم يكن لبنان واللبنانيين، ولا الوجود المسيحي، ولا الاحتلال الإيراني، ولا الحرب الدائرة بين حزب الله وإسرائيل، ولا الكوارث التي تعصف بالبلاد. ما أراده جعجع، والذي لم ولن يتحقق، هو وهم وهلوسات “الزعيم المسيحي الأوحد”. هذا الوهم المرضي يعمي بصره وبصيرته منذ سنين، وبسببه حلّت على المسيحيين كوارث لا تُعد ولا تُحصى. نشير هنا إلى أنه استولى على رئاسة حزب القوات اللبنانية بالقوة والعنف ولم يُنتخب لهذا الموقع.
نؤكد أن جعجع وزوجته عقدا مؤتمرًا لم يحقق شيئًا سوى كشف أوهامه. لا رئاسة ولا سيدة أولى، وقد آن الأوان للتوقف عن أحلام اليقظة والانسلاخ عن الواقع. ولأن الوهم والهلوسات هما ما يحرك هذا الرجل، فلا نستبعد أن يدعو قريبًا إلى مؤتمر معراب رقم 3 على خلفية نفس وهم “الزعيم المسيحي الأوحد”، لأن من لا يتعلم من أخطائه يستمر في ارتكابها.
أما الحاضرين من أفراد وتجمعات وإعلاميين وناشطين، ونحن على معرفة بالكثير منهم، فلا شك أنهم صادقون في جهودهم السيادية والوطنية، مثل اللواء أشرف ريفي على سبيل المثال لا الحصر، ولكن من دعا للمؤتمر كان في عالم آخر. الغربة بين المشاركين بنواياهم الصادقة وبين أجندة الداعي للمؤتمر كانت واضحة تمامًا لمن يرى الأمور بوضوح.
في المقابل، عون وصهره وأتباعهما أقاموا الصلاة لشهداء 13 تشرين الأول 1990، وهم المسؤولون عن موتهم، حيث تنكروا لهم وقفزوا فوق دمائهم وتحالفوا مع من قتلهم. عون وصهره، كما جعجع، يعيشون في حلم من الماضي (دا جافو dé•jà vu) وكأنهم ما زالوا في قصر بعبدا عام 1990.
نبذة موجزة عن إنجازات سمير جعجع
سمير جعجع لا يملك أي رؤية، وفي كل المحطات الأساسية والمصيرية كان مهمشاً ومواقفه عمياء وقاتلة للمسيحيين. وعلى سبيل المثال لا الحصر:
*إعدام شابين اتهمهما بمحاولة اغتياله. (شكل محكمة برئاسة الضابط فـؤاد مالك حكمت بتاريخ 6 كانون الثاني (يناير) ۱۹۸۸ بالإعدام رميًا بالرصاص على شابين مسيحيين مارونيين هما سمير زينون وغسان لحود وذلك في ثكنة الضبية؟)
*مشاركته في قتل طوني فرنجية.
*تسليمه سلاح القوات اللبنانية.
*غرقه في اتفاق الطائف.
*دخوله ورقة النوايا المصلحية والغبية مع عون.
*انتخابه عون رئيسًا.
*عدم هروبه ودخوله السجن في زمن الاحتلال السوري على خلفية أوهام زرعها برأسه ضابط مخابرات سوري “ادخل السجن ومنطلع بطل” (المسيح هرب مرات عديدة).
*تقديمه التعازي بباسل الأسد في القرداحة.
*تخليه عن جيش لبنان الجنوبي وجبنه في الدفاع عن أفراده وعن مقاومتهم وتضحياتهم.
*ادعاؤه الذمي بأن شهداء القوات هم كشهداء حزب الله.
*قوله النفاقي إن حزب الله حرر الجنوب وهو يعلم أن إسرائيل انسحبت منه بقرار داخلي.
*تملقه المقيت لحزب الله والقول بأنه يمثل الشيعة في لبنان في حين أنه يحتجز الشيعة رهينة ويفرض عليهم نوابه بالقوة.
*معارضته لقانون الانتخاب الأرثوذكسي.
*تقديم زوجة جعجع النائبة الست ريدا إلى مجلس اقتراح قانون “الإغتصاب الزوجي”.
*ايفاد النائب انطوان زهرة عام 2012 إلى غزة لتهنئة منظمة حماس الإرهابية والجهادية وتصريح له يقول فليكم الإخوان “المسلمين” في مصر.
*التحفض “ببمبر” ملحم الرياشي.
*إبعاد كل المفكرين والفاعاين عن شركة حزبه.
*ممارسة الدكتاتورية داخل شركة حزبه ورفضه حتى لقاء العديد من المحاربين القواتيين الأبطال بعد خروجه من السجن واستبعادهم خوفاً منهم لأنهم شرفاء.
*وعلى الأكيد، مرضّه الوهمي على أنه “الزعيم المسيحي الأوحد” الذي يطغى على كل تفكيره اضافة أنه لا يمتلك معظم مقومات القيادة ورؤية للمستقبل دائماً هي صفر مكعب.
*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الألكتروني
Phoenicia@hotmail.com
رابط موقع الكاتب الألكتروني
https://eliasbejjaninews.com

في أسفل بيان قواتي، مناشدة من ستريدا لبري، تقرير عن مؤتمر معراب، كلمة باسيل بعد الصلاة على شهداء 13 تشرين

“القوات”: التصويب المتعمد لأقلام الممانعة على شكل المؤتمر محاولة للتشويش على ما صدر عنه
وطنية/13 تشرين الأول/2024
رأت الدائرة الإعلامية في حزب “القوات اللبنانية” في بيان، أن “الأقلام الممانعة تخلت فجأة عن حصرية تركيزها وجهدها في الدفاع عن الأسباب الموجبة التي دفعتها لحرب الإسناد، وفي الدفاع عن سرديتها، وفي الدفاع عن إيران، وطبعا ذلك كله في محاولة لرأب التصدعات الواسعة داخل البيئة الممانعة التي خرجت الخلافات داخلها إلى العلن بسبب عدم اقتناعها لا بحرب الإسناد ولا بسردية وحدة الساحات ولا بدور إيران. وبالتالي تخلّت الأقلام الممانعة عن كل هذا الجهد من أجل التركيز على المؤتمر الذي نظمته القوات اللبنانية بعنوان “دفاعا عن لبنان” في محاولة يائسة لحرف الأنظار عن مضمون هذا اللقاء وبيانه، لأن الهمّ الوحيد للفريق الممانع الاحتفاظ بسلاحه الذي أوصل لبنان إلى الكارثة التي نعيشها والنكبة التي لم نشهد لها مثيلا في التاريخ اللبناني”. وقالت: “التصويب المتعمّد على شكل المؤتمر كل الغرض منه محاولة التشويش على ما صدر عنه او إثارة الغبار الكثيف بالكلام إما عن ثغرات في الشكل وهي غير موجودة، وإما عن دعوات لم تتم تلبيتها بينما أصحابها خارج لبنان، وإما عن فرقاء تمنعوا وهم مشاركون. كل هذا للتغطية على المضمون الذي رسم خريطة الطريق للانتقال من لبنان الساحة إلى لبنان الوطن، ومن لبنان الدويلة إلى لبنان الدولة”.
وختمت: “الحملة الممانعة على مؤتمر الأمس ما هي سوى نسخة طبق الأصل عن الحملة التي أعدتها مطابخ السوء نفسها ضد المؤتمر السابق عن القرار 1701، وهذا يُثبت ان هدف الحملة هو المضمون، وسيستعيد الفريق الممانع الحملة ذاتها عشية المؤتمر الثالث الذي سيعقد عندما ترى القوات اللبنانية ضرورة وحاجة لانعقاده، وذلك انطلاقا من ان لكل مرحلة عنوانها الرئيسي الذي يفرض نفسه، وانطلاقا من إصرار القوات ورئيسها الدكتور سمير جعجع على تحويل هذه المؤتمرات إلى فرصة ومساحة للتواصل مع القوى والشخصيات والنخب والانتلجنسيا من جهة، والتشارك معها في الهموم اللبنانية من جهة أخرى”.

ستريدا جعجع لبري: نناشدك إخراج طائفتك من سياسة المحاور وادخالها الى قلب الكيان الى قلب لبنان
وطنية/13 تشرين الأول/2024
وجهت النائبة ستريدا جعجع كتابا الى رئيس مجلس النواب نبيه بري، قالت فيه: من قلب المعاناة، معاناتنا جميعاً أتوجّه اليك دولة الرئيس من موقعك الدستوري أولاً والطائفي ثانياً، بقلب صادق وعقل لا يتطلّع الا الى تحقيق مصالح جميع اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم الطائفية والمذهبية والمناطقية. أتوجّه اليك لتتخّذ موقفاً تاريخياً على خطى كبارٍ من الطائفة الشيعية الكريمة أمثال الامام المغيب السيد موسى الصدر والرئيس السابق للمجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ محمد مهدي شمس الدين رحمه الله، موقفاً استثنائياً إنقاذياً جريئاً، ينتشل أهلنا من أبناء الطائفة الشيعية الكريمة من قلب النكبة ومن عمق المعاناة العصيبة التي يمرون فيها، معاناة قضت على حياة أحبائهم وجنى أعمارهم وشرّدتهم في رحاب وطنهم بعيدين من منازلهم. نحن لبعضنا البعض، تعالوا نلتقي على قاعدة لبنان الميثاقية والذهبية الحقّة، قاعدة “لا غالب ولا مغلوب”، قاعدة أساسها الدولة الضامنة للجميع والحامية للجميع أيضاً. فقد ثبت أن من قاتل في سبيله “حزب الله” ودفع بالمئات من شبابه الى الموت بغية بقاء نظامه تركه عند أول الطريق، ومن دون أي مساندة، لا بل حتى لم يكلّف نفسه عناء موقف أو بيان أو حتى كلمة واحدة، وأقصد بشار الأسد. والأمور لم تقف عند هذا الحد أبداً، وإنما وصل الأمر بأخيه ماهر الأسد الى اتخاذ قرار بعدم ايواء اي عنصر من عناصر “حزب الله” خوفاً من الاستهداف. إنني آتي على ذكر هذا الأمر، لأنه ان دلّ على شيء، فعلى أن الأسد استعمل شباب شيعة لبنان وقوداً لحماية نظامه، وعندما دق نفير الحرب وأصبحوا في حاجة لمساندته، بادل الشهادة والتضحية بالالتفات الى مصالحه وتخلّى عنهم غير آبه بأتون النار الذي يتخبطون فيه”. وتابعت: “أما ايران، يا دولة الرئيس، فأنتم تعرفون خير المعرفة، أن جل ما تقوم به هو متابعة أحداث وتطورات المحرقة المستعرة في لبنان، ملتزمة بُعد المسافة الضروري للحفاظ على مصالحها، على الرغم من أن القاصي والداني يدركان أنها تقف وراء ما يحصل، ليس بالتوجيه والتمني وإنما بالتكليف، وإن حركت ساكناً بين الحين والآخر، فلحفظ ماء الوجه، ولا يتعدى الاستنكار اللفظي او عند الحرج الكبير فيأتي رد شكلي مسبق التبليغ والتنسيق، ولا تخجل أو تتورع أبداً عن الاستمرار بالتحريض العلني، والتكليف الضمني، إلى استمرار القتال، حتى آخر شاب شيعي لبناني، وكأن خيرة شبابنا لا يُعتبرون عندها إلا كونهم وقوداً لمعاركها فيما شبابها ومواطنوها ينعمون بالأمن والاستقرار”. وأضافت: “ان اللحظات المصيرية تتطلّب قرارات مصيرية، وهذه القرارات تتطلّب وجود قيادات جريئة. انطلاقاً من هنا، أناشدك المبادرة إلى تحمل المسؤولية التاريخية، في اخراج طائفتك من سياسة المحاور وادخالها الى قلب الكيان الى قلب لبنان، لكي نُخرج سوية لبنان من الحرب والدمار إلى الاستقرار والازدهار. نحن ضمانة بعضنا البعض، والدولة مظلّتنا جميعاً. الدولة ومؤسساتها الدستورية، وخصوصاً جيشها، هي ملاذنا الأول الأخير. كن صوت طائفتك المعذّب، كن صوتها الخلاصي، أخرج بها من حيث هي، وعُد بها الى حيث أرادها الامام السيد موسى الصدر والإمام محمد مهدي شمس الدين. التزم عنها وباسمها تطبيق القرار ١٧٠١ بمندرجاته كافة وخصوصاً البند المتعلق بالقرار ١٥٥٩، لكي تنهض من كبوتها فننهض جميعاً بوطننا على قاعدة شرعيّة تظللنا، وجيش واحد يحمينا، ومستقبل واحد ينتظرنا… فلنصنعه معاً يداً بيد”. وختمت: “أخيراً، يا دولة الرئيس، تستحضرني مواقف للإمام محمد مهدي شمس الدين، والتي تشكّل عصارة فكره وتجربته علّها تكون المنارة للمستقبل الذي تتمناه الطائفة الشيعية الكريمة وجميع اللبنانيين، حيث قال: “أوصي أبنائي وإخواني الشيعة الإمامية في كل وطن من أوطانهم، وفي كل مجتمع من مجتمعاتهم، أن يدمجوا أنفسهم في أقوامهم وفي مجتمعاتهم وفي أوطانهم. وألا يميّزوا أنفسهم بأي تمييز خاص، وألا يخترعوا لأنفسهم مشروعاً خاصاً يميزهم عن غيرهم. وأوصيهم بألا ينجرّوا وألا يندفعوا وراء كل دعوة تريد أن تميّزهم تحت أي ستار من العناوين، من قبيل إنصافهم ورفع الظلامة عنهم، ومن قبيل كونهم أقلية من الأقليات لها حقوق غير تلك الحقوق التي تتمتع بها سائر الأقليات. إن مثل هذه الدعوات كانت، ولا تزال، شراً مطلقاً، لم تعد عليهم إلا بالضرر، ولن تعود على المجتمع بأي نفع”.

جعجع بعد لقاء معراب: لخارطة طريق توقف الانهيار وأولى خطواتها وقف إطلاق النار
وطنية /12 تشرين الأول/2024″
عُقد لقاءٌ وطني جامع في المقر العام لحزب “القوات اللبنانيّة”، في معراب، تحت عنوان “دفاعاً عن لبنان”، لطرح خارطة طريق إنقاذية بعدما بلغت الحرب التي زُجّ فيها لبنان حدّاً كارثيّاً وفي ظل ما يعاني اللبنانيّون من موت وتهجير ودمار وانهيار.
وشارك في المؤتمر شخصياتٌ سياسية واعلامية واجتماعية وأمنية سابقة معارضة، وحضر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، رئيس حزب “الوطنيين الاحرار” النائب كميل شمعون على رأس وفد، حزب “الكتائب اللبنانية” ممثلا بنائب رئيس الحزب ميشال خوري والوزير السابق إيلي ماروني، كتلة “تجدد” ممثلة بالنائب اشرف ريفي، “حركة الاستقلال” ممثلة بالنائب السابق جواد بولس، كتلة “مشروع وطن الإنسان” ممثلة بالنائب جميل عبود على رأس وفد، النائب ميشال ضاهر، نواب تكتل “الجمهورية القوية”: جورج عدوان، ستريدا جعجع، غسان حاصباني، بيار بو عاصي، انطوان حبشي، ملحم رياشي، زياد حواط، جورج عقيص، فادي كرم، ايلي خوري، غياث يزبك، رازي الحاج، غادة ايوب، نزيه متى، جهاد بقرادوني، الياس اسطفان، سعيد الأسمر، الوزراء السابقون: مي شدياق، ريشار قيومجيان، جو سركيس، طوني كرم وميشال فرعون، النواب السابقون: عثمان علم الدين، باسم الشاب، انطوان زهرا، عماد واكيم، ايلي كيروز، فادي سعد، ادي ابي اللمع، جوزيف اسحق، نقيب المقاولين مارون الحلو، رئيس “حزب “الإتحاد السرياني العالمي” الأمين العام للجبهة المسيحية إبراهيم مراد على رأس وفد، رئيس “حركة التغيير” ايلي محفوض على رأس وفد، رئيس ائتلاف الديمقراطيين اللبنانيين جاد الأخوي على رأس وفد، مؤسس “حركة تحرر من أجل لبنان” علي خليفة، المدير التنفيذي لمؤسسة حقوق الانسان والحق الانساني وائل خير، الأمين العام للمؤتمر الدائم للفدرالية الفرد رياشي، اعضاء الجبهة السيادية، مديرة المجلس العالمي لثورة الارز ريجينا قنطرة، العميد المتقاعد خالد حمادة، المحامي مجد حرب، الدكتور انطوان صفير، المهندس شكري مكرزل، الناشط السياسي عبدالله خوري، الكاتب السياسي محمد سلام، الكاتب السياسي الياس الزغبي، الناشطة السياسية كارن بستاني. كما حضر الأمين العام لحزب “القوات” اميل مكزرل، امين سر تكتل “الجمهورية القوية” سعيد مالك، اعضاء الهيئة التنفيذية والمجلس المركزي.
وافتتح اللقاء بكلمة وجدانية مقتضبة لرئيس “القوات” طلب فيها الوقوف دقيقة صمت وصلاة على “ارواح الضحايا الذين قضوا في الحرب الدائرة في لبنان، من أجل شفاء الجرحى والمصابين، من اجل بلسمة عذابات النازحين والمنكوبين، ومن اجل الذين فقدوا احباء واجبروا تحت وابل القصف على الانسلاخ عن بيوتهم وقراهم، ومن اجل طفولة ابناء لبنان وبناته وحقهم في العيش في وطن يضمن حقوقهم، ومن اجل انتهاء الحرب ونزيف الدم واحلال السلام وقيام دولة ومن اجل انقاذ لبنان”.
وبعد الانتهاء من المناقشات والحوارات بين المشاركين حول الوضع العام المأساوي، شُكلت لجنة لصياغة البيان الختامي تألفت من النائبين جورج عدوان، وأشرف ريفي، النائب السابق ايلي ماروني، العميد المتقاعد خالد حمادة والإعلامي أحمد عياش.
وتلا جعجع البيان الختامي وجاء فيه: “نلتقي اليوم بعدما بات مؤكّداً لنا، كما لغالبية اللبنانيين، أنّ لبنان اليوم كسفينة تغرق، ولا ربّان لها ولا دفّة. يمرّ وطننا اليوم في أصعب أيّامه في التاريخ المعاصر، فالشعب اللبناني الذي لم ينجُ بعد من تداعيات الازمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي مرّت عليه في السنوات التي مضت، أُدخل منذ سنة في أتون حرب جديدة، ارتفعت وتيرتها تدريجاً وبلغت منذ شهر تقريباً ذروتها مع اشتداد العنف والدمار والنزوح وهي اليوم مستمرّة، تقضي على البشر والحجر، ما سبب ضرباً لمقوّمات جميع اللبنانيين الذين تضرّرت أرزاقهم وتعطّلت مرّة أخرى حياتهم اليوميّة والوطنيّة وأحلامهم ودخلوا في نفق جديد من المعاناة والألم. وفي ظل ما يعاني اللبنانيون من قتل وتهجير ودمار، وبعد مراعاة الظروف الإنسانية في الفترة السابقة، لا بد اليوم من وقفة وطنية لإيقاف مآسي اللبنانيين وقلب الظروف التراكمية التي أدت اليها، فالشعب اللبناني بطوائفه وأطيافه كاملة يستحق أن يعيش الحياة الكريمة والآمنة من دون ان يبقى هاجس الحروب والدمار مصلتاً عليه”.
أضاف: “إنّ أكثر ما يؤلمنا في الوقت الحاضر وجود اكثر من مليون لبناني مهجّر في ارضه، من الجنوب والضاحية الجنوبيّة والبقاع: عائلات فقدت احباءَ لها، وأرغمت على ترك بيوتها وأرزاقها، وباتت تفترش الشوارع البعيدة او المباني الموحشة، وأطفال تشتاق لدفء سريرها وملعب مدرستها وفرح طفولتها. وفي ظل هذا الوضع المأساوي، يثابر البعض على طروحاته وكأن شيئاً لم يكن، ما يتطلب مقاربة تقدم الحلول المستدامة والجذرية، فتراكم أنصاف الحلول لم يؤدِّ سوى إلى الانهيارات والحروب. فقد أثبتت التجارب عبر التاريخ، ان لا استقرار من دون بناء دولة تجمع جميع مواطنيها بعدالة ومساواة، ومؤسسات تحمي حقوقهم جميعاً من دون تفرقة أو تمييز. في هذه المرحلة، لا بد من استعادة هذه الدولة بعد تفكك الكيان وانهيار الهيكل على رؤوس الجميع واستمرار حروب مدمرة بسبب الهيمنة والسلاح والفساد وسيطرة قوى خارجية على قرار الحرب في لبنان، وتدخلها المباشر، المرفوض، عبر ادارة مباشرة للأعمال العسكرية استخدمت جزءاً من الشعب اللبناني في حروبها إما كأدوات قتالية أو كدروع بشرية”.
وتابع: “أمام كل ما يعيشه الشعب اللبناني من قلق وخوف على المصير، في وطن منكوب ودولة غير موجودة، كان لا بد من “لقاء وموقف ومبادرة”، نحدّد من خلالها خارطة طريق، استكمالاً لمواقف سابقة لجميع قوى المعارضة، وذلك لوقف النزيف والمعاناة على المستويات كافّة. فالحاجة الملحّة تستدعي أولاً، وبصورة رئيسة وقبل أي شيء آخر، التوصّل الى وقف لإطلاق النار، الأمر الذي يضع حدًا أولياً للكارثة التي يعيشها شعبنا”.
وقال: “نعلم جيدًا أن المجتمعين العربيّ والدوليّ لم يعد لديهما ثقة بالمجموعة الحاكمة في لبنان، خصوصاً بعدما تخلّت الدولة لسنوات وسنوات عن قرارها الأمني والإستراتيجي لمصلحة مجموعة وتنظيم خارج الدولة. لا ثقة للمجتمع الدولي والعربي بالمنظومة الحاكمة اليوم التي تتربص بالسلطة من دون أن تحرّك ساكناً لإنقاذ لبنان من محنته. لا ثقة للمجتمع الدولي والعربي بالمنظومة الحاكمة بعد المحاولات المتكرّرة لمساعدة لبنان من خلال مبادرات عدة وقرارات دوليّة وعربيّة لم تؤدِّ الى أي نتيجة. لم تحقق المنظومة الحاكمة الا المزيد من الفشل حتّى تحوّل لبنان الى دولة فاشلة. وما الحرب الضروس الدائرة المدمّرة، والانهيارات على أنواعها التي عاشها شعبنا في السنوات التي مضت، إلا دلائل ساطعة على لامبالاة الطبقة الحاكمة وفسادها وعدم كفاءتها. وبين معاناة الحرب وغياب قدرات المنظومة الحاكمة على إيقافها، لا بد من خارطة طريق واضحة وشفافة لوقف الإنهيار الكارثي الحالي والخروج منه”.
وأشار الى ان “أوّل خطوة في خارطة الطريق هذه هي التوصّل الى وقف لإطلاق النار بأسرع وقت ممكن. فبغياب مبادرات دولية جدية، لم يبق لنا، للتوصل الى وقف إطلاق النار إلاّ الذهاب لانتخاب رئيس للجمهوريّة: رئيس يطبق الدستور ويحترم القوانين المرعيّة الإجراء، رئيس ذي صدقية، يتعهّد مسبقاً بشكل واضح وجلّي بتطبيق القرارات الدولية خصوصاً القرارات 1559، 1680 و1701 وفقاً لجميع مندرجاتها، وبنود اتفاق الطائف ذات الصلة، رئيس يتعهّد بشكل واضح وصريح بأنّ القرار الاستراتيجي لن يكون إلا للدولة وللدولة وحدها فقط، رئيس يتعهّد بإعطاء الجيش اللبناني الصلاحيات اللازمة كلها لعدم ترك أي سلاح او تنظيمات أمنية خارج الدولة، رئيس خارج الممارسات السياسية الفاشلة كلها التي عرفناها، ومشهود له بنظافة الكفّ، والاستقامة، والأخلاق العالية والوطنيّة، على ان يتبع انتخاب الرئيس فوراً استشارات نيابيّة ملزمة لتكليف رئيس للحكومة وتشكيل حكومة على الأسس السيادية عينها المنوّه بها أعلاه، وهذا كلّه لا يعني أنّ فريقاً سيكون غالباً وآخر مغلوباً، لا بل سيكون لبنان هو المنتصر لمصلحة شعبه كله وأمنه واستقراره وازدهاره”.
وختم جعجع: “إن السياسة العدوانية الإسرائيلية تجاه لبنان والتي تظهر اليوم بأكثر تجليّاتها بشاعة، تحتّم علينا عدم الإنتظار في أي حال من الأحوال حتى تهجير آخر لبناني أو قتله، عدا عن اننا لا نعرف نحن بانتظار من او ماذا؟ ان التاريخ لن يرحمنا جميعاً إن تراخَينا، أو تغاضينا، أو تراجعنا. وقد قدّم لنا امثولات عدة كان فيها التراخي أمام الباطل قاتلاً، واللعب بمنطق الدولة عبثاً، والتراجع عن معركة بناء الدولة خسارة عامة يتكبدها اللبنانيون جميعاً.
اننا نعاهد الشعب اللبناني بأننا سنخوض المعارك السياسية السلمية الديمقراطية الديبلوماسية التي توصله إلى برّ الامان، والتي تثبت حقه بدولة قادرة عادلة سيدة محايدة عن سياسات المحاور منسجمة مع محيطها العربي والدولي، تستعيد دور لبنان، وطن الإشعاع لا وطن الساحات المفتوحة، وطن التعددية كمصدر للغنى والازدهار، لا وطن الاحادية المنتجة للفقر والتقهقر والحروب والتهجير والاندثار”.

باسيل: لا تجزئة ولا استنساب في الحرية والسيادة والاستقلال وكما رفضنا الوصاية السورية نرفض اليوم الاحتلال الاسرائيلي /نريد رئيساً يفهم كيف يحوّل هذه الحرب المدمّرة فرصةً لاستعادة الدولة القوّية فلا يقوى عليها اي فريق داخلي ولا يستقوي عليها العدو الاسرائيلي
وطنية /12 تشرين الأول/2024″
أكد رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، في كلمة ألقاها عقب القداس الالهي الذي نظّمه “التيار الوطني الحر” إحياءً لذكرى ١٣ تشرين، ان “لا تجزئة ولا استنساب في الحرية والسيادة والاستقلال”، لافتاً إلى أنه “كما رفض التيار الوصاية السورية في 13 تشرين 1990، اليوم في 13 تشرين 2024 يعلن التيار رفضه للاحتلال الاسرائيلي”. ووجه باسيل التحيّة لكل شهيد لبناني، لشهداء 13 تشرين ولشهداء المقاومة اليوم على الجبهات.
وأطلق سلسلة مواقف محذرة من مخاطر التهجير ومحاولات الفتنة، ومشددة على مواجهة تداعيات العدوان الإسرائيلي، في وقت أكّد ضرورة انتخاب رئيس عبر التوافق اللبناني.
وأضاف باسيل أنّه “في تشرين ١٩٩٠ وقعت خسارة عسكرية، ولكن تأسست حركة نضال وطني لتحرير لبنان وتحرّر عام 2005، واليوم في تشرين 2024، اذا وقعت ارض لبنانية مجدداً تحت الاحتلال الاسرائيلي، حتمًا ستُحرّر مثلما حدث عام 2000” . ورأى باسيل انه “وعلى الرغم من صحة انّ اسرائيل لا تحتاج الى ذريعة كي تعتدي على لبنان، وانّها منذ خسارتها في حرب تموز 2006، تحضّر لحرب الانتقام، ولكن الصحيح ايضًا ان اسناد غزّة قدّم لها الاطار الكامل لضرب لبنان، وافقد لبنان المنطق الدائم بأنه هو دائمًا في حالة الدفاع عن النفس، ولم يكن يومًا في موقع الهجوم” .
وأضاف: “طلبنا الا ينخرط حزب الله بمعركة اسناد غزّة، التي لا سند قانونياً لها، فالرئيس عون قال لهم انه خائف على لبنان وعليهم. ونحن ما زلنا نطالب بفصل لبنان عن غزّة، ومنذ ستة اشهر رفعنا مذكّرة خطية لعدّة دول وللمسؤولين اللبنانيين لاصدار قرار اممي لوقف اطلاق النار بمعزل عن غزّة. بعض مناصري “حزب الله” استهزؤوا بالطلب، والمسؤولون اللبنانيون والدول المعنية لم يستجيبوا الى ان طالب الاجتماع الثلاثي من عين التينة والحكومة بمقترحنا نفسه” . باسيل دعا مجدّدا لموقف لبناني جامع بمشهد جامع يعلن عن وقف النار من جانب لبنان. وأوضح أن “ذلك ليس ابداً تسهيلاً لاحتلال إسرائيلي لأي ارض لبنانية، بل لتعرية العدو ومنعه من محاولة احتلال الأرض”، مشيراً إلى ان “مخطّط اسرائيل لم يتبدّل منذ وقت انشائها”.
وتابع: “عقيدتها المستمدّة من الاسطورة بغطاء الدين، عنوانها اسرائيل الكبرى التي تجمع شتات اليهود من الغرب والشرق تحت اسم الشعب المختار، وتحتل أرض غيرها تحت اسم ارض الميعاد الممتدّة من النيل الى الفرات، وتأخذ في طريقها قسمًا من لبنان. لهذا وبغض النظر عن “اعتراضنا” الكبير على وحدة الساحات وفشلها، وعن حرب الاسناد وعدم فعاليتها بعدما صار لبنان بحاجة للاسناد، نحن اليوم في قلب المعركة لمنع العدو الاسرائيلي من احتلال “ارضنا” مجدداً”.
واكد باسيل ان “اسرائيل لا تستهدف حزب الله وحده بل كل لبنان بأرضه وشعبه”، وقال: “والتيار في قلبها بالتضامن الانساني والمجتمعي اولاً وبالسياسة والدبلوماسية والوحدة الوطنية ثانيًّا “.
ورأى أن “اخطر ما تقوم به اسرائيل هو التدمير الممنهج للمباني والتهجير المنظّم للأهالي، بشكل لا يسمح لهم بالعودة قريباً. فاسرائيل متخصّصة بعمليات الترانسفير السكاني، وسبق ان مارسته بإتقان ضد الفلسطينيين من عام 1948 وصولاً لغزّة اليوم والضفة غدًا، وهذا الترانسفير تطلقه ايضًا ضد اللبنانيين، وتحديداً الشيعة في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، لتدفعهم باتجاه جبل لبنان والشمال وسوريا وصولاً للعراق وايران”.
وشدد على أن “عملية افراغ لبنان من الشيعة هي مؤامرة لافقاده أحد مكوّناته التأسيسية، وهي بالتالي ضرب لوجوده”، ولفت الى ان “ذلك لا يعني فقط تمزيق النسيج المجتمعي اللبناني المتنوع والغني، انما التحضير لفوضى داخلية والدفع لفتنة مذهبية وصولاً لحربٍ اهلية، فأي محاولة لعزل الطائفة الشيعية واستهدافها واستضعافها هو تخريب للبنان وضرب لكل مكوّنات شعبه”.
وحذر من التورّط بمخطّطات تهدف إلى فرز اللبنانيين وتقسيم وطنهم وضرب وحدتهم. وقال: “هذا مبتغى اسرائيل، التي تعتبر النموذج اللبناني نقيضًا لأحاديّتها وتهديدا لوجودها، وهي تريد ان تحيط نفسها بدويلات طائفية متناحرة، في سوريا والعراق ولبنان، وهذا مشروعها من سنة 75” .
وأكد باسيل انه “من الواجب مواجهة المشروع بالحفاظ على صيغة لبنان الموحّد والمتنوّع وبالتصدّي للترانسفير الديمغرافي وباحتضان شعبنا المهجّر من ارضه الى ان يعود إليها بأمان”.
كما أكد “الاستمرار برفع الصوت لفضح تآمر الذين ينتظرون على رصيف التاريخ وعدم السماح لهم بجرّ لبنان والمسيحيين لاوهام جديدة ومغامرات مكلفة وخاسرة”.
وحمّل “الأجهزة العسكرية والأمنية، وحتّى الناس، مسؤولية الحفاظ على أمن جميع اللبنانيين ومنع اي فتنة بين الضيوف الاحبّاء وابناء المناطق التي استقبلتهم”.
ونبه باسيل المجتمع الدولي الى ان مثل هذا الاحتلال، “إذا حصل لا سمح الله، يشرّع كل سلاح ولو من خارج منطق الدولة وخارج الاستراتيجية الدفاعية التي نريدها بأهداف لبنانية حصراً وبقيادة الدولة وغير مرتبطة بالمحاور”.
وقال: “أي احتلال اسرائيلي مستدام لأي بقعة من لبنان ليس لمصلحة تأمين استقرار مستدام على الحدود اللبنانية، ولا يساعد لفصل لبنان عن المحاور الاقليمية، بل يكرّس الواقع اللبناني كجبهة مواجهة مسلّحة ضد الاحتلال، ويتحوّل لبنان لساحةٍ مفتوحة يتجمّع فيها مقاتلون من فلسطين وسوريا والعراق واليمن وايران وصولاً الى باكستان وافغانستان، وكل هذا على حساب الدولة الوطنية والاستقرار الدائم”.
وأضاف: “كما انّ اطالة امد الاحتلال تعني نزوحاً مستداماً في الداخل اللبناني المكتظ اساساً بالنازحين واللاجئين، ما يضرب الاستقرار الداخلي ويساهم بتفكّك اضافي لبنية الدولة، ويؤدي الى تعزيز نزعة التسلّح والحماية الذاتية عند كل المكوّنات”.
ورأى ان “هذه اللوحة السوداوية، تحوّل كل مساحة لبنان العربي البلد المؤسّس لجامعة الدول العربية، لساحة صراع ايراني – اسرائيلي، يتصارعون فيه وبمقدّراته وبشعبه مثل حجار الشطرنج؛ بدلًا من أن يكون لبنان في قلب الصراع العربي – الاسرائيلي ويحصّل بقوّته، وبدعم ايران وغيرها، حقوقه الضائعة بالارض والثروات ويوقف الاعتداءات ويعيد النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين”.
وقال: “يجب ألا نقبل أبدًا بتقديم تنازلات على حساب القرار السيادي للدولة اللبنانية، ويجب المطالبة بتنفيذ فعلي للقرار 1701 من الجانبين الاسرائيلي واللبناني. حان الوقت للبنانيين ان يختاروا مصالح لبنان الصرفة، على حساب مصالح اي محور بعدما ظهر وثبت ان بعضها اصبح الى حد بعيد متناقضا مع المصلحة اللبنانية”.
وفي موضوع منظومة حماية لبنان قال: “نحن نريد اولاً لبنان وطنًا آمنًا يحميه جيشه باستراتيجية دفاعية تستفيد من جميع عناصر قوّته ويكون القرار فيها للدولة الحاضنة للجميع. ونريد لبنان ثانياً وطن الـ 10452 كلم²، لا تكون ارضه ساحة اختبار وتصفية حسابات ولا يكون ابناؤه حرس حدودٍ عند أحد ولا جنودًا بخدمة أحد. ونريد ثالثاً تحييد لبنان عن اي صراعات خارجية لا مصلحة له فيها، لأننا نخاف ان يدفع الثمن مرتين: مرّة ثمن التناحر بين المتصارعين ومرّة ثمن التفاهم بين المتصالحين”.
وأوضح رئيس “التيار” أن “حرب اسناد غزّة أفقدت لبنان معادلة الردع”، وقال: “فجأة، وجد لبنان نفسه من دون الحماية التي تأمّنت له بعد عام 2000 ابان التحرير وترسخّت عام 2006 بعد حرب تموز، وفشل قرار وحدة الساحات بحماية لبنان، الذي صار مكشوفًا من دون أن تدافع عنه اي دولةٍ من محور الممانعة”.
وأكد أنه ” لم يكن لحرب اسناد غزّة اي هدف لبناني، وبفعل العدوان الاخير صارت اسرائيل تشترط اطلاق اسراها من غزّة من بين شروط وقف الحرب على لبنان. فاسرائيل تتفوّق بالسيطرة على التصيعد وبالقوّة النارية والقدرة التدميرية والخرق الاستخباري؛ امّا مقاومتنا فلا تمتلك قدرات تدميرية موازية، او حتى متقاربة، لوقف الوحش الاسرائيلي”.
ولفت الى انه “بينما لم يتدخّل باقي اعضاء محور المقاومة مباشرةً لاسناد المقاومة، انخرط اطراف المحور الآخر وعلى رأسهم اميركا بالمعركة مباشرة إلى جانب اسرائيل. فصار من الواضح ان ايران لا تعتبر لبنان جزءًا من امنها القومي، واذا كان القضاء على حزب الله خطًّا احمر لا تسمح فيه، الاّ انّها رغم كل ما حصل، لم تتورّط بعد بحرب مباشرة لوقف تهديم لبنان ولن تعرّض امنها القومي وبرنامجها النووي لخطر التهديد من اسرائيل واميركا . وفي بالمقابل اسرائيل، ومن معها او من ينتظرها في الداخل، وحان دوره ليشعر بفائض القوّة، يخطئون التقدير اذا اعتبروا ان حزب الله فقد نهائيًّا قدرة الدفاع عن ارض لبنان”.
باسيل اعتبر ان “تعديل ميزان القوى لا يزال ممكنًا من خلال منظومة بديلة عن قوّة الردع التي فقدتها المقاومة”.
وقال: “هذا البديل هو الأصيل وهو الدولة اللبنانية القادرة ان تستجمع اولاً في استراتيجيتها عناصر القوّة المتبقية لدى المقاومة، وتعزّزها ثانياً بجيش قوي يوافق الـمجتمع الدولي على تسليحه ليكون ضامنا للاستقرار على الحدود وفي الداخل، ومدعومًا ثالثاً بقرار دولي جديد بوقف اطلاق النار مبني على القرار 1701، ويتّوج هذا كلّه رابعاً باتفاق لبناني اقليمي دولي يؤمّن الحماية والاستقرار للبنان على قاعدة تحييده عن الصراعات وتعزيز سيادته واستقلاله، ويتحصّن كل ذلك خامساً بوحدة وطنية ترسم للبنان دوره المستقبلي من خلال حوار يرأسه رئيس جمهورية لبنان تعاونه حكومة انقاذ وطني”.
وفي موضوع رئاسة الجمهورية، لفت رئيس “التيار الوطني الحر” إلى أنّ امورًا كثيرة تحزنه في هذه الحرب، على رأسها خسارة قائد استثنائي مثل سماحة السيّد حسن نصر الله واستشهاد وجرح آلاف اللبنانيين، مضيفاً: “ولكن اكثر ما يؤلم هو قلّة ادراك عدد كبير من السياسيين لحجم المسؤليات الملقاة “علينا” لانقاذ “بلدنا”.
وسأل :”هل يعقل ان كل الذي يجري لا يحثّ البعض على الاستعجال لقيام سلطة دستورية ميثاقية تقود اللبنانيين بمواجهة الحرب وتفاوض باسمهم للتوصّل الى حلول مشرّفة؟ وهل من المقبول وجود جهات لا تأبه لإضعاف صمود اللبنانيين بمنع انتخاب رئيس الاّ بعد وقف اطلاق النار، وهم يعرفون ان نتنياهو لا يرضى بوقف اطلاق النار قبل تحويل لبنان الى غزّة اخرى؟ وان اسرائيل لا تريد السماح الآن بانتخاب رئيس جمهورية ويمكن أن تسعى لمنعه بعدوانها؟”
وأضاف: “من جهة ثانية هناك من يريد تأخير انتخاب الرئيس، على امل وصول لحظة امساك اسرائيل بالقرار اللبناني لتتمكن من فرضه رئيسًا على اللبنانيين وكأنه لم يتّعظ من ماضيها”.
وتوجه للفريق الأول قائلًا :” ألا يكفي ما وصلنا اليه لتقتنع بانّك من دون الدولة لن تستطيع ان تنتصر وان الهزيمة امام اسرائيل ليست خسارة حزبك لوحده بل هي وبال على لبنان الوطن والشعب؟”
أما الفريق الثاني فقد توجه باسيل اليه موضحًا أن “الحرب كشفت وتكشف تجارًا مستعدين لبيع الهيكل، للمساومة على السيادة، وللتخلّي عن الأرض مقابل وعود او احلام او اوهام بالموقع الأوّل بالسلطة. ومن نفوس ضعيفة تستهويها الخيانة، وهي مستعدّة ان تهلّل للمعتدي وتبشّر بالاحتلال وتروّج لمؤامرة تهجير قسم من شعبنا الى الخارج”.
وتوجه باسيل للذين يراهنون على الاحتلال من جديد، منبّهًا أن “التاريخ لن يعود الى الوراء، واذا عاد فتذكروا كم كانت النهاية مؤلمة والخسارة كبيرة وطالت الجميع تهمةً وسمعةً. ولا يتوهمنّ أحد انه قادر بملاقاة الاحتلال أن يفرض اجندته التقسيمية، فلنأخذ عبرة من الماضي”.
وأكد باسيل: “نحن في التيار يبقى ايماننا بوحدة لبنان الكبير وبدولة على رأسها رئيس يجمع كل اللبنانيين، نبحث عنه بالتواصل مع كافة الكتل النيابية للبحث بأسماء المرشحين لنرى على من يتقاطع اللبنانييون اسماً جامعاً”.
وكشف: “سنتواصل مع كل الدول الفاعلة للمساعدة في اغاثة شعبنا المهجّر، وللضغط توصلاً الى قرار دولي بوقف اطلاق النار، ولتأمين دعم خارجي للحفاظ على لبنان، مدخله انتخاب رئيس لا يحاول احد فرضه علينا تحت ستار انتصار اسرائيل على لبنان، فإسرائيل لم ولن تنتصر، ولا يمنعه احد ايضاً تحت ستار ان المحور لم يقرّش بعد اثمان ما دفع في هذه الحرب، فالمحور لن يستطيع التقريش في هذه الظروف”.
وقال باسيل :”نريد رئيساً يفهم كيف يحوّل هذه الحرب المدمّرة فرصةً لاستعادة الدولة القوّية، فلا يقوى عليها اي فريق داخلي ولا يستقوي عليها العدو الاسرائيلي. رئيس يدرك ان مأساة نزوح ما يزيد عن مليون لبناني هي مناسبة لعودة ما يزيد عن مليون نازح سوري الى بلده بعدما عاد اكثر من 330 الف حتى الآن من دون عائق لا لبناني ولا سوري ولا اممي. رئيس يعرف ان التحدّي هو في حماية وحدة لبنان والتصدّي لمحاولة عزل مكوّن لبناني، فنحتمي ببعضنا من الأخطار لا ان نتفرّج على اوجاع بعضنا، ونحمي وطننا تحت سقف الدستور، ووثيقة الطائف، نحتمي بالشرعية الدستورية وليس بالعودة الى شريعة الميليشيات. رئيس يعمل لأن يكون لبنان منصة غاز ومعبر بضائع بدل ان يكون منصّة ارهاب ومعبر مقاتلين. رئيس يدعو كل اللبنانيين بمشهد جَمَاعي، لا ثنائي ولا ثلاثي ولا رباعي، يدعوهم الى وقف الحرب دون استسلام، فالاستسلام لا يصنع السلام. رئيس يجمع اللبنانيين لمقاومة اي احتلال للأرض، للقرار، للثقافة، للفكر وللاقتصاد. رئيس يعيد وصل لبنان بكل الأمم، عربية وخليجية وغربية، ويقود عملية اصلاح حقيقية، في النظام والاقتصاد والمال، رئيس موثوق يعيد اعمار الحجر واعمار الثقة بلبنان. رئيس يدير التفاوض فننجز اتفاق النقاط البرية العالقة كما انجز الترسيم البحري الذي انتصر به لبنان والذي يريد الاسرائيلي الغاءه بعدما اعتقد الآن نفسه منتصراً. رئيس يعرف ويلتزم ان الدخول في المحاور هو مغامرة فاشلة، اياً كان هذا المحور”.
باسيل أكد انّ البحث سيبقى مستمرًّا للتوافق على هذا الرئيس دون يأس”. وأضاف:” لن نتعب من الوقوف الى جانب اهلنا المتألمين والخائفين على وجودهم، نحن نسمعكم ونشعر معكم ولو مهما اختلفنا بالسياسة، الى اي طائفة انتميتم وبأي حزب آمنتم”.
وختاماً وجه رئيس “التيار” تحيّة لكل صحافي يخاطر وحتّى يستشهد لينقل للعالم حقيقة الوحشية الاسرائيلية. ولكل من تحرّك للمساعدة بنخوة وطنية وبروح انسانية. وختم قائلاً:” نحن لبعضنا، ونمدّ كل لبناني بالأمل بالبقاء وبالقدرة على البناء. فهذا هو لبنان الذي نريد، وهذا هو التيار الذي يعمل لهذا اللبنان”.