سوسن مهنا: سوريا على حبل مشدود بين محور الممانعة والعودة العربية

57

سوريا على حبل مشدود بين محور الممانعة والعودة العربية

ثارت تساؤلات حول اتجاه سياسة دمشق بعد زيارة الأسد لطهران وهل يستطيع النظام أن يحدث توازناً بين علاقته مع طهران ودول المنطقة؟

كان لافتاً غياب الأسد الحليف الأبرز لإيران عن مراسم تشييع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي علماً أنه زار طهران لتقديم واجب العزاء لاحقاً لكن تصريحات المرشد الإيراني علي خامنئي خلال الزيارة، اعتبرت تلميحات صريحة وتحديداً لهوية سوريا.

طبعت عدد من الأحداث سياسة النظام السوري في الفترة القريبة الماضية، مما أثار تساؤلات حول توجهات رأس القيادة وإمكان حدوث انعطافة في مقاربة الأحداث الجارية في المنطقة والعالم، فيما جاء تعيين السعودية للسفير فيصل المجفل في دمشق، بعد نحو 12 عاماً من إغلاق سفارة السعودية، مؤشراً مبدئياً لإعادة سوريا إلى الطاولة العربية واستئنافاً للعلاقات الدبلوماسية معها.

تاريخ علاقة إيران وسوريا

لا شك في أن علاقة التحالف السياسي والتعاون السورية – الإيرانية تعود لمرحلة ما بعد انتصار الثورة الإيرانية، فقبل ذلك وطوال فترة الخمسينيات والستينيات وخلال حكم الدولة البهلوية، كان هناك نوع من التصادم الفكري السياسي بين الدولتين، وبعد مجيء الخميني وقعت اتفاقات اقتصادية عدة بين البلدين وتوجت العلاقة بزيارة الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد إلى طهران في ديسمبر (كانون الأول) 1975. وإبان الغزو العراقي لإيران خريف 1980 أغلقت سوريا أنبوب النفط العراقي كركوك – بانياس وحرمت بغداد من موارده المالية في مقابل الحصول على النفط الإيراني الرخيص. ووفقاً لبعض المراجع البحثية، أدت سوريا دوراً غير مباشر في فتح قنوات التواصل بين الخليج وطهران وبدأ التعاون الإستراتيجي بين سوريا وإيران خلال الحرب مع العراق في تحالف إستراتيجي يحكمه العداء لصدام حسين، وهذا ما انعكس على موازين القوى الداخلية والنفوذ الإقليمي لدمشق، وكانت سوريا الدولة العربية الأولى والثالثة بعد الاتحاد السوفياتي وباكستان، التي اعترفت بـ”الجمهورية الإسلامية الإيرانية” التي تأسست في فبراير (شباط) 1979، وهذا “الجميل” سيعيده النظام الإيراني لاحقاً بمساندته المكلفة والقوية عبر الدعم العسكري والمادي للحفاظ على موقع “الابن بشار” على رأس السلطة في سوريا.

التسلل الناعم والغزو الثقافي

بدأت إيران بافتتاح مراكز ثقافية لها على الأراضي السورية وكان أول مركز في منطقة المزة في دمشق عام 1983، ومن ثم نقل هذا المركز إلى قلب العاصمة.

وفي سوريا أكثر من 10 مراكز ثقافية إيرانية تنتشر في دمشق وحلب واللاذقية، وتضم محافظة دير الزور (شرق) وحدها خمسة مراكز منها في مدينتي الميادين والبوكمال. وتهدف تلك المراكز إلى نشر سياسة إيران الثقافية في الخارج، وبالمعنى الأصح الترويج للمشاريع الإيرانية في المنطقة. وتستقطب الطلاب الحاصلين على الثانوية العامة للدراسة في الجامعات الإيرانية، ووفقاً “للمرصد السوري لحقوق الإنسان” فإن تلك المراكز تعمل تحت إشراف كامل من الحرس الثوري الإيراني “وهي مراكز تقدم خدمات تعليمية مجانية لأهالي وسكان دير الزور كهيكل خارجي، مثل إجراء دورات تعليمية للأطفال ولطلاب مرحلتي الإعدادية والثانوية بكادر سوري وإشراف شخصيات إيرانية ولبنانية وعراقية، إضافة إلى دورات بما يخص التدريب المهني وتطوير المهارات، وكل ما سبق هو واجهة إعلامية فقط، فالهدف الأساس هو جذب أكبر عدد ممكن من الأطفال والشباب والنساء لصفوف الميليشيات الإيرانية من خلال استغلال الظروف المعيشية المزرية ودعمهم مادياً وسط غياب كامل لدور حكومة النظام”.

المطالبة برد “الديون”

في أبريل (نيسان) 2023، صدرت تصريحات أطلقها وزير الطرق وبناء المدن الإيراني مهراد بزر باش من دمشق، اعتُبر أن أحد أهدافها هو إحراج النظام السوري والضغط عليه علناً فالوزير الإيراني تحدث عبر صحيفة “الوطن” المقربة من النظام عن تشكيل لجنة مشتركة لمتابعة الديون و”المستحقات لإجراء التحقيق الدقيق لحجم الديون”، وأضاف حينها “كانت هناك اتفاقات سابقة تخص إعطاء أراض بدلاً من هذه الديون”، وأن الجانب الإيراني يشعر بظروف سوريا لكن “يوجد في إيران بعض القوانين يجب الإجابة عن أسئلتها”. وتوازت تصريحات بزر باش مع ما كان سرب عبر وثائق عن جوهر العلاقات بين دمشق وطهران ومنها استرداد الديون الإيرانية وقضية الإيرانيين المقيمين في سوريا، وأشارت إلى أن هناك ضغوطاً من طهران على حكومة الأسد لوضع الاستثمارات الإستراتيجية التي حصلت عليها بموجب اتفاقات أبرمت بين البلدين موضع التنفيذ، لسداد الديون السورية البالغة 50 مليار دولار.

هل خربت حرب غزة علاقة الحليفين؟
في مايو (أيار) الماضي، نشرت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الروسية تقريراً قالت فيه إن إيران تشتبه في استعداد الحكومة السورية لعقد صفقة محتملة مع الغرب، مبرزة أن هذا التقارب هو سبب اتخاذ دمشق “موقفاً معتدلاً نسبياً” في شأن الصراع في قطاع غزة. وتابعت الصحيفة الروسية أن مؤشرات وجود صدع بين إيران وسوريا ظهرت بعد شن غارة إسرائيلية على قنصلية إيران أودت بحياة ضباط كبار أواخر يناير (كانون الثاني) الماض،. فهل من توتر خفي بين البلدين؟

يقول المتخصص في العلاقات الدولية محمد عبادي في حديث مع “اندبندنت عربية”، أن “التوتر الخفي في العلاقات بين سوريا وإيران يرجع لعدد من الأسباب، أبرزها موقف دمشق من الحرب الإسرائيلية على غزة، إذ بدت منفردة وبعيدة عما تسميه إيران بوحدة الساحات ورفضها فتح جبهة الجولان، أيضاً شكوك طهران في تورط أجهزة أمن سورية بتسريب معلومات حول تحركات ضباطها، مما أدى إلى مقتل نحو 20 جنرالاً إيرانياً آخرهم اثنان في حلب. وهو أمر تزامن مع هجوم إعلامي من محسوبين على النظام ضد الوجود الإيراني في سوريا”. ويتابع عبادي أن “قلق طهران أيضاً من تجاوب دمشق مع مؤشرات الانفتاح العربي سبب إضافي للتوتر، وقد شنت الصحف الإيرانية هجوماً ملحوظاً على بشار الأسد بعد حضوره القمة العربية الأخيرة واتهمته بتوقيع وثيقة ختامية تدين احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث، كما أن هناك رغبة بالخروج من عنق الزجاجة الإيرانية بتطبيع العلاقة مع الغرب”.

الثقة لا تزال مفقودة بالنظام السوري
ويضيف المتخصص في العلاقات الدولية أن “رغبة النظام في تجنب التداعيات السلبية التي يخلفها التنافس الروسي – الإيراني على حصص الاقتصاد والاحتكار في البلاد مثل السيطرة على المناجم أو القواعد البحرية، خصوصاً أن إيران دائماً ما تطرح فكرة ضرورة تسديد نظام الأسد فاتورة مشاركتها في الحرب الطويلة إلى جانبه، وبعض وسائل الإعلام الإيرانية تُقدر هذه الفاتورة بنحو 50 مليار دولار”.

ومع هذا، يعتبر عبادي أن مصلحة سوريا ألا تخرج من تحالفها مع طهران “لأن مصالحها محتملة وغير متحققة في ما يرتبط بعودة علاقتها مع الدول العربية أو رفع العقوبات عنها غربياً وإدماجها بوصفها دولة طبيعية في النظام الدولي، وذلك لأن الثقة لا تزال مفقودة بالنظام، إذ لا يزال يصدر شحنات الكبتاغون ويحتضن الميليشيات الإيرانية التي تتخذ من الأراضي السورية قاعدة للإخلال بالأمن العربي. كما أن الهدنة بين السعودية وإيران التي لا تزال تخضع للاختبار ترخي بظلالها على العلاقات مع سوريا، فهل ستستمر هذه الهدنة؟ من هنا، يعتمد بشار الأسد هامش مناورة من دون أن يبتعد عن إيران كلياً ولا يقترب من العرب كلياً، فهو يحاول أن يحصل على امتيازات عربية بالتزامن مع بقائه ضمن المحور الإيراني”. ويؤكد عبادي أن دمشق لا يمكن أن تنفك عن المحور الإيراني بصورة كلية على المدى القريب أو المتوسط، نظراً إلى حاجتها الماسة للجهود العسكرية الإيرانية وكذلك الدعم الاقتصادي لا سيما بشقه النفطي.

عقبات عدة
وكانت تصريحات للأسد قد بدأت تنسج خيوط سياسة المرحلة الجديدة منذ أغسطس (آب) 2023، عندما تحدث في مقابلة إعلامية عن عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية وهل ستكون شكلية أم غيرها، قائلاً إن ذلك “يعتمد على طبيعة العلاقات العربية – العربية”، معتبراً أنها لم “تتغير بالعمق” وأنها “لم تصل إلى مرحلة وضع الحلول”.

وعلى رغم بطء تطوير العلاقات العربية- السورية وإيصالها إلى مرحلة الشراكة، وفقاً لعدد من المراقبين فإن عودة سوريا ودمجها في السياسات العربية أمامها عقبات عدة، وملفات بدأ النقاش حولها منذ استعادتها مقعدها بجامعة الدول العربية في مايو (أيار) 2023، منها تهريب المخدرات وملف اللاجئين في دول الجوار، وصولاً إلى إطلاق دور عربي قيادي للتوصل إلى حل سياسي وضرورة اتخاذ خطوات عملية وفاعلة للتدرج في الحل وفق مبدأ الخطوة في مقابل الخطوة وبما ينسجم مع قرار مجلس الأمن رقم “2254”.

انسحاب من “وحدة الساحات”
ومنذ اندلاع الحرب في غزة في السابع في أكتوبر الماضي وما نتج منها من حرب مدمرة سوت القطاع بالأرض وخلفت نحو 120 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم من الأطفال والنساء ونحو 10 آلاف مفقود ووضعت الغزاويين في مواجهة شبح الموت جوعاً، انكفأ الأسد عن التعليق أو التصريح بخصوصها متبعاً سياسة النأي بالنفس واكتفى النظام بإصدار بيان رسمي، مما اعتبر انسحاباً من إستراتيجية “وحدة الساحات” أو الجبهات التي أطلقها محور طهران.

وعلى المستوى الإعلامي، كانت هناك تغطية للحرب وفيها تركيز على ما تقوم به إسرائيل من أعمال تدمير وقتل، لكن مع التجاهل التام لذكر حركة “حماس”. وكان الأسد وصف الحركة بأنها “مزيج من الغدر والنفاق”، بعد انتشار مقطع فيديو لرئيس المكتب السياسي لـ”حماس” إسماعيل هنية وسلفه خالد مشعل وهما يحملان العلم الذي تبنته المعارضة السورية، الذي يقول عنه الأسد إنه “علم الاحتلال الفرنسي”. وبقيت جبهة الجولان باردة ولم تتحول إلى جبهة إسناد أسوة بجبهة لبنان الجنوبية، وهذا ما دفع بـ”حزب الله” لقصف مواقع إسرائيلية في الجولان.

أيضاً وفي السياق، كان لافتاً غياب الأسد الحليف الأبرز لإيران عن مراسم تشييع الرئيس الإيراني الراحل ابراهيم رئيسي، علماً أنه زار طهران لتقديم واجب العزاء لاحقاً. لكن تصريحات المرشد الإيراني علي خامنئي خلال الزيارة اعتبرت تلميحات صريحة وتحديداً لهوية سوريا إذ قال ولدى استقباله الأسد والوفد المرافق إن “الهوية المميزة لسوريا هي هوية المقاومة التي تشكلت منذ عهد الراحل حافظ الأسد وإن مكانة سوريا الخاصة في المنطقة مميزة بسبب تلك الهوية ويجب الحفاظ على هذه الميزة المهمة”.

مسار مختلف
هذه الوقائع لا تنفصل بصورة أو بأخرى عن الغارات الإسرائيلية التي استهدفت وتستهدف مراكز وتجمعات الميليشيات المؤيدة لإيران ومخازن للذخيرة ومصانع للأسلحة، كما عمليات اغتيال لقيادات إيرانية مهمة من الحرس الثوري في سوريا خلال الأشهر الماضية. ويعد الهجوم الذي طاول مقر القنصلية الإيرانية لدى دمشق في الأول من أبريل الماضي مفصلياً في تاريخ العلاقة بين طهران ودمشق، وفيه قتل قائد “قوة القدس” في لبنان وسوريا محمد رضا زاهدي، وهو من بين 18 جنرالاً وقيادياً إيرانياً بارزاً استهدفتهم إسرائيل في أشهر قليلة منذ السابع من أكتوبر، إذ طاولت الاتهامات أجهزة الاستخبارات السورية بأنها ضالعة في هذه العمليات أو أنها بالحد الأدنى لم تبلغ عنها بهدف منع حدوثها، مما يشير إلى أن علاقة النظام مع طهران بدأت تأخذ منحى آخر، خصوصاً أن معلومات تحدثت عن إعادة تشكيل للأجهزة الأمنية السورية، ضمن جملة تغييرات في المؤسسات الأمنية الحكومية، وتستهدف التغلغل الإيراني فيها وإبعاد بعض القادة المقربين من طهران.

من هنا ثارت تساؤلات حول اتجاه سياسة سوريا بعد زيارة الأسد لطهران، وهل يستطيع النظام أن يحدث توازناً بين علاقته مع إيران والدول العربية؟

لا تغيير في السياسة القائمة
يقول الدبلوماسي السوري السابق المقيم في الولايات المتحدة بسام بربندي لـ”اندبندنت عربية” إنه “لا يوجد أي تغيير في تبعية النظام إلى إيران وهذا ما نقلته صفحة المرشد الإيراني عن الأسد قوله نحن نتبع توجيهاتك لتطوير العلاقات بين البلدين”، ويتابع أن “النص الذي نشر هو إظهار مطلق تبعية النظام لإيران، ومن ثم لا يوجد أي شيء مفيد للشعب السوري في الأيام المقبلة”.

أما عن استئناف بعض الدول العربية للعلاقات الدبلوماسية مع دمشق، فيشير بربندي إلى أن “إعادة تعويم النظام عربياً هي رغبة خليجية في تهدئة الساحات الملتهبة أكثر منها قناعة الخليج بهذه الأنظمة”.

زيارة بروتوكولية
وتحدثت “اندبندنت عربية” مع عضو المكتب السياسي في “الحزب السوري القومي الاجتماعي” طارق الأحمد المقيم في دمشق، حول توجه السياسة السورية من بعد الزيارة الرئاسية إلى طهران، فقال إن “هذه الزيارة هي طبيعية وبروتوكولية للتعزية بوفاة الرئيس الإيراني ووزير الخارجية وذلك بسبب وجود قيادة إيرانية تعمل على الخط السياسي الرئيس في التنسيق بينها والقيادة السورية، فمن الطبيعي أن تأتي زيارة الأسد كي لا يكون هناك انقطاع على المستوى الأعلى في القيادتين، ومن أجل تثبيت وتمتين هذه العلاقة، من هنا كانت الزيارة ضرورية لعقد ذلك اللقاء على مستوى السدة العليا للدولتين السورية والإيرانية كونهما في تحالف كبير في ظل أوضاع المنطقة البالغة التعقيد والخطورة”.

ولم تأتِ وسائل الإعلام السورية على ذكر فحوى اللقاء الذي جمع الأسد مع خامنئي، على عكس ما أورده الموقع الرسمي للمرشد الإيراني، في سلسلة تغريدات لافتة على حساباته الرسمية عبر منصة “إكس”، إذ اتهم خامنئي “الغرب وأتباعه في المنطقة بالسعي إلى إسقاط النظام السياسي في سوريا وإخراجه من معادلات المنطقة عبر إشعال الحرب”، مستدركاً أنهم “لم ينجحوا” في السابق، مضيفاً “الآن أيضاً يرمون إلى إخراج سوريا من المعادلات الإقليمية بأساليب أخرى بما في ذلك الوعود التي لن يوفوا بها أبداً”، وأكد “هوية المقاومة التي تتميز بها سوريا”. في المقابل توجه الأسد لخامنئي بكلمة جاء فيها بحسب الموقع الرسمي للأخير أن “العلاقات الإيرانية- السورية إستراتيجية وتتقدم وتسير بتوجيهات فخامتكم وسيادتكم”.

وعلى ضوء هذا هل تستطيع سوريا تحقيق توازن على صعيد علاقاتها ما بين الدول العربية وطهران؟

يقول طارق الأحمد “لمَ لا؟ نعم من الطبيعي أن تقيم سوريا توازناً في علاقتها مع كل الدول وأن تؤدي دوراً إيجابياً من أجل مصلحة كل الشعوب”.

استهداف إسرائيل
لكن كيف سيتعامل النظام مع الميليشيات الموجودة على أرضه في ظل الغارات الإسرائيلية شبه اليومية؟

يقول الدبلوماسي بسام بربندي إن “النظام لم يقم بأي عمل يدعم فيه الشعب الفلسطيني ورسائله للإسرائيليين عن طريق الروس كانت صريحة وواضحة، وهي أنه لا أستطيع منع الإيراني وميليشياته من استهدافكم من المناطق التي لا أسيطر عليها في سوريا، لذا مشكلتكم مع الإيراني وليس مع النظام”. ويردف بربندي أنه “حالياً تعمل روسيا على تعزيز حضورها في المناطق الحدودية السورية الإسرائيلية لتكون حاجزاً إضافياً لمنع الإيراني من استهداف إسرائيل”.

في المقابل يشير طارق الأحمد إلى أن “سوريا عانت الحرب منذ عام 2011 وكان العنوان هو إسقاط دمشق، واحتل القسم الأكبر من حلب ويوجد حتى الآن محافظات محتلة في الشمالين الشرقي والغربي، من هنا استعانت الدولة السورية بقوات مساندة لأنه كان هناك مشروع كبير هو إسقاط الدولة السورية، وبغض النظر عن الغارات الإسرائيلية الآن، التي تعد عدواناً ضد الأراضي السورية، فإن انتفاء السبب بصورة عامة سيلغي أو يخفف تدرجاً من وجود تلك القوى العسكرية”.

ويضيف الأحمد أن الغارات الإسرائيلية تؤدي عكس الغرض لأنها كلما تصاعدت وتيرتها ازداد الوضع اضطراباً، لذا ستزداد الحاجة لكي تكون هناك مساعدة لسوريا من أصدقائها.