اليوم، ونحن نحتفل بعيد الأب في كندا، نتذكر الدور العظيم الذي يلعبه الأب في حياتنا، وهو دور يعكس الأبوة الإلهية لله سبحانه وتعالى. إن الله في جوهر الإيمان المسيحي هو أب والبشر جميعهم هم أبنائه الأحباء. هذا المفهوم الإيماني العظيم يعزز من أهمية دور الأب في الأسرة والمجتمع.
إن تكريم واحترام الأب ليس مجرد فعل اجتماعي نبيل، بل هو واجب ديني وأخلاقي.
أولاً، يجب أن نذكر الوصية الخامسة من الوصايا العشر: “أكرم أباك وأمك، لكي تطول أيامك في الأرض التي يعطيك الرب إلهك” (خروج 20:12). هذه الوصية الإلهية تضع الأساس لتكريم الوالدين وتبين أن احترامهم واجب مقدس يجلب البركة والحياة الطويلة.
الكتاب المقدس يوضح أيضاً عواقب عدم احترام الوالدين. في سفر الأمثال 30:17، نجد تحذيراً صارماً: “العين التي تستهزئ بالأب وتحتقر إطاعة الأم، تقورها الغربان في الوادي وتأكلها فراخ النسر.” هذه الآية تصور العقوبات الخطيرة التي قد يواجهها من يستهين بوالديه.
كما نقرأ في سفر التثنية 27:16: “ملعون من يستخف بأبيه أو أمه.” هذه اللعنة تذكرنا بأن العقاب الإلهي ينتظر من لا يحترمون والديهم ولا يقدرونهم.
في ضوء هذه الآيات، يتضح أن احترام الأب ورعايته ليس فقط واجباً أخلاقياً بل ضرورة دينية تستوجبها تعاليم الكتاب المقدس. الأب يقدم تضحيات كبيرة من أجل رفاهية أسرته، ويعمل بجد لضمان حياة كريمة لأبنائه.
وفي الثقافة اللبنانية الشعبية، نجد قولاً مأثوراً يعبر عن مكانة الأب: “لا أحد أقرب إلى قلبي من ابني، بل ابن ابني.” هذا القول يبرز مدى عمق حب الأب وتفانيه لأسرته، ويعكس الدور الهام الذي يلعبه في تربية ورعاية أبنائه وأحفاده.
ومن المؤسف أن نرى بعض الأبناء لا يقدرون هذه التضحيات ولا يحترمون آبائهم وتتميز تصرفاتهم بالجحود وجور الإيمان وقساوة القلب وغربية شيطانية عن كل ما هو حب واحترام وواجبات وعرفان بالجميل.
إيمانياً وعرفاناً بالجميل ينبغي أن يكون هذا اليوم فرصة لنوبخ هؤلاء الذين يهملون آبائهم ولا يعاملونهم بما يستحقونه من حب واحترام.
يقول الكتاب المقدس في أفسس 6:1-3: “أيها الأولاد، أطيعوا والديكم في الرب لأن هذا حق. أكرم أباك وأمك، التي هي أول وصية بوعد، لكي يكون لكم خير وتكونوا طويلين العمر على الأرض.”
في الخلاصة، أن عيد الأب هو فرصة لتكريم آبائنا، والاعتراف بتضحياتهم، وتقدير حبهم اللامحدود.
إن احترامنا وتقديرنا لتضحيات الأباء وتفانيهم من أجل أبنائهم هو واجب ديني وأخلاقي يعكس محبتنا لله أبينا السماوي.
دعونا نحرص على أن نظهر هذا الاحترام في كل يوم، وليس فقط في هذا اليوم المميز.
دعونا نعتني بآبائنا، ونقدرهم، ونتعلم من حكمتهم، فبذلك نكون قد أرضينا الله وأدينا واجبنا تجاه من ضحوا بالكثير من أجلنا.
ملاحظة/الصورة المرفقة أخذت عام 1946 وهي لوالدي المرحوم يوسف الياس بجاني
***الكاتب ناشط لبناني اغترابي رابط موقع الكاتب الألكتروني http://www.eliasbejjaninews.com *عنوان الكاتب الألكتروني [email protected]