تقريرللصحيفة البريطانية تلغراف: حزب الله يخزن الصواريخ في مطار بيروت…تصاعد تخزين الأسلحة منذ بدء الحرب في غزة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي اندبندنت عربية/23 حزيران/2024
بحسب الصحيفة البريطانية، من شأن هذه المعلومات أن تثير مخاوف من أن يصبح مطار رفيق الحريري الذي يقع على بعد أربعة أميال فقط من وسط المدينة، هدفاً عسكرياً رئيساً في حال اندلاع أي صراع بين “حزب الله” وإسرائيل يقوم “حزب الله” بتخزين كميات هائلة من الأسلحة والصواريخ والمتفجرات الإيرانية في المطار الرئيس في بيروت، بحسب صحيفة “تلغراف” البريطانية. ونقلت الصحيفة عن مصدر من داخل المطار، اشترط عدم الكشف عن اسمه، قوله إن المخابئ في المطار تضم صواريخ إيرانية الصنع من قبيل “فلق” غير الموجهة وصواريخ “فاتح 110” قصيرة المدى وصواريخ باليستية متنقلة وصواريخ “إم “600 بمدى يزيد على 250 إلى 320 كيلومتراً، إضافة إلى صواريخ كورنيت المضادة للدبابات وكميات هائلة من صواريخ “بركان” الباليستية قصيرة المدى، ومركّبات “آر دي إكس” المتفجرة والمعروفة باسم الـ “سايكلونايت”.
“تلغراف” قالت إن من شأن هذه المعلومات أن تثير مخاوف من أن يصبح مطار رفيق الحريري الذي يقع على بعد أربعة أميال فقط من وسط المدينة، هدفاً عسكرياً رئيساً في حال اندلاع أي صراع بين “حزب الله” وإسرائيل. وذكر أحد العاملين في المطار للصحيفة أن ما يحدث “خطر للغاية، فالصناديق الكبيرة الغامضة التي تصل على متن رحلات جوية مباشرة من إيران هي علامة على أن الأمور أصبحت أسوأ، وعندما بدأت هذه الشحنات بالمرور عبر المطار شعرت أنا وأصدقائي بالخوف لأننا علمنا أن هناك شيئاً غريباً يحدث”.
وأثار عامل المطار مخاوف من أن هجوماً محتملاً على المطار أو أي انفجار قد يحدث هناك من شأنه أن يُحدث أضراراً جسيمة، في مقارنة بين الانفجار الذي هز مرفأ بيروت وألحق أضراراً بالغة بوسط المدينة عام 2020، وبين أي انفجار محتمل. وحذر من أن “بيروت ستكون معزولة عن العالم، ناهيك عن عدد الضحايا والأضرار، إنها مجرد مسألة وقت قبل أن تحدث كارثة أيضاً في المطار”.
يذكر أن “حزب الله” سبق وأن اتُهم باستخدام المطار المدني لتخزين الأسلحة في الماضي، لكن المصدر ادعى أن الأمر تصاعد منذ بدء الحرب في غزة خلال أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وفي نوفمبر (تشرين الثاني) من العام نفسه وصلت “صناديق كبيرة بشكل غير عادي” على متن رحلة مباشرة من إيران.
وأضاف العامل أن “هذا لا يحدث كثيراً، لكنه حدث بالضبط عندما كان الجميع في لبنان يتحدثون عن احتمال الحرب”. وزعم عامل آخر أنه “منذ أعوام وأنا أشاهد الدور الذي يقوم به ’حزب الله‘ في مطار بيروت، لكن عندما يفعل ذلك أثناء الحرب فإن ذلك يحول المطار إلى هدف، وإذا استمر في جلب هذه الشحنات فلا يُسمح لي بالتحقق، وأعتقد أنني سأموت من الانفجار أو سأموت من قصف إسرائيل لهذه الشحنات”.
وأضاف، “لن يكون عمال المطار الضحايا الوحيدون بل الناس العاديون، الأشخاص الذين يدخلون ويخرجون ويذهبون في عطلة، وإذا قُصف المطار فإن لبنان سينتهي”. ومن المعلوم أن قادة في “حزب الله” واجهوا في السابق عقوبات غربية بسبب التهريب عبر المطار، لكن وعلى رغم هذه العقوبات، وبحسب الصحيفة البريطانية مجدداً، فإن موظفي المطار يفيدون بأن وفيق صفا، الرجل الثاني في “حزب الله” ورئيس جهازه الأمني، أصبح حاضراً بشكل منتظم في المطار.
وقال أحد مصادر “تلغراف” إن “وفيق صفا يأتي دائماً إلى الجمارك”، مشيراً إلى علاقاته الوثيقة مع مديري الجمارك، ومضيفاً “أشعر أنه إذا لم نفعل ما يقولونه فإن عائلاتنا ستكون في خطر”. مصادر “تلغراف” زعمت أيضاً أن العمال المتعاونين مع “حزب الله “”يتجولون مثل الطاووس” مع ساعات وهواتف ذكية جديدة، ويقودون سيارات جديدة. بدوره قال الجيش الإسرائيلي في بيان له إن “إستراتيجية ’حزب الله‘ المتمثلة في إخفاء الأسلحة والعمل من الأحياء المدنية تهدف إلى جر الجيش الإسرائيلي إلى استهداف هذه المناطق خلال أوقات التصعيد، وإذا استهدف ’حزب الله‘ المدنيين الإسرائيليين من هذه المواقع، فلن يكون أمام الجيش الإسرائيلي خيار سوى الرد، مما قد يعرض المدنيين اللبنانيين للخطر، ويسبب غضباً دولياً تجاه الجيش الإسرائيلي”.
لبنان يتهم إسرائيل بـ”التشويش” على أنظمة الملاحة في مطار بيروت
ونقلت “تلغراف” عن نائب رئيس الوزراء السابق والنائب عن حزب “القوات اللبنانية” غسان حاصباني قوله إن سيطرة “حزب الله” على المطار كانت منذ فترة طويلة مصدر قلق للبنان، بخاصة مع تحوله الآن بشكل متزايد إلى هدف عسكري محتمل في الصراع مع إسرائيل، داعياً إلى اتخاذ إجراءات لتقييم الأخطار في المطار خوفاً من تكرار كارثة الميناء المأسوية عام 2020. وأضاف حاصباني أن”الأسلحة التي تنقل من إيران إلى ’حزب الله‘ عبر نقاط الدخول الحدودية تعرض اللبنانيين وغير اللبنانيين الذين يسافرون عبر البلاد ويعيشون فيها للخطر”. وفي هذا السياق قال مصدر أمني في الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) لصحيفة “تلغراف”، “كنا على علم بهذا منذ أعوام لكننا غير قادرين على فعل أي شيء من دون اتخاذ إجراءات قانونية دولية، فأيدينا مقيدة في ما يتعلق بما نود أن نفعله حقاً وهو إغلاق المطار وإزالة جميع الأسلحة والمتفجرات”.
ومن المعلوم أن إسرائيل نفذت ولأعوام هجمات على مطارات سورية في دمشق وحلب، حيث تنقل إيران الأسلحة من منشآت الإنتاج إلى وكلائها في المنطقة، بما في ذلك “حزب الله”، واستهدفت كثير من هذه الهجمات الرحلات الجوية المدنية.
وزير النقل اللبناني ينفي تقرير “تلغراف”
وسارع وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية إلى نفي ما ورد في الصحيفة البريطانية داعياً كل وسائل الإعلام والسفراء إلى جولة ميدانية يوم الإثنين في كل مرافق مطار بيروت. وقال خلال مؤتمر صحافي من المطار إن مقال “تلغراف” غير صحيح و”لطالما كان المطار هدفاً” لإسرائيل وليس هناك أي سلاح يدخل أو يخرج عبر المطار. وتابع “مطار بيروت وجهة لتشويه سمعة لبنان منذ عشرات السنوات وهناك تقارير عن ألف خرق جوي فوق الأراضي اللبنانية وخصوصاً فوق المطار يضاف إليها التشويش”.
وزارة النقل البريطانية زارت مطار بيروت
وتمنى حمية على “الصحيفة أن تراجع وزارة النقل البريطانية التي كانت زارت المطار ميدانياً في 22 يناير (كانون الثاني) 2024”. وتابع: “استندت (تلغراف) إلى اتحاد النقل الجوي في التقرير وقمنا باتصال بالأستاذ كامل العوضي الذي أخبرني بأن هذا الخبر عار عن الصحة وأنهم لم يتحدثوا مع الصحيفة وأنهم ينفون نفياً قاطعاً ما ورد في التقرير”.
كما دعا حمية “كل وسائل الإعلام وكل السفراء أو من ينوب عنهم غداً صباحاً للقيام بزيارة ميدانية عند العاشرة والنصف صباحاً في كل المطار”، محملاً “السفراء رسالة وطلب لوقف إنتهاكات العدو فوق المطار”.
وأعلن أن الدولة اللبنانية في طور إعداد دعوى قضائية ضد “تلغراف”. من جهته أكد رئيس المطار فادي الحسن أن “شركات الطيران التي تعمل من وإلى مطار بيروت هي من أهم الشركات في العالم وهي بشكل دوري تجري تدقيقاً حول أمن وسلامة المطار ولو أن لديهم شك بشأن عدم إحترام المعايير لن يترددوا في توقيف الرحلات”.
اتحاد النقل الجوي اللبناني يرد
بدوره، نفى اتحاد النقل الجوي في لبنان UTA، الأحد، ما ذكرته صحيفة التلغراف البريطانية بشأن وجود أسلحة وصواريخ في مطار “رفيق الحريري” الدولي في بيروت. وقال بيان صادر عن الاتحاد: “”طالعتنا صحيفة التلغراف بخبر عن جود أسلحة وصواريخ في مطار بيروت، من دون تقديم أي دليل أو برهان، بل مجرد أكاذيب هدفها تعريض مطار بيروت والعاملين فيه، وكلهم مدنيون، والعابرين منه وإليه، وكلهم مدنيون، للخطر.” وأوضح: “نحمل هذه الوسيلة الإعلامية، ومن ينقل عنها، كامل المسؤولية عن سلامتنا (العاملون في مطار بيروت بكامل منشآته، بمحطة الركاب مغادرة ووصول وساحة الطائرات والصيانة والشحن الجوي المدني). وأضاف البيان “ندعو وسائل الإعلام كافة لبنانية وعربية وأجنبية إلى الحضور إلى مطار بيروت مع طواقم التصوير، والتأكد بأنفسهم”.