العميد الركن المتقاعد يعرب صخر/ملامح ومرامي الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية تجاه حزبللا

36

ملامح ومرامي الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية تجاه حزبللا
العميد الركن المتقاعد يعرب صخر/موقع أكس/12 أيلول/2024

إسرائيل، وفي ظل المنع الأميركي من توسعة الحرب في الشمال، وأن تفعل ما بدا لها دون ذلك؛ تتعامل مع حزب إيران في لبنان بطريقة تضمن لها بديلا” أفضل من شن حرب كبرى يؤدي لها ذات الغرض.

مستندة” إلى بنك اهداف شامل مادي وبشري محدد مسبقا”، وعملية استخباراتية فاعلة مع خريطة معلومات محدثة يوميا”.. ومن خلال متابعتنا لما يجري ويتصاعد، وقراءتنا للمشهد وما وراءه، نستخلص الإستراتيجية المتبعة بعمليات مؤثرة وبأشد من السابق، وغرضها تحقيق ثلاثة أهداف:

١- شل وإنهاك وتشتيت التركيز عند هذا الحزب عبر الاستمرار اليومي في اقتناص رؤوسه القيادية وعناصره المنتخبة، لخلق حالة إرباك وضعضعة عملية صنع القرار، وقطع أو إضعاف ما أمكن الصلة والتراتبية وعملية الأمرة ما بين القيادة والميدان.

٢- بعد أن استطاعت إسرائيل حرق وتدمير وتفريغ المنطقة المحاذية لحدودها الشمالية بعمق ٦ -٨ كلم، اتجهت لتوسعة أو مد هذا العمق شمالا” شيئا” فشيئا”، بوتيرة قصف ساحق للبلدات والقرى واستهدافات تدميرية لأهداف موضعية هامة متمثلة في بقع اللوجستية الوسيطة والمتقدمة ومخازن السلاح والذخيرة ومخابيء الصواريخ.

٣- استنزاف قدرات وامكانيات هذا الحزب التسلحية وتقليص مخزونه من الصواريخ والمسيرات، إن كان عبر ضربها في أماكنها المختلفة والمتفرقة، أو عبر لجوئه لعمليات الإطلاق اليومي لها بالعشرات أحيانا” والمئات حينا”، واصطياد اسرائيل لمعظمها بواسطة قببها الحديدية ووسائل دفاعها الجوي (أرو ٢و٣، مقلاع داوود، باتريوت..) وقريبا” جدا” تبدا جهوزية سلاح دفاع جوي ليزري وفق عدة تقارير عسكرية.. حيث إسرائيل لن تشكو من النقص وكل الترسانات الغربية في خدمتها؛ بينما حزبللا من الصعب جدا” عليه تعويض النقص الحاصل في أسلحته التكتيكية ومسيراته وصواريخه الإستراتيجية، نظرا” لعمليات الاستهداف اليومي لمصادره ومخزونه، إضافة لقيام إسرائيل بشكل متلاحق في رصد وتتبع وضرب خطوط إمداده وبقع لوجستياته الخلفية في بعلبك والهرمل وجوارهما وصولا” لخط القلمون وجهده الاحتياطي ومراكز التصنيع الحربي في حمص وحماه ودمشق..

..وتماشيا” مع كل ذلك، لا شك أن هناك مسارا” دبلوماسيا” موازيا”، تهيء له كل دبلوماسية النار هذه؛ وهو تمهيد الأرضية لتطبيق القرار الدولي ١٧٠١ القاضي بإفراغ الجنوب اللبناني حتى شمال الليطاني بعمق ٤٠ كلم من كل الميليشيات والمظاهر المسلحة غير الشرعية واستلام الجيش اللبناني لها بمؤازرة اليونيفيل.. وهذا ما لا يزال حزبللا يماطل به، وهذا ما لا تزال إسرائيل ماضية في فرضه بلغة النار.

ومع بدء خفوت وانخفاض الضغط الأميركي لتلافي الحرب الموسعة بسبب الانهماك بالانتخابات الرئاسية الوشيكة، ونتيجة ذلك، ضبابية السياسة الخارجية المحددة للاستراتيجية الثابتة على أساسها في الشرق الأوسط… إسرائيل تبدأ بالتفلت من هذا الضغط لتنفيذ مآربها، ليس فقط في لبنان، بل كذلك في إيران حيث القنبلة النووية الإيرانية على وشك النضوج… خصوصا” كذلك أن إسرائيل كلما واجهت أزمات وانقسامات داخلية، تهرب وتنفلت وتنقل أزماتها خارج حدودها إلى أرض أخصامها.

اضغط هنا لمشاهدة مقابلة العميد الركن المتقاعد يعرب صخر من قناة الشرق نيوز