الأصـل النيّة جمهوريتك كباريه قال. فخلّينا نشوف اذا بيطلع مع الممانعة اكتر من حمّام مطار عالم تالت. ايلي خوري/موقع أكس/20 حزيران/2024
بدايةً، اؤمن بحرية رأي كاملة، حتى لو كم ووك او يوزفول إديوت اندهش ووقع بنقطة. بالعكس، بفضّل ينزعجوا ويهستروا لعلّو بيعلق شي بدماغن، هيك هيك فاضي او محشي قطن. اما البتضايقو المقدمة، فنصيحة ما يكمّل لأن “الآتي أعظم” وطويـــل.
ديـن ودولــة
اؤمن بعلمنة وفصل شامل بين دين ودولة، وبأن دين واقتصاد “دونتي ميكس”. وبأن الطايفة مجموعة ثقافية متعددة الرأي، مش مجموعة سياسية احادية الرأي. وبأن حقوقا مضمونة بمجرّد ضمان حقوق فرد واحترام اولوية دستور. وبالتالي ما بتعوز دين الّا بويكأند واعياد.
اؤمن كمان بأن الناس متساوين تحت قانون ارضي واحد مش كوكتيل عقائد سماوية وبالستية. وبأن البيخبّرك غير هيك، بروب او كراڤات، مفروض تبعتو عند اقرب طبيب نفساني، مش تناقشو وتسمحلو يتسلّح ويقتل وينتخب ويحكم ويفشل، ويقعد ينظّر عليك تاريخ وحاضر ومستقبل.
اؤمن كمان بأن جمهورية الـ1920 كانت من انجح ما انتج الشرق بعد الحرب العالمية، وكانت بقيت هيك لولا حسد جيران وهلوسة شريك. وبأن اي تغيير بأنظمة ديمقراطية ومجتمع تعدّدي ما بيتمّ الّا عبر دستور وانتخاب، مش بقوة وحروب. هيدا بحال حضارة وحسن نيّة الطرفين.
وبأن لحظة البيتطبّق دستور الطائف (بحضارة وحسن نيّة) مع كم آپغريد، غالبية مشاكل الجمهورية بتنحلّ بسرعة برق. وعراسن مشاكل هوية وطائفية وادارية واقتصادية وامنية وجوار.
أخيراً، اؤمن بأن عفو عن شريك او جار رغم فداحة اخطاء مكرّرة (متبادلة يمكن، انما اكيد مش متساوية) هو طريق للحل. شرط تراجع وتواضع المعتدي، ووقف التكرار تحت اي ظرف.
لا صـوت يـعـلــو
اما ليش جماهير الممانعة “الغفورة” (مسلمين عادةً وبعض مسيحيين) بيرفضوا الدستور تكراراً، وبينقلبوا عميثاق وطائف وحوار بمجرّد ما يوحي ميزان بامكانية؟ وليش ما كلمتن بإيدن وقادرين او ناويين يحترموها؟ وليش بيخربوا دني عفلسطين وغزّة، وبيديروا أيسر علبنان ومرفأ مثلاً؟
الجواب بسيط. هو حقد دفين عنجاح بلد ما كان عبالن يكون موجود (قومجي) او ما كانوا ابطال نجاحو (طوائفي). فبيمتطوا أقرب ديناصور “طريق فلسطين” او “شعب واحد في دولتين” وبتصير الأمة كلّا مش سايعتن، فكيف شقفة الـ10452 المفروض انها مشتركة معك.
يعني مش اكتر من هبج عنصري ومصلحي ممنهج ولو تحت عناوين موبيليا، ظاهرا نبيل وباطنا متوحش. اسبابا مطاطة ومضخّمة، واهدافا مواربة ومستحيلة، بشكل ما بتنربط بزمن او تطوّر ما. وللتمويه، خود عزعيق وتهديد ونواح وعويل وجنازات “وغضب اهالي” 24/24.
وانطور يا كديش لينبت حشيش. وطبعاً الكديش انت واهلك وجمهوريتك، بس الحشيش مش واضح: حرمان، حقوق، عدوان، ضهر، مسيّسة، احتلال، حصار، مساندة، موازين، ساحات، كاريش، شبعا، قدس، غزّة، فلسطين، ايران، كيان، امبريالية، مهدي… بورصة يعني.
مبلا، فصوت بكي طفل، وحزن أم، ووجع مريض، وحرَج ختيار، وصوت موتور وصهريج واسعاف، وصوت ابسط حاجاتك واسخف احلامك، أعلى من صوت كل معارك الأمة واهمّ اساطيرا.
لـبـنـانـي وعـربــي
طوشوا سما ربّك عروبة وعصير مشترك وسكس-پيكون، لوقت صارت كلمة لبناني او فينيقي تهمة عنصرية وخيانة، بدل ما تكون ميزة عابرة طوائف واضافة ثقافية جامعة. وطبعاً عأساس عروبة الممانعة بتشرشر مساواة وعلمانية ووطنية وانفتاح واستقرار. وعأساس ناصر وعرفات واسد وقذافي وصدّام وخميني وإخوان تطوّر، وانت وجمهوريتك وتاريخا ومستقبلا رجعيّة.
قلنا يمكن عن جدّ في مؤامرة او بيرتاح الشريك نفسياً. فطيب يا أخي حنّا عرب وأقحاح وغساسنة وجزيرة ونهضة وخيل وليل وبيداء… وهي لزقناها مع عدو صهيوني بالدستور كمان، شو بعد في؟ طلع لأ ما بيكفي. ما فيك تكون عربي عذوقك، او عربي معتدل او خليج ومصر مثلاً.
طلع عندك فحص دم تاني اسمو قضية مركزية. وطلع اذا ما عبالك ناصر يضمّك وعرفات يكجّك واسرائيل تبعبصك وأسد يغتصبك وملاّ يفاخذك بتكون عميل. وكمسيحي، طلع سعاده وعون عباقرة وانت حمار. وبأن ما فيك تكون مع فلسطين سلطة مثلاً، مجبور تكون مع فلسطين سشوار.
يعني فلسطين اهمّ من لبنان، وبعث اهم من جمهورية، وميليشيا اهم من جيش، وجهاد اهم منك ومن ولادك وسليلتك. وطلع لتكون عربي لازم تسبّ العرب وتغنّي فارسي.
فإذا حدا اتطلّع فيك بالورب بعد – حتى لو ادّعيت انك سويدي او تمنيّت قرود تنتف لحى محور ماد ماكس كلّو – لازم ترقعو فرد كف عنيعو. لعلّو بيخفّف طق حنك وبيستوعب رشّة منطق.
يـمـيـن ويســار
الخيارات السياسية العليا، بين سيادي (طائف وحياد) وممانع (سلاح وساحات)، مش موضوع بسيط، ولا مجرّد مفاضلة بين غرب امبريالي يميني مسيحي اسرائيلي، وشرق ثوروي يساري اسلامي فلسطيني. لأن ولا مصطلح من هول بعدو محلّو اصلاً.
انما هو أولاً موضوع حريّة فرد، سيادة دولة، نظام عادل، ادارة فعالة، امن مستدام، فاقتصاد ناجح. امور ما الا علاقة بطايفة ولون، تقوقع وانفتاح، يمين ويسار، اسرائيل وفلسطين، ولا بتلبق مع ولاية فقيه وثورجة ونحو شرق.
ثم انو الناس ما بتوعا الصبح لتسبّ دين وتتسلبط عبشر وتخالف قانون، بل لتمارس حياتا. يعني ما في قبيلة عنصرية اكتر او اقل من غيرا. انما في احزاب عنصرية بتنشأ داخل قبيلة ما، يا بتسيطر عليها (الله) يا بتبقى هامشية مهما قوّصت وهلوست (جماعة، مشاريع، قومي).
فبأقل من جيلين، وتحت جنح يسار غربي، وسفسطة نواب، وادارة أميّة، وتطنيش محلّي، رجّع المحور لبنان لشي ما بيفرق كتير عن فلسطين وهلال. دولة منحلّة، حكومة مجرمة، نهب خرافي، ارض سايبة، استيطان خبيث، جحافل نازحين، مقاومات خنفشارية، جيوش غريبة، ودمار مرعب.
يعني لمرّة تالتة وبنجاح منقطع النظير، الجنوب غزّة وباقي البلد ضفّة. يليها حفلة لله يا محسنين. فبتحسّ وكأن يسارنا مستعدّ يقطش عدّتو، بس ليبعص مرتو. الكفيّة ذاتا، بس اسمالله بيغيّر ابطال متل كلسات. هلّق دارج ملالي واخوان مثلاً.
تـعـدّد وعــدد
ما في مجتمعات غير تعددية (اثني طائفي ثقافي جغرافي حياتي اقتصادي) انما مجتمعات تُجبر على عدم تعدّدا. فبتتعاطى يا اوتوقراطيا، يا ديمقراطية تبسيطية عددية (غالباً للمنظر) عأساس اختلاف (مش خلاف) حول خيارات تنظيمية بسيطة بتنحسم بصورة انتخاب واعلان ارقام.
يعني مجتمع بينتهي فعلياً “دايرة وحدة” بتقرّر كل شي، من دستور ودين دولة وسلطة مطلقة وحروب، وصولاً لشو بتلبس المرا ومين بيطلعلك تبوس. وخود عأوامر من الله، مع فشل ثقافي واجتماعي ومؤسساتي وامني واقتصادي مريع. ولتواجه، لازم يكون عندك مزارع اصوات ومطابع كاش ومخازن سلاح وآلهة اقليميين وعدم اخلاق، يا ما تتعذّب.
بينما الدول المحترمة بتخترع فيلتر بين مركزي ومحلّي لتخفّف جنوح غالبيات طبيعي للتفرّد واقليات للقلق. فالتمايز نادراً ما يكون عأساس محض طائفي او قومي، بل اكتر سياسي وجغرافي وحياتي واقتصادي. والامتال الناجحة بالعالم العربي والغربي والشرقي اكتر من ان تعدّ.
دول بتفكّر بمنطق مجتمع مش قطعان، بتعتبر التعدّد محرّك تقدّم ومانع لظواهر أورولية (متل وضعنا اليوم). فبتمارس جمهورية تعدّد بديمقراطية عدد. بشكل كل مكوّن بيقيس حالو لتحديد توجّهو، وليساهم بحصّتو المناسبة من قرار جمهوري عام. وبالتالي اي غلبة او خسارة سياسية بتكون لتوجّه عابر لمجتمع مش لمكوّن معيّن.
يعني مجتمع بيشكّل دواير (جغرافية ثقافية حياتية اقتصادية غالباً) بتتمثل مجلسياً حسب ثوابت (تعدّد) ونيابياً حسب متغيرات (عدد). فبتفصل بين مين بيتعاطى دستور وستراتيجيا (شيوخ) ومين قوانين وتكتيك (نواب). حاصل انتظامن بيشكّل سلطة وحدة بتقرّر عن كل الجمهورية.
فأكيد الحل مش عند البيتربّع عمجلس نوابك ودستورك لاكتر من 30 سنة بقوة سلاح عنصري، وبيطبخ منطق وقانون وارقام، تينتج فتاوى وفراغ ونكت، بدل رؤسا وحكومات وحلول.
طـائـف وفـدرالـيــة
في حال اتطبّق طائف وقرارات دولية (مش تاع برّي) بمعجزة خماسية محليّة ما، عالبكلة وكبوصلة مش هدف. مفروض نخلص من “الانصهار الوطني” البدل ما يشكّل تنافس مفيد لشعب وجمهورية، بيتحول لتوحيد قسري لطايفة، وماراتون عنترة وتشبيح وتسلّح وسكس عالباقيين.
ليش ما بيتنظّم تطبيق الدستور (رئاسة وشيوخ ونواب وانتخاب وحكومة ومركزية ولامركزية وحياد) بشكل يطمّن خايف، ويقمع فجعان، ويريّح جمهورية! ولأن حتى بدول علمانية عريقة، تبيّن انو ثقافة اقوى من قوانين، وأنو علمنة من فوق غيرا من تحت. فكيف إذا المشرِف طائفي اصيل.
جماعة الطائف المبسّط، متل خصومن الممانعين، بيمارسوا عادة سرية (حمل سلّم الفدرالية بالعرض). فالمسلمين منن، متأثرين بسلطنة عثمان وأمة ناصر، وبمنطق انو مش مشكلة تكون ملّة بس ممنوع تكون جغرافيا، فالجغرافيا محسومة، والمِلل لوحات تنوّع او مشروع متحف. اما عند المسيحيين منن، فهي ودّ زائد، واحياناً لزوم ما لا يلزم.
جماعة الفدرالية المبسّطة كمان مش عارفين شو عم يبيعوا. بيعتبروا الناس متجانسين بمجرّد انن بينتموا لدين او طايفة (وليش 4 مش 6!). وأنو بحال انفصلوا عن واقع، رح يبطلّ فرنجية وباسيل وبوصعب وفرزلي وحردان ممانعين مثلاً. ورح يوقّفوا يشرحولك مكارم اخلاق ايران، وعمق عروبة سوريا، واولوية تحرير فلسطين، وانو المسيح بالنهاية يا حبش يا سعادة.
بينما نحنا قادرين، وحسب القانون، نوجد تصنيف مختلف للطوائف. فبكل بساطة، تيبطّلوا مِلَل لازم يصيروا جغرافيا (يعني من إنتانجيبل لتانجيبل) ومش عيب ابداً ولا جريمة. ومش مشكلة اذا غلب طابع ما بجغرافية، وتنوّع بأخرى، طالما حقوق فرد ومكوّن وجمهورية محفوظة.
يعني خود نصفي الطائف وپروراتا الـ6 طوائف مؤسسة، واربط تمثيلن بمساحة فعلية بدل مقاعد نظرية. عبر البلديات والاقضية نفسا (مع تعديلات بسيطة) مجمّعة بـ6 محافظات لـ6 مكوّنات جغرافية مجتمعية، مع محافظة مركزية كعاصمة كبرى بصلاحيات مركزية او اتحادية.
بالتالي الحديث عن تنفيذ دستور (طائف وحياد) ولامركزية موسّعة (L) وامكانية تطويرا لاتحادية (XL) مش لازم يرعب ولا يقرّف حدا. ومفروض يطمّن فدراليين قصدن خير بس الطريق غطيطة.
فخلّينا نركّز عالدستور طالما هو تلتين الطريق، ومنرجع نطوّرو لاتحاد. عملياً ما في مشكلة، الّا إذا هي بمكان آخر ومستحيين: يعني هل فعلاً في مسيحي او مسلم مفكّر حالو أصلي والتاني تقليد!
حـوار وســلاح
واضح انو الله مكلّف حزبو بكل شؤون الأمة المهمة، بس مش مكلّفو باي شي ينفع مواطن شريك ووطن مشترك، او أقلّه ما يضرّو ويقتلو. وواضح كمان انو شرس وفوقي ومعو دهر. فزمان ومكان مناسبين ما بحياتن رح يلتقوا. شغلتن يبقوا هيك، لأن إذا التقوا – متل بهاليومين – فضيحة.
ومن الحب ما قتل. بلد اعدائو منّو وفي ومصرّين يغتالوا بحجّة دفاع عنّو. فعليه، بتصوّر انسب حلّ للجميع – بيوم تالي او بلاه – هو:
أ) رفض اي تسوية مع الجهاز الحاكم، اقلّه كفاشل اداري عمستوى خرافي. وبما فيه من مرشد اعلى غير معلن، رئيس سابق بعدو مفرعن، رئيس مجلس أبدي، ورئيس حكومة تهريج. فلا انتصارات مقاومة وهمية، ولا حرب اهلية باردة، ولا حوار عن رئيس لنفس المزبلة بقا ينفعوا.
ب) حوار لتنفيذ طائف وقرارات دولية واصلاحات ورئيس بيشرف عتنفيذا خلال سنة ممكن. وما في شي بيمنع، الّا غياب حسن نيّة وقناعة بأن، رغم البطش والوجع، استسلام الناس مش وارد.
ج) او طلاق ولو مؤقت، ومش عأساس طائفي بل سياسي. يعني تطبيق دستور وطائف واصلاحات بأقضية وبلديات ما بيعوزا الله تيمشكلا حزبو مع شعبو المختار.
وبحال لأ، بإمكان تلت لنصّ واكتر من المجلس الاصرار، وطلب حماية من جيش وعرب وامم. وإلّا تركلن جتّة الدولة بحضنن، خلّي القتَلا يدفنا. وبلا ما تشارك بجناز ودموع تماسيح.
جمهوريتك كباريه قال. فخلّينا نشوف اذا بيطلع مع الممانعة اكتر من حمّام مطار عالم تالت.