رابط فيديو تعليق من موقع “جريدة النهار للكاتب والصحافي نبيل بومنصف نوانه، هل عاد خطر الحرب؟ ومقالة للكاتب نشرتها النهار اليوم تحت عنوان: بعد 11 شهراً إلى الأخطر
رابط فيديو تعليق من موقع “جريدة النهار للكاتب والصحافي نبيل بومنصف نوانه، هل عاد خطر الحرب؟ ومقالة للكاتب نشرتها النهار اليوم تحت عنوان: بعد 11 شهراً.. إلى الأخطر! ما يجري في الجنوب منذ أيام يشي إلى أخطار جدية تكشفها التهديدات الإسرائيلية بهجمات على لبنان ولا ينبغي إهمال خطر جدية إقدامها على ذلك في الفترة الفاصلة عن الإنتخابات الأميركية. 09 أيلول/2024
بعد 11 شهراً.. إلى الأخطر! نبيل بومنصف/النهار/09 أيلول/2024
طوت امس “حرب المشاغلة” في جنوب لبنان شهرها ال 11 فيما ينبئ كل شيء فيها انها تجاوزت هذه التسمية الى ابعد من الأبعد . ذلك ان طابع هذه الحرب وإطارها وتسميتها، كلها مواصفات قيد إعادة النظر والمراجعة عشية بلوغها سنة كاملة ربطا بسنة الإبادة المتواصلة في حرب غزة، وما يعني لبنان من التدقيق في هذا الربط القاتل بين الحربين. ولعل ما يلزمنا التوقف عند محطة تلو الأخرى في حرب المشاغلة ان إسرائيل تجنح بخطورة متدحرجة دمارا ودما الى اعتماد معادلة الحرب المفتوحة على كل الجبهات بما يعني، وبالحد الأدنى من اخذ هذا الاتجاه في الاعتبار، ان جنوب لبنان وعبره لبنان بأسره قد يبقى رهينة حرب استنزاف لا سابق لها بطول مدتها ولا تبعا لذلك في امكان ان تبقى مفتوحة على خطر اشتعال حرب شاملة.
في الأحد عشر شهرا الفائتة من عمر حربي غزة والجنوب اللبناني شهد الشرق الأوسط سابقة نشؤ أطول حرب عربية إسرائيلية، اذا صح التعبير واختزلنا الطرف الأساسي الأكبر غير العربي أي ايران من التسمية علما ان ذلك يشكل “تزويرا” لحقيقة جوهرية من حقائق “رعاية” وقيادة وتمويل وتسليح ايران للقوى والفصائل المنخرطة في الحرب مع إسرائيل .
في مقابل مروحة حربية “ممانعة” مترامية من اليمن الى جنوب لبنان، تسعى إسرائيل الى قلب معادلة تاريخيّة شهيرة انها صاحبة تاريخ حربي لا يحتمل الا حروبا سريعة خاطفة وقصيرة الأمد، لذا يعاند بنيامين نتنياهو معاندة غير مسبوقة لافشال اكبر وأضخم واخطر ضغطين عليه لوقف الحربين، هما الضغط الاميركي وضغط التظاهرات الجرارة للاسرائيليين غير المسبوقة بضخامتها المطالبة ب”صفقة الآن” أي بوقف حرب غزة. في ظل هذا المخاض المعقد لا شيء يوحي اطلاقا بان نتنياهو مقبل على التسليم النهائي الوشيك بنهاية الحرب ولو ان هذا الاحتمال يبقى قويا وقائما ربطا بضخامة المد الإسرائيلي الرافض للاستمرار بحرب لا نهاية لها كما يخطط لها نتنياهو وعتاة اليمين الإسرائيلي المتطرف.
يتعين على اللبنانيين اذا، ان يدققوا في الوقائع الإسرائيلية الداخلية كما في وقائع مجريات الحرب للإدراك بان نزف الجنوب وعبره لبنان وما قد نقبل عليه من تطورات مفاجئة يضع البلاد مجددا على كف عفريت وفي مهب ما ظن الكثيرون انه صار وراء احتمالات الحرب الشاملة. فما شهدته مناطق الحدود الجنوبية في الأيام الأخيرة تحديدا يفترض ان يثير الريبة الشديدة في طبيعة المجريات الميدانية التصعيدية الجارية والمقترنة برفع وتيرة التهويل الإسرائيلي بالتفرغ الهجومي على لبنان.
فحتى لو كان هذا التهويل المتجدد في اطار الحرب الدعائية فان وقائع تكثيف الغارات والهجمات الإسرائيلية في أيام معدودة ينم عن تطور هجومي لافت مع بلوغ الحرب شهرها ال11. حتى ان المجريات الميدانية، بين الغارات الإسرائيلية وردود “حزب الله” الصاروخيّة على مواقع عسكرية ومستوطنات، يمكن اعتبارها الأعنف منذ يوم رد “حزب الله” في 25 آب الماضي على اغتيال قائده العسكري فؤاد شكر.
بذلك يكون معيار الحرب قد سجل “نقلة” استراتيجية في مواجهة مفتوحة لم يعد يعتد فيها بما يسمى “قواعد الاشتباك”، التي اطيح بها أساسا مرات ومرات، ولكن في ظروف الاستنزاف الجارية سيكون اسقاطها تماما بمثابة الاستعداد الحقيقي غير المموه لاندلاع حرب كبيرة في اي لحظة .. اذا لن ننام على حسابات عتيقة !