في الحادي عشر من أيلول ، نتذكر واحدة من أكثر اللحظات المروعة في تاريخ البشرية، عندما نفذت القاعدة عملية شريرة خططت لها بعناية في قلب الولايات المتحدة.(11 أيلول/2001). لم يكن الاعتداء الإجرامي مجرد تدمير لمبانٍ وقتل الآلاف من الأبرياء؛ بل كان محاولة مدروسة لإرهاب العالم وفرض أجندة إسلامية متطرفة غارقة في العنف والإرهاب. كان هدف القاعدة واضحاً: نشر الفوضى، وتفكيك الأنظمة الديمقراطية، واستبدالها بحكم إسلامي استبدادي يتحدى القيم الإنسانية الأساسية، ويشرعن القتل واستعباد المسيحيين وغيرهم من الأديان غير الإسلامية الأصولية كافة حول العالم. اليوم، ونحن نحيي ذكرى هذه المأساة، نجد أنفسنا أمام واقع مقلق كون الإدارة الأميركية الحالية بقيادة الديمقراطيين تتخذ خطوات لا تخون فقط روحية الحرب على الإرهاب والإرهابيين التي انطلقت بعد 11 أيلول/2001، بل تقوضها فعليًا، وبدلًا من تصعيد القتال ضد الإرهاب بجميع أشكاله، نشهد دعماً ومساندةً للفصائل الإسلامية المتطرفة، سواء منها الشيعية أو السنية.
إن إدارة الرئيس بايدن، أكملت النهج الخطير الذي سار عليه الرئيس أوباما، حيث قوت وعززت سيطرة ونفوذ النظام الإيراني الإرهابي، وهو نظام كان له دور في هجمات 11 أيلول هو حالياً يقترب أكثر من أي وقت مضى من امتلاك الأسلحة النووية، مما يشكل تهديدًا وجوديًا ليس فقط لإسرائيل والدول العربية، بل للعالم المتحضر بأسره.
وفي حين الإدارة الأميركية الديمقراطية تغض الطرف عن الجرائم المتصاعدة لإيران وأذرعها الإرهابية في لبنان وسوريا والعراق واليمن، فإنها في نفس الوقت تترك عصابات الحوثيين اليمنيين يعيثون فسادًا في المنطقة، معطلين حركة النقل البحري دون أي عواقب وردع فاعل. وفي الوقت نفسه، نشهد تحالفًا مقلقًا مع الإسلام السياسي السني، الذي تجسده جماعات متطرفة وعنفية من مثل الإخوان المسلمين وبوكو حرام، وهي منظمات إرهابية مصممة على زعزعة الاستقرار ليس فقط في الشرق الأوسط، بل في العالم بأسره، ناشرة الفوضى والدمار.
والأكثر إثارة للقلق هو التواطؤ الصامت لإدارة الديمقراطيين الرئاسية والحزبية مع جماعات الإخوان المسلمين داخل الولايات المتحدة وخارجها، حيث يواصلون أنشطتهم المتطرفة بغض نظر لافت وفاضح ودون رادع فاعلة. بل على العكس، يُمنحون كل مستلزمات التأثير في لتشكيل السياسات الأميركية من الداخل، وهو واقع مقلق لا يمكن تجاهله.
في الختام، يجب على الداعين للسلام في العالم والعملين على تحقيقه أن يناهضوا بقوة وعلناً هذه السياسات الأميركية الكارثية، علماً أن إدارة الرئيس بايدن، مثل إدارة الرئيس أوباما التي سبقتها، هي عمليأ تعادي الشعب الأميركي وكذلك السلام العالمي، حيث تعزز الإرهاب بشقيه السني والشيعي. لهذا، مطلوب من دعاة السلام العمل بسرعة وجدية لإسقاط كاميلا هاريس وفضح مل من يقف وراء هذه الأجندة المدمرة.
وفي الوقت نفسه، يجب على الولايات المتحدة أن تقف بحزم مع إسرائيل في جهودها لتحييد الطموحات النووية الإيرانية والقضاء على التهديد الإرهابي الذي تمثله حماس.
علاوة على ذلك، مطلوب أميركياً وغربياً وعربياً وبسرعة اتخاذ موقف حازم ضد حزب الله الملالوي والإرهابي في لبنان من خلال تطبيق القرارات الدولية تحت البند السابع، وهي اتفاقية الهدنة وقرارات مجلس الأمن 1559 و1680 و1701.
في الخلاصة، لا يجب أن تمر ذكرى 11 أيلول دون تذكير واضح وثابت بمن هم الأعداء الحقيقيون للسلام والاستقرار: الإسلاميون السياسيون، سواء الشيعة أو السنة، واليسار الراديكالي الذي تجسده إدارتا بايدن وأوباما. لهذا يجب أن يتحد دعاة السلام ضد هذا التهديد الوجودي لضمان مستقبل آمن ومزدهر للأجيال القادمة.
الهدف من هذه المقالة هو تسليط الضوء على المخاطر الجسيمة التي تشكلها العناصر اليسارية المدمرة عبر جميع الأطياف وعلى التهديدات الماثلة من الإسلاميين السياسيين السنة والشيعة، وكذلك تظهير خطورة التأثير الكارثي لبعض القرارات السياسية الأميركية على الاستقرار العالمي والدعوة إلى موقف ثابت ضد الإرهاب بجميع أشكاله، والحاجة الملحة لمنع ملالي إيران من الحصول على قدرات نووية.
**الكاتب ناشط لبناني اغترابي عنوان الكاتب الألكتروني Phoenicia@hotmail.com رابط موقع الكاتب الألكتروني https://eliasbejjaninews.com