الدكتورة رندا ماروني/الإنقلاب على الكيان اللبناني له أثمان باهظة

116

الإنقلاب على الكيان اللبناني له أثمان باهظة
الدكتورة رندا ماروني/26 أيلول/2024

لبنان دولة محتلة من قبل حزب إيران، لطالما رددنا هذه العبارة وأشرنا بإصبعنا إلى المحتل العالي الإصبع حين كان الجميع يهابونه ويهللون له ويصفونه بالمقاومة، المقاومة الإلهية الغير قابلة للنقد أو المراجعة، حتى عندما ثارت ثورة ١٧ تشرين، ونزلت إلى الساحات لم تجرؤ أن تشير بإصبعها إلى أساس المشكلة التي يعاني منها الكيان اللبناني، وكان الترداد دائما ( مين عم يجيب سيرة سلاح حزب الله نحن ثورة ضد الفساد)، أي ثورة ضد الفساد دون الإشارة إلى من هو مسبب هذا الفساد.
الفساد من خلال الانقلاب على الكيان اللبناني والارتباط بمشروع واضح خارجي ينمو على أنقاض الدولة اللبنانية.
الفساد في الإنقلاب على الدستور والقانون وتطبيق دستور المهدي.
الفساد من خلال الإنقلاب على السلطة وعلى التداول الديمقراطي لهذه السلطة ووضع اليد بطريقة كاملة من خلال سياساته المتبعة على الدائرة القريبة والبعيدة باستخدامه قوانين الترغيب والترهيب التوتاليتارية لمنع أي معارضة تقف في وجه جبروته.
الفساد من خلال الانقلاب والإنقضاض على النموذج المالي والاقتصادي للكيان اللبناني، ولأسباب الإنهيار المالي قصة أخرى في سرد مفصل آخر.
الفساد بالإنقلاب على مؤسسات الدولة بإنشاء مؤسسات رديفة وحتى بديلة تقوم مقام الدولة في كافة المجالات، أكانت مالية أم تربوية عقائدية تنسف العقيدة والميثاق اللبناني، أم أكانت عسكرية.

فلبنان كله تحت سيطرة الحزب أي في قبضة إيران، وعندما يفقد البلد كله وضعه الدولتي والسيادي فلا تسأل عن سبب الفساد، فشماعة الثلاثية الشهيرة اليوم فرضت ذات مرة فرضا في بيان حكومي فصارت ذريعة للمسؤولين بأن لم نعد مسؤؤلين وان الثلاثية تعطي الحزب حق ارتكاب كل ما يرتكب ليست مسألة فساد فقط بل مسألة دولة اسمها لبنان ومن يسيطر عليها، وليست مسؤولية ثلاثية مفروضة اليوم فيما العالم واللبنانيون كلهم مدركون أنها إيران، فهي تعمل بواسطة حزبها على تغيير طبيعة البلد نهائيا والإنقلاب عليه وعلى قراره وعلى حقه إختيار السلم أم الحرب، فكانت حرب المساندة التي لم تساند ولم تساعد إلا على إستسهال الانخراط في حروب مدمرة بتوقيت إيراني ولقضاء حاجة إيرانية ملحة ليرخص الغالي والنفيس وتزهق أرواح اللبنانيين ويهجرون من بيوتهم ليفرشوا الأرض وليلتحفوا السماء تلبيتا لهذه الحاجة، هذا ليس بفساد فقط بل إنه الإنقلاب الكبير، الإنقلاب على الكيان اللبناني الذي يكبد دائما المنقلبين أثمانا باهظة.

فمهما طال الزمن ، حيث برهن التاريخ البعيد والقريب بأن الكيان اللبناني هوالحامي الوحيد لكافة أبنائه وليس أي مشروع طارئ مستجد حيث في كل مرة زالت واندثرت جميعها وتبخرت ليبقى الكيان صامدا واقفا بوجه كافة المشاريع المدعومة بقوى مدججة ضخمة وهو الصغير منفردا، مسلحا دائما بأعجوبة مرسلة عند ساعة الصفر.
عند ساعة الصفر
ترسل الأعاجيب
تفتح السماء وسعها
فتطل الجبابرة
في مشهد مهيب
عنوانه العظمة
وسحر فانوس
مارده ينحني
للسائل مستجيب
شبيك لبيك
لك كل ما كتبته
المحابر وتصفحته
الكتاتيب
وقصته القصص
وطالبته المطاليب
فأنت الصغير منفردا
لقلب الخالق
سالب سليب
ولك وحدك
عند ساعة الصفر
ترسل الاعاجيب