رابط فيديو ونص من موقع “النهار” للكاتب والصحافي نبيل بومنصف تحت عنوان: وساطات تتزاحم والفراغ إلى فراغ

48

رابط فيديو ونص من موقع “النهار” للكاتب والصحافي نبيل بومنصف تحت عنوان: وساطات تتزاحم والفراغ إلى فراغ

بالناقص أو بالزائد… كلّه استعصاء
نبيل بومنصف/النهار/10 حزيران/2024
لماذا تدفقت وساطات من خارج وداخل بعد بيان “مرجعي” للمجموعة الخماسية رسم آلية الانتخاب بروح الدستور والنظام وكأنه حرك شياطين كامنة تمعن في حراسة التعطيل وتنقض على من يحاول “تعطيله ” ؟
يمكن “تحالف التعطيل” الذي منع حتى الساعة انتخاب رئيس للجمهورية منذ عشرين شهرا ان يعتد بانجازه لجهة تحويل الازمة الرئاسية اشد استعصاء حتى من ردع حرب غزة ووقف مجازرها الاجرامية المتعاقبة وآخرها البارحة مجزرة النصيرات ! نقارب هنا واقع الاستعصاء الذي لم يضرب مرة تجربة من تجارب الازمات اللبنانية خصوصا بعد بدء زمن الطائف اللبناني الا وامتثلت تداعيات الاخطار الأمنية والانقسامات المفضية الى زعزعة الاستقرار بكل أركانه ومقوماته ، فكيف بالواقع الراهن الذي لم تعرف أي ازمة سابقة مكونات بمستوى إخطاره العالية ؟
تبعا لذلك كان ليكون عاملا إيجابيا ان تتدفق الوساطات والمبادرات والتحركات بوجهيها الداخلي والخارجي على النحو الذي يحصل في الآونة الأخيرة وخصوصا في ظل تعاظم الخشية من ان يكون الفريق التعطيلي او بعضه الأشد تأثيرا يضمر واقعيا وعمليا احكام ربط الازمة الرئاسية ب”حرب المشاغلة” في الجنوب أيا استهلكت من زمن آت بعد ، لاهداف لا تخفى على احد في استكمال منظومة التوظيف السياسي للأحادية التي تحكم السلطة الحالية والانقضاض على مجمل الواقع السياسي السلطوي بفرض ظروف “حاسمة” رئاسيا لمصلحة الفريق التعطيلي . ولكن ما يستدعي سلفا تعميق الشكوك الفورية في ان يثير تعدد الوساطات والتحركات والمبادرات وشتى أنواع التسميات ذات الصلة ، تعقيدات إضافية هو ان أيا منها لا يحمل جوابا مبسطا على سؤال اشد تبسيطا هو هل بات الهدف المركزي لكل الوساطات والجهود إعادة احياء النظام اللبناني بانتخاب رأس الجمهورية ام فك استعصاء معادلة التشاور والحوار الاستباقي للانتخاب ؟
والحال ان ما يملي الخشية او التوقع المسبق للإخفاق في بلوغ أي من الوساطات الخارجية او الداخلية سقفا جديا لبدء حلحلة الازمة ووضعها على مسار الحل النهائي ان الغرق المستغرب في معادلة “الحوار او التشاور” صار العنوان الأكبر لمجمل التحركات وتراجعت بل اختفت كل المسألة الجوهرية المتصلة بالاحتكام الى دستورية خالصة للانتخاب ناهيك عن انتفاء العامل الأهم وهو “احياء” معركة تنافس المرشحين ..
أي استحقاق هذا الذي يجري منذ سنة تماما ، أي تاريخ انعقاد آخر جلسة انتخابية في 14 حزيران من العام الماضي ؟ التقوقع المتعمد عند اسم ليس مسموحا طرح سواه لدى فريق الممانعة والرد التلقائي الوحيد لدى المعارضة بطرح اسم مرشح التقاطع الظرفي ، لا اكثر ولا اقل . تبدو وقائع السنة الفائتة هذه في هذه اللحظة اشبه بمسخ النظام الديموقراطي مسخا غير مسبوق ولا يمكن تبريرها اطلاقا كالعادة الخبيثة التي يتقنها التعطيليون بان لبنان عرف تجارب فراغ عدة سابقة وليست هذه التجربة مختلفة عن هذه الافة المزمنة . هذه السنة وقبلها وبعدها تتسم بخطورة انقلابية ناجزة اذا ظلت الوساطات والمبادرات والتحركات الداخلية خصوصا التي تكاد تصبح “غب الطلب” لاي صاحب موال سياسي يريد ان يغنيه ويحقق من خلاله مأربا ما ، تدور في مطحنة المياه تحت مسمى التشاور او الحوار الذي يخدم هدف قتل مزيد ومزيد من الوقت واستهلاك الزمن في انتظار الصفقة التي يطمح ويحلم الفريق التعطيلي في إنجازها خارجيا وتوظيف وتسييل مكاسبها داخليا لمصلحة انقلابه المتدحرج على النظام وانتصاره الموعود على الخصوم . ولعلنا لا نغالي في التشكيك ان تساءلنا باستغراب شديد : لماذا تدفقت وساطات من خارج وداخل بعد بيان “مرجعي” للمجموعة الخماسية رسم آلية الانتخاب بروح الدستور والنظام وكأنه حرك شياطين كامنة تمعن في حراسة التعطيل وتنقض على من يحاول “تعطيله ” ؟