هل صدر قرار نهاية السيد حسن الجسدية؟ الكولونيل شربل بركات/04 آب/2024
سربت بعض المواقع الاستخبراتية في العراق خبر مفاده أن السيد حسن نصرالله كان متواجدا في الاجتماع الذي ضم قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاآني وبعض كبار زعماء المليشيات العراقية وذلك في مجمع جرف الصخر في مقاطعة بابل العراقية يوم قصف هذا الموقع الأسبوع الماضي وتبنت القصف القوات الاميركية. ويقال بأن قاآني نفسه أصيب يومها وكذلك السيد حسن ما دعاه إلى الابتعاد عن التصريح، خاصة في قضية مقتل فؤاد شكر، حيث قيل بأن الحزب لم يتأكد من مقتل الأخير الا بعد يومين على الانفجار، بينما كان الخوف الفعلي على حياة السيد والجنرال المهددة خوفا من الاستهداف المتكرر من قبل الطيران الاسرائيلي. وكان الخبر المثلث أي مقتل هنية وشكر والسيد سيضرب ما يسمى بالمقاومة على رأسها ضربة مؤلمة تؤدي إلى فترة من الضياع كالتي حدثت في اليومين الماضيين حيث توقفت العمليات العسكرية فجأة وبدون انذار.
إذا تأكدت هذه الأخبار فإن العد العكسي لزوال الهيمنة الإيرانية قد بدأ فعلا وايام السيد وغيره من كبار قادة الفصائل الإيرانية أصبحت على قيد أنملة من التنفيذ لأن القرار قد اتخذ ولا مجال لالغائه. وانتظار المبادرة من جهة إيران بالردود على الاغتيالات لن يكون مجديا ولو حاول اللوبي الإيراني في الولايات المتحدة ومن خلال الاعلام اللعب على عدم مسؤولية اسرائيل المباشرة في مقتل هنية لتبرير عدم الرد الإيراني حتى استعادة الانفاس.
يقول قائل بأن نظام الملالي الإيراني يتخبط اليوم ولا يعرف كيف يخرج خبرياته. وهذا ما حدث بالفعل يوم مقتل القائد فؤاد شكر الذي يعتبر صاحب أكبر رصيد في مجموعة الحزب الإيراني، فكيف يبقى تحت الركام وبانتظار ماذا؟ خروج نصر الله من المشفى وتأمين سلامته المؤقتة ريثما تتخذ القرارات الملائمة في قيادة النظام العائب؟ أم استعادة قاآني لوعيه وإدراكه لما يدور من حوله، لأن كبار المساعدين العارفين بالتفاصيل قل عددهم والفعالية؟
هذه التكهنات قد يمكن تكذيبها بسهولة طالما بقي السيد قادرا على الكلام المسجل والتوجه إلى العامة عبر الشاشات. كما يمكن لربعه، خاصة العاملين في التركيبة الاعلامية للحزب وبعضهم يملأون الشاشات والصحف ومنهم قدماء جنرالات الجيش اللبناني والمنظرين بنظريات التفوق الميداني والذين كان تقدمهم المغفور له “الماريشال” حطيط واللواء جابر بينما يحمل الراية اليوم العميد شحادة، كل هؤلاء قادرون على تصحيح الخبر وتفسيره واستغلاله، ولكنهم ليسوا بقادرين على نفيه إلى ما لا نهاية إذا ما صح ولا على “رد القدر” أو “الرفق فيه”.
فهل اقتربت ساعة الحقيقة وستنتهي المعاناة قبل بدئها وسيرأف الله بعبيده من اللبنانيين البسطاء الذي يقادون إلى الذبح كل يوم ويخسرون بيوتهم وشقاء العمر من أجل أن يقف خامنئي ويهدد الشيطان الأكبر والأصغر بأرواح أبنائهم التي يرسلها إلى الجنة بدون عناء ولا شفقة وكأنه بالفعل يتحكم بمصير الناس ويمتلك حق تقريره.
إن المتاجرة والمقامرة بمصير الشعوب جرائم سيحاسب عليها من يدعي القيادة وسوف ينتهي مفعول الاباطيل مع بروز الحقيقة الواضحة، فهل سننتظر طويلا؟ أم هل بالفعل اتخذ القرار ولا حيلة لنا إلا انتظار التنفيذ؟…