انبش ثنايا تاريخنا الماروني لاستخرج منه خطيئتين لا مغفرة لهما عبد الله الخوري/فايسبوك/12 حزيران/2024
لم تُحاكي الأمّة المارونية دقة استشراف المتغيرات المتعاقبة طوال القرن المنصرم وما ترتب على ذلك من اهوال اقليمية وفوارق ديمغرافية اثقلت كاهل الأقليات في شرقي المتوسط وبخاصة المسيحيين منهم، فانطلقت السهام على صدور الموارنة معززة بسموم تهم العمالة للاجانب والتماهي مع العدو الصهيوني، تهم اين هم منها وقد بكرت انظمة المنطقة لعقد الاتفاقيات السرية منها والعلنية وصولا الى علاقات دبلوماسية تامة وناجزة.
انبش ثنايا التاريخ لاستخرج منها خطيئتين لا مغفرة لهما، باكورتهما يوم اغرق الموارنة جبل لبنان في لجج الاقضية الأربعة واسبغوا عليه صفة لبنان الكبير جرى تقديمه كمولود جديد للمارونية السياسية كعضو متأقل في مجالات الحضارة العالمية بكافة انشطتها.
لبنان ذاك، شبّ على وقع التباينات الاتنية والثقافية حيث لم يقتصر كِبره على التسمية والآمال الجوفاء، فقد غدا كبيرا عظيم المصائب وداهيات العصور منذ نكبة فلسطين، الى تعاظم ديماغوجية جمال عبد الناصر ونهمه الى بسط الزعامة والسيطرة، الى شغف العلويين السوريين بفتح لبنان وجعل عدم اعترافهم به كدولة نافذا ،الى النمط التوسعي الامبريالي الفارسي واباحة فائض القوة من ذراعه داخل لبنان على سائر المكونات.
اما الخطيئة الثانية يوم اقلع الموارنة عن فكرة التعاهد مع فرنسا والتنفس منها ومعها بحرية حضارية، وحماية كيانية، في الوقت الذي لاذت جميع الاتنيات الاخرى الى التظلل بفيء وحماية دول من خارج الحدود تتماهى معها بفيض لا يحمل الخجل والوجل آخرها حزب ايران في لبنان وارتباطه عقائديا وعضويا بولي الفقيه الايراني وسياساته التي جرت الويلات والافلاس والهجرة على لبنان الكبير.
إنتابني غمّ كبير وغيظ مرير من الحالة المذرية التي ألمّت بوطننا المسمى كبيرا لدى متابعتي لمندرجات الديمقراطية بأبهى حللها تجوب أوروبا وتحط رحالها في فرنسا ونحن الذين نصدر للمغتربات الطاقات والادمغة عبر فلذات اكبادنا ما زلنا نراوح ونرزح تحت ديمقراطية نبيه بري واستقواء حزب ايران بما يسمى الثنائي الشيعي يقضم الوطن والمؤسسات الواحدة تلو الاخرى ويذوب الدستور في متاهات الفتاوى والاختلاقات المستهجنة ايذانا ليأتي يوم يطبقون على ما تبقى والسلام…!!!